
كشف تقرير بريطاني، الجمعة، أن أوروبا تعمل مع الدول العربية على إيجاد بديل لخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن قطاع غزة.
وقالت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية في تقرير لها إن وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة وإيطاليا يعقدون محادثات مع دول عربية رئيسية حول مستقبل قطاع غزة.
وتعمل الدول الأوروبية مع حلفائها العرب على وضع خطة عاجلة بشأن غزة لتقديمها إلى دونالد ترامب كبديل لمقترحه بإخلاء القطاع من الفلسطينيين والاستيلاء عليه من قبل الولايات المتحدة وفق الصحيفة.
واعتبرت "فايننشال تايمز" أن مقترح الرئيس الأمريكي بتطهير الأراضي الفلسطينية في غزة والتي مزقتها الحرب وتحويلها إلى "ريفييرا الشرق الأوسط" أذهلت الدول العربية والأوروبية وأثارت قلقهم جميعا، مشيرة إلى أن هذا المقترح رغم غرابته خلق زخمًا جديدًا في أشهر من المناقشات المتعثرة حول كيفية حكم غزة وتأمينها بمجرد انتهاء حرب إسرائيل التي استمرت 15 شهرًا في غزة.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لصحيفة "فاينانشال تايمز" إن الجهود المبذولة لمعارضة خطة ترامب بشأن غزة لن تكون "موثوقة إلا إذا قدمنا شيئًا آخر أكثر ذكاءً وهذا ما نحتاجه للمضي قدمًا. هناك العديد من الخيارات ذات المصداقية العالية".
وقال دبلوماسي أوروبي، إن وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة وإيطاليا سيعقدون محادثات بشأن الأزمة في مؤتمر ميونيخ للأمن مع دول عربية رئيسية ومن المقرر أيضًا أن تشارك الولايات المتحدة، لكن ليس من الواضح على أي مستوى، وسينصب التركيز على كيفية عمل العرب والأوروبيين معًا على "خطة أفضل".
وأوضح مسؤول أوروبي أن الفلسطينيين والعرب يريدون حل وسط حيث يديرون غزة، وليس الولايات المتحدة أو إسرائيل مضيفا "هذه الفجوة التي يجب سدها، وأعتقد أن الأوروبيين سيعملون مع العرب، سواء فيما يتعلق بالتمويل أو تقديم الخطط. هذا ما نعمل عليه الآن".
مصر والأردن يرفضون مقترح ترامب بشأن غزة
وأشار التقرير، إلى أن مصر أعلنت هذا الأسبوع أنها تعمل على خطة لإعادة إعمار غزة، التي تحول الكثير منها إلى أرض قاحلة بسبب قصف إسرائيل للقطاع منذ 7 أكتوبر 2023، مشيرا إلى أن القاهرة تنسق مع دول عربية أخرى، وخاصة المملكة العربية السعودية والأردن، على أمل أن تتمكن من إثبات لترامب أن القطاع يمكن إعادة بنائه دون إجبار سكانه البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة على الخروج من القطاع.
وأوضحت الصحيفة أن مصر والأردن رفضا مقترح ترامب لقبول الفلسطينيين من غزة، انطلاقا من رفضهم التهجير القسري للفلسطينيين، فضلًا عن أن ذلك يهدد الاستقرار الإقليمي وأمنهما.
الخطة العربية البديلة بشأن مستقبل قطاع غزة
وقال دبلوماسيون عرب وأوروبيون إنه قبل أن تبدأ أي عملية إعادة إعمار، يتعين على الدول العربية والفلسطينيين الاتفاق على خطة لهيكل إداري يضمن عدم سيطرة حماس على القطاع.
وتتضمن الفكرة التي تدفع بها مصر ودول عربية أخرى إنشاء لجنة حاكمة مكونة من فلسطينيين غير تابعين لأي فصيل، لكنها مدعومة من السلطة الفلسطينية فيما لا يزال العنصر الأمني قيد المناقشة ولكن من المرجح أن يشمل قوة الشرطة الموجودة في غزة، وأفراد السلطة الفلسطينية الذين بقوا في القطاع بعد أن سيطرت حماس عليه في عام 2007، وتعزيزات محتملة من الضفة الغربية.
وقال مسؤول عربي بحسب الصحيفة إنه من المتوقع تقديم خطة في قمة الرياض المقرر عقدها في وقت لاحق من هذا الشهر.
وهناك شكوك كبيرة حول ما إذا كانت حكومة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليمينية المتطرفة ستقبل أي خطة عربية لغزة فسبق ورفض نتنياهو إنهاء الحرب بشكل دائم، واستبعد تقديم تنازلات للفلسطينيين أو أي تحركات نحو إنشاء دولة فلسطينية كما أصر على أن إسرائيل لن تسمح للسلطة الفلسطينية بإدارة غزة.