DAILY VERSE
“اسمع يارب للحق . أنصت إلى صراخي . أصغ إلى صلاتي من شفتين بلا غش” مزمور ١:١٧

 

 

اسمع يارب للحق . أنصت إلى صراخي . أصغ إلى صلاتي من شفتين بلا غشمزمور ١:١٧ 

ايه النهارده صلاه 

بس مين فينا يقدر يقول ان شفتيه بلا غش ؟

هل يسمع الله لشفتيّ لو فيها غش ؟

الله يعرف جيدا ان كنت انت ناوي تغش في كلام صلاتك و تقول حاجات مش فيك ولا لأ

علشان كده متقولش حاجه مش حقيقية 

 و متبينش مشاعر مش جواك 

و متمثلش علي ربنا و انت بتمثل القداسة قدام الناس 

لان الله فاحص القلوب و يري اللي جواك جدا 

خليك طبيعي و قول الحقيقه حتي لو كانت مُره

لانه هو بيسمع و بيختبر القلوب 

 

إذاعه اقباط العالم

DAILY SYNEXARIUM
13 أمشير 1740

اليوم 13 من الشهر المبارك أمشير, أحسن الله استقباله، وأعاده علينا وعليكم، ونحن في هدوء واطمئنان، مغفوري الخطايا والآثام، من قِبَل مراحم الرب، يا آبائي وأخوتي.
آمين.

استشهاد القديس سرجيوس الاتربى وابية وامة وكثيرين معه.

في هذا اليوم تذكار استشهاد القديس سرجيوس الأتربي وأبية وأمة وكثيرين معه. . صلاتهم تكون معنا و لربنا المجد دائما أبديا آمين .

نياحة البابا تيموثاوس الثالث بابا الاسكندرية الثاني و الثلاثون

في مثل هذا اليوم من سنة 528 م تنيح الاب القديس الانبا تيموثاوس الثالث بابا الاسكندرية الثاني و الثلاثون و كان جلوسه علي الكرسي الرسولي سنة 511 م و قد نالت هذا الاب شدائد كثيرة بسبب المحافظة علي الايمان المستقيم. و حضر في ايامه القديس ساويرس بطريرك انطاكية الي الديار المصرية هربا من الاضطهاد . و تجول الاثنان في البلاد و الاديرة يثبتان الشعب علي المعتقد الارثوذكسي و لانه لم يوافق الملك مرقيان علي قوانين المجمع الخليقدوني فقد نفاه عن كرسيه و في يوم نفيه عارض المؤمنين في تنفيذ الامر فقتل منهم بامر الملك نحو مئتي الف نفس . و قد تنيح هذا الاب في المنفي هو و القديس ساويرس الانطاكي بعد إن اقام علي الكرسي المرقسي 17 سنة صلاته تكون معنا . و لربنا المجد دائما ابديا امين .

 

DAILY KATEMAROS
--- 13 أمشير 1740

العشية

مزمور العشية

من مزامير وتراتيل أبينا داود النبي.
بركاته علينا، آمين.

مزامير 17 : 15 , 3

الفصل 17

15 أما أنا فبالبر أنظر وجهك . أشبع إذا استيقظت بشبهك 
3 جربت قلبي . تعهدته ليلا . محصتني . لا تجد في ذموما . لا يتعدى فمي 

مبارك الآتي باسم. الرب، ربنا وإلهنا ومخلصنا وملكنا كلنا، يسوع المسيح ابن الله الحي، له المجد من الآن وإلى الأبد.
آمين. 

إنجيل العشية

قفوا بخوف أمام الله، وانصتوا لسماع الإنجيل المقدس.
فصل شريف من بشارة معلمنا يوحنا الإنجيلي.
بركته تكون مع جميعنا، آمين.

يوحنا 5 : 39 - 47

الفصل 5

39 فتشوا الكتب لأنكم تظنون أن لكم فيها حياة أبدية . وهي التي تشهد لي 
40 ولا تريدون أن تأتوا إلي لتكون لكم حياة 
41 مجدا من الناس لست أقبل 
42 ولكني قد عرفتكم أن ليست لكم محبة الله في أنفسكم 
43 أنا قد أتيت باسم أبي ولستم تقبلونني . إن أتى آخر باسم نفسه فذلك تقبلونه 
44 كيف تقدرون أن تؤمنوا وأنتم تقبلون مجدا بعضكم من بعض ، والمجد الذي من الإله الواحد لستم تطلبونه 
45 لا تظنوا أني أشكوكم إلى الآب . يوجد الذي يشكوكم وهو موسى ، الذي عليه رجاؤكم 
46 لأنكم لو كنتم تصدقون موسى لكنتم تصدقونني ، لأنه هو كتب عني 
47 فإن كنتم لستم تصدقون كتب ذاك ، فكيف تصدقون كلامي 

والمجد لله دائماً. 

