في خِضَّم التوترات الراهنة بمنطقة الشرق الأوسط ومع تفاقم الحروب والنزاعات الإقليمية لا سيما الحرب في غزة والتصعيد الإسرائيلي – الإيراني، وتأزم الأوضاع في لبنان واستمرار هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، تلعب القوات البحرية الأمريكية دورًا مهمًا لحماية مصالح الولايات المتحدة وحلفائها في الشرق الأوسط، ومواجهة التهديدات الإقليمية المحتملة.
وتشهد خريطة القوات الأمريكية في الشرق الأوسط تغييرًا مستمرًا وفقًا لمستجدات الأوضاع الأمنية والاستراتيجية بالمنطقة، حيث أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية، اليوم الخميس، عن إنهاء مهمة حاملتيِّ طائرات في الشرق الأوسط وقررت إعادتهما إلى قاعدتهما، وذلك بعد تعزيز واشنطن وجودها العسكري بالمنطقة.
ووفقًا لـ"وكالة أسوشيتد برس" الأمريكية، من المتوقع أن تكون حاملة الطائرات "يو إس إس تيودور روزفلت" والمدمرة "يو إس إس دانيال إينوي" في منطقة المحيطين الهندي والهادي اليوم، أما حاملة الطائرات "أبراهام لينكولن" فستبقى في منطقة خليج عمان.
وأشارت الوكالة، إلى أن عددًا من السفن الأمريكية، ما زالت توجد في شرق البحر المتوسط، بالإضافة إلى مدمرتين وغواصة "يو إس إس جورجيا" الموجهة بالصواريخ لمواجهة هجمات الحوثيين.
وقالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إن حاملة الطائرات الأمريكية "يو إس إس أبراهام لينكولن" ستواصل العمل في منطقة خليج عمان.
القوات البحرية الأمريكية في الشرق الأوسط
تشمل القوات البحرية الأمريكية في الشرق الأوسط الأساطيل البحرية، حيث تضم الأسطولين الخامس والسادس، اللذان يتمركزان في المنطقة ويقومان بعمليات بحرية متنوعة.
وتشكل حاملات الطائرات جزءًا رئيسيًا للقوة البحرية الأمريكية في المنطقة، حيث تحمل طائرات مقاتلة ومروحيات قادرة على تنفيذ ضربات جوية دقيقة، كما تقوم الغواصات بدورٍ حيوي في جمع المعلومات الاستخباراتية.
وتضم القوات الأمريكية أيضًا المدمرات والفرقاطات وسفن الإمداد التي توفر الدعم اللوجستي للقوات البحرية.
خريطة القوات الأمريكية في الشرق الأوسط
في أغسطس الماضي، أعلن الجيش الأمريكي عن وصول حاملة الطائرات "يو إس إس أبراهام لينكولن" والمدمرات المرافقة لها إلى الشرق الأوسط، بعد أن أمر وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، بتسريع انتقال هذه المجموعة البحرية للمنطقة.
وذكرت القيادة العسكرية الأمريكية لمنطقة الشرق الأوسط، في بيانٍ لها أن "حاملة الطائرات "يو إس إس أبراهام لينكولن"، التي تضم مقاتلات من طراز "إف-35 سي"، دخلت نطاق مسئولية القيادة".
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية إن "لينكولن" ستحل محل "روزفلت"، التي تقع قرب خليج عمان وكانت في البحر منذ بداية العام.
وفي مطلع أغسطس، ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن الولايات المتحدة أرسلت حاملة الطائرات العملاقة "يو إس إس ثيودور روزفلت" إلى الشرق الأوسط، في الخليج العربي مع 6 مدمرات أمريكية.
وأشارت وزارة الدفاع الأمريكية، إلى ارتفاع عدد الجنود الأمريكيين في الشرق الأوسط إلى نحو 40 ألف جندي.
ومن أهم القطع الحربية التي نشرتها واشنطن في المنطقة، حاملة الطائرات "يو إس إس أيزنهاور" التي وصلت إلى البحر الأحمر مطلع نوفمبر 2023، وتضم مدمرتين صاروخيتين وطائرات هليكوبتر وطائرات مقاتلة.
وفي 6 نوفمبر، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية، وصول غواصة أمريكية من طراز "أوهايو" إلى الشرق الأوسط، وتعمل الغواصة من فئة أوهايو بالطاقة النووية، وتستطيع حمل 154 صاروخ كروز.
وفي أواخر أكتوبر 2023، أعلنت واشنطن عن نشر حاملتيِّ الطائرات "جيرالد فورد"، و"دوايت أيزنهاور"، إلى الشرق الأوسط في أعقاب حرب غزة.
وتنشر الولايات المتحدة مدمرتين من طراز "أرلي بورك" على بُعد 183كم شمال غرب ميناء الحديدة، وحسب موقع البحرية الأمريكية فهما المدمرتان (DDG - 106) Michael USS و Stockdale USS Murphy) -112DDG)، وتعملان تحت قيادة الأسطول الخامس منذ شهر يوليو 2024.