«التبغ المسخن».. خدعة قاتلة بـ«سجائر أنيقة»
02.12.2021 15:04
اهم اخبار مصر Egypt News
الدستور
«التبغ المسخن».. خدعة قاتلة بـ«سجائر أنيقة»
حجم الخط
الدستور

انتشرت في الآونة الأخيرة العديد من وسائل التدخين المختلفة والمتعددة الأشكال مثل السجائر الإلكترونية والتبغ المسخن الذي احتل الصدارة في تلك الأوقات بسبب ترويج الشركات له على أنه أقل ضررا من السجائر العادية والسجائر الإلكترونية، وهو ما يخالف الحقيقة، حيث تقوم الشركات بخداع المواطنين بأنه آمن على الصحة لترتفع نسبة مبيعاتها وتحقق الأرباح على حساب صحة المواطنين.

وهو ما يثير القلق في تلك الفترة خاصة مع استعمال الشركات المنتجة لمنتجات التبغ المسخن لدعاية كاذبة لمنتجاتها الترويج له أكثر فأكثر ليس فقط عن طريق القول بأنه آمن ولكن أيضا عن طريق التخفيضات وشكل العبوات الجاذب للشباب، لذلك رصدت الدستور عدة آراء لفئات مختلفة من المجتمع في تدخين التبغ المسخن كبديل لمنتحات التبغ الأخرى.

وقال محمود مصطفى، شاب ثلاثيني، "التدخين كان هيدمر حياتي"، مؤكدا أنه أقلع عن التدخين وذلك لأن جميع منتجات التبغ تتسبب في أضرار على صحة المدخنين ويجب على الشباب المدخن أن يقلع عن التدخين نهائيا ولا يسير خلف الشركات التي هدفها الربح على حساب صحة المواطن، مؤكدا أن تدخين التبغ المسخن أصبح شبحا متوغلا بين فئة الشباب خاصة شباب الجامعات وهو ما سيتسبب في أزمات صحية لهم مثلما حدث عندما أصيلة بجلطات في الرئة نتيجة تدخينه الشره للسجائر، وحذر محمود الشباب من الوصول لنفس النتيجة وخاصة في سن صغير بسبب الإغراءات التي تقوم بها الشركات، وأوضح مصطفى أنه عانى كثيرا من أجل الإقلاع نهائيا عن التدخين وكان يشعر بصداع شديد مثله مثل المدمنين ولكنه بالإرادة القوية التي لديه استطاع التغلب على رغبته في التدخين بسبب مخاوفه من تدهور صحته والتي كادت أن تتسبب في وفاته بسبب الجلطات التي حدثت له سابقا وكان دافعا كبيرا له لترك التدخين نهائيا.

ومن جهته، عبر أحمد السيد، ستين عاما، عن استيائه من حملات الدعاية الإعلامية والترويجية التي تقوم بها شركات التبغ المسخن لاستقطاب المدخنين وخاصة فئة الشباب عن طريق الادعاء كذبا بأن هذا المنتج " التبغ المسخن" أقل ضررا على صحة المواطنين، قائلا " الشركات بتستغل الشباب و تاخد صحتهم" مؤكدا أن هدف تلك الشركات هو الربح فقط وليس الحفاظ صحة المواطن الذي سيرى تأثير تدخين تلك المواد على المدى البعيد، مشيرا إلى أنه لاحظ في الفترات الأخيرة انتشار تلك الدعاية في أماكن التجمعات الكبيرة مثل المولات التجارية، مشيرا أنه من المواطنين غير المدخنين والذين لم يسبق لهم التدخين وأنه يتمتع بصحة جيدة عكس المواطنين الذين في مثل سنة و يدخنون أنواع التبغ المختلفة فهم إصابتهم العديد من الأمراض المزمنة مثل الضغط المرتفع، مناشدا المواطنين بعدم الانسياق وراء تلك الدعاية والمحافظة على صحتهم.

وفي السياق، قال الدكتور عصام المغازي، رئيس جمعية مكافحة التدخين والدرن وأمراض الصدر، إن التبغ المسخن أحد الأوجه القبيحة والمميتة لصناعة الدخان  التى تقتل سنويا 8 ملايين نسمة على مستوى العالم منهم مليون نتيجة التدخين السلبي.

وأوضح أن هناك دراسة أعدتها منظمة الصحة العالمية والمعهد الوطني الأمريكي للسرطان أكدت أن التدخين يكلف العالم أكثر من تريليون دولار سنويا، يفوق تكلفته بكثير الإيرادات العالمية للضرائب على التبغ، التي قدرتها منظمة الصحة العالمية بنحو 269 مليار دولار في عامي 2013 و2014.