 

 

 


 

باكر

مزمو باكر

من مزامير وتراتيل أبينا داود النبي.
بركاته علينا،
آمين.

مزامير 89 : 52 , 49

الفصل 89

52 مبارك الرب إلى الدهر . آمين فآمين 
49 أين مراحمك الأول يارب ، التي حلفت بها لداود بأمانتك 

مبارك الآتي باسم الرب، ربنا وإلهنا ومخلصنا وملكنا كلنا، يسوع المسيح ابن الله الحي، له المجد من الآن وإلى الأبد.
آمين. 

 

إنجيل باكر

قفوا بخوف أمام الله، وانصتوا لسماع الإنجيل المقدس.
فصل شريف من بشارة معلمنا يوحنا الإنجيلي.
بركته تكون مع جميعنا، آمين.

يوحنا 12 : 44 - 50

الفصل 12

44 فنادى يسوع وقال : الذي يؤمن بي ، ليس يؤمن بي بل بالذي أرسلني 
45 والذي يراني يرى الذي أرسلني 
46 أنا قد جئت نورا إلى العالم ، حتى كل من يؤمن بي لا يمكث في الظلمة 
47 وإن سمع أحد كلامي ولم يؤمن فأنا لا أدينه ، لأني لم آت لأدين العالم بل لأخلص العالم 
48 من رذلني ولم يقبل كلامي فله من يدينه . الكلام الذي تكلمت به هو يدينه في اليوم الأخير 
49 لأني لم أتكلم من نفسي ، لكن الآب الذي أرسلني هو أعطاني وصية : ماذا أقول وبماذا أتكلم 
50 وأنا أعلم أن وصيته هي حياة أبدية . فما أتكلم أنا به ، فكما قال لي الآب هكذا أتكلم 

والمجد لله دائماً أبدياً، آمين. 

 

 

 


 

قراءات القداس

البولس

بولس، عبد يسوع المسيح، المدعوّ رسولاً، المُفرَز لإنجيل الله.
البولس، فصل من رسالة القديس بولس الرسول إلى عبرانيين .
بركته تكون مع جميعنا، آمين.

عبرانيين 3 : 1 - 4 : 2

الفصل 3

1 من ثم أيها الإخوة القديسون ، شركاء الدعوة السماوية ، لاحظوا رسول اعترافنا ورئيس كهنته المسيح يسوع 
2 حال كونه أمينا للذي أقامه ، كما كان موسى أيضا في كل بيته 
3 فإن هذا قد حسب أهلا لمجد أكثر من موسى ، بمقدار ما لباني البيت من كرامة أكثر من البيت 
4 لأن كل بيت يبنيه إنسان ما ، ولكن باني الكل هو الله 
5 وموسى كان أمينا في كل بيته كخادم ، شهادة للعتيد أن يتكلم به 
6 وأما المسيح فكابن على بيته . وبيته نحن إن تمسكنا بثقة الرجاء وافتخاره ثابتة إلى النهاية 
7 لذلك كما يقول الروح القدس : اليوم ، إن سمعتم صوته 
8 فلا تقسوا قلوبكم ، كما في الإسخاط ، يوم التجربة في القفر 
9 حيث جربني آباؤكم . اختبروني وأبصروا أعمالي أربعين سنة 
10 لذلك مقت ذلك الجيل ، وقلت : إنهم دائما يضلون في قلوبهم ، ولكنهم لم يعرفوا سبلي 
11 حتى أقسمت في غضبي : لن يدخلوا راحتي 
12 انظروا أيها الإخوة أن لا يكون في أحدكم قلب شرير بعدم إيمان في الارتداد عن الله الحي 
13 بل عظوا أنفسكم كل يوم ، ما دام الوقت يدعى اليوم ، لكي لا يقسى أحد منكم بغرور الخطية 
14 لأننا قد صرنا شركاء المسيح ، إن تمسكنا ببداءة الثقة ثابتة إلى النهاية 
15 إذ قيل : اليوم ، إن سمعتم صوته فلا تقسوا قلوبكم ، كما في الإسخاط 
16 فمن هم الذين إذ سمعوا أسخطوا ؟ أليس جميع الذين خرجوا من مصر بواسطة موسى 
17 ومن مقت أربعين سنة ؟ أليس الذين أخطأوا ، الذين جثثهم سقطت في القفر 
18 ولمن أقسم : لن يدخلوا راحته ، إلا للذين لم يطيعوا 
19 فنرى أنهم لم يقدروا أن يدخلوا لعدم الإيمان 

الفصل 4

1 فلنخف ، أنه مع بقاء وعد بالدخول إلى راحته ، يرى أحد منكم أنه قد خاب منه 
2 لأننا نحن أيضا قد بشرنا كما أولئك ، لكن لم تنفع كلمة الخبر أولئك . إذ لم تكن ممتزجة بالإيمان في الذين سمعوا 

نعمة ربنا يسوع المسيح فلتكن معكم ومعي، يا آبائي وأخوتي،
آمين. 

