حفيدة القمص ميخائيل إبراهيم ” دكتورة جان إبراهيم ” فى حوار خاص ل ” وطنى “
29.03.2025 16:46
اخبار الكنيسه في مصر Church news in Egypt
وطني
حفيدة القمص ميخائيل إبراهيم ” دكتورة جان إبراهيم ” فى حوار خاص ل ” وطنى “
حجم الخط
وطني

_ سعدت بتقديم الأنبا انجيلوس طلب للمجمع المقدس للاعتراف بأبونا الحبيب قديسا معاصرا .. و بركة كبيرة للكنيسة القبطية الارثوذكسية .

دبرت لها العناية الالهية ان تولد و تحيا فى كنف اسرة قديس العصر القمص ميخائيل إبراهيم و تكون احد افرادها فى محيطه العائلى الصغير ، لتنفتح عينيها على الحياة فتجد أب راعى جليل تحيا و تعيش و تتعلم على يديه كيف تكون الحياة المعاشة فى مخافة الله حيث القيم و المبادىء و الأخلاق ، يوم بعد يوم قصص و حكايات و ذكريات و بركات عايشتها من داخل منزله الذى كان مفتوحا للجميع كل الأوقات للغريب و للقريب و لكل من يلجأ إليه طالبا أبوته و إرشاده .

تأثرت بحياته كثيرا و ارتبط اسمها باسمه لتحيا الحاضر على ذكريات الماضى ، فى كل مواقفها الحياتية تستعيد أيامها الجميلة وسط الأحباب و معاصرتها و تعاملاتها مع ابينا القديس و كم كانت الحياة معه انها الدكتورة جان إبراهيم بدوى حفيدة ابونا المتنيح القمص ميخائيل إبراهيم التى التقت بها ” وطنى ” فى حديث من القلب لتروى لنا ذكرياتها مع قديس القرن العشرين من واقع حياة معاشة مختبرة ، و ذلك فى الذكرى الخمسين لنياحته ، فكان لنا هذا الحوار …

+ بداية و نحن نحتفى باليوبيل الذهبى للقمص ميخائيل ابراهيم , كيف رأيتى الاحتفال و ترتيبه بكل فقراته ؟

احتفال جميل و مميز نابع عن حب كبير , و واضح فيه مدى الجهد الكبير المبذول ببركة الآباء و الخدام و الخادمات , و فرحنا بتطييب جسد ابونا الغالى ميخائيل ابراهيم بيد قداسة البابا تواضروس الثانى و الأحبار الاجلاء نيافة الأنبا مكسيموس مطران بنها و قويسنا و توابعها و نيافة الأنبا انجيلوس الأسقف العام لكنائس شبرا الشمالية و نيافة الأنبا نوفير أسقف شبين القناطر و توابعها و الآباء الكهنة .. كان يوم بركة .

نشكر قداسة البابا و الآباء الأساقفة و الكهنة لتعب محبتهم , وشكر خاص لكنيسة مارمرقس بشبرا على تنظيمها الاحتفال على مدى 3 أيام .. الكنيسة التى خدم فيها ابونا الغالى على مدى عشرون عاما , أيضا الشكر موصول لكنيسة السيدة العذراء و اقامتها النهضات الروحية و الاحتفال على مدى أيام .. الكنيسة التى تربى فى حضنها و شهدت خدمته فى بداية مشواره الكهنوتى .

+ كيف تلقيتى ما اعلنه نيافة الأنبا انجيلوس خلال حفل اليوبيل الذهبى بتقدمه بطلب للمجمع المقدس للاعتراف بالقمص ميخائيل ابراهيم قديسا معاصرا ؟

موقف اسعدنا كثيرا , و فرحة كبيرة كما قال نيافة الحبر الجليل الأنبا انجيلوس نصلى و بركة كبيرة ان يكون عام اليوبيل هو عام الاعتراف به قديسا معاصرا , و بالتأكيد بركة كبيرة للكنيسة القبطية بشكل عام .

