الفتيات الناجيات.. قصة نزوح من الدمار إلى الأمل في تكساس الأمريكية
05.03.2025 01:25
اهم اخبار العالم World News
الدستور
الفتيات الناجيات.. قصة نزوح من الدمار إلى الأمل في تكساس الأمريكية
حجم الخط
الدستور

سلطت صحيفة الجارديان البريطانية، الضوء على معاناة الفلسطينين جراء انتهاكات وجرائم الاحتلال الإسرائيلي، مشيرة إلى أنه فقدت الطفلة مزيونة، البالغة من العمر 13 عامًا، جزءًا من وجهها في هجوم صاروخي العام الماضي.

وأضافت الصحيفة: والآن، بعد معاناة طويلة، تم السماح لها ولثلاث فتيات أخريات مصابات من الحرب بالسفر إلى الولايات المتحدة لتلقي العلاج.

لحظات من السعادة وسط الألم

في يوم دافئ في هيوستن، تكساس، كانت مجموعة من الفتيات يلعبن بجوار حوض السباحة، تتعالى أصوات الضحكات والأغاني العربية من هواتفهم الذكية. كانت مزيونة، والتي كانت قد غُطيَت أجزاء من وجهها برباط أبيض كبير، تتجاهل تحذيرات والدتها وتقفز في المسبح، مما جعل الجميع يتبللون.

تقول والدتها، أريج دمو، وهي تجلس على كرسي استلقاء مع ابنتها الصغيرة طلا في حضنها: "مزيونة كانت دائمًا روحًا نارية. بعد كل ما مرت به، أنا سعيدة فقط لرؤيتها تعود إلى طبيعتها القديمة".

 

مأساة في غزة

في يونيو الماضي، كانت مزيونة في منزلها عندما سقط صاروخ من قوات الدفاع الإسرائيلية على شقتها في مخيم النصيرات للاجئين.

وألقى الانفجار مزيونة ووالدتها إلى الشارع. ووجدوا شقيقتها الصغيرة طلا تحت الأنقاض ولكنها كانت على قيد الحياة. لكن شقيقاتها، هالة (13 عامًا) ومهند (10 أعوام)، لم يكونوا محظوظين، وتم انتشال جثثهم بعد ساعات من الهجوم.

نجت مزيونة، لكن نصف وجهها تمزق في الانفجار، مما أدى إلى تعرض فكها للعظم. حاول الأطباء في المستشفى فعل ما في وسعهم، ولكن نظام الرعاية الصحية في غزة كان عاجزًا عن تقديم العناية المتخصصة التي تحتاجها.

وعلى مدار خمسة أشهر، بينما كانت جروح مزيونة تصاب بالعدوى وتتعرض لألم مستمر، حاول والداها مرارًا الحصول على إذن من "كوجات"، الهيئة الإسرائيلية المعنية بالشؤون الإنسانية، لإجلائها طبيًا إلى الولايات المتحدة حيث كان ينتظرها فريق من الجراحين.

أخيرًا، في نوفمبر، وبعد أن نشرت صحيفة "غارديان" قصة مزيونة، تم السماح لها ولعائلتها بالخروج من غزة والسفر مع ثلاث فتيات مصابات إلى تكساس. لم يُسمح لوالد مزيونة، أحمد دمو، بالسفر معهم.

وتفتقر الفتيات إلى المعرفة باللغة الإنجليزية أو الثقافة الأمريكية، وحتى ما ينتظرهن في المستقبل. وترك كل ما يعرفونه خلفهم، وكونوا رابطًا قويًا بينهن، وشهدوا تجارب جديدة معًا: السفر بالطائرة، ورؤية الثلج، ومشاهدة أول روديو لهم.

يقول الدكتور مصعب ناصر، المدير التنفيذي لمنظمة "فجر" الطبية: "إن وجود بعضهم بجانب بعض ساعدهم حقًا في الانتقال إلى حياتهم الجديدة".

الآن، يجب على الفتيات أن يحاولوا التعافي من إصاباتهم الجسدية والتكيف مع حياتهم الجديدة، مع التعامل في نفس الوقت مع واقع إعاقاتهم الدائمة.

ستكون مزيونة بحاجة إلى عدة عمليات جراحية في مستشفى الأطفال في إل باسو، حيث ستستقر عائلتها في المستقبل القريب. الفتيات اللواتي تم إجلاؤهن يشكلن جزءًا صغيرًا من الآلاف من المدنيين الذين عانوا من إصابات مدمرة خلال الحرب في غزة.

تقول مزيونة في لحظة تأمل قبل جراحتها: "أنا قلقة جدًا على والدي، الذي بقي في غزة. أفكر دائمًا فيه، وأخشى أن يحدث له شيء".

 

ووفقا لتقرير فقد عانت الفتيات من فقدان عائلاتهن ومن الألم النفسي الناتج عن الانفصال. في الوقت الذي يتكيف فيه الأهل مع الحياة الجديدة، يبقى الألم والحزن جزءًا لا يتجزأ من حياتهم الجديدة، كما أن رحلة مزيونة والفتيات الأخريات هي شهادة على الشجاعة والإرادة البشرية في مواجهة التحديات القاسية التي فرضتها الحرب.

اترك تعليقا
تعليقات
Comments not found for this news.