 

 

 




الكاثوليكون

فصل من رسالة لمعلمنا يهوذا .
بركته تكون مع جميعنا،
آمين.

يهوذا 1 : 14 - 25

الفصل 1

14 وتنبأ عن هؤلاء أيضا أخنوخ السابع من آدم قائلا : هوذا قد جاء الرب في ربوات قديسيه 
15 ليصنع دينونة على الجميع ، ويعاقب جميع فجارهم على جميع أعمال فجورهم التي فجروا بها ، وعلى جميع الكلمات الصعبة التي تكلم بها عليه خطاة فجار 
16 هؤلاء هم مدمدمون متشكون ، سالكون بحسب شهواتهم ، وفمهم يتكلم بعظائم ، يحابون بالوجوه من أجل المنفعة 
17 وأما أنتم أيها الأحباء فاذكروا الأقوال التي قالها سابقا رسل ربنا يسوع المسيح 
18 فإنهم قالوا لكم : إنه في الزمان الأخير سيكون قوم مستهزئون ، سالكين بحسب شهوات فجورهم 
19 هؤلاء هم المعتزلون بأنفسهم ، نفسانيون لا روح لهم 
20 وأما أنتم أيها الأحباء فابنوا أنفسكم على إيمانكم الأقدس ، مصلين في الروح القدس 
21 واحفظوا أنفسكم في محبة الله ، منتظرين رحمة ربنا يسوع المسيح للحياة الأبدية 
22 وارحموا البعض مميزين 
23 وخلصوا البعض بالخوف ، مختطفين من النار ، مبغضين حتى الثوب المدنس من الجسد 
24 والقادر أن يحفظكم غير عاثرين ، ويوقفكم أمام مجده بلا عيب في الابتهاج 
25 الإله الحكيم الوحيد مخلصنا ، له المجد والعظمة والقدرة والسلطان ، الآن وإلى كل الدهور . آمين 

لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم؛ لأن العالم يمضي وشهوته. أما الذي يصنع إرادة الله فيثبت إلى الأبد.
آمين. 

 

 

 


 

الإبركسيس

فصل من اعمال آبائنأ الرسل الأطهار الحواريين المشمولين بنعمة الروح القدس،،
بركتهم تكون معنا. آمين.

اعمال 20 : 7 - 16

الفصل 20

7 وفي أول الأسبوع إذ كان التلاميذ مجتمعين ليكسروا خبزا ، خاطبهم بولس وهو مزمع أن يمضي في الغد ، وأطال الكلام إلى نصف الليل 
8 وكانت مصابيح كثيرة في العلية التي كانوا مجتمعين فيها 
9 وكان شاب اسمه أفتيخوس جالسا في الطاقة متثقلا بنوم عميق . وإذ كان بولس يخاطب خطابا طويلا ، غلب عليه النوم فسقط من الطبقة الثالثة إلى أسفل ، وحمل ميتا 
10 فنزل بولس ووقع عليه واعتنقه قائلا : لا تضطربوا لأن نفسه فيه 
11 ثم صعد وكسر خبزا وأكل وتكلم كثيرا إلى الفجر . وهكذا خرج 
12 وأتوا بالفتى حيا ، وتعزوا تعزية ليست بقليلة 
13 وأما نحن فسبقنا إلى السفينة وأقلعنا إلى أسوس ، مزمعين أن نأخذ بولس من هناك ، لأنه كان قد رتب هكذا مزمعا أن يمشي 
14 فلما وافانا إلى أسوس أخذناه وأتينا إلى ميتيليني 
15 ثم سافرنا من هناك في البحر وأقبلنا في الغد إلى مقابل خيوس . وفي اليوم الآخر وصلنا إلى ساموس ، وأقمنا في تروجيليون ، ثم في اليوم التالي جئنا إلى ميليتس 
16 لأن بولس عزم أن يتجاوز أفسس في البحر لئلا يعرض له أن يصرف وقتا في أسيا ، لأنه كان يسرع حتى إذا أمكنه يكون في أورشليم في يوم الخمسين 

لم تزل كلمة الرب تنمو وتعتز وتثبت في كنيسة الله المقدسة.
آمين. 

 

 


 

 

مزمور القداس

من مزامير وتراتيل أبينا داود النبي،
بركته تكون مع جميعنا، آمين.

مزامير 89 : 1 , 6

الفصل 89

1 قصيدة لأيثان الأزراحي . بمراحم الرب أغني إلى الدهر . لدور فدور أخبر عن حقك بفمي 
6 لأنه من في السماء يعادل الرب . من يشبه الرب بين أبناء الله 

مبارك الآتي باسم.
الرب، ربنا وإلهنا ومخلصنا وملكنا كلنا، يسوع المسيح ابن الله الحي، له المجد من.
الآن وإلى الأبد آمين. 

