"نريد أن ينتهى الخوف".. معاناة الفلسطينيين فى غزة مستمرة بسبب عدوان الاحتلال
02.05.2025 07:52
اهم اخبار العالم World News
الدستور
حجم الخط
الدستور

في خيمة صغيرة على أطراف بلدة بيت لاهيا المدمرة شمال غزة، تعيش ابتسام غالية مع أطفالها الأربعة، في ظروف مأساوية بسبب الحصار المفروض على القطاع منذ شهور، ومع تزايد الحصار، تتضاءل مخزونات الطعام وتنعدم القدرة على تأمين احتياجات الحياة الأساسية، فيما تتعرض العائلة لمخاطر متواصلة من غارات جوية وقصف متواصل.

معاناة يومية بسبب الحصار في غزة

وبحسب تقرير لصحيفة الجارديان البريطانية أوضحت أنه منذ فرض الاحتلال الإسرائيلي حصارًا شاملًا على قطاع غزة، توقفت الإمدادات الغذائية والطبية والوقود، ما دفع ابتسام وأطفالها إلى محاربة الجوع مع كل وجبة، حيث يعتمدون على ما تبقى لديهم من مؤن محدودة، مثل: الفاصولياء والعدس، وهي كميات بالكاد تكفي لسد جوعهم اليومي

وفي ظل هذه الظروف، أصبحت الوجبات اليومية لا تتعدى وجبة واحدة أو اثنتين، حيث تقوم ابتسام بتقسيم الخبز بين أطفالها، لتتمكن من سد جوعهم.

 

معاناة إنسانية في غزة بسبب الحرب

ووفقًا لما أورده التقرير فإن حياة ابتسام وأطفالها غارقة في الآلام منذ أن فقدت زوجها حمزة في غارة لطائرة مسيرة إسرائيلية في ديسمبر 2023، وكان حمزة قد قُتل مع عمه وابن عمه أثناء بحثهم عن طعام في أنقاض منزلهم المدمر، وما زالت ابتسام تحتفظ بذكرى تلك اللحظة، حيث تقول: "لم أصرخ أو أنهار حين وجدتهم. شكرت الله على أنني استطعت دفنهم بنفسي بعد أن رفضت المستشفيات استقبالهم".

بعد ذلك، واجهت العائلة العديد من الصعوبات، بما في ذلك إصابة شقيقتها برصاصة طائشة في ساقها أثناء الطهو بالقرب من الخيمة.

كما أن الأطفال، الذين عاشوا صدمة فقدان والدهم، يعانون من مشاعر الخوف والقلق بشكل مستمر، فتقول ابنتها جِنان "9 سنوات": "أفتقد والدي، صوته ورائحته. كان يأخذنا لنأكل الكباب في عطلة نهاية الأسبوع. الآن، لا يوجد شيء لنشتريه من السوق".

جِنان أيضًا تعاني من كوابيس متكررة حول الانفجارات والأشلاء، وهو ما يعكس الصدمة النفسية التي يعيشها أطفال غزة في ظل الظروف الصعبة.

من جهة أخرى، يجمع الإبن الأكبر حسام "10 سنوات" الحطب يوميًا من المناطق المجاورة لتأمين وقود الطهي، وهو يشق طريقه في هذه المهمة الصعبة رغم عمره الصغير، في ظل غياب الغاز والوقود.

 

الواقع الصحي والإنساني في غزة

بحسب تقرير الأمم المتحدة، تم تسجيل 10 آلاف حالة من سوء التغذية الحاد بين الأطفال في غزة، من بينها 1.600 حالة من سوء التغذية الحاد جدًا، مع تزايد التوقعات بتدهور الوضع أكثر في الأيام المقبلة، حيث إن النظام الإنساني في غزة يواجه انهيارًا تامًا، مع نقص شديد في الإمدادات الغذائية والطبية.

ويستمر الاحتلال الإسرائيلي في تبرير الحصار على غزة، مدعية أن حماس تقوم بسرقة المساعدات الإنسانية وتوزيعها على مقاتليها أو بيعها لتمويل عملياتها، بينما تنفي المنظمات الإنسانية هذه الادعاءات، مؤكدة أن الوضع الاقتصادي الكارثي في غزة قد دفع إلى ازدياد عمليات النهب بسبب الظروف الإنسانية المتدهورة.

وحسب التقرير تتمنى ابتسام، مثل العديد من سكان غزة، أن يعيشوا في أمان بعيدًا عن القصف المستمر، وتأمل أن تعود الحياة إلى ما كانت عليه قبل الحرب. 

 

تقول ابتسام: "نريد فقط أن نعيش بأمان. نريد أن ينتهي الخوف، أن تتوقف الحرب، وأن تعود حياتنا كما كانت، نريد بيوتنا"، ولكن، مع استمرار الحصار والدمار، تتضاءل الآمال بأن تتحقق هذه الأمنية في وقت قريب، وما تبقى لها من مؤن، من دقيق وفاصولياء، سينفد قريبًا، لتواجه العائلة كارثة إنسانية جديدة.

اترك تعليقا
تعليقات
Comments not found for this news.