DAILY VERSE
“اسمع يارب للحق . أنصت إلى صراخي . أصغ إلى صلاتي من شفتين بلا غش” مزمور ١:١٧

 

 

اسمع يارب للحق . أنصت إلى صراخي . أصغ إلى صلاتي من شفتين بلا غشمزمور ١:١٧ 

ايه النهارده صلاه 

بس مين فينا يقدر يقول ان شفتيه بلا غش ؟

هل يسمع الله لشفتيّ لو فيها غش ؟

الله يعرف جيدا ان كنت انت ناوي تغش في كلام صلاتك و تقول حاجات مش فيك ولا لأ

علشان كده متقولش حاجه مش حقيقية 

 و متبينش مشاعر مش جواك 

و متمثلش علي ربنا و انت بتمثل القداسة قدام الناس 

لان الله فاحص القلوب و يري اللي جواك جدا 

خليك طبيعي و قول الحقيقه حتي لو كانت مُره

لانه هو بيسمع و بيختبر القلوب 

 

إذاعه اقباط العالم

DAILY SYNEXARIUM
14 أمشير 1739

اليوم 14 من الشهر المبارك أمشير, أحسن الله استقباله، وأعاده علينا وعليكم، ونحن في هدوء واطمئنان، مغفوري الخطايا والآثام، من قِبَل مراحم الرب، يا آبائي وأخوتي.
آمين.

14- اليوم الرابع عشر - شهر أمشير

نياحة القديس ساويرس بطريرك انطاكية

في مثل هذا اليوم من سنة 538 م تنيح الأب القديس ساويرس بطريرك إنطاكية الذي كان من أسيا الصغرى وكان جده يسمي ساويرس وقد رأي في رؤيا من يقول له : إن الولد الذي لابنك سيثبت الأرثوذكسية ، ويدعي اسمه علي اسمك ولما رزق ابنه هذا القديس اسماه ساويرس فتعلم الحكمة اليونانية ثم العلوم الكنسية وفيما هو سائر خارج المدينة إذ بقديس حبيس يخرج من مغارته ويصيح به قائلا : مرحبا بك يا ساويرس معلم الأرثوذكسية وبطريرك إنطاكية . فتعجب ساويرس كيف يدعوه باسمه وهو لم يعرفه ، وكيف علم بما سيكون منه . وقد نما ساويرس في الفضيلة وترهب بدير القديس رومانوس وذراع بره ونسكه . فلما تنيح بطريرك إنطاكية اتفق رأي الأساقفة علي تقدمه بطريركا علي المدينة وذلك سنة 512 م فاستضاءت الكنيسة بتعاليمه التي ذاعت في المسكونة كلها كما كان من الأباء الذين حضروا مجمع أفسس ولم يلبث قليلا حتى مات الملك أنسطاسيوس وملك بعده يوسطينيانوس وكان علي عقيدة مجمع خلقيدونية . فاستدعي هذا الأب وأكرمه كثيرا عساه يذعن لرأيه فلم يقبل . فغضب عليه غضبا شديدا ولكنه لم يخش غضب الملك فأمر بقتله . وعلمت بذلك تاؤدورة زوجة الملك وكانت أرثوذكسية المعتقد فأشارت علي القديس إن يهرب من وجهه . فخرج سرا وجاء إلى ارض مصر وطاف البلاد والأديرة في زي راهب وكان يثبت المؤمنين علي الأيمان المستقيم ، وأقام في مدينة سخا عند أرخن قديس يسمي دوروثاؤس وقد اجري الله علي يديه أيات كثيرة وتنيح بمدينة سخا ونقل جسده إلى دير الزجاج. صلاته تكون معنا آمين.

نياحة القديس الأنبا يعقوب بابا الإسكندرية الخمسون

في مثل هذا اليوم من سنة 821 م تنيح القديس العظيم الأنبا يعقوب بابا الإسكندرية الخمسون . كان هذا الأب راهبا بدير القديس مقاريوس ونظرا قداسته وتقواه اجمع الكل علي انتخابه بطريركا بعد نياحة البابا مرقس التاسع والأربعين وجلس علي الكرسي في شهر بشنس سنة 810م فجدد الكنائس وعمر الأديرة وقد وهبه الله عمل الآيات . من ذلك إن شماسا بالإسكندرية تجرا عليه بوقاحة قائلا ادفع ما عليك للكنائس أو امض إلى ديرك فأجابه البابا قائلا انك لا تعود تراني منذ الآن فمضي الشماس إلى بيته ومرض لوقته ومات بعد حين ، ومنها أيضا إن أرخنا اسمه مقاريوس من نبروه كان قد طعن في السن ولم يرزق نسلا ، وبعد زمن رزقه الله ولدا فأقام وليمة دعا إليها هذا القديس وحدث أثناء الوليمة إن مات الطفل فلم يضطرب والده ، بل حمله بإيمان ووضعه أمام البابا واثقا إن الله يسمع لصفيه ويعيد نفس الطفل إليه فاخذ البابا الطفل ورشمه بعلامة الصليب علي جبهته وصدره وقلبه ، وهو يصلي قائلا : يا سيدي يسوع المسيح الواهب الحياة . أقم بقدرتك هذا الطفل حيا لأبيه ثم نفخ في وجهه فعادت نفس الطفل إليه ودفعه إلى أبيه . ولما اكمل جهاده الحسن تنيح بسلام بعد إن أقام علي الكرسي المرقسي عشر سنين وتسعة اشهر وثمانية وعشرون يوما . صلاته تكون معنا . ولربنا المجد دائما أبديا آمين.

