أفادت تقارير أمريكية وبريطانية هذا الأسبوع، بأن تحركات جديدة تتنامى داخل الكونجرس الأمريكي لتصنيف جماعة الإخوان كمنظمة إرهابية، مع محاولة ربطها بحركة حماس، المُصنفة بالفعل إرهابية من قبل وزارة الخارجية الأمريكية.
قالت مجلة The Spectator البريطانية في تقرير لها اليوم الجمعة، بعنوان: "هل سيتخذ ترامب موقفًا ضد الإخوان المسلمين؟"، إن عددًا من المشرعين الأمريكيين يجددون مساعيهم لتصنيف جماعة الإخوان كمنظمة إرهابية أجنبية، في خطوة يعززها زخم سياسي متصاعد داخل الكونجرس، وسط دعوات لربط الجماعة بحركة حماس، التي تُصنفها الولايات المتحدة بالفعل كمنظمة إرهابية منذ عام 1997.
وأوضحت المجلة أن هذا التوجه المتجدد يأتي في أعقاب اقتراح مشترك بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي، قدمه النائب الجمهوري ماريو دياز-بالارت والنائب الديمقراطي جاريد موسكوفيتز منتصف يوليو الجاري، تحت عنوان "قانون تصنيف جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية لعام 2025".
ويدافع عن المشروع السيناتور الجمهوري البارز تيد كروز، الذي يقود منذ عام 2015 محاولات متكررة لتمرير مشروع قانون مماثل في مجلس الشيوخ.
وأشار التقرير إلى أن "كروز"، المعروف بانتقاداته الحادة للإسلاميين، اعتبر الجماعة "حجر الأساس للإرهاب السني المتطرف"، ودعا مرارًا إلى "مراقبة الأحياء الإسلامية في أمريكا" باعتبارها مهدًا للتطرف.
كما أشار إلى أن هذه الخطوة تدعمها شخصيات يمينية معروفة مثل لورا لومر، الحليفة المقربة من الرئيس السابق دونالد ترامب، بينما يرى مؤيدو المشروع أن جماعة الإخوان تُعد "تنظيمًا عابرًا للحدود يقدم الدعم لمجموعات مصنّفة وغير مصنفة إرهابية، ويشكل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي الأمريكي".
مشروع القانون يحظى بدعم متنامٍ داخل الكونجرس ويستند إلى تجارب إقليمية
في السياق نفسه، أشاد موقع The Hill الأمريكي الأسبوع الماضي، بدعوة عضو الكونجرس ديف ماكورميك، أحد داعمي مشروع القانون، حيث صرّح قائلًا: "إرهابيو حماس يفاخرون بأنهم أحد أجنحة جماعة الإخوان... وهذا وحده سبب كافٍ لتصنيف الجماعة الأم كمنظمة إرهابية".
وتحت عنوان: "ينبغي على الكونجرس أن يصنف جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية"، ذكر الموقع أن هذه المطالبات تحظى بدعم مرجعي من تجارب إقليمية، إذ أن مصر والسعودية والإمارات والبحرين والأردن صنفت الجماعة بالفعل كمنظمة إرهابية. بل إن دولًا مثل روسيا وسوريا رغم عدائهما التقليدي للولايات المتحدة، اتخذت الموقف ذاته، ما يدعم حجة أن الحظر لا يرتبط فقط بدوافع سياسية أمريكية أو إسرائيلية.
ووفقا للتقرير في المقابل، يُحذر منتقدو مشروع القانون من تداعيات واسعة قد تطال الحركات السياسية السلمية في العالم العربي، ومن أن هذه الخطوة قد تُستخدم لتجريم المعارضين تحت غطاء مكافحة الإرهاب.
ورغم هذا الجدل، تشير The Spectator إلى أن الرئيس السابق دونالد ترامب قد يُبدي استعدادًا أكبر لاتخاذ موقف حاسم ضد الجماعة، بالنظر إلى سجله في الشرق الأوسط، من اغتيال قاسم سليماني إلى دعم تصنيف حماس كمنظمة إرهابية.
وفي ظل هذا المناخ السياسي، يرى مراقبون أن البيت الأبيض بات أقرب من أي وقت مضى إلى اتخاذ خطوة رسمية لتصنيف جماعة الإخوان المسلمين كتنظيم إرهابي، خاصة مع تزايد الدعم الحزبي داخل الكونجرس ووجود سوابق إقليمية مشابهة لدى حلفاء واشنطن.