في ذكرى «أبو الرهبان».. تعرف على قواعد وشروط الرهبنة
30.01.2021 12:08
اخبار الكنيسه في مصر Church news in Egypt
الدستور
في ذكرى «أبو الرهبان».. تعرف على قواعد وشروط الرهبنة
Font Size
الدستور

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة البابا تواضروس الثاني، بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، اليوم السبت، بذكرى عيد القديس أنطونيوس الكبير، مؤسس الحياة الرهبانية، والشهير بلقب "أبو الرهبان".

 

وعرف العالم كله ذلك النظام الاجتماعي "الرهبنة"، على يد الملياردير المصري "أنطونيوس"، والذي ولد ببلدة قمن العروس التابعة لمحافظة بني سويف عام 251م، وتوارثته من بعده الاجيال، التي احتفظت بقوانين الرهبنة التي يحيا عليها الرهبان الى يومنا هذا، ويبدأ الراهب حياته الرهبانية وهو في بيت أبيه، حيث أن تعريف الرهبنة هو الانحلال من كل شئ للارتباط بالله فقط، وبناء عليه يبدأ الفرد في ممارسة الأصوام الانقطاعية والتي لايأكل خلالها اي شئ، والمواظبة على الصلاة باجتهاد، والتقرب الى الكنيسة، باستمرار قبل الذهاب الى الدير، لطلب الرهبنة.

 

ـ الاستعداد لدخول الدير

وتُعد أول الخطوات الجدية للشاب الراغب في الرهبنة، هي مرحلة "الخُلوة الروحية"، ويمر الشاب بتلك المرحلة من خلال الذهاب الى "بيت الخُلوة"، والموجود بأي دير من أديرة مصر، لتجربة حياة الرهبان ويرأس "بيت الخلوة" أحد رهبان الدير، ويضع به نظام رهباني مصغر، يقوم على قوانين صارمة، بالساعة والدقيقة، من يخالفها يتعرض لترك الدير في التو واللحظة، حتى ولو كان التوقيت في وقت متأخر، ويتعرف الشاب خلال فترة الخُلوة التي يقضيها بالدير على نموذج مصغر من حياة الرهبان المتعبة والمرهقة، كما يكتشف ميوله، وهل يميل بالفعل الى حياة النسك أم هي مجرد أحاسيس أو إعجاب بالرهبان وكفاحهم.

 

ـ إجراءات ما قبل الرهبنة وشروط التقدم للدير

ويلزم الشاب الراغب في الرهبنة استيفاء عدة شروط قبل أن يتقدم الى الدير الذي يرغب بالرهبنة به، أبرزها: ألا يكون الشاب متزوجًا أو سبق له الزواج بمعنى ليس أرمل أو مطلق، بالإضافة إلى إجراء كشف طبي شامل للاطمئنان أن المتقدم للرهبنة لا يعاني من أمراض نفسية مثل الغيبة أو الجنون أو الانفصام، والتي من الممكن أن تدفع لإيذاء الرهبان عن دون وعي، وأيضًا الخلو من الأمراض الجنسية أو الميول المنحرفة مثل الشذوذ الجنسي، بالإضافة إلى الخلو من الأمراض الجسدية المعدية.

 

كما يشترط على طالب الرهبنة إنهاء موقفه القانوني من الخدمة العسكرية من خلال استخراج شهادة المعافاة النهائية أو شهادة استيفاء المدة، للاطمئنان أن المتقدم غير هارب من الخدمة العسكرية، واستخراج فيش جنائي للاطمئنان أنه غير هارب من أي أحكام ولم يصدر بحقه أحكام غيابية، بالإضافة إلى استخراج شهادة المؤهل الدراسي لاسيما وأن هناك أديرة لا تقبل طالبي الرهبنة الحاصلين على شهادات أقل من درجة البكالوريوس أو الليسانس، بينما يُقبل الحاصلون على درجات المتوسط وفوق المتوسط بأديرة أخرى.

 

كما يجب أن يكون المتقدم للرهبنة مشهود له من كنيسته التي ينتمي إليها، وذلك من خلال استخراج شهادة "تزكية" من كاهن الكنيسة أو أب الاعتراف تثبت ان المتقدم أحد الأبناء الأوفياء للكنيسة المؤهلون للسير في حياة الرهبان، كما أن يكون كامل الأهلية، قادر على التعايش مع المجتمع، بمعنى انه لم يتقدم للدير هربًا من ثأر أو خشية من المسؤولية والتعرض للفشل، حيث ان بعض الاديرة تسأل عن الحالة المادية لطالب الرهبنة قبل قبوله، للتأكد من انه قادر على تحمل المسؤولية تماما ولم يتقدم للدير عجزا عن تدبير تكاليف الزواج.

 

ويجب أن يكون المتقدم للرهبنة غير وحيد أبواه، بمعنى أن يترك أحد في بيته ليرعى والداه في سن الكبر والمرض والعجز، حيث أن ذلك يستلزم أن يكون لديه أخوة أو أخوات، وفي حالا تصميم الوحيد على الرهبنة يجب أن يكتب والداه إقرارا تفصيليا بالحالة وأنهم سمحا بكامل رغبتهما في ترك ابنهما للدير، وليس لهم الحق في طلبه مرة اخرى، والدير معفي من اي مسائلات قانونية.

