هل اقتربت إصابة ترامب بفيروس كورونا؟..السن والوزن والسلوك المتهور أهم الأسباب.. الغياب المفاجئ للرئيس سيناريو تكرر في التاريخ الأمريكي.. وهذه الخطوات المتبعة في الدستور
09.07.2020 15:43
اهم اخبار العالم World News
صدى البلد
هل اقتربت إصابة ترامب بفيروس كورونا؟..السن والوزن والسلوك المتهور أهم الأسباب.. الغياب المفاجئ للرئيس سيناريو تكرر في التاريخ الأمريكي.. وهذه الخطوات المتبعة في الدستور
Font Size
صدى البلد

ترامب يرفض ارتداء الكمامات والالتزام بالتباعد الاجتماعي

استمرار تواصل ترامب مع الجمهور سيكون ضروريا حال إصابته

ترامب من أكثر الفئات عرضة للإصابة بفيروس كورونا

خبراء يتوقعون رفض ترامب التنازل عن سلطته لأي شخص غيره

 

 

يصر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الاستهتار بخطورة فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، ويبدو ذلك واضحًا في تعجله لإعادة فتح الاقتصاد ورفع القيود المفروضة على الحركة، وحتى في سلوكه الشخصي، حيث يرفض ارتداء الكمامات الطبية الواقية في لقاءاته العامة.

 

 

وطرح معهد "بروكنجز" الأمريكي تساؤلًا عما سيحدث لو أصيب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفيروس كورونا. 

 

 

وقبل الخوض في محاولة الإجابة، نبه المعهد إلى أن هذا الافتراض ليس خياليًا أو بعيدًا عن الواقع، فعدد الإصابات الجديدة في الولايات المتحدة يتصاعد بشكل مرعب، وهناك من زعماء الدول من أصيب بالفعل بفيروس كورونا، مثل رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون والرئيس البرازيلي جايير بولسونارو.

 

وتشير الحالة الصحية للرئيس الأمريكي إلى كونه بين أكثر الفئات عرضة للخطر حال إصابته بفيروس كورونا، فوفقًا للمركز الأمريكي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، يُعد الأشخاص البالغين من العمر 65 عامًا فأكثر وأولئك الذين تزيد أوزانهم عن الحد الطبيعي الأكثر عرضة للمضاعفات الخطرة لفيروس كورونا حال الإصابة به. وبالنسبة لترامب فإنه سيُتم 74 عامًا من العمر بحلول الشهر المقبل، ويبلغ وزنه أكثر من 110 كيلوجرامات.

 

 

وأوضح المعهد أن مرض الرئيس ليس من الموضوعات المتداولة عادة في السياسة الأمريكية، لكن هناك بالطبع إجراءات محددة ومقررة للتعامل مع سيناريوهات الطوارئ التي يغيب خلالها الرئيس بالمرض أو الموت، من أجل الحفاظ على استقرار البلاد واستمرار الحكومة ومؤسسات الدولة في عملها.

 

 

وإصابة الرئيس الأمريكي بفيروس كورونا لن تكون بحد ذاتها كارثة تستدعي حالة طوارئ، فملايين الأشخاص حول العالم يصابون به دون أن يشعروا بأعراض ثقيلة الوطأة، وبعضهم لا يشعر بأي أعراض أصلًا، ومن المحتمل أن يجد ترامب في نفسه القدرة على مواصلة مهام عمله اليومية بشكل طبيعي.

 

 

وفي حالة إصابة ترامب بفيروس كورونا، ستزداد الحاجة إلى اتخاذ بعض الاحتياطات الطارئة لضمان استمرار الحكومة، أولها التأكد من حماية وسلامة الأشخاص الذين يُفترض بهم الحلول محل الرئيس حال غيابه لأي سبب، وهم بالترتيب نائب الرئيس مايك بنس ورئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي والرئيس المؤقت لمجلس الشيوخ تشاك جراسلي، وعزل وزراء الحكومة عن الاختلاط بالرئيس خشية التقاط العدوى.

 

 

وثانيًا، قد يكون من المهم أن يستمر الرئيس في التواصل مع الجمهور الأمريكي، خاصةً إذا كان يشعر بأعراض خفيفة أو لا يشعر بأعراض مثل بعض مصابي كورونا، فمن شأن رؤية الرئيس على شاشات التلفاز إعادة الثقة في صحته، وتهدئة مخاوف الأمريكيين، وتعزيز استقرار أسواق الأسهم (التي من المؤكد أنها ستهتز في حالة التأكد من مرض الرئيس)، وإرسال رسالة إلى العالم بان الرئيس لا يزال قادرًا على القيام بمهام عمله.

