أثار بعض وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلية المتطرفة، جدلا واسعا بعد الحديث عن ضم الضفة الغربية وغزة وإقامة مستوطنات إسرائيلية بها، حيث قالت وزيرة الاستيطان الإسرائيلية أوريت ستروك إن غزة جزء من إسرائيل وإقامة المستوطنات بها أمر طبيعي، كما أصدر وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش أمرا بالتحضير لضم المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة.
وقال سموتريتش، المسؤول عن المستوطنات، يوم الاثنين إنه أصدر تعليماته لوزارته "بإعداد البنية التحتية اللازمة لتطبيق السيادة".
أسرار محاولات إسرائيل ضم الأراضي الفلسطينية
وأكدت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، أنه من غير الواضح ما إذا كانت رغبة سموتيرتش القديمة في تطبيق القانون الإسرائيلي الكامل في مستوطنات الضفة الغربية لديها أي فرصة للتنفيذ قريبا.
وتابعت أن مكتب رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو لم يعلق على تصريحات وأوامر سموتريتش، ومع ذلك، في وقت سابق من يوم الاثنين، قال جدعون ساعر، وزير الخارجية الإسرائيلي الجديد، في مؤتمر صحفي إن حكومة الاحتلال لم تتخذ أي قرار بشأن قضية الضم حتى الآن، لكنه أشار إلى أنه تمت مناقشتها خلال فترة ولاية دونالد ترامب الأولى كرئيس للولايات المتحدة وأضاف أنه "إذا كان الأمر ذا صلة، فسيتم مناقشته مرة أخرى مع أصدقائنا في واشنطن
وقال المراقبون إن إعلان سموتريتش كان مدفوعًا إلى حد كبير بمحاولة إيجاد أرضية سياسية في السياسة الداخلية المنقسمة في إسرائيل.
وتابعت الشبكة أن المحاولات الإسرائيلية سرعان ما لاقت إدانة من السلطة الفلسطينية، التي وصفت وزارة خارجيتها مثل هذه التعليقات بأنها "امتداد استعماري وعنصري صارخ لحملة الإبادة والتهجير القسري المستمرة ضد الشعب الفلسطيني".
وقال نبيل أبو ردينة، المتحدث باسم رئاسة السلطة الفلسطينية، إن تعليقات سموتريتش تؤكد "نية الحكومة الإسرائيلية استكمال خططها للسيطرة على الضفة الغربية بحلول عام 2025" وقال إنه يحمل "سلطات الاحتلال الإسرائيلي" والإدارة الأمريكية مسؤولية السماح لإسرائيل "بالاستمرار في جرائمها وعدوانها وتحدي الشرعية الدولية والقانون الدولي".
وقال سموتريتش للكنيست الإسرائيلي، إن فوز الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية "يجلب فرصة مهمة لدولة إسرائيل"
وأضاف سموتريتش أن "الطريقة الوحيدة لإزالة" "التهديد" المتمثل في قيام دولة فلسطينية، "هي تطبيق السيادة الإسرائيلية على كامل المستوطنات في يهودا والسامرة"، وهو المصطلح التوراتي الذي يشير به الإسرائيليون إلى الضفة الغربية.
واحتلّت إسرائيل الضفة الغربية منذ استيلائها على الأراضي من الأردن عام 1967، وفي العقود التي تلت ذلك، وسعت المستوطنات اليهودية في المنطقة، والتي تعتبر غير قانونية بموجب القانون الدولي، على الرغم من توقيع سلسلة من اتفاقيات السلام مع الفلسطينيين في التسعينيات.
ويعيش حوالي نصف مليون إسرائيلي في مستوطنات الضفة الغربية، ولطالما دعا سموتريتش، وهو مستوطن، إلى تطبيق القانون الإسرائيلي في المستوطنات، وعارض في السابق إنشاء دولة فلسطينية مستقلة.
وقال الوزير إنه ينوي "قيادة قرار حكومي" يسمح لإسرائيل "بالعمل مع الإدارة الجديدة للرئيس ترامب والمجتمع الدولي لتطبيق السيادة وتحقيق الاعتراف الأمريكي والدولي".