 

ـ روشتة العفة والطهارة 

وقام الرهبان بتصميم عدة قواعد للشباب الجدد المقبلين على الرهبنة، حتى يتثنى لهم السلوك في اصى درجات العفة والطهارة وكانت كالآتي:

 

أ‌- "العين سراج الجسد" يضع الرهبان هذه الآية نصب أعينهم ليلًا ونهارًا، ولذا فإن مبدأ غض البصر يحتل المكانة الاولى في نفوسهم، حتى لا يتسلل اي منظر الى الفكر والذي يسيطر على الفرد بدوره.

 

ب‌- الراهب المرشد: وهو اب كبير في السن يتعامل مع الرهبان الشباب الجدد بمبدأ الطبيب الذي يضع القوانين والاعمال والصلوات وعدد السجدات "الميطانيات" للراهب الذي يعاني من أفكار أو أحلام ترهقه، ويساعده في التخلص منها.

 

ت‌- الصلاة المستمرة ليلًا ونهارًا حيث يتدرب الراهب على أن يصلي وهو يأكل ويشرب ويعمل ويتمشى ليصل الأمر الى العقل الباطن والذي يعكس الامر بدوره في الاحلام اثناء النوم.

 

ث‌- النوم والأكل على الكفاف حيث لاينام الراهب في وضع قد يثير الحواس أو الشهوة الجنسية مثل النوم على البطن، كما لاينام وقت كبير بل ينام الفترة التي تسمح له بإكمال دورة الحياة، وهكذا ايضًا الأكل فالرهبان غالبًا لايأكلون الأكلات التي تعطي الجسد طاقة كبيرة مثل اللحوم والشحوم والمأكولات البحرية، وكذلك بعض الاكلات مثل المقبلات الحارقة، كما لايأكلون حتى الشبع، بل يصومون فترات طويلة ويأكلون بعدها حتى لاتخور قواهم.

 

ج‌- من القواعد المهمة في حياة الرهبان أن العقل الفارغ معمل للشيطان، ولذلك فإن يوم الراهب لايخرج خارج الصلاة المستمرة، والعمل الشاق والمرهق، والقراءة والإطلاع والدراسة في العلوم الدينية.

 

ح‌- يعتمد الرهبان على العمل الشاق في ارهاق اجسادهم التي تفرغ قوتهم في العمل ولا تطلب منهم اي شئ سوا النوم لاعادة شحن القوة مرة اخرى.

 

خ‌- الهروب من التجمعات لاسيما والتي تتواجد بها النساء، وايضا الاحاديث التي يمكن أن تسمح بتسلل الأفكار السيئة إلى العقل.

 

ـ جدول الراهب اليومي

ويمر اليوم الطبيعي للراهب المقيم داخل الدير بعدة مراحل:

 

1- فترة الصوم وهي منذ الساعة 12 مساءً وحتى غروب الشمس أو أكثر، حيث انه يوجد رهبان يأكلون وجبة واحدة يوميًا أو كل يومين أو أكثر، ويستثنى من ذلك شيوخ الدير اي الطاعنين في السن، والذين يعانون من أمراض تمنعهم.

 

2- فترة الصلاة: يستيقظ الراهب في تمام الساعة الثالثة والنصف فجرا ليبدأ مع بقية الرهبان وشباب بيت الخلوة وطالبي الرهبنة تسبحة نصف الليل بالكنيسة الكبرى بالدير، ثم القداس الإلهي، وبعدها يستمر بالصلوات حتى تغفل عيناه.

 

3- فترة العمل: تعقب القداس الالهي حيث يتوجه الراهب للافطار ان لم يكن صائما في ذلك اليوم، ويتجه الى العمل وينقسم العمل الى عدة اتجاهات كل فرد وميوله فهناك اعمال كتابية مثل العمل في سكرتارية الدير أو البوابة أو الحسابات أو كتابة الابحاث، وهناك أعمال جسدية مثل عمل القربان، او ورش السيارات والاخشاب والبلاط والطوب والمأكولات بشتى انواعها، وهناك أعمال أخرى مثل استقبال الضيوف وشرح معالم الدير الأثرية للأجانب والعمل بمضيفة او بوفيه او كانتين أو مكتبة او مطبخ الدير، ويتقاضى الرهبان أجر رمزي من الدير مقابل تلك الأعمال ليعلمهم الدير أداء فريضتي البكور بمعنى اعطاء الله الاجر الاول، والعشور بمعنى منح الله عشر الاجر من الشهر الثاني الى الاخير، والتصدق على المحتاجين، لاسيما وان الراهب لايحتاج المال في شئ فالدير يتكفل بالمأكل والمشرب والعلاج في مصر وخارجها والدفن في حالات الموت وكل شئ من احتياجاته.

 

4- فترة الخلوة الروحية: وهي الفترة التي يختلي بها الراهب مع الله في الصحراء دون عمل اواي شئ أخر، وهي الفترة التي يأتي الرهبان بسببها الى الدير، لانها الوحيدة التي لايقدرون ان يعملوها في المدينة الصاخبة.

 

ـ مسكن الراهب

ويسكن الراهب داخل "قلاية"، وتتكون من قسمين القسم الأول هو الذي يراه الناس ويتكون من ثلاجة لحفظ الطعام وكراسي للجلوس وسرير للنوم وبعض الاحتياجات الأولية، والقسم الثاني هو المحبسة وهي مكان ضيق صغير نوره خافت ضعيف لا يدخله إلا الراهب صاحب القلاية، ولا يستخدم لشيء إلا للصلاة فقط.

Leave Comment
Comments
Comments not found for this news.