+ أبينا القمص ميخائيل إبراهيم كان نبتة صالحة , و شخصية متفردة أثرت فى كل ابناء جيله و لازال مؤثرا بسيرته العطرة , حدثينا عن ظروف نشأته ؟

ولد ابونا الغالى باسم ” ميخائيل ” يوم 20 أبريل عام 1899 فى بلدته كفر عبده مركز قويسنا محافظة المنوفية ، و تربى على يد أبوين بارين وسط 5 من الأبناء ( 4 بنين و ابنة ) كان ترتيبه الرابع بينهم ، كان والده ” إبراهيم يوسف ” يعمل صرافا و كان مرتبط بكنيسته السيدة العذراء بكفر عبده مداوم على الصلاة يحب الخدمة ، فأحبه اهل بلدته و ارداوا سيامته كاهنا على كنيسة السيدة العذراء بكفر عبده و حدد يوم السيامة و بالفعل حضر الأب الأسقف لرسامته لكنه امتنع و هرب يوم السيامة من البلدة و قال ” انى لا استحق هذه الخدمة المقدسة ” .

كان ارتباط والده و حبه لله و للكنيسة ساهم بشكل كبير فى ربط أسرته بالكنيسة و حب الله ، فتربى ” ميخائيل ” منذ صغره في حضن الكنيسة بكفر عبده فى جو روحى , وكانت فى ذلك الوقت هى الكنيسة الوحيدة داخل المنطقة يرعاها كاهن أمين محبوب هو المتنيح القمص جرجس حنا كما التحق بمدرسة الكنيسة ، فالتهب قلبه بحب الله والارتباط بالخدمة ، كما التحق فيما بعد بمدرسة الأقباط الكبرى ، و عين موظفا بوزارة الداخلية في مراكز البوليس بفوة ثم شربين بكفر الشيخ ثم بلبيس فى ههيا حيث قضي عشرة سنوات (1938-1948) ثم الإنتقال لمحافظة الجيزة لمدة ثلاث سنوات ، و منها انتقل إلى بلدته كفر عبده للخدمة الكهنوتية حيث تمت سيامته كاهنا على كنيسة السيدة العذراء بيد المتنيح الأنبا يؤأنس مطران الجيزة و القليوبية و مركز قويسنا فى 16 سبتمبر عام 1951 ليبدأ مشواره الكهنوتى .

+ و ماذا عن البدايات و اثارة عدو الخير الحرب عليه لينسحب الى القاهرة ؟

قضى فترة ال 40 يوم المقدسة الأولى بعد سيامته لاستلام الخدمة داخل كنيسة السيدة العذراء بكفر عبده حيث تم تجهيز حجرة داخل منارة الكنيسة للعيش فيها ، و بدأ خدمته بهمة و نشاط يجذب الكل للكنيسة حتى تمت سيامته قمصا بعد عام واحد من كهنوته فى 1952 ، إلا ان عدو الخير لن يهدأ و شن الحرب عليه بعد ان قضى فترة ما بين سنة الى ثلاث سنوات داخل كنيسته التى يحبها و تربى فى حضنها ليضطر الانسحاب بهدوء الى القاهرة فى اوائل عام 1955 .

+ ما سبب إثارة عدو الخير ضده ليضطر لترك كنيسته فى كفر عبده ؟

كان يرغب فى تحقيق مجانية الخدمة بأن تقدم كل الخدمات الكنسية مجانيا دون مقابل مادى مثل إقامة صلاة اكليل أو صلاة جناز أو معمودية و غيرها ، فى حين كانت وجهة النظر السائدة معارضة لذلك الرأى من منطلق حاجة الخدمة للمادة لتدبير احتياجاتها ، و عليه رأى ابونا ميخائيل إبراهيم ان يآثر صون سلام الكنيسة و انسحب الى القاهرة بهدوء لفترة معكتفا لدى أسرته بالقاهرة أملا ان يحين الوقت لعودته لكنيسته .. و كان خلال تلك الفترة يتردد على كنيسة مارمينا بمصر القديمة للصلاة و التعزية الروحية ، و تعرف وقتها على الراهب مينا البراموسى الذى صار قداسة البابا كيرلس السادس فيما بعد عام 1959 و عرف ظروفه و ما حدث فأخبره ان خدمته ستكون على كنيسة مارمرقس بشبرا ، و بترتيب الهى يتم ما قيل و تنبأ عنه الراهب مينا البراموسى .

