الساعة تجاوزت الثانية صباح يوم 28 يناير الماضي.. رن الهاتف في منزل دكتور صيدلي سمير مهنى، بمنطقة "وابور المياه" وسط الإسكندرية، كان المتحدث شقيق زوجته المقيم بالقاهرة: "أندرو ابنك قتلوه بالرصاص قدام بيته في أمريكا.. ليلى بلغتني من دقائق".

في أواخر عام 2012، احتفلت أسرة "مهني" المكونة من "الأب" دكتور صيدلي و"الأم" طبيبة أسنان والأبناء "بيتر" و"أندرو" بتخرج الأخير من كلية صيدلة جامعة الإسكندرية بتقدير"امتياز".

"على خطى والده".. هكذا انتظر "د.سمير" تخرج نجله الأكبر للعمل معه في الصيدلية التي يملكها بشارع الحديني بمنطقة محرم بك، إلا أن ما حلم به الأب لم يكن هو نفس حلم "أندرو".

حلم انتهى برصاصة

"كان حلمه أكبر من أنه يقف في صيدلية.. دائما أراد السفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية والحصول على الدكتوراه والعمل في هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)".. يقول الأب بينما ينظر لصورة نجله التي علقها على الحائط بجوار صورة الراحل البابا شنودة الثالث.

قبل قرابة 5 سنوات رأى حلم أندرو النور، بعدما غادر الإسكندرية في أواخر عام 2013 إلى مقاطعة آن أروندل بولاية ميرلاند الأمريكية، حيث استقر هناك بعد حصوله على برنامج الهجرة العشوائية "جرين كارد".

ويضيف الأب:"أندرو رغم كونه غير متزوجا إلا أنه لم يكن وحيدا في الولايات المتحدة.. فكان لديه أصدقاء كثيرون بالإضافة إلى خالته ليلي إسكندر التي تقيم في ولاية فرجينيا منذ سنوات طويلة".

حصل "أندرو" على معادلة دراسية هناك قبل العمل كمساعد صيدلي في صيدلية مؤسسية تسمى "رايت ايد" بمقاطعة آن أروندل بولاية ميرلاند الأمريكية، حيث جرت تفاصيل الحادث.

اتصال من الخالة

"لا أعلم تفاصيل كثيرة عن الحادث.. فخالته اتصلت بشقيقها المقيم بالقاهرة وطلبت منه إخبارنا بمقتل أندرو بطلق ناري على يد مجهولين أثناء تواجد بباركينج السيارات أمام منزله في مقاطعة آن أروندل الأمريكية".

وفي الشقة رقم 213 بأحد العقارات الهادئة بمنطقة وابور المياه يواصل د. سمير مهنى حديثه لـ "مصراوى"، قائلا:" بالأمس أعلنت السفارة المصرية بواشنطن أنه تم القبض على مرتكبي الحادث وهما رجلين من السود وامرأة بيضاء.. يقولون أن الحادث كان بهدف السرقة".

آخر مكالمة لأندرو

قبل الحادث الذى أودى بحياته.. أجرى أندرو مكالمة هاتفية مع والده يخبره فيها أنه في طريقه للعودة إلى ولاية ميرلاند بعد زيارة صديق له في ولاية "نيوجرسي".. يقول الأب والدموع تناسب من عينيه بعدما بدا متماسكا طوال حديثه معنا.

هل يوجد أى خلافات بين أندرو وأحد هناك؟.. سؤال جعل الأب يعود إلى تماسكه السابق، قائلا:" بالعكس أندور شاب محترم وودود .. ولا يمكن أن تربطه أى خلافات مع أى شخص.. كما أنه لم يشكو من تعرضه لأى مضايقات من أحد منذ سفره".

عايز ابني أدفنه

وأشار إلى أنه تلقي اتصالا هاتفيا من نبيلة مكرم وزيرة الهجرة والمصريين بالخارج أخبرتهم بأنهم على تواصل مع السفارة المصرية بواشنطن لتسريع إجراءات نقل الجثمان إلى الإسكندرية لدفنه في غضون الأربعاء المقبل.

"عايز جثمان ابنى لأدفنه في سلام.. ربنا يتولانا برحمته"، يضيف الأب، لافتا إلى أن السلطات الأمريكية طالبت خالته بدفع مبلغ 10 آلاف دولار نظير إجراءات شحن الجثمان إلى مصر، مطالبا الحكومة المصرية بتحمل تكلفة شحن الجثمان ومتابعة إجراءات محاكمة المتهمين بقتله.

الدكتورة نبيلة مكرم، وزيرة الهجرة والمصريين بالخارج، قالت خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي تامر أمين في برنامج "الحياة اليوم" المذاع على قناة "الحياة" أنها تتابع بشكل مستمر تطورات التحقيقات الخاصة بواقعة مقتل أندرو بأمريكا وإجراءات شحن الجثمان إلى مصر.

القبض على امرأة ورجلين

وأعلنت السفارة المصرية في واشنطن، في بيان لها أمس، أن السلطات الأمريكية ألقت القبض على مرتكبي حادث إطلاق النار الذي أودى بحياة المواطن المصري "أندرو سمير مهنى" مساء يوم 28 يناير.

وذكرت السفارة إن المستشار نادر سعد القنصل المصري في واشنطن فور علمه بتفاصيل الحادث قام بالاتصال بليلى إسكندر خالة الفقيد للوقوف على تفاصيل الواقعة ومتابعة التحقيقات مع السلطات الأمريكية وحثها على إيلاء الموضوع أقصى اهتمام ممكن مع سرعة الإفراج عن الجثمان حتى يتسنى اتخاذ إجراءات نقله ليدفن فى أرض الوطن.

وأشارت السفارة إلى أنه تم تسريع إجراءات نقل الجثمان مع شركة الشحن المتخصصة فى نقل الجثامين، ومن المنتظر أن يتم نقل الجثمان إلى مصر يوم الأربعاء المقبل.

مصر الخير

ووفقا لسفارة مصر لدى الولايات المتحدة، يبذل السفير جهوده لتتحمل مؤسسة "مصر الخير" كافة تكاليف تجهيز وشحن الجثمان، وذلك فى إطار البروتوكول الموقع بين المؤسسة ووزارة الخارجية.

وبحسب مواقع أمريكية، ألقت شرطة مقاطعة أروندل الأمريكية، القبض على رجلين وامرأة قالت إنهم متهمين بقتل الشاب المصري أندرو سمير مهنى، الذي لقي مصرعه بطلق ناري خارج مبنى سكني بولاية ميرلاند الأمريكية، فيما رجحت سبب الحادث هو السطو المسلح.