تحل اليوم ذكرى الموسيقار القبطي يوسف جريس رائد التأليف الموسيقي في مصر والعالم العربي.
ووفقا لدراسة أعدها ماجد كامل عضو اللجنة البابابوية للتاريخ الكنسي، فمن بين رواد الموسيقي الكلاسيكية الأوائل في مصر، يأتي ذكر يوسف جريس (1899- 1961) من بين هؤلاء فهو صاحب أول عمل موسيقي يعزفها أوركسترا سيمفوني.
أما عن يوسف جريس نفسه فهو ولد في 13 ديسمبر 1899 بمحافظة القاهرة من أسرة محبة للثقافة ومهتمة بالفنون، فلقد كانت والدته تعزف البيانو، مما دفعه الي الاهتمام بدراسة الموسيقي بجانب دراسته المعتادة.
وفي عام 1914 درس الموسيقي العربية علي يد الموسيقار الشهير «سامي الشوا» (1885- 1965) و«منصور عوض»، ودرس بعدها آلة الكمان علي يد مجموعة من كبار الموسيقين العالميين، كما درس الهارموني وعلوم الموسيقي.
وبعد أن أتم يوسف جريس دراسته الثانوية بمدرسة التوفيقية الثانوية بشبر، التحق بكلية الطب غير أنه لم يرق له هذا النوع من الدراسة بعد أن دخل المشرحة، فأصيب بصدمة، فتركها والتحق بكلية الحقوق حتى حصل علي ليسانس الحقوق عام 1926، ثم عمل بالمحاماة فترة قصيرة غير أنه تركها ليتفرغ للتأليف الموسيقي، وفي عام 1930 عين عضوا في جمعية المؤلفين والناشرين الدولية في فرنسا بعد أن اجتاز اختباراتها بنجاح، وفي عام 1942 أشترك هو وشقيقه لويس مع كل من العالم الكبير "علي مصطفي مشرفة " (1898 – 1950) وكاتب الأطفال المعروف "كامل الكيلاني ( 1897- 1959) وحسن رشيد وزجته بهيجة رشيد في تأسيس ما عرف ب"الجمعية المصرية لهواة الموسيقي".
وقدمت الجمعية حفلها الأول في كلية العلوم جامعة القاهرة في يوم التاسع عشر من شهر مارس 1942، واشترك في العزف في ذلك اليوم كل من الموسيقار الكبير "أبو بكر خيرت "(1910- 1963) ويوسف جريبس.
وكان أول قصيد سيمفوني قدمه هو القصيد السيمفوني «مصر» لأول مرة في 16 أغسطس 1933 في أحد مسارح الاسكندرية ويقول المؤرخ والناقد الموسيقي زين نصار أنه تكفل في هذا الحفل بكل نفقات الأوركسترا الذي كان أغلبه من العازفين الأجانب المقيمين في مصر، وبالرغم من ان تجربة يوسف جريس لم تحقق انتشارا واسعا في الأوساط الموسيقية في مصر، غير أنها كانت تعتبر هي التجربة الأولي في الموسيقي المصرية، حيث أنها كانت محفزة لغيره من أبناء الطبقات الراقية في مصر ممن توفرت لهم فرصة دراسة الموسيقي علي أيدي موسيقيين أجانب، فتبعه في التجربة موسيقيون آخرون مثل «أبو بكر خيرت» وحسن رشيد لكي يكونوا هم النواة الأولى لموسيقي مصرية سيمفونية.
ولقد قام الموسيقار الكبير يوسف جريس بتأليف بعض الأعمال الموسيقية الهامة هي حسب تصنيف الدكتور زين نصار في مقال هام له نشر على موقع الهلال بعنوان «يوسف جريس.. رائد التأليف الموسيقي في مصر " بتاريخ 13 ديسمبر 2021، حيث قال:-
أولا:- مؤلفات البيانو المنفرد تحمل عناوين:-
1- مراكبي في النيل (1932).
2- السودانية (1932).
3- في القارب (1934).
4- تحت النخيل (1944).
5- رقصة القارب في النيل (1948).
6- زهرة البردي (1949).