+ كيف دبرت العناية الالهية للخدمة فى كنيسة مارمرقس بشبرا تحقيقا لما تنبأ عنه الراهب مينا البراموسى .

كانت قد هيأت العناية الالهية مسكنا له فى محيط منطقة شبرا ، و بدأ يتردد على كنيسة مارمرقس بشبرا للصلاة ، و فى ذلك الوقت كان الخدمة بدأت تتسع و تقيم قداسين يوم الاحد ، و ذات يوم صلى ابونا مرقس داود القداس الاول و ظل ينتظر الأب الراهب المكلف من قبل البطريركية بمساعدة الكنيسة فى إقامة القداس الثانى لكنه لم يأتي و لمحه موجودا فى ركن من الكنيسة ، فتعرف عليه و عرض عليه الخدمة المؤقتة بصلاة القداس ، فوافق حتى لا تتعطل الخدمة .. و بدأت الكنيسة فى دعوتها له عدة مرات و هو يلبى الدعوة ، فوجدت فيه الكنيسة ضالتها المنشودة ليبقى واحدا من خدامها ، و بالفعل تم مخاطبة البطريركية و طلب انتدابه للخدمة داخل كنيسة مارمرقس بشبرا ، و تمت الموافقة ليبدأ مشواره الكهنوتى داخلها منذ عام 1956 ليصبح خادم المذبح حتى نياحته فى عام 1975 .

+ لأى مدى كان على تواصل مع كنيسته بكفر عبده ؟

ظلت كنيسة السيدة العذراء بكفر عبده فى قلبه طوال حياته ، كونها الكنيسة التى تربى فى ظلها داخل بلدته المحبوبة ، فكان يحرص اصطحابنا معه لنقضى فترة صيام السيدة العذراء هناك طيلة مدة الأسبوعين ، يخدم و يقيم القداسات على نفس المذبح الذى استلم الخدمة منه ، و يوميا بعد الغروب يقوم بتوزيع عطايا و بركة فى الخفاء لاهل الكفر و كان يشركنا معه ليعلمنا فضيلة العطاء كنا نطرق الأبواب و نترك العطايا دون أن يلمحنا أحد و هو ينتظرنا من الخارج ، و استمر هكذا على هذا الحال حتى نياحته .. فلم يدع لعدو الخير فرصة بأن تكون فى اعماقه شيئا تعطله عن الخدمة أو تعكر صفو روح المحبة التى عاش بها طوال حياته .

+ تمتعتى ببركة خاصة بكونك حفيدته ، ماذا تتذكرين له و بما تعلمتى منه ؟

عاصرته فترة ليست بقليل منذ ان كنت طفلة احمل على الايدى حتى الصف الاول الثانوى وقت رحيله ، فتعلمت منه الكثير وسط كل الاحفاد الذين تمتعوا بمحبته و ابوته بحكم قرب السكن له و قضائنا معظم الأوقات فى منزله ، اتذكر تعاليمه و ارشاده لنا فى حياتنا و غرس فينا المبادىء الروحية و العادات والتقاليد الاجتماعية و الأمور التربوية بأسلوبه و طريقته ، لم يوجه يوما اى توبيخ أم لوم لاى منا حتى و ان كانت لديه ملاحظة على تصرف أو شىء كان يتكلم معنا بهدوء و يوصل المفهوم الصحيح بطريقة هادئة .. فصارت حياته و سلوكه بمثابة منهج حياة لنا نحيا به .

