«الثواب والعقاب». ملامح سياسة البابا تواضروس في إدارة الكنيسة
02.01.2020 17:10
اخبار الكنيسه في مصر Church news in Egypt
الدستور
«الثواب والعقاب». ملامح سياسة البابا تواضروس في إدارة الكنيسة
حجم الخط
الدستور

تميز البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، بسياسة واضحة الملامح في تعاملاته مع الكنيسة.. برزت ملامحها منذ اليوم الأول لتوليه السدة البطريركية وفيما يلي نستعرض أبرز ملامح تلك السياسة:

 

"الوطن أولًا"

قال الشماس الإيبودياكون مرقس عادل من إيبارشية شبرا الشمالية، إن البابا وضع الوطن قبل الكنيسة حينما قال مقولته الشهيرة "وطن بلا كنايس أفضل من كنايس بلا وطن".. وبهذا ضرب أروع أمثلة الوطنية على الإطلاق وهو ما لا يعد غريبًا على الكنيسة المصرية فالبابا الراحل شنودة الثالث قال من قبل إن مصر ليس وطن نعيش فيه ولكنه وطن يعيش فينا

 

"ديمقراطية القرار"

قال الدكتور مؤنس أنيس، أمين خدمة بإيبارشية سوهاج، إن ضمن الملامح العريضة لتعامل البابا مع الكنيسة هو الحفاظ عليها ككنيسة مجمعية، فالبابا لا يأخذ قرارًا منفردًا بل يعود إلى المطارنة والأساقفة أعضاء المجمع، كما يترك لكل أسقف الحرية الكاملة لتدبير شؤون إيبارشيته بما يراه مناسبًا وهو ما حدث بخصوص قداس عيد الميلاد المبكر بإيبراشية لوس أنجلوس.

 

"الحزم في العقيدة"

 

لا يقبل البابا أي تهاون فيما يخص العقيدة.. هكذا عبر أنطونيوس سعد، الأغنسطس بإيبارشية دلجا ودير مواس، قائلا إن البابا يقف أمام كل مبتدع تسول له نفسه بالمناداة بغير ما تسلمنا من آباء الكنيسة الأوائل وهو ما حدث بخصوص أحد قساوسة الإسكندرية والذي نادى بأن آلام مارجرجس أقوى من آلام المسيح وغيره من الأفكار الخاطئة. 

 

"الصدر الرحب"

وأضاف "سعد": "كثيرًا ما يتقبل البابا بعض الآراء المعارضة ولعل أبرز من عارضه هو الأنبا أغاثون أسقف مغاغة والعدوة والأنبا مايكل أسقف فيرجينا واللذين أصدرا عدة بيانات يعربان فيها عن اعتراضهما على بعض القرارات، لكن البابا تقبل تلك الاعتراضات بصدر رحب ولم نسمع بأن قام بإيقاف أحد منهم".

 

"الثواب والعقاب"

بولس عزيز، مسؤول خدمات الرحمة بأحد كنائس البلينا، قال إن البابا اعتاد على مكافأة الكوادر الكنسية كما يعاقب المخطئين حيث إن البابا قام بأكبر حملة ترقيات منذ زمن، فقد قام بترقية ما يقارب من 20 مطران على رأسهم الأنبا بنيامين والأنبا إبرام والأنبا مرقس والأنبا بولا والأنبا إشعياء بجانب المئات من القمامصة والذين كان أحدثهم القمص ابرام إيميل وكيل بطريركية الإسكندرية 

 

"محو الذنب بالتعليم"

وأضاف أن البابا تواضروس كثيرًا ما يسير وفق قاعدة محو الذنب بالتعليم التي نادت بها (الدسقولية) حيث أسس العديد من مراكز التعليم والدورات التدريبية والإكليريكيات والمعاهد الدينية كما قام بتطوير كل المعاهد الكبرى.

 

"يعمل بحكمة"

ومن جهته قال الكاتب والباحث كريم كمال رئيس الاتحاد العام لأقباط من أجل الوطن، إنه منذ أن جلس قداسة البابا تواضروس الثاني على الكرسي المرقسي وهو يقود الكنيسة بحكمة وعمل منذ اللحظة الأولى على تطوير النظم الإدارية للكنيسة بما يتناسب مع روح العصر.

 

وأضاف كمال في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن الشباب كانوا محور اهتمام البابا حيث عمل مؤتمرات الشباب على مستوى مصر وبلاد المهجر وأدخل العديد من الشباب في مجالس إدارة الكنائس كما عمل قداسته على التقارب مع الكنائس الأخرى دون أي تفريط في عقيدة الكنيسة كما يشيع البعض.

 

وتابع: "هناك أمور أتمنى أن يحسمها قداسة البابا خلال العام الجديد وأهمها وحدة التعليم داخل الكنيسة، حيث شكل المجمع المقدس خلال اجتماعه الأخير في عيد العنصرة في العام الماضي، لجنة برئاسة نيافة الأنبا هدرا مطران أسوان، لدراسة العديد من الشكاوى المقدمة ضد بعض رجال الأكليروس بنشر تعاليم خاطئة بين الشعب ولكن رغم خطورة القضية لم نسمع عن أي عمل لهذه اللجنة حتى الآن".

 

وأضاف كمال، أن فكر الكنيسة واحد منذ القديس مار مرقس الرسول، مرورًا بالبابا أثناسيوس الرسولي والبابا كيرلس عمود الدين والبابا كيرلس السادس والبابا شنوده الثالث وصولًا إلى البابا تواضروس الثاني وأنا على يقين تام أن قداسة البابا يرفض رفضًا تامًا أي خروج عن فكر وتعاليم الآباء الأولين. 

 

وشدد على أهمية حسم قضية موعد عيد الميلاد المجيد ووحدة موعد الاحتفال بالعيد في مصر وبلاد المهجر سواء الإبقاء على التقويم الحالي أو تعديل التقويم بقرار مجمعي أمر هام جدا من أجل وحدة الكنيسة.

 

وواصل كمال: "نحن نثق ثقة شديدة في أسلوب وفكر قداسة البابا في إدارة الكنيسة لأن قداسة البابا أيضا تتلمذ على فكر آباء عظام هم قديس العصر قداسة البابا شنوده الثالث وشيخ نظارته الكنيسة القبطية الأرثوذكسية نيافة الأنبا باخوميوس مطران البحيرة"، متابعا أن فكر هذين العملاقين في الإدارة يتميز بالحفاظ على هوية الكنيسة وتعاليم الكتاب المقدس وقوانين الدسقولية مع التطوير في أسلوب الإدارة الذي يناسب العصر دون المساس بالثوابت وفي رأيي الخاص أن قداسة البابا تواضروس يسير على فكر هؤلاء العظام ولكن بأسلوبه الخاص لأن لكل إنسان أسلوب في التنفيذ.

اترك تعليقا
تعليقات
Comments not found for this news.