قال قداسة البابا تواضروس الثاني: “يعز علينا أن نودع على رجاء القيامة في أيام الفرح- في عيد الصليب، أحد أعمدة الكنيسة في التاريخ المعاصر، الأنبا هدرا مطران أسوان، ورئيس دير الأنبا باخوميوس بحاجر إدفو”.
جاء ذلك خلال ترأس قداسته، ظهر اليوم لصلوات تجنيز مثلث الرحمات الأنبا هدرا، أسقف أسوان، بالكاتدرائية المرقسية الكبرى بالعباسية، الذي رقد في الرب, أمس، بعد صراع مع للمرض.
وأضاف قداسة البابا: “نودعه ونحن في ملئ الرجاء أنه عاش بيننا وقدم نموذجاً للخادم الحقيقي، وهو الآن يقول مع بولس الرسول “لي الحياة هي المسيح والموت هو ربح…” (في 1 :21) “.
وتابع قداسته: “كانت كل حياة الأنبا هدرا للمسيح، منذ نشأته وشبابه، كما ترهب ورسم أسقفا وخدم زمنا طويلاً في أسوان، خدم بكل ما في الخدمة من آلام وأفراح، فمنذ بداية حياته الرهبانية كان راهبا وقورا في دير السريان العامر، حيث أنه لحق بالدير منذ حوالي 50 سنة، في عام 1971، ثم اختارته العناية الإلهية ليكون أسقفا لإيبارشية أسوان، حيث كان حارسا لجنوب مصر، وقد لقي فيها متاعب ولكن خدمته أثمرت، وقدمت إيبارشية أسوان صورة هادئة للرعاية بكل خدامها وكهنتها”، مشيرا أن الأنبا هدرا كان خادماً ساهرا على رعايته واستطاع أن يقيم علاقات طيبة مع المسئولين في المحافظة، وأن يقدم صورة حلوة للخادم ويعطي الكثير للجميع، فهو هادئ ورزين ومتعقل، وكل كلماته كانت بحساب، وقال قداسة البابا: “إن الأنبا هدرا نموذجاً طيب سنفتقده كثيرا”.
وشرح قداسته، أن “الموت هو ربح”، وذلك لأن بالموت تنتهي كل الآلام والاوجاع، حيث قال الكتاب المقدس “ارجعي يا نفسي الى موضع راحتك”، وأيضاً في الموت ربح لأنه وجود في الحضرة الإلهية، ولقاء مع الأبرار والصديقين، كما أنه ربح لأن الإنسان يحيى هناك في سعادة دائمة، كما قال يشوع ابن سيراخ “لا تحسب أحداً سعيداً قبل موته”، لأنه لا توجد سعادة حقيقية على الأرض، واستشهد قداسة البابا بقول الكتاب أنه “ليس موت لعبيدك بل هو انتقال” مؤكداً أنه انتقال للشاطئ الآخر حيث الحياة الأبدية، كما وصفها بولس الرسول “ما لم تراه عين ولم تسمع به أذن..”
وأعرب قداسة الباب عن حبه الشديد لمثلث الرحمات الأنبا هدرا، ولفضائله وللنموذج الطيب الذي قدمه، مشيرا أنه كان يخدم في أسوان، ولكنه كان يقدم خدمات أخرى خارج أسوان، وأنه كان يتعامل مع كل شيء بهدوء وحكمة، مشيرا أن الأنبا هدرا قضى في رعاية أسوان 46 سنة، حيث خدمها بكل أمانة، فهو كان راعيا ساهرا حكيما هادئاً، لا يحبه فقط شعب أسوان بل كل الذين يتعاملون معه، من جميع الإيبارشيات والأديرة داخل مصر وخارجها.
وأختتم قداسة البابا كلمته قائلا: “عاد الأنبا هدرا إلى موضع راحته، تاركاً لنا سيرة عطرة”، وفي النهاية قدم قداسته خالص التعازي باسمه وباسم المجمع المقدس، لإيبارشية أسوان وكهنتها وشعبها، ورهبان دير الأنبا باخوميوس بحاجر ادفو، ولكل من أحب نيافه الحبر الجليل الأنبا هدرا، وقال قداسته ” إننا نصلي إلى الله أن يمنحنا السير الهادئة، وأن يعطينا استعدادًا لهذا اليوم”.
وأعلن قداسة البابا أن إيبارشية أسوان، سيقوم بالإشراف عليها نيافة الأنبا باخوم أسقف سوهاج، وأنه سيكون نائبًا بابويا إلى أن يدبر الله أمر الإيبارشية.