كانت السمة الأساسية التى تعلمتها منه هى حياة الصلاة قبل أى شىء ، كنا قبل أى امتحان نمر عليه للصلاة من أجلنا ، ايضا فى الصيام الكبير كان يأتى إلى منزلنا لصلاة القنديل ، كان حريص على تجمعنا دائما جميعا ابنائه الخمسة و احفاده ال 11 فى منزله ( و ترتيبى الرابعة فى الاحفاد ) لاسيما للرفاع قبل الصيام و فى الأعياد ، كان يجمعنا بحبه و يمتعنا بأبوته و اتذكر له حينما كنا نتجمع على المائدة للغذاء معا نلاقيه يوزع علينا كلنا من أكله ” بركة ” ايا كان الاكل نوعه أو مثلا قادم من قداس يوزع علينا لقمة البركة ، ” طول الوقت اللى معه مش ليه ” .

كان هادىء الطباع ، و بطبيعة صغر سننا كنا احفاد احيانا تصدر منا ” شقاوة ” لكنه كان محتملا بأبوة و بحب و يشير لنا بيديه للتحلى بالهدوء ، فكانت إيماءاته هادئة .. كنا صغار و نفرح برؤيته داخل الكنيسة يوم الجمعه لنجرى عليه ، كان يقول لنا فى هدوء ” خلصتوا مدارس الأحد ، يلا روحوا على البيت ” كان عنده احترام لبيت الله و انه لا يصح لأى منا ان يصدر عنه ” شقاوة ” داخل الكنيسة .

اتذكر ايضا له اهتمامه باصطحابنا جميعا معه بعد انتهاء فترة الامتحانات إلى الإسكندرية فى شهر يونيو ، و بمجرد وصولنا منزل بالقرب من كنيسة مارمينا العصافرة ، يلتف حوله آباء الكهنة منهم المتنيح القمص بيشوى كامل و القمص تادرس يعقوب ملطى و غيرهم للحديث معه ، و كان بالطبع يصلى القداس يوميا بكنيسة مارمينا ، و الاحتفال سنويا بعيد الملاك و حرصه على صلاة القداس بكنيسة الملاك بشارع مصطفى كامل .

+ هل من مواقف و ذكريات أخرى لا تنسى ؟

اتذكر كنت صغيرة عام 1967 وقت النكسة و الحرب ، وقتها كان والدى يعمل بالخارج و منزلنا على بعد شارعين أو ثلاثة من منزل جدى القمص ميخائيل إبراهيم لكنه لم يحتمل البعد عنه خاصة فى هذه الظروف الصعبة التى كانت تمر بها البلد من غارات و قطع التيار الكهربائي ، و بالتالى كانت رغبته ان نكون معه و فى منزله .. و لم يكن اهتمامه بابنائه و احفاده فقط لكنه كان يفكر فى الكل ، فاهتم ايضا بوجود شقيقة جدتى و قضاء تلك الفترة معنا فى منزله لكونها وحيدة بعد رحيل زوجها و لم يكن لديها ابناء .. كان يجمعنا ليلا وقت الغارات للصلاة لننشغل بالله و الصلاة من اجل البلد و يمر الليل بسلام دون ان ندرك ما يحدث بالخارج .

كانت له طقوسه فى الصلاة قبل تجمعينا حيث قضاء فترة خلوة يصلى ممسكا بالصليب و الاجبية ، فكان بحق رجل صلاة و فى علاقة متصلة دائما مع الله .

+ بالفعل كان رجل صلاة و لم يتأخر يوما على صلاة القداسات ؟

كان عاشقا للمذبح، و تعلمنا منه الصلاة و اللجوء الى الله فى كل أمور حياتنا ، اتذكر له تعليمه و إرشاده الروحى لبناته للانشغال بالله من كل الفكر و القلب خلال شغلهم أى اعمال يدوية مثل ” الكروشية ” أو ” الكنفا ” و غيرها مع كل غرزة يقولوا ” يارب ارحم ” ” كيراليصون ” و هو ما استلمناه فيما بعد كاحفاد .