 

DAILY KATEMAROS
قراءات اليوم الرابع عشر من شهر امشير المبارك

قراءات الثلاثاء من الأسبوع من الصوم الكبير

 

باكر

 


اشعياء 1 : 19 - 2 : 3 زكريا 8 : 7 - 13

 

اشعياء 1 : 19 - 2 : 3

الفصل 1

19 إن شئتم وسمعتم تأكلون خير الأرض 
20 وإن أبيتم وتمردتم تؤكلون بالسيف . لأن فم الرب تكلم 
21 كيف صارت القرية الأمينة زانية ملآنة حقا . كان العدل يبيت فيها ، وأما الآن فالقاتلون 
22 صارت فضتك زغلا وخمرك مغشوشة بماء 
23 رؤساؤك متمردون ولغفاء اللصوص . كل واحد منهم يحب الرشوة ويتبع العطايا . لا يقضون لليتيم ، ودعوى الأرملة لا تصل إليهم 
24 لذلك يقول السيد رب الجنود عزيز إسرائيل : آه إني أستريح من خصمائي وأنتقم من أعدائي 
25 وأرد يدي عليك ، وأنقي زغلك كأنه بالبورق ، وأنزع كل قصديرك 
26 وأعيد قضاتك كما في الأول ، ومشيريك كما في البداءة . بعد ذلك تدعين مدينة العدل ، القرية الأمينة 
27 صهيون تفدى بالحق ، وتائبوها بالبر 
28 وهلاك المذنبين والخطاة يكون سواء ، وتاركو الرب يفنون 
29 لأنهم يخجلون من أشجار البطم التي اشتهيتموها ، وتخزون من الجنات التي اخترتموها 
30 لأنكم تصيرون كبطمة قد ذبل ورقها ، وكجنة ليس لها ماء 
31 ويصير القوي مشاقة وعمله شرارا ، فيحترقان كلاهما معا وليس من يطفئ 

الفصل 2

1 الأمور التي رآها إشعياء بن آموص من جهة يهوذا وأورشليم 
2 ويكون في آخر الأيام أن جبل بيت الرب يكون ثابتا في رأس الجبال ، ويرتفع فوق التلال ، وتجري إليه كل الأمم 
3 وتسير شعوب كثيرة ، ويقولون : هلم نصعد إلى جبل الرب ، إلى بيت إله يعقوب ، فيعلمنا من طرقه ونسلك في سبله . لأنه من صهيون تخرج الشريعة ، ومن أورشليم كلمة الرب 

 

 

زكريا 8 : 7 - 13

الفصل 8

7 هكذا قال رب الجنود : هأنذا أخلص شعبي من أرض المشرق ومن أرض مغرب الشمس 
8 وآتي بهم فيسكنون في وسط أورشليم ، ويكونون لي شعبا ، وأنا أكون لهم إلها بالحق والبر 
9 هكذا قال رب الجنود : لتتشدد أيديكم أيها السامعون في هذه الأيام هذا الكلام من أفواه الأنبياء الذي كان يوم أسس بيت رب الجنود لبناء الهيكل 
10 لأنه قبل هذه الأيام لم تكن للإنسان أجرة ولا للبهيمة أجرة ، ولا سلام لمن خرج أو دخل من قبل الضيق . وأطلقت كل إنسان ، الرجل على قريبه 
11 أما الآن فلا أكون أنا لبقية هذا الشعب كما في الأيام الأولى ، يقول رب الجنود 
12 بل زرع السلام ، الكرم يعطي ثمره ، والأرض تعطي غلتها ، والسماوات تعطي نداها ، وأملك بقية هذا الشعب هذه كلها 
13 ويكون كما أنكم كنتم لعنة بين الأمم يا بيت يهوذا ويا بيت إسرائيل ، كذلك أخلصكم فتكونون بركة فلا تخافوا . لتتشدد أيديكم 

 

 

 

باكر

مزمو باكر

من مزامير وتراتيل أبينا داود النبي.
بركاته علينا،
آمين.

مزامير 23 : 1 , 3

الفصل 23

1 مزمور لداود . الرب راعي فلا يعوزني شيء 
3 يرد نفسي . يهديني إلى سبل البر من أجل اسمه 

مبارك الآتي باسم الرب، ربنا وإلهنا ومخلصنا وملكنا كلنا، يسوع المسيح ابن الله الحي، له المجد من الآن وإلى الأبد.
آمين. 