وأشار «المغازي» إلى أن التدخين يعد أحد مخاطر الصحة العامة التي تؤثر سلبا على المجتمع ككل وليس فقط على المدخن، بل وأيضا على الأجيال الحالية والقادمة، تعتبر مصر واحدة من أكثر الدول ذات المعدلات المرتفعة في استهلاك التبغ، حيث إن ما يقرب من ربع الشعب المصري من البالغين يستهلكون التبغ 22.8 %.

ونوه إلى أن تلك النسبة التي تتضاعف بين الرجال البالغين لتصل إلى حوالي 45% ولنا أن نتخيل نسبة التدخين السلبي المرتفعة نتيجة التعرض لدخان ذلك القطاع العريض من المدخنين والتى يصل تأثيرها الضار على الصحة إلى الوفاة حيث يقدر عدد الوفيات المتعلقة بالتدخين فى مصر بنحو 170 ألف حالة وفاة سنويا.

وأكدت الدكتورة إيمان أحمد، طبيب الصدر والحساسية، إن التبغ المسخن  له أضرار تدخين السجائر العادية نفسها لاحتوائها على نفس المواد الكيميائية الضارة.

وأكدت أنه يجب توعية المواطنين بحملات توعية بخطورة التبغ المسخن والتدخين على صحة المواطنين وتوعيتهم بأنه ليس أقل ضررا.

وعن الفارق بين تدخين التبغ العادي والتبغ المسخن وخطورته، أكدت أحمد أن تدخين التبغ العادي “السجائر العادية” يتم عن طريق إحراق السجائر، ولكن تدخين التبغ المسخن يتم عن طريق جهاز يقوم بتسخين السجائر وليس حرقها، لافتة إلى أن التبغ المسخن يتكون من نفس المواد الكيميائية التي يتكون منها التبغ العادي.

وفي ذات السياق، كان قد أظهر أحدث تقرير لمنظمة الصحة العالمية عن اتجاهات انتشار تعاطي التبغ 2000-2025، الإصدار الرابع ، أن هناك 1.30 مليار متعاطي للتبغ على مستوى العالم مقارنة بـ 1.32 مليار في عام 2015. ومن المتوقع أن ينخفض ​​هذا الرقم إلى 1.27 مليار بحلول عام 2025.

وأوضح التقرير أن هناك ستون دولة الآن على المسار الصحيح لتحقيق الهدف العالمي الطوعي المتمثل في خفض استخدام التبغ بنسبة 30٪ بين عامي 2010 و 2025. قبل عامين ، كان هناك 32 دولة فقط على المسار الصحيح.

وأكدت منظمة الصحة العالمية أن نسبة انتشار التدخين في منطقة البحر الأبيض المتوسط وصلت إلى 19٪ من البالغين وهم من متعاطي التبغ الحاليين - ما يقرب من 92 مليون مستخدم، منهم 82 مليونًا من الرجال و 9.5 مليون من النساء و توجد أربعة من أصل ستة بلدان في العالم يتزايد فيها استخدام التبغ في هذه المنطقة (مصر والأردن ولبنان وعمان).

وأظهر التقرير أن هناك انخفاضا طفيفا في انتشار تعاطي التبغ في إقليم شرق المتوسط ​​التابع لمنظمة الصحة العالمية ويعد هذا تطورًا واعدًا ولكنه متقلب حيث يجب على البلدان الاستمرار في تسريع تنفيذ التدابير الموضحة في اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ "WHO FCTC" للحفاظ على الزخم مستمرًا لفترة طويلة بعد هذا التقرير كما يجب على البلدان أيضًا تكثيف جهودها لمراقبة تعاطي التبغ وسياسات الوقاية حيث أن البيانات من خمس سنوات ماضية غير كافية ومتفاوتة في بعض البلدان في المنطقة مقارنة بمناطق منظمة الصحة العالمية الأخرى.

وأحثت منظمة الصحة العالمية البلدان على تسريع تنفيذ سياسات مكافحة التبغ الفعالة والشاملة بموجب اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ وتدابير خفض الطلب لتقليل الطلب على التبغ من أجل تحقيق هدف الحد من تعاطي التبغ بنسبة 30٪ بحلول عام 2025.

وأشارت إلى أنه من الضروري تنفيذ تغليف لا يجذب المواطنين على شراء تلك المنتجات  على جميع منتجات التبغ لإنهاء جاذبية المنتج، خاصة بين الأطفال والشباب، ورصد تعاطي التبغ وسياسات الوقاية بانتظام على المستوى الوطني بين مختلف الفئات العمرية، وإشراك جميع أصحاب المصلحة المعنيين في مكافحة التبغ ، بما في ذلك مجموعات المجتمع المدني.

اترك تعليقا
تعليقات
Comments not found for this news.