كان قبل خروجه من المنزل يقف يصلى على الباب و يرشم الصليب ، ايضا كنت اتابعه فى طريقه للكنيسة كان يصلى و فى دخوله من باب الكنيسة كان يأخذ البركة من الباب الخارجي للكنيسة ثم التوجه لكل أيقونة داخل الكنيسة و السلام على صاحب الأيقونة ثم التوجه للهيكل و السجود امامه .. و هكذا كانت حياته مليئة بالصلاة ، مشغول بالله طول الوقت .

 

اتذكر يوما حدث سرقة لمنزل خالتى ( ابنته بالجسد ) قام بزيارتها و لم يسأل ماذا حدث أو ما الذى تم سرقته فلم يكن مهتما بأى تفاصيل من هذا النوع ، فقط وقف يصلى و يشكر الله على كل حال كى يعطى سلام و راحة للمنزل .

+ قيل عن القمص ميخائيل إبراهيم انه كان صاحب بصيرة روحية ؟

اتذكر كنت صغيرة و موجودة بمنزله فى الصالة مع خالاتى و اقاربى ، و كان جدى فى حجرته يصلى و جدناه يخرج لنا ليقول ” البابا كيرلس ” فى السماء و كانت انطباعاتنا لا ندرك ماذا يحدث ، لنفاجىء صباح اليوم التالى بخبر نياحة البابا كيرلس السادس و قمنا بالذهاب كأسرة الى المرقسية القديمة لالقاء نظرة الوداع و نوال بركته .

+ كيف تحمل صليب انتقال ابنه الدكتور إبراهيم ، و دوره فى مساندة الاسرة كلها ؟

لم اعاصر تلك اللحظة لكونها حدثت قبل مولدى ، لكن من خلال رواية والدتى و المحيطين قيل لى انه كان دائم الصلاة من اجله خاصة و انه كان من ضمن أسرى الحرب و كان يرفع قلبه لله كى يفك اسرة و يعود سالما ، و بالفعل عاد و بعد فترة مرض و انتقل للسماء و يومها لم يتأخر عن صلاة القداس بعد ان كان متوقعا الاعتذار عنه من قبل الاباء لكنه رفع الذبيحة لله .

داوم جدى على احياء ذكرى خالى الدكتور إبراهيم و جدتى بإقامة قداس شهريا و ذكر اسمائهم كى يعطيهم الله النياحة و الراحة ، و ظل على هذا النهج حتى نياحته .. كان مهتما بنا كالأسرة لمساندتنا ، فكان أبا حنونا .

+ ماذا عن حالته خلال فترة انتقال زوجته للسماء ؟

بالتأكيد تأثر لرحيلها رغم تعبها فى الفترة الاخيرة من حياتها ، و اتذكر كنت برفقة والدتى ” فوزية ” لخدمتها و مساعدتها فى تعبها .. و كانت بحق قديسة رحلت فى هدوء و بشكل عجيب ، كان جدى يومها قام بصلاة القنديل فى المنزل و جميعنا حاضرين الصلاة و تنيحت وقت صرف الروح القدس ، كانت لحظة مؤثرة لنا جميعا لشدة تعلقنا بها و فى بكائنا و حزننا نجده يعزينا بكلماته و يقول لنا ” متعيطوش دى فى السماء ” .

و فى صلاة الجناز وقف صلى رغم ألمه على الفراق ، و قال ” أشكرك يارب ” .. كان طول الوقت لسانه يشكر ربنا من كل قلبه ، و عاش طيلة 15 عاما بعد رحيلها فى حالة شكر دائم و نحن معه كأبناء و احفاد و آخرين من محبيه حيث ان بيته مفتوح للجميع ، فلن نتركه لحظة و انما نلتف حوله لنتمتع ببركته .