 

إنجيل باكر

قفوا بخوف أمام الله، وانصتوا لسماع الإنجيل المقدس.
فصل شريف من بشارة معلمنا متى الإنجيلي.
بركته تكون مع جميعنا، آمين.

متى 9 : 10 - 15

الفصل 9

10 وبينما هو متكئ في البيت ، إذا عشارون وخطاة كثيرون قد جاءوا واتكأوا مع يسوع وتلاميذه 
11 فلما نظر الفريسيون قالوا لتلاميذه : لماذا يأكل معلمكم مع العشارين والخطاة 
12 فلما سمع يسوع قال لهم : لا يحتاج الأصحاء إلى طبيب بل المرضى 
13 فاذهبوا وتعلموا ما هو : إني أريد رحمة لا ذبيحة ، لأني لم آت لأدعو أبرارا بل خطاة إلى التوبة 
14 حينئذ أتى إليه تلاميذ يوحنا قائلين : لماذا نصوم نحن والفريسيون كثيرا ، وأما تلاميذك فلا يصومون 
15 فقال لهم يسوع : هل يستطيع بنو العرس أن ينوحوا ما دام العريس معهم ؟ ولكن ستأتي أيام حين يرفع العريس عنهم ، فحينئذ يصومون 

والمجد لله دائماً أبدياً، آمين. 

 

 

قراءات القداس

البولس

بولس، عبد يسوع المسيح، المدعوّ رسولاً، المُفرَز لإنجيل الله.
البولس، فصل من رسالة القديس بولس الرسول إلى رومية .
بركته تكون مع جميعنا، آمين.

رومية 9 : 15 - 29

الفصل 9

15 لأنه يقول لموسى : إني أرحم من أرحم ، وأتراءف على من أتراءف 
16 فإذا ليس لمن يشاء ولا لمن يسعى ، بل لله الذي يرحم 
17 لأنه يقول الكتاب لفرعون : إني لهذا بعينه أقمتك ، لكي أظهر فيك قوتي ، ولكي ينادى باسمي في كل الأرض 
18 فإذا هو يرحم من يشاء ، ويقسي من يشاء 
19 فستقول لي : لماذا يلوم بعد ؟ لأن من يقاوم مشيئته 
20 بل من أنت أيها الإنسان الذي تجاوب الله ؟ ألعل الجبلة تقول لجابلها : لماذا صنعتني هكذا 
21 أم ليس للخزاف سلطان على الطين ، أن يصنع من كتلة واحدة إناء للكرامة وآخر للهوان 
22 فماذا ؟ إن كان الله ، وهو يريد أن يظهر غضبه ويبين قوته ، احتمل بأناة كثيرة آنية غضب مهيأة للهلاك 
23 ولكي يبين غنى مجده على آنية رحمة قد سبق فأعدها للمجد 
24 التي أيضا دعانا نحن إياها ، ليس من اليهود فقط بل من الأمم أيضا 
25 كما يقول في هوشع أيضا : سأدعو الذي ليس شعبي شعبي ، والتي ليست محبوبة محبوبة 
26 ويكون في الموضع الذي قيل لهم فيه : لستم شعبي ، أنه هناك يدعون أبناء الله الحي 
27 وإشعياء يصرخ من جهة إسرائيل : وإن كان عدد بني إسرائيل كرمل البحر ، فالبقية ستخلص 
28 لأنه متمم أمر وقاض بالبر . لأن الرب يصنع أمرا مقضيا به على الأرض 
29 وكما سبق إشعياء فقال : لولا أن رب الجنود أبقى لنا نسلا ، لصرنا مثل سدوم وشابهنا عمورة . عدم إيمان إسرائيل 

نعمة ربنا يسوع المسيح فلتكن معكم ومعي، يا آبائي وأخوتي،
آمين. 

 

 

 

الكاثوليكون

فصل من رسالة 1 لمعلمنا بطرس .
بركته تكون مع جميعنا،
آمين.

1 بطرس 4 : 3 - 11

الفصل 4

3 لأن زمان الحياة الذي مضى يكفينا لنكون قد عملنا إرادة الأمم ، سالكين في الدعارة والشهوات ، وإدمان الخمر ، والبطر ، والمنادمات ، وعبادة الأوثان المحرمة 
4 الأمر الذي فيه يستغربون أنكم لستم تركضون معهم إلى فيض هذه الخلاعة عينها ، مجدفين 
5 الذين سوف يعطون حسابا للذي هو على استعداد أن يدين الأحياء والأموات 
6 فإنه لأجل هذا بشر الموتى أيضا ، لكي يدانوا حسب الناس بالجسد ، ولكن ليحيوا حسب الله بالروح 
7 وإنما نهاية كل شيء قد اقتربت ، فتعقلوا واصحوا للصلوات 
8 ولكن قبل كل شيء ، لتكن محبتكم بعضكم لبعض شديدة ، لأن المحبة تستر كثرة من الخطايا 
9 كونوا مضيفين بعضكم بعضا بