خرجت مسيرة حاشدة في شارع الحبيب بورقيبة بقلب العاصمة التونسية تونس، اليوم، من قبل أنصار الرئيس قيس سعيد، تطالب برحيل الإخوان، كما طالب المحتجون بحل البرلمان واستقالة رئيس الحكومة هشام المشيشي.
بدورها؛ تقدمت عبير موسي زعيمة الحزب الدستوري الحر، تظاهرة حاشدة أخرى في مدينة صفاقس بجنوب البلاد. وكان «الغنوشي» منع رئيسة الحزب الدستوري من دخول مكتب البرلمان والحضور لجلسته العامة، أثار توتراً واحتقاناً داخل البرلمان أمس.
وقال موظفو البرلمان، الذين أغلقوا الباب في وجه موسي، إن قرار منعها جاء بتعليمات كتابية من الغنوشي، وهو ما نددت به موسي وانتقدت عرقلتها وتعطيلها عن أداء عملها، واعتبرته عملية ممنهجة لإقصاء حزبها وإخراس صوت المعارضة، متهمة الغنوشي بتسييس الإدارة لصالحه.
وشهد بهو البرلمان فوضى ومشاحنات وتراشقا بالتهم بين موسي ونوابها مع نواب حركة النهضة وكتلة ائتلاف الكرامة، وصلت إلى حد العراك والتشابك بالأيدي.
يذكر أن الأزمة السياسية بين رموز السلطة في تونس دخلت أسبوعها التاسع دون التوصل إلى حل، ودون وجود أية بوادر على انفراج قريب، بعدما فشلت كل محاولات الوساطة والمبادرات في إيجاد مخرج لها.
ففيما يتمسك سعيّد باستقالة رئيس الحكومة هشام المشيشي، يقابل الأخير الرئيس بالرفض مدعوماً بتحالف برلماني تقوده حركة النهضة، التي يترأسها رئيس البرلمان راشد الغنوشي، وحزب قلب تونس. ويقول المشيشي إن استقالته أمر غير مطروح، لأن البلاد بحاجة إلى حكومة واستقرار.
ويأتي هذا التوتر والتجاذب السياسي في وقت تحتاج فيه البلاد إلى الوحدة لمواجهة أزمة اقتصادية وصحية حادة وغير مسبوقة، وتحسين الأوضاع الاجتماعية، حيث تشهد عدة مدن منذ أكثر من شهر احتجاجات تطالب بالتنمية والوظائف، وسط دعوات لإطلاق حوار وطني من أجل إنهاء الخلافات السياسية بين رؤوس السلطة الثلاثة.