7- الوادي المصري (1949).
ثانيا :- مؤلفات الكمان المنفرد تحمل عناوين :-
1-البدوي (1931) وقد أعاد كتابتها للأوؤكسترا عام (1934).
2-ريف مصري (1932).
3-رقصة وادي النيل (1932).
4-إبن الوادي (1943).
5-بنت البدوية (1944).
6-رفرفة النيل (1944).
7-البدوية الصغيرة (1944).
8-أبو الهول والكمان (1961).
9-بنت الأهرامات (1961).
ثالثا:- مؤلفات الكمان والبيانو تحمل عناوين:-
1-على ضفاف النيل (1931).
2-حاملة الجرة (1931).
3-رقصة النخيل (1932).
4-رقصة فلاحي (1932).
5-النيل يغني (1950).
رابعا :- مؤلفات للفلوت المنفرد وتحمل عناوين :-
1-صدي الصحراء(1944).
2- صدي الوادي (1944).
3-صدي النيل (1944).
خامسا :- مؤلفات للتشيلو المنفرد بعنوان :-
1- الفلاح (1931).
سادسا :- مؤلفات للتشيلو والبيانو بعنوان " الفلاحة " (1931) وقد أعاد كتابتها للأوركسترا عام (1933).
سابعا :- مؤلفات غنائية بمصاحبة البيانو تحمل عناوين :-
1 – أغنية الوادي (1943).
2-رقصة النيل سوبرانو بمصاحبة البيانو (1944).
3-رقصة سوبرانو بمصاحبة البيانو (1944).
4-أغنية الراعي (1944).
ثامنا :- الأوبرا :-
القدر (1943).
تاسعا :- المؤلفات الأوركسترالية :-
1-القصيد السيمفوني " مصر " عام (1932).
2-السيمفونية الأولي "مصر " (1937).
3-السيمفونية الثانية (1942).
4-القصيد السيمفوني " النيل والوردة " (1943).
5-القصيد السيمفوني "نحو دير في الصحراء " (1943) .
6-ترانيم مصرية (1944) .
7-القصيد السيمفوني " أهرام الفراعنة " (1960).
8-السيمفونية الثالثة (196
وفي عام 1960 سافر يوسف جريس في رحلة للعلاج إلي أوربا ، وبينما كان في طريق العودة إلي أرض الوطن،وأثناء إقامته في البندقية في إيطاليا توفي في 7 أبريل 1961 عن عمر يناهز 62 عاما تقريبا.
وحول دور الموسيقي في حياته ، يقول الدكتور زين نصار، أنه قال " حياتي هي الموسيقي والوصول في تأليفها إلي القمة، في مجال الصنعة الموسيقية والطابع القومي هو هدفي الأول في الحياة،فأنا أريد أن أصل إلي الإمكانيات المثلي التي أتمكن بها من التعبير بسهولة عن شتي الأحداث،وكافة المشاعر الإنسانية، فإذا سمعت موسيقا مصرية يجب أن تجدها أصيلة ووطنية وقومية، وفي نفس الوقت أريدها علمية وعالمية ".
وحول الأسلوب الذي يجب إتباعه في الموسيقي يقول " الأسلوب الذي يجب إتباعه هو مسألة يجب التدقيق في بحثها قبل كتابة التآليفات، فاللحن المصري يتطلب هارمونية خاصة تناسبه وتكسبه ثراءا بينما قد تؤدي بعض الهارمونيات إلي تدميره وإفقاده أصالته،وتجرده من طابعه وملامحه القومية، وذلك حتي تؤدي الموسيقا رسالتها في إسعاد المستمعين "
ويذكر الناقد الموسيقي الدكتور إيهاب صبري أن يوسف جريس أستطاع ان يقدم موسيقي مصرية خالصة مستوحاة من البيئة المصرية الصميمة والانفعال بجوها وتاريخها وتقاليدها. ولقد عبر عن ذلك بوضوح في القصيد السيمفوني " مصر " الذي استطاع فيه أن يعبر عن حبه لمصر؛ حيث يصور الوادي الأخضر والصحراء تحيط به من الجانبين.