+ ما ذكريات نياحة قديس العصر ؟

++ مرض جدى فى الفترة الاخيرة و كان يرافقه دائما دكتور رمسيس فرج و مجموعة من الخدام لرعايته طبيا و جميعنا كأبناء و احفاد نساعد فى خدمته و الإمساك بماسك الأكسجين ، و اتذكر جاء لزيارته قداسة البابا شنوده فى منزله للاطمئنان عليه لما كان يكنه له من معزة خاصة فى قلبه ، ايضا زيارة القمص بيشوى كامل و القمص تادرس يعقوب ملطى و غيرهم من الآباء و وقفوا يصلوا المزامير .. حقيقة كان هناك تصرف غير معتاد منه قبل انتقاله بأسبوع تقريبا حيث قيامه باعطائنا عيدية عيد القيامة مبكرا ذات يوم نجتمع معه على وجبه الإفطار خلال فترة الصوم الكبير ، و وقتها تعجبنا لماذا مبكرا و لماذا لم ينتظر للعيد كما هو معتاد ؟ و كانت المفاجأة انه يرحل عن عالمنا الأرضي بالجسد خلال فترة الصوم ليحتفل بالعيد فى السماء فى 26 مارس 1975 .

+ يعرف ان القمص ميخائيل إبراهيم كان أب اعتراف قداسة البابا شنوده الثالث , متى بدأت العلاقة و كيف تعرفا ؟

لم يذكر جدى شيئا فى حياته على الاطلاق بشأن ذلك الأمر ، فقط كنا نعلم ان علاقة قوية تربط بينهما منذ ان كان ” نظير جيد ” خادم علمانيا يخدم بكنيسة الأنبا انطونيوس بشبرا و بيت مدارس الاحد ليتعرف من خلال خالى الدكتور إبراهيم على شخص قدس ابونا ميخائيل إبراهيم و يطلب منه ان يصلى القداس ببيت مدارس الاحد و يأخذ اعترافات الاولاد ، فارتبطت روحه به و ارتاحت نفسه اليه لبساطته و اتضاعه و هدوئه لنعرف فيما بعد بكونه كان أب الاعتراف و المرشد الروحى لقداسة البابا شنوده منذ ان كان علمانيا ربما بدأت فى تلك الفترة ، و وجدنا محبة سيدنا الفياضة له فى يوم رحيله و ترتيب صلوات الجناز و إجراءات الدفن .

+ ماذا عن صلاة الجناز بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية ، و طلب قداسة البابا دفنه أسفل الهيكل الكبير ؟

كانت جنازة مهيبة ، شارك فيها ابنائه و محبيه من كل مكان لتوديعه بالصلاة على جثمانه الطاهر بالكاتدرائية المرقسية بحضور قداسة البابا شنوده الثالث الذى تأثر كثيرا لرحيله و بكى اثناء كلمته لشدة تعلقه به و ارتباطه بشخصه طوال فترة تمتد لأكثر من خمسون عاما ، و كان مطلبه وقتها دفن الجثمان بالكاتدرائية أسفل الهيكل الكبير قائلا ” ان القمص ميخائيل إبراهيم رجل عام و ليس ملكا لكنيسة واحدة و ابناؤه فى كل موضع , فى كل حى , فى كل بلد و لا يصح ان يقتصر على كان معين و الأفضل ان يدفن هنا فى مكان عام لكنه كشف عن السبب الحقيقي فى كتابه ” مثل فى الرعاية ” عن رغبته ان يصير جسد هذا الرجل البار سند له فى هذا الموضع .. و لاشك ان موقفه هذا اثلج قلوبنا و اسعدنا كثيرا و كان بمثابة تعزية سماوية .

