قالت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، إن اختيار حركة حماس يحيى السنوار، مهندس عملية طوفان الأقصى أكتوبر الماضي ضد الاحتلال الإسرائيلي ليكون زعيمها السياسي الجديد، خطوة تعزز قبضته على الحركة، مشيرة إلى أنه الرجل الأكثر طلبًا لدى إسرائيل، فهو من سيخلف إسماعيل هنية الذي اغتيل في طهران الأسبوع الماضي.
فاينانشيال تايمز: اختيار السنوار رئيسًا لحماس استفزاز لإسرائيل
وبحسب تقرير للصحيفة، فمن المرجح أن ينظر الإسرائيليون إلى اختيار السنوار رئيسًا لحماس، وهو شخصية قاسية وزعيم حماس في غزة، على أنه خطوة استفزازية، ويهدد بتعقيد الجهود المتوقفة التي تقودها الولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق لتأمين إطلاق سراح المحتجزين وإنهاء الحرب في القطاع المحاصر.
وقال أسامة حمدان، وهو مسئول سياسي كبير في حماس، إن السنوار تم اختياره "بالإجماع"، مضيفًا أن فريق الحركة المشارك في المفاوضات تحت قيادة هنية سيستمر "تحت إشراف السنوار".
وأكدت الصحيفة أن الدبلوماسيين في المنطقة كانوا يتوقعون استبدال إسماعيل هنية بعضو آخر من القيادة السياسية في قطر، حيث كان يعيش في المنفى، وقد اعتُبر اغتياله انتكاسة للجهود الدبلوماسية لإنهاء الصراع، لأنه كان المحاور الرئيسي الذي يتعامل مع الوسطاء القطريين والمصريين، لذا تعيين السنوار كزعيم سياسي قد يؤدي إلى تشديد موقف رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو وحركة حماس في المفاوضات.
وقال دبلوماسي مطلع على المحادثات: "في النهاية كان عليك دائمًا إقناع السنوار بشراء الصفقة، لكنك فقدت صوتًا في هنية، الذي كان بإمكانه القيام بذلك، ويمكن للآخرين المساعدة، ولكن ليس لديهم نفس وزن هنية".
وأوضحت "فاينانشيال تايمز أن الولايات المتحدة وحلفاءها ينظرون إلى المحادثات باعتبارها حيوية لإنهاء الحرب ونزع فتيل التوترات الإقليمية المتصاعدة.
وتابعت: "قبل وقت قصير من إعلان حماس عن تولي السنوار منصب الزعيم السياسي، تحدث الرئيس الأمريكي جو بايدن مع زعماء مصر وقطر، بينما واصلت واشنطن الضغط من أجل التوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن ووقف إطلاق النار".
وفي مكالمات منفصلة مع الرئيس عبدالفتاح السيسي وتميم بن حمد آل ثاني أمير قطر، تناول بايدن "جهودهما لتهدئة التوترات الإقليمية"، واتفق الزعماء الثلاثة "على ضرورة إنهاء العملية في أقرب وقت ممكن"، كما قال البيت الأبيض في وقت سابق.
من هو يحيى السنوار رئيس حماس الجديد
ووفق الصحيفة ولد السنوار في أحد الأحياء الفقيرة في خان يونس، جنوب غزة، وبرز في الثمانينيات كمستشار لمؤسس حماس الشيخ أحمد ياسين، كما ساعد السنوار في بناء الجناح العسكري لحماس، كتائب القسام، وتولى قيادة جهاز الأمن الداخلي، الذي طارد المتعاونين الفلسطينيين مع الاحتلال، مما أكسبه لقب "جزار خان يونس".
وأمضى يحيى السنوار أكثر من 22 عامًا في سجن إسرائيلي لدوره في القضاء على المتعاونين، وأُطلق سراحه كجزء من صفقة تبادل أسرى عام 2011 والتي تم فيها إطلاق سراح أكثر من 1000 أسير فلسطيني مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، الذي احتجزته حماس في غزة.
وقد وصفه الذين قضوا بعض الوقت مع السنوار بأنه رجل كاريزما قليل الكلام، وسريع الانفعال وذو حضور طاغي.
وفي الأيام التي أعقبت عملية طوفان الأقصى في أكتوبر الماضي، شوهد في شبكة الأنفاق تحت غزة، وفقًا لبعض المحتجزين المحررين، فيما تعتقد المخابرات الإسرائيلية أن السنوار تجنب القبض عليه أو اغتياله في جنوب غزة من خلال البقاء داخل شبكة الأنفاق الضخمة تحت الأرض التابعة لحماس.
وفي وقت سابق من هذا العام، أصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي مقطع فيديو زعم أنه يظهر السنوار، برفقة عائلته، وهو يتحرك عبر أحد هذه الأنفاق تحت خان يونس، كذلك يعد قتله أحد الأهداف الرئيسية الإسرائيلية "لتدمير" حماس في غزة بحسب الصحيفة.