أعلنت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، اليوم، أنها استعادت السيطرة على القصر الرئاسي في عدن وكامل المحافظة من الإنفصاليين الجنوبيين، وكتب وزير الإعلام معمر الإرياني في تغريدة على "تويتر": "تمكن ضباط وأفراد ألوية الحماية الرئاسية الأبطال من تأمين قصر المعاشيق في العاصمة المؤقتة عدن والمناطق المحيطة بشكل كامل، والجيش الوطني والأجهزة الأمنية يفرضون سيطرة كاملة على مديريات محافظة عدن".
وفي سياق آخر، أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، اليوم، أن الولايات المتحدة بصدد الإعداد لمحادثات مباشرة مع المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران لمحاولة وضع حد للحرب التي أودت بالآلاف في اليمن، وتأتي المبادرة الأمريكية بعدما كثف الحوثيون ضرباتهم الصاروخية وبطائرات مسيرة ضد السعودية، وفي ظلّ تصاعد للتوتر في منطقة الخليج.
وقالت "وول ستريت جورنال"، نقلاً عن مسؤولين مطلع على الملف، إن "الولايات المتحدة تسعى إلى حث السعودية على المشاركة في محادثات سرية في عمان مع قياديين حوثيين بهدف التفاوض على وقف لإطلاق النار في اليمن"، موضحة أن هذه المبادرة يمكن أن تفتح قناة الاتصال الأولى بين إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والحوثيين، في وقت تزداد المخاوف من اندلاع حرب إقليمية.
وسيقود فريق التفاوض الأمريكي كريستوفر هينزل، وهو دبلوماسي متمرس عين كأول سفير لإدارة ترامب في اليمن في أبريل، وفي ظل إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، أجرى مسئولون أمريكيون اتصالات مقتضبة مع الحوثيين في يونيو 2015، بعد ثلاثة أشهر من بدء العملية العسكرية للتحالف الذي تقوده الرياض في اليمن "التحالف العربي"، بهدف إقناعهم بالمشاركة في محادثات سلام ترعاها الأمم المتحدة في جنيف.
لكن مؤتمر جنيف، على غرار جولات مفاوضات أخرى، لم ينجح في وضع حد للنزاع اليمني، وقالت "وول ستريت جورنال": "هناك أيضا قلق متصاعد في واشنطن من واقع أن السعودية لا تريد جديا وضع حد للنزاع".
ويعتزم المسئولون الأمريكيون لقاء نظرائهم السعوديين في واشنطن الأسبوع الجارِ بهدف التشجيع على الخيار الدبلوماسي لحل النزاع اليمني، ومن المقرر أن يلتقي نائب وزير الدفاع السعودي وشقيق ولي العهد محمد بن سلمان الأمير خالد بن سلمان، وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، اليوم، وأعلن مسئول في الخارجية الأمريكية للصحيفة أن "سفير الولايات المتحدة في اليمن يتحدث مع جميع اليمنيين من أجل تعزيز أهداف الولايات المتحدة في هذا البلد".
واندلعت الحرب عام 2014 بهجوم للمتمردين الحوثيين انطلاقا من معقلهم في شمال اليمن، وتمكنوا خصوصا من السيطرة على العاصمة صنعاء، وتدخل تحالف دولي بقيادة السعودية عام 2015 من أجل دعم الحكومة اليمنية في مواجهة المتمردين.