صلي نيافة الحبر الجليل أبينا الحبيب والمكرم الأنبا بولس أسقف إيبارشية أوتاوا ومونتريال وشرق كندا قداس عيد الرسل اليوم الأحد الموافق 12 يوليو الجاري، في كنيسة القديس بطرس والقديس بولس في مونتريال، وشارك في خدمة القداس الإلهي، أبينا الحبيب القس بيتر سعد راعي الكنيسة.
وبعد قراءات الإنجيل المقدس تحدث الأنبا بولس عن الدور الكبير للقديسين العظيمين بطرس وبولس والآيات العظيمة، التي جرت علي أيديهما للتبشير بالمسيح وتحمل الآلام من أجل نشر المسيحية ورسالة السيد المسيح للإنسانية.
ومن المعروف أنه في مثل هذا اليوم استشهد القديسان العظيمان الرسولان بطرس و بولس. أما بطرس فكان من بيت صيدا وكان صيادا فانتخبه الرب ثاني يوم عماده بعد انتخابه لأخيه إندراوس. وكان ذا إيمان حار وغيرة قوية ولما سأل الرب التلاميذ. ماذا يقول الناس عنه. أجابوا : “ايليا أو ارميا أو أحد الأنبياء”، فقال بطرس ” أنت هو المسيح ابن الله”. وبعد أن نال نعمة الروح المعزي جال في العالم يبشر بيسوع ورد كثيرين إلى الإيمان وقد أجري الله علي يديه آيات كثيرة وكتب رسالتين إلى جميع المؤمنين.
أما بولس الرسول فقد ولد بطرسوس قبل ميلاد السيد المسيح بسنتين، وهو يهودي من سبط بنيامين، فريسي ابن فريسى. وكان عالما خبيرا بشريعة التوراة، شديد الغيرة عليها، مضطهدا المسيحيين.
ولما رجموا اسطفانوس، كان يحرس ثياب الراجمين. وأخذ رسائل من قيافا إلى اليهود المتوطنين في دمشق للقبض علي المسيحيين. وبينما هو في طريقه إلى دمشق أشرق عليه نور من السماء، فسقط علي الأرض. وسمع صوتا قائلا له: “شاول شاول لماذا تضطهدني” (أع 9 : 4 ). فقال: “من أنت يا سيد”. فقال الرب “أنا يسوع الذي أنت تضطهده. صعب عليك أن ترفس مناخس “، ثم أمره أن يذهب إلى حنانيا بدمشق وهذا عمده، وللحال فتحت عيناه وامتلأ من نعمة، وجاهر بالإيمان وجال في العالم وبشر بالسيد المسيح، وناله كثير من الاضطهاد، وذكر بعضها في كتاب أعمال الرسل وفي رسائله، ثم دخل رومية ونادي بالإيمان فأمن علي يديه جمهور كثير. وكتب عدة رسائل للمؤمنين. وأخيرا قبض عليه نيرون، وعذبه كثيرا، وأمر بقطع رأسه.
وقد اجري الله علي يدي بطرس وبولس آيات عظيمة حتى أن ظل بطرس كان يشفي المرضي (أع 5 : 15)، ومناديل ومآزر بولس تبريْ الكثيرين، فتزول عنهم الأمراض وتخرج الأرواح الشريرة (أع 19 : 12).
هذا ودارات قراءات الكتاب المقدس لقداس عيد الرسل، من إنجيل معلمنا مار لوقا (10: 1-20) “وبعد ذلك عين الرب سبعين آخرين أيضا، وأرسلهم اثنين اثنين أمام وجهه إلى كل مدينة وموضع حيث كان هو مزمعا أن يأتي. فقال لهم: إن الحصاد كثير، ولكن الفعلة قليلون. فاطلبوا من رب الحصاد أن يرسل فعلة إلى حصاده. اذهبوا ها أنا أرسلكم مثل حملان بين ذئاب. لا تحملوا كيسا ولا مزودا ولا أحذية، ولا تسلموا على أحد في الطريق. وأي بيت دخلتموه، فقولوا أولا: سلام لهذا البيت. فإن كان هناك ابن السلام يحل سلامكم عليه، وإلا فيرجع إليكم. وأقيموا في ذلك البيت آكلين وشاربين مما عندهم، لأن الفاعل مستحق أجرته. لا تنتقلوا من بيت إلى بيت. وأية مدينة دخلتموها وقبلوكم، فكلوا مما يقدم لكم. واشفوا المرضى الذين فيها، وقولوا لهم : قد اقترب منكم ملكوت الله. وأية مدينة دخلتموها ولم يقبلوكم، فاخرجوا إلى شوارعها وقولوا. حتى الغبار الذي لصق بنا من مدينتكم ننفضه لكم. ولكن اعلموا هذا إنه قد اقترب منكم ملكوت الله”.
“وأقول لكم : إنه يكون لسدوم في ذلك اليوم حالة أكثر احتمالا مما لتلك المدينة. ويل لك يا كورزين ويل لك يا بيت صيدا لأنه لو صنعت في صور وصيداء القوات المصنوعة فيكما، لتابتا قديما جالستين في المسوح والرماد. ولكن صور وصيداء يكون لهما في الدين حالة أكثر احتمالا مما لكما. وأنت يا كفرناحوم المرتفعة إلى السماء ستهبطين إلى الهاوية. الذي يسمع منكم يسمع مني، والذي يرذلكم يرذلني، والذي يرذلني يرذل الذي أرسلني. فرجع السبعون بفرح قائلين : يا رب، حتى الشياطين تخضع لنا باسمك. فقال لهم : رأيت الشيطان ساقطا مثل البرق من السماء. ها أنا أعطيكم سلطانا لتدوسوا الحيات والعقارب وكل قوة العدو، ولا يضركم شيء. ولكن لا تفرحوا بهذا: أن الأرواح تخضع لكم، بل افرحوا بالحري أن أسماءكم كتبت في السماوات”. والمجد لله دائماً أبدياً، آمين.