
نشرت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية هذا الأسبوع مجموعة من الوثائق السرية في موقع الوكالة على شبكة الإنترنت، بعد إزالة ستار السرية عنها، كان من بينها تحليل عن جماعة الإخوان المسلمين المصرية، يعود تاريخ إعداده إلى شهر أبريل من عام 1986، وتضمن توقعات تحقق كثير منها، خلال الثلاثين عامًا التي تلت كتابته، وفى هذا التحقيق نتعرف سويا لماذا تم الكشف عن هذه الوثائق فى هذا التوقيت وما الدلائل التى تعود على ذلك.
علق الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، على إفراج الاستخبارات الأمريكية عن وثائق جديدة ضد جماعة الإخوان، قائلا إن التوقيت الذي تم نشرها فيه مرتبط بتهديدات الرئيس المنتخب دونالد ترامب، لمحاربة ما وصفه بالإرهاب الإسلامي خلال خطاب التنصيب.
وأضاف "فهمي" في تصريح خاص لـ"صدى البلد" أن فتح ملف جماعة الإخوان المسلمين في هذا الوقت بالتحديد بسبب التناغم الذي تم بين مجلس الشيوخ الأمريكي والكونجرس ودونالد ترامب بسبب توحد مواقفهم جميعا لكونهم في حزب واحد وهو الحزب الجمهوري.
وأوضح أن من المتوقع خلال الفترة المقبلة أن تكون هناك إدانات لأعضاء جماعة الإخوان المسلمين المقيمين في الولايات المتحدة بسبب التناغم الذي تم بين جميع الجهات الحكومية الأمريكية هذه الفترة.
من جانبه قال إبراهيم الشهابي المحلل السياسي ومدير مركز الجيل للدراسات إن إفراج الاستخبارات الأمريكية عن وثائق جديدة تخص جماعة الإخوان المسلمين هو من أهم النقاط الرئيسية التى تحدث عنها الرئيس الامريكي الجديد دونالد ترامب فى ضرورة محاربة التيارات الارهابية.
وأضاف الشهابى فى تصريح خاص لـ"صدى البلد" أن الاستخبارات الأمريكية تريد القيام بالدور المنوط بها وفقا لمتطلبات الحكومة الجديدة للإدارة الأمريكية.
وأوضح الشهابى، أنه من المتوقع أن تلعب بريطانيا دور المحتضن الجديد لجماعة الإخوان بعد تخلي واشنطن عنها معتبرة إياها جماعة إرهابية ولكن الجماعة بالنسبة للمملكة المتحدة هى من أكبر الجهات الاقتصادية لها.
من جانبه قال السفير رخا أحمد حسن عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، إن إفراج الاستخبارات الأمريكية عن وثائق جديدة تخص جماعة الإخوان المسلمين فى هذا التوقيت، يأتي بالتأكيد بعد الاتفاق مع الحزب الجمهوري الحاكم ليتزامن مع بدء إدارة الرئيس دونالد ترامب.
وأضاف رخا فى تصريح لـ"صدى البلد"، أن هذه الوثائق تكشف عن موقف تاريخي للولايات المتحدة وليس له علاقة بالتوجهات الخاصة بتحديد ما إذا كانت الجماعة هى جماعة إرهابية، ولكن إدارة ترامب تهدف من ورائه إلى كشف العلاقات بين التنظيم وإدارة الرئيس السابق باراك أوباما.
من جانبه قال الدكتور عمار على حسن مدير مركز دراسات وأبحاث الشرق الأوسط إن إفراج الاستخبارات الأمريكية عن وثائق جديدة عن جماعة الإخوان هو أمر طبيعى بعد اخفائها لمدة تزيد على 30 عاما.
وأضاف حسن فى تصريح خاص لـ"صدى البلد" أن هناك قانونا فى الولايات المتحدة ينص على الإفراج عن أو وثائق سرية تمر عليها 30 عاما أو 50 عاما على حسب الوثائق وهذه الوثيقة تعود إلى عام 1986 ومن المفترض أن يتم الإفراج عنها 2016 وأن تصل الى الصحف العالمية لنشرها.
وأوضح حسن أن الوثائق ترصد التعاون المشترك بين الولايات المتحدة والجماعة ونموها فى المجتمع المصرى وأنه تعتبر أخف حدة من الجماعات الإسلامية المتطرفة.