أيام قليلة تفصلنا عن احتفالات الكنائس المصرية التي تتبع التقويم الغربي بعيد الميلاد المجيد 2024.
إذ تستعد الكنائس المسيحية المختلفة للاحتفال بعيد الميلاد المجيد لعام 2023، خلال شهري ديسمبر 2023/ ويناير 2024، وعيد الميلاد المجيد يُعتبر ثاني أهم الأعياد المسيحية بعد عيد القيامة المجيد، ويُمثل تذكار ميلاد يسوع.
غياب احتفلات الميلاد
ومن جهته قال رئيس بلدية بيت لحم حنا حنانيا إن رسالة مدينة بيت لحم وهي تستعد لإحياء شعائرها الدينية لمناسبة أعياد الميلاد المجيدة في هذا العام، هي رسالة حزن وغضب ورفض كامل للعدوان على قطاع غزة والشعب الفلسطيني بشكل عام.
وأضاف حنانيا: إن مدينة بيت لحم، ورغم الظروف القاسية تتسلح دومًا برسالة المسيح، رسالة المحبة والسلام، فإنها ما زالت تعيش تحت حصار مشدّد من خلال إغلاق كافة مداخلها إما بالسواتر الترابية أو بالبوابات الحديدية أو بالحواجز العسكرية، وبالتالي فإن حركة المواطنين مشلولة، إلى جانب تصاعد وتيرة الاستيطان وسلب المزيد من الأراضي والاقتحامات الليلية ومداهمة المنازل واعتقال المواطنين.
وقال إن الاحتفالات التي كانت تشهدها المدينة قبل أعياد الميلاد ويوم دخول المواكب، ستغيب، وستقتصر الاحتفالات هذا العام على الشعائر الدينية، مشيرًا إلى أن الأمر كان يتعلق في بدايته أن تكون شجرة واحدة تنصب في بيت لحم دون إضاءتها، تأخذ شكل الحزن وتتزين بعلم فلسطين موشحة بالسواد، لكن بعد اقتراح المؤسسات والجهات المختلفة والكنائس تم التوافق على عدم وجود الشجرة بتاتًا.
وأكد أن بيت لحم ستعيش أجواء الميلاد دون الشجرة لأول مرة منذ أن بدأ تزيينها في العام 1994، بالإضافة الى إزالة كافة الزينة التي كانت تتزين بها ساحة المهد سابقًا وكذلك الحارات والأزقة والشوارع الرئيسية.
وأوضح أن شجرة الميلاد لن تكون غائبة من ساحة المهد فقط بل لن تكون في منازل المواطنين، وذلك بعد امتزاج آراء العديد من العائلات المسيحية، التي قررت عدم إظهار الزينة بشكل كامل.
وكشف حنانيا أن بيت لحم ستشهد فعالية مركزية ستكون قبل الرابع والعشرين من الشهر الجاري، موعد دخول موكب البطريرك، تحمل معها رسالة واضحة للعالم، وهذا ما تم الاتفاق عليه بعد اجتماعات موسعة مع مختلف المؤسسات والجهات ذات الاختصاص، يتمثل بنصب مغارة في ساحة المهد بداخلها طفل اليسوع مزينة بأشكال الدمار الذي يعبر عن الواقع الذي يعيشه أهل وأطفال غزة، تحمل رسالة رفض ومطالبة المجتمع الدولي بالوقوف عند مسؤولياته، مع إمكانية أن تكون هناك فعاليات أخرى تماشيًا مع الظروف العامة لشعبنا.
وفيما يتعلق بدخول موكب بطريرك القدس للاتين، قال: سيتم استقبال البطريرك على بلاط المهد حسب الستاتيكو المتبع، يتقدمه فرق كشفية من بيت لحم ومحافظات أخرى، لكن بدون آلات موسيقية أو عزف، ولن يكون هناك حضور للضيوف كما كان سابقًا، مستدركًا: “نحن وجهنا دعوات للمدن التي تربطها توأمة مع مدينة بيت لحم وعددها 104 مدن، ورسائل لإطلاعهم على ما يحدث في فلسطين بشكل عام، لكن الردود جاءت متباينة بين التضامن وعدمه، وعليه سيقوم المجلس البلدي بإعادة النظر لدراسة العلاقة في بعض المدن التي كان موقفها سلبيًا بعد أن أيدت العدوان”.
وأشار إلى أن مهد المسيح أطلقت بعض الفعاليات، بتنظيم وقفة لأطفال بيت لحم أمام كنيسة المهد، أطلقوا خلالها رسائل للعالم، مشيرًا إلى أن البلدية وضعت برنامجًا قبل بدء العدوان على غزة لكنها اضطرت لإلغائه بالكامل بسبب العدوان.
وأوضح أن مدينة بيت لحم تكبدت خسائر اقتصادية كبيرة بفعل توقف قطاع السياحة ومرافق أخرى، واصفًا المحافظة بالمنكوبة، مع غياب الزوار المحليين والأجانب، وتعطل كافة المرافق السياحية.