 

إنجيل القداس

قفوا بخوف أمام الله، وانصتوا لسماع الإنجيل المقدس.
فصل شريف من بشارة معلمنا يوحنا الإنجيلي
بركته تكون مع جميعنا، آمين.

يوحنا 6 : 27 - 46

الفصل 6

27 اعملوا لا للطعام البائد ، بل للطعام الباقي للحياة الأبدية الذي يعطيكم ابن الإنسان ، لأن هذا الله الآب قد ختمه 
28 فقالوا له : ماذا نفعل حتى نعمل أعمال الله 
29 أجاب يسوع وقال لهم : هذا هو عمل الله : أن تؤمنوا بالذي هو أرسله 
30 فقالوا له : فأية آية تصنع لنرى ونؤمن بك ؟ ماذا تعمل 
31 آباؤنا أكلوا المن في البرية ، كما هو مكتوب : أنه أعطاهم خبزا من السماء ليأكلوا 
32 فقال لهم يسوع : الحق الحق أقول لكم : ليس موسى أعطاكم الخبز من السماء ، بل أبي يعطيكم الخبز الحقيقي من السماء 
33 لأن خبز الله هو النازل من السماء الواهب حياة للعالم 
34 فقالوا له : يا سيد ، أعطنا في كل حين هذا الخبز 
35 فقال لهم يسوع : أنا هو خبز الحياة . من يقبل إلي فلا يجوع ، ومن يؤمن بي فلا يعطش أبدا 
36 ولكني قلت لكم : إنكم قد رأيتموني ، ولستم تؤمنون 
37 كل ما يعطيني الآب فإلي يقبل ، ومن يقبل إلي لا أخرجه خارجا 
38 لأني قد نزلت من السماء ، ليس لأعمل مشيئتي ، بل مشيئة الذي أرسلني 
39 وهذه مشيئة الآب الذي أرسلني : أن كل ما أعطاني لا أتلف منه شيئا ، بل أقيمه في اليوم الأخير 
40 لأن هذه هي مشيئة الذي أرسلني : أن كل من يرى الابن ويؤمن به تكون له حياة أبدية ، وأنا أقيمه في اليوم الأخير 
41 فكان اليهود يتذمرون عليه لأنه قال : أنا هو الخبز الذي نزل من السماء 
42 وقالوا : أليس هذا هو يسوع بن يوسف ، الذي نحن عارفون بأبيه وأمه ؟ فكيف يقول هذا : إني نزلت من السماء 
43 فأجاب يسوع وقال لهم : لا تتذمروا فيما بينكم 
44 لا يقدر أحد أن يقبل إلي إن لم يجتذبه الآب الذي أرسلني ، وأنا أقيمه في اليوم الأخير 
45 إنه مكتوب في الأنبياء : ويكون الجميع متعلمين من الله . فكل من سمع من الآب وتعلم يقبل إلي 
46 ليس أن أحدا رأى الآب إلا الذي من الله . هذا قد رأى الآب 

والمجد لله دائماً أبدياً، آمين. 

 

