في خطوة تاريخية تجسد رؤية الكنيسة القبطية الأرثوذكسية نحو مستقبل أكثر إشراقًا في خدمة أبنائها، حصلت الكنيسة على قطعة أرض تبلغ مساحتها 30 فدانًا من الدولة بنظام التخصيص، وتقع في منطقة “مثلث الأمل” بالتجمع السادس في مدينة القاهرة الجديدة، بموجب القرار الجمهوري رقم 170 لسنة 2015، الذي يقضي بإعادة تخصيص هذه الأرض لصالح بطريركية الأقباط الأرثوذكس المصرية بهدف إنشاء ملحق إضافي للكاتدرائية المرقسية. وقد تم استلام الأرض رسميًا من جهاز القاهرة الجديدة التابع لهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة بتاريخ 29 أبريل 2015، وتم تحديد حدودها بوضع علامات حديدية طبقًا للإحداثيات الواردة في محضر الاستلام.
موقع مميز وخطط واعدة
وفي تصريحات خاصة قال القمص موسى إبراهيم، المتحدث باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية أن الموقع الاستراتيجي لهذا المشروع يهدف إلى إنشاء مقر إداري رئيسي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية يضم عددًا من المؤسسات التي تعزز الرؤية التعليمية والخدمية والإدارية للكنيسة، في الوقت الذي تستضيف فيه كاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية الجديدة المقر البابوي للأب البطريرك. وأشار إلى أن أعمال الإنشاءات قد شهدت تقدمًا ملموسًا، حيث تم الانتهاء من ثلاثة مبانٍ إلى جانب كنيسة تحمل اسم القديسين مار مرقس الرسول والبابا كيرلس السادس، ويجري العمل حاليًا على استكمال تراخيص بقية المباني، مما يعزز من تكامل المشروع ويعكس التزام الكنيسة بخدمة أبنائها.
أعمال إنشائية تنبض بالحياة
يضم المقر الجديد عددًا من المؤسسات التعليمية التي تهدف إلى تعميق الفهم الروحي والمعرفي، ومنها الكلية الإكليريكية، ومعهد الدراسات القبطية، ومعهد الكتاب المقدس، ومعهد الرعاية والتربية، ومعهد الألحان والموسيقى القبطية، وهي مؤسسات تهدف إلى بناء وتطوير القيادات الروحية وتعزيز الهوية القبطية، إضافة إلى تقديم دراسات معمقة حول الكتاب المقدس وتدريب الخدام في مختلف المجالات الروحية.
مرافق تعليمية لخدمة الرسالة الروحية
وأشار القمص موسى إبراهيم إلى أن المقر الجديد سيحتوي أيضًا على مرافق خدمية وإدارية تشمل مكتبة تضم مجموعة واسعة من المراجع الروحية والثقافية، ومسرحًا لاستضافة الفعاليات الدينية والثقافية، ومبنى ضيافة رسمية لاستقبال الضيوف والشخصيات الرسمية، إلى جانب هيئة الأوقاف القبطية التي ستنظم وتدير شؤون الأوقاف.
مرافق خدمية وإدارية تساهم في تعزيز العمل الكنسي
وتابع القمص موسى إبراهيم موضحًا أن الكنيسة تعمل على تفعيل الكفاءة الإدارية والتنظيمية من خلال إنشاء مقر إداري عام للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، والديوان البابوي الذي يمثل المركز التنظيمي للأب البطريرك، ومقر المجمع المقدس الذي يخدم احتياجات المجمع المقدس ولجان الكنيسة المختلفة.
إطار إداري متكامل
كما سيضم المقر الجديد عددًا من الأسقفيات العامة التي تهتم بخدمة مختلف فئات المجتمع القبطي، من بينها أسقفية الخدمات العامة التي تعتني بالفئات المحتاجة وتقدم الدعم الاجتماعي، وأسقفية الشباب التي تهدف لرعاية وتأهيل الشباب روحياً واجتماعياً، وأسقفية الطفولة والتربية التي تركز على تنشئة الأطفال في بيئة روحية سليمة، وأسقفية الأسر المسيحية التي تقدم الدعم والإرشاد الأسري، وأسقفية المهجر التي تهتم بخدمة الأقباط في الخارج وتعزز التواصل معهم.
أسقفيات عامة لخدمة الأقباط محليًا وعالميًا
وأكد القمص موسى إبراهيم أن هذا المشروع يمثل تجسيدًا لرؤية الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في تلبية احتياجات الأقباط في كافة المجالات، ويتماشى مع رسالتها الرعوية والتعليمية والخدمية. وأضاف أن المقر الإداري الجديد يهدف إلى تعزيز دور الكنيسة في نشر التعاليم المسيحية وتوفير بيئة متكاملة تخدم الأقباط في مختلف نواحي الحياة، مشيرًا إلى حرص قداسة البابا تواضروس الثاني على تطوير البنية التحتية للكنيسة بما يتناسب مع طموحات أبنائها وخدمة شاملة لمجتمع الكنيسة.