ظل قداسة البابا شنوده الثالث حريصا على احياء ذكراه فى يوم نياحته بصلاة القداس و إقامة حفل تأبين له ، محافظا على ذلك التقليد حتى رحيله .. و يشهد ايضا لكنيسة السيدة العذراء بكفر عبده باحياء ذكراه سنويا ، كما تقوم كنيسته مارمرقس بشبرا باحياء ذكراه بصلاة القداس و زيارته سنويا فى مزاره الخاص بالكاتدرائية و تطييب جسده .

+ فى الذكرى الثانية لنياحة قديس العصر ، اصدر البابا شنوده الثالث كتاب ” مثل فى الرعاية ” .. كيف كان شعور الأسرة وقتها بهذا الإصدار ؟

بالتأكيد سعدنا كثيرا بإصدار كتاب كامل يحاكى سيرة القمص ميخائيل إبراهيم بيد قداسة البابا بما ساهم في نشر سيرته بشكل أكبر على مستوى الكنيسة القبطية الارثوذكسية ، ايضا إصدار الكتاب تحت عنوان ” مثل فى الرعاية ” أعطاه ثقلا فى تاريخ أرشيف الكنيسة بوجه عام باعتبار سيرته قدوة لكل أب و راعى و خادم على مستوى الكرازة بأكملها .. حقيقية بركة كبيرة تنم عن محبة و معزة خاصة يتمتع بها جدى فى قلب قداسة البابا شنوده الثالث .

+ ماذا عن البابا تواضروس الثانى , هل من تواصل مع الأسرة ؟

حقيقة لا ننسى موقف قداسة البابا تواضروس الثانى بعد سيامته بطريركا للكرازة المرقسية خلفا لقداسة البابا شنوده الثالث و طلبه مقابلة الدكتورة عفاف ابنة ابونا ميخائيل ابراهيم بالجسد و اظهاره مدى الاهتمام بقيمة ابونا المتنيح , و يشهد له انه لن يتأخر عن تطوير مزاره الخاص .

+ ما تقييم الأسرة للفيلم الخاص بتقديم سيرة المتنيح القمص ميخائيل إبراهيم ، و هل تم الرجوع إليكم فى توثيق المعلومات ؟

++ للأسف لم نرضى كلية على الفيلم الذى تناول حياة القمص ميخائيل إبراهيم بوجود بعض الأخطاء فى التناول ، و بالفعل تم الرجوع لخالتى لمراجعة السيناريو و ما يدرج به من معلومات ، و تم إعطاء بعض الملاحظات لكنه لم يتخذ بها .

+ هل منزل ابونا المتنيح لايزال موجودا أم تم التصرف بشأنه ؟


المنزل لايزال موجود فى نفس شارع كنيسة مارمرقس بشبرا ، و ان كان تم توزيع بعض المقتنيات علينا كأسرة على سبيل البركة و لدى جزء من صالون خاص بابونا الغالى و كرسيه المفضل الذى كان يجلس عليه دائما للتبرك به ، ايضا بعض المقتنيات الشخصية من ملابسه و منها قميص كان يرتديه تحت الفرجية .. و هى بركة كبيرة .

+ ما شعورك كونك حفيدة القمص ميخائيل ابراهيم و ارتباط اسمك بأسمه ؟

++ اشعر بالبركة الكبيرة التى اعطانى الله اياها , و اعتز كثيرا بتلك الصلة التى تربطنى بابونا الغالى ” أيقونة ” الحياة الروحية الحقة .

+ ماذا تقولين فى ذكرى اليوبيل الذهبى لنياحة القمص ميخائيل ابراهيم ؟

++ اقول بركة كبيرة ان يتم الاحتفال بذكراه الخمسين لنياحته , تمتعت ببركته بالجسد و الان اطلب صلاته لنا كى يشفع فينا امام عرش النعمة كما تعودنا منه الصلاة فى حياته , و اؤمن انه معنا فى كل اوقاتتنا و يشعر بنا و لم ينسانا لحظة , فدائما ما اشعر ان يده معنا تعمل و ها نحن نحيا ببركة صلواته .

 

 

اترك تعليقا
تعليقات
Comments not found for this news.