DAILY CONTEMPLATION
التكامل‏ ‏وخطورة‏ ‏ الفضيلة‏ ‏الواحدة++

قال‏ ‏السيد‏ ‏الرب‏ ‏في‏ ‏العظة‏ ‏علي‏ ‏الجبل‏ ‏كونوا‏ ‏أنتم‏ ‏أيضا‏ ‏كاملين‏, ‏كما‏ ‏أن‏ ‏أباكم‏ ‏الذي‏ ‏في‏ ‏السموات‏ ‏هو‏ ‏كامل‏ (‏مت‏ 5: 48).‏
إذن‏ ‏الشخصية‏ ‏من‏ ‏المفروض‏ ‏أن‏ ‏تكون‏ ‏كاملة‏ ‏في‏ ‏كل‏ ‏شيء‏, ‏لتحتفظ‏ ‏بصورة‏ ‏الله‏ ‏التي‏ ‏خلقت‏ ‏بها‏ ‏منذ‏ ‏البدء‏ ‏تك‏1.‏
غير‏ ‏أن‏ ‏الأنسان‏ ‏ـ‏ ‏وهو‏ ‏سائر‏ ‏في‏ ‏طريق‏ ‏الحياة‏ ‏ـ‏ ‏كثيرا‏ ‏ما‏ ‏يصطدم‏ ‏بمشكلة‏ ‏في‏ ‏حياة‏ ‏البر‏, ‏وهو‏ ‏أن‏ ‏فضيلة‏ ‏تبدو‏ ‏أمامه‏ ‏كما‏ ‏لو‏ ‏كانت‏ ‏تصطدم‏ ‏بفضيلة‏ ‏أخري‏ ‏أو‏ ‏تتناقض‏ ‏معها‏!! ‏فلا‏ ‏يدري‏ ‏في‏ ‏أيهما‏ ‏يسلك‏, ‏وبأيهما‏ ‏يضحي‏..!‏
فهو‏ ‏قد‏ ‏يجد‏ ‏أن‏ ‏فضيلة‏ ‏الوداعة‏ ‏ضد‏ ‏فضيلة‏ ‏الشجاعة‏! ‏ويري‏ ‏أن‏ ‏الطيبة‏ ‏ضد‏ ‏الحزم‏, ‏وأن‏ ‏التواضع‏ ‏ضد‏ ‏قوة‏ ‏الشخصية‏, ‏وأن‏ ‏البساطة‏ ‏ضد‏ ‏الحكمة‏, ‏وأن‏ ‏حياة‏ ‏الخدمة‏ ‏لا‏ ‏تساعد‏ ‏علي‏ ‏حياة‏ ‏التأمل‏..!!‏
وهكذا‏ ‏يرتبك‏ ‏في‏ ‏أي‏ ‏الطرق‏ ‏يسلك‏! ‏وإن‏ ‏سلك‏ ‏في‏ ‏فضيلة‏ ‏علي‏ ‏حساب‏ ‏فضيلة‏ ‏أخري‏, ‏فإنه‏ ‏يضيع‏ ‏واحدة‏ ‏منهما‏! ‏ونحن‏ ‏ندعو‏ ‏إلي‏ ‏تكامل‏ ‏الفضائل‏ ‏لا‏ ‏إلي‏ ‏تناقضها‏..‏
ونري‏ ‏أنه‏ ‏يجب‏ ‏علي‏ ‏الإنسان‏ ‏الروحي‏ ‏أن‏ ‏يتصرف‏ ‏بحكمة‏, ‏ويعرف‏ ‏الوقت‏ ‏المناسب‏ ‏الذي‏ ‏يتصرف‏ ‏فيه‏ ‏حسب‏ ‏فضيلة‏ ‏معينة‏.‏
فالصمت‏ ‏مثلا‏ ‏حين‏ ‏يحسن‏ ‏الصمت‏. ‏والكلام‏ ‏حين‏ ‏يحسن‏ ‏الكلام‏.‏
وكذلك‏ ‏الطيبة‏ ‏في‏ ‏الوقت‏ ‏الذي‏ ‏تصلح‏ ‏له‏. ‏وأما‏ ‏الحزم‏ ‏فحين‏ ‏يلزم‏ ‏الحزم‏. ‏وهكذا‏ ‏مع‏ ‏باقي‏ ‏الفضائل‏.‏
فلا‏ ‏يسلك‏ ‏في‏ ‏فضيلة‏ ‏واحدة‏ ‏بغير‏ ‏حكمة‏, ‏مهما‏ ‏كانت‏ ‏الظروف‏ ‏والأسباب‏ ‏وإنما‏ ‏يكون‏ ‏سلوكه‏ ‏بإفراز‏, ‏مراعيا‏ ‏ما‏ ‏يناسب‏ ‏الحال‏, ‏وما‏ ‏تدعو‏ ‏إليه‏ ‏الحاجة‏.‏
ولنتناول‏ ‏مثلا‏ ‏موضوع‏ ‏الطيبة‏ ‏وقوة‏ ‏الشخصية‏, ‏ولنأخذ‏ ‏السيد‏ ‏المسيح‏ ‏له‏ ‏المجد‏ ‏كمثال‏ ‏لنا‏..‏