 

 

لكن إن شعر الرئيس بأعراض ثقيلة، قد يستلزم الأمر وضعه على جهاز للتنفس الصناعي، وفي تلك الحالة سيكون عاجزًا عن التكلم مع الآخرين لأن أنبوب التنفس يمر عبر القصبة الهوائية، كما أنه سيخضع لمستوى من التخدير يتحدد حسب الحاجة، وفي حالة كهذه يمكن للرئيس تفعيل المادة الثالثة من التعديل الخامس والعشرين للدستور، والتي تجيز للرئيس تسليم إخطار كتابي لمجلسي النواب والشيوخ بعجزه عن أداء سلطات وواجبات منصبه.

 

 

أما في حالة تدهور الوضع الصحي للرئيس على درجة يعجز معها حتى عن إعلان تفعيل المادة الثالثة، تجيز المادة الرابعة من التعديل ذاته أن يسلم نائب الرئيس بموافقة أغلبية وزراء الحكومة إخطارًا كتابيًا لمجلسي النواب والشيوخ بعجز الرئيس عن أداء سلطات وواجبات منصبه، وفي كلتا الحالتين (تفعيل المادة الثالثة أو الرابعة) يتولى نائب الرئيس مهمة القائم بأعمال الرئيس إلى حين تعافي الأخير وعودته على ممارسة سلطات وواجبات منصبه بشكل طبيعي.

 

 

لكن عددًا من دارسي شخصية ترامب يرون أنه بالنظر إلى خلفيته الثقافية كرجل أعمال قضى الشطر الأعظم من حياته بعيدًا عن السياسة والأطر المؤسسية والقانونية، فقد يلجا ترامب إلى حل آخر سوى المنصوص عليه دستوريًا في حالة إصابته بفيروس كورونا.

 

 

وقالت أستاذ العلوم السياسية بجامعة تكساس شانون بو أوبراين "أعتقد أن الرئيس قد يقضي عطلة طويلة في منتجعه مار إيه لاجو بولاية فلوريدا أو يقرر عزل نفسه صحيًا. لا أعتقد أنه سيرغب بأي شكل في تفويض سلطته لأي شخص آخر".

 

 

وأيدت أستاذ العلوم السياسية بجامعة ميسوري هيذر با هذا الرأي، قائلة "إذا مرض ترامب فالأرجح أنه سيستمر في أداء مهام عمله حتى وإن لم يكن بنفس الكفاءة الطبيعية".

 

 

ومن واقع دراسة أوبراين لشخصية وسلوك ترامب، تقول إنها لا تعتقد أن ترامب يمكن أن يتحمس للتنازل عن سلطته لأي شخص، ربما باستثناء ابنته إيفانكا أو زوجها جاريد كوشنر كبير مستشاري ترامب. وأضافت أوبراين "أعتقد أن ترامب لا يثق بأي شخص خارج دائرة الأسرة".

 

 

وقد مرت الولايات المتحدة بتجربة شبيهة بالفعل قبل أكثر قليلًا من قرن، ففي عام 1919 أصيب الرئيس وودرو ويلسون بسكتة دماغية خطيرة غاب على أثرها عن عمله، ومنعت زوجته حتى أقرب معاونيه من رؤيته، خشية وقوع أزمة قيادة إذا ما انتشر نبأ عجز الرئيس عن أداء مهامه.

 

 

لكن سيناريو كهذا (إخفاء الرئيس عن الأعين) لم يعد ممكنًا اليوم في عصر تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، خاصة وأن تغيب الرئيس لفترة طويلة عن الظهور في وقت انتشار وباء من شأنه إثارة تساؤلات وتكهنات عن صحة الرئيس تؤدي على حالة من عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي أخطر مما يمكن أن يقع حال إعلان مرض الرئيس بشكل مباشر وصريح.

 

 

وفي عام 1967، وبعد اغتيال الرئيس الأمريكي الراحل جون كينيدي بسنوات، أقر الكونجرس التعديل الخامس والعشرين للدستور، الذي ينص على أن يقوم نائب الرئيس مقام الرئيس بموافقة الأخير ولفترة مؤقتة، وفي حالة عجز أو غياب الرئيس بشكل قهري تلزم موافقة معظم وزراء الحكومة أو أحد مجلسي الكونجرس (النواب أو الشيوخ).

 

 

ولجأ الرئيس الأسبق رونالد ريجان إلى تفويض نائبه جورج بوش (الأب) صلاحيات الرئيس أثناء إجرائه جراحة في القولون، وفي فترة رئاسة بوش نفسه فوض نائبه ديك تشيني صلاحيات الرئيس مرتين أثناء إجرائه جراحتين في القولون أيضًا.

Leave Comment
Comments
Comments not found for this news.