لقد‏ ‏كان‏ ‏السيد‏ ‏المسيح‏ ‏طيب‏ ‏القلب‏, ‏وما‏ ‏في‏ ‏ذلك‏ ‏شك‏, ‏هذا‏ ‏الذي‏ ‏إنه‏ ‏كان‏ ‏لا‏ ‏يخاصم‏ ‏ولا‏ ‏يصيح‏ ‏ولا‏ ‏يسمع‏ ‏أحد‏ ‏في‏ ‏الشوارع‏ ‏صوته‏ ‏قصبة‏ ‏مرضوضة‏ ‏لا‏ ‏يقصف‏, ‏وفتيلة‏ ‏مدخنة‏ ‏لا‏ ‏يطفئ‏ (‏مت‏ 12: 19‏ـ‏ 20) ‏وكأن‏ ‏ايضا‏ ‏طيب‏ ‏القلب‏, ‏يحب‏ ‏الأطفال‏ ‏ويحتضنهم‏ ‏مر‏ 10: 16 ‏وقد‏ ‏سامح‏ ‏المرأة‏ ‏الخاطئة‏ ‏ودافع‏ ‏عنها‏ ‏يو‏8: 3 ‏ـ‏ 11. ‏بل‏ ‏وصل‏ ‏الأمر‏ ‏به‏ ‏أن‏ ‏سمح‏ ‏للشيطان‏ ‏أن‏ ‏يجربه‏, ‏وأن‏ ‏يختار‏ ‏مكان‏ ‏ونوع‏ ‏التجربة‏ (‏مت‏ 4).‏
ومع‏ ‏كل‏ ‏ذلك‏, ‏فإن‏ ‏طيبة‏ ‏المسيح‏ ‏لم‏ ‏تمنع‏ ‏قوته‏ ‏وهيبته‏ ‏سمح‏ ‏للشيطان‏ ‏أن‏ ‏يجربه‏, ‏ولكن‏ ‏لما‏ ‏خرج‏ ‏ذاك‏ ‏عن‏ ‏حده‏ ‏انتهره‏ ‏وطرده‏ ‏من‏ ‏حضرته‏ ‏وقال‏ ‏له‏ ‏أذهب‏ ‏يا‏ ‏شيطان‏ ‏فذهب‏ (‏مت‏ 4:10‏ـ‏ 11), ‏كان‏ ‏السيد‏ ‏المسيح‏ ‏طيبا‏, ‏وكان‏ ‏قويا‏ ‏أيضا‏, ‏قويا‏ ‏في‏ ‏كلامه‏ ‏وفي‏ ‏تأثيره‏ ‏وفي‏ ‏اقناعه‏, ‏قويا‏ ‏في‏ ‏تصرفه‏, ‏كما‏ ‏يظهر‏ ‏ذلك‏ ‏في‏ ‏تطهيره‏ ‏للهيكل‏ ‏إذ‏ ‏طرد‏ ‏الباعة‏ ‏وقلب‏ ‏موائد‏ ‏الصيارفة‏ ‏وقال‏ ‏لهم‏: ‏مكتوب‏ ‏بيتي‏ ‏بيت‏ ‏الصلاة‏ ‏يدعي‏, ‏وأنتم‏ ‏جعلتموه‏ ‏مغارة‏ ‏لصوص‏ (‏مت‏ 21: 12‏ـ‏ 13).‏
في‏ ‏بعض‏ ‏الأوقات‏ ‏كان‏ ‏يحاور‏ ‏الكتبة‏ ‏والفريسيين‏, ‏ويقنعهم‏ ‏في‏ ‏هدوء‏ ‏وفي‏ ‏وقت‏ ‏آخر‏ ‏وبخهم‏ ‏بشدة‏, ‏وقال‏ ‏لهم‏ ‏ويل‏ ‏لكم‏ ‏أيها‏ ‏الكتبة‏ ‏والفريسيون‏ ‏المراءون‏.. 23. ‏كما‏ ‏وبخ‏ ‏الكهنة‏ ‏وقال‏ ‏لهم‏ ‏ملكوت‏ ‏الله‏ ‏ينزع‏ ‏منكم‏, ‏ويعطي‏ ‏لأمة‏ ‏تصنع‏ ‏ثماره‏ (‏مت‏ 21: 43).‏
كان‏ ‏متواضعا‏, ‏وحازما‏, ‏وفي‏ ‏حزمه‏ ‏كان‏ ‏محبا‏ ‏أيضا‏, ‏إنه‏ ‏متواضع‏ ‏ووديع‏, ‏كما‏ ‏قال‏ ‏لتلاميذه‏ ‏تعلموا‏ ‏مني‏ ‏فإني‏ ‏وديع‏ ‏ومتواضع‏ ‏القلب‏ (‏مت‏ 11: 29). ‏ومع‏ ‏ذلك‏ ‏كان‏ ‏في‏ ‏منتهي‏ ‏الحزم‏ ‏في‏ ‏مواقف‏ ‏متعددة‏ ‏صفة‏ ‏الحب‏ ‏مع‏ ‏الحزم‏, ‏تتضح‏ ‏في‏ ‏ذلك‏ ‏البيت‏ ‏من‏ ‏الشعر‏:‏
يا‏ ‏قويا‏ ‏ممسكا‏ ‏بالسوط‏ ‏في‏ ‏
كفه‏ ‏والحب‏ ‏يدمي‏ ‏مدمعك
كان‏ ‏يحب‏ ‏تلاميذه‏, ‏وكان‏ ‏ينتهرهم‏ ‏أيضا‏ ‏متي‏ ‏استدعي‏ ‏الأمر‏, ‏وهكذا‏ ‏قيل‏ ‏إنه‏ ‏أحب‏ ‏خاصته‏ ‏الذين‏ ‏في‏ ‏العالم‏, ‏أحبهم‏ ‏حتي‏ ‏المنتهي‏ (‏يو‏ 13: 1). ‏وفي‏ ‏حبه‏ ‏لهم‏ ‏تواضع‏ ‏وغسل‏ ‏أرجلهم‏ ‏يو‏ 13:5 ‏ومع‏ ‏ذلك‏ ‏لما‏ ‏أراد‏ ‏بطرس‏ ‏أن‏ ‏يمنعه‏ ‏عن‏ ‏الصليب‏, ‏قال‏ ‏له‏ ‏اذهب‏ ‏عني‏ ‏يا‏ ‏شيطان‏ ‏أنت‏ ‏معثرة‏ ‏لي‏ (‏مت‏ 16:23).‏
وبنفس‏ ‏الحزم‏ ‏وبخ‏ ‏تلميذيه‏ ‏لما‏ ‏قالا‏ ‏له‏ ‏أتشاء‏ ‏أن‏ ‏تنزل‏ ‏نار‏ ‏من‏ ‏السماء‏ ‏وتحرق‏ ‏هذه‏ ‏المدينة‏ (‏لو‏ 9: 55).‏
إن‏ ‏الحب‏ ‏والحزم‏ ‏يمكن‏ ‏أن‏ ‏يجتمعا‏ ‏معا‏. ‏ولكن‏ ‏من‏ ‏الأشياء‏ ‏الغريبة‏ ‏في‏ ‏محيط‏ ‏الأسرة‏ ‏أن‏ ‏الوالدين‏ ‏قد‏ ‏يوزعان‏ ‏الحب‏ ‏والحزم‏ ‏فيما‏ ‏بينهما‏..!‏
فيكون‏ ‏للأم‏ ‏الحب‏, ‏وللأب‏ ‏الحزم‏, ‏بينما‏ ‏ينبغي‏ ‏أن‏ ‏يكون‏ ‏الحب‏ ‏والحزم‏ ‏لكل‏ ‏منهما‏. ‏ولكن‏ ‏يحدث‏ ‏إن‏ ‏أخطأ‏ ‏الابن‏ ‏أو‏ ‏حاول‏ ‏أن‏ ‏يخطئ‏ ‏تقول‏ ‏له‏ ‏الأم‏ ‏لا‏ ‏تفعل‏ ‏هكذا‏ ‏لئلا‏ ‏يغضب‏ ‏أبوك‏ ‏ويعاقبك‏ ‏دون‏ ‏أن‏ ‏تقول‏ ‏له‏ ‏إنها‏ ‏أيضا‏ ‏لا‏ ‏ترضي‏ ‏عن‏ ‏ذلك‏ ‏الأمر‏! ‏ويختلط‏ ‏الأمر‏ ‏علي‏ ‏الابن‏, ‏ولا‏ ‏يعرف‏ ‏أين‏ ‏الحق‏. ‏كل‏ ‏ما‏ ‏في‏ ‏الأمر‏ ‏أمامه‏ ‏أنه‏ ‏يتقي‏ ‏غضب‏ ‏الأب‏!.‏
مثال‏ ‏آخر‏ ‏للحب‏ ‏والحزم‏, ‏في‏ ‏معاملة‏ ‏يوسف‏ ‏الصديق‏ ‏لإخوته‏, ‏كانوا‏ ‏إخوته‏ ‏أكبر‏ ‏منه‏ ‏سنا‏. ‏وكانت‏ ‏لهم‏ ‏أخطاؤهم‏. ‏أولئك‏ ‏لم‏ ‏يربهم‏ ‏أبوهم‏ ‏يعقوب‏, ‏فتولي‏ ‏يوسف‏ ‏تربيتهم‏. ‏سواهم‏ ‏علي‏ ‏نار‏ ‏هادئة‏, ‏وبحكمة‏ ‏وبحزم‏ ‏شديدين‏, ‏حتي‏ ‏تذكروا‏ ‏خطاياهم‏ ‏وبكوا‏ ‏أمامه‏. ‏وحتي‏ ‏قال‏ ‏بعضهم‏ ‏لبعض‏ ‏حقا‏ ‏أننا‏ ‏مذنبون‏ ‏إلي‏ ‏أخينا‏, ‏الذي‏ ‏رأينا‏ ‏ضيقة‏ ‏نفسه‏ ‏لما‏ ‏استرحمنا‏ ‏ولم‏ ‏نسمع‏ ‏له‏. ‏لذلك‏ ‏جاءت‏ ‏علينا‏ ‏هذه‏ ‏الضيقة‏ (‏تك‏ 42:21).‏
ومع‏ ‏حزم‏ ‏يوسف‏, ‏نري‏ ‏محبته‏ ‏لإخوته‏ ‏واضحة‏, ‏إذ‏ ‏يقول‏ ‏الكتاب‏ ‏إنه‏ ‏لما‏ ‏رأي‏ ‏مذلتهم‏ ‏أمامه‏ ‏تحول‏ ‏عنهم‏ ‏وبكي‏ ‏ثم‏ ‏رجع‏ ‏اليهم‏ ‏وكلمهم‏ ‏وأخذ‏ ‏منهم‏ ‏شمعون‏ ‏وقيده‏ ‏أمامهم‏ (‏تك‏ 42: 4) ‏وأخيرا‏ ‏لما‏ ‏أدرك‏ ‏النتيجة‏ ‏التي‏ ‏وصل‏ ‏إليها‏ ‏بحزمه‏, ‏يقول‏ ‏الكتاب‏ ‏إن‏ ‏يوسف‏ ‏لم‏ ‏يستطع‏ ‏أن‏ ‏يضبط‏ ‏نفسه‏.. ‏وأنه‏ ‏أطلق‏ ‏صوته‏ ‏بالبكاء‏.. ‏وقال‏ ‏لأخوته‏: ‏أنا‏ ‏يوسف‏. ‏أحي‏ ‏أبي‏ ‏بعد؟‏ (‏تك‏ 45: 1‏ـ‏ 3).‏
وعلي‏ ‏الرغم‏ ‏من‏ ‏حزمه‏ ‏الشديد‏ ‏في‏ ‏معاملة‏ ‏أخوته‏, ‏وخوفهم‏ ‏منه‏ ‏لأنهم‏ ‏سبقوا‏ ‏أن‏ ‏باعوه‏, ‏نراه‏ ‏يطمئنهم‏ ‏علي‏ ‏مستقبلهم‏ ‏وبخاصة‏ ‏بعد‏ ‏موت‏ ‏أبيهم‏ ‏لما‏ ‏سجدوا‏ ‏أمامه‏ ‏وطلبوا‏ ‏صفحه‏ ‏عنهم‏. ‏يقول‏ ‏الكتاب‏ ‏فبكي‏ ‏يوسف‏ ‏حين‏ ‏كلموه‏.. ‏وقال‏ ‏لهم‏ ‏لا‏ ‏تخافوا‏ ‏أنتم‏ ‏قصدتم‏ ‏لي‏ ‏شرا‏, ‏أما‏ ‏الله‏ ‏فقصد‏ ‏بي‏ ‏خيرا‏.. ‏وقال‏ ‏لهم‏ ‏لا‏ ‏تخافوا‏ ‏أنا‏ ‏أعولكم‏ ‏وأولادكم‏, ‏فعزاهم‏ ‏وطيب‏ ‏قلوبهم‏ (‏تك‏ 50: 16, 21).‏
ننتقل‏ ‏إلي‏ ‏نقطة‏ ‏أخري‏, ‏وهي‏ ‏الوداعة‏ ‏والشجاعة‏:‏
ليست‏ ‏الوادعة‏ ‏ضد‏ ‏الشجاعة‏, ‏ولا‏ ‏الشجاعة‏ ‏ضد‏ ‏الوداعة‏, ‏ويمكن‏ ‏للإنسان‏ ‏الروحي‏ ‏أن‏ ‏يجمع‏ ‏بينهما‏, ‏كما‏ ‏نري‏ ‏في‏ ‏قصص‏ ‏الآباء‏ ‏والأنبياء‏.. ‏كان‏ ‏داود‏ ‏شجاعا‏ ‏جدا‏, ‏إذ‏ ‏وقف‏ ‏ضد‏ ‏جليات‏ ‏الجبار‏ ‏وهزمه‏, ‏في‏ ‏وقت‏ ‏كان‏ ‏فيه‏ ‏كل‏ ‏الجيش‏ ‏خائفا‏ ‏منه‏, ‏وكان‏ ‏وديعا‏ ‏إذ‏ ‏يقال‏ ‏عنه‏ ‏في‏ ‏المزمور‏: ‏اذكر‏ ‏يا‏ ‏رب‏ ‏داود‏ ‏وكل‏ ‏دعته‏ (‏مز‏ 131:1) ‏ومع‏ ‏أنه‏ ‏كان‏ ‏قائدا‏ ‏في‏ ‏الجيش‏, ‏كان‏ ‏كل‏ ‏الشعب‏ ‏يحبه‏ ‏لأنه‏ ‏كان‏ ‏يخرج‏ ‏ويدخل‏ ‏أمامهم‏ (‏اصم‏ 18: 16). ‏ولما‏ ‏كلموه‏ ‏عن‏ ‏مصاهرة‏ ‏الملك‏ ‏شاول‏, ‏أجابهم‏ ‏هل‏ ‏هو‏ ‏مستخف‏ ‏في‏ ‏أعينكم‏ ‏مصاهرة‏ ‏الملك‏, ‏وأنا‏ ‏رجل‏ ‏مسكين‏ ‏وحقير‏ (‏اصم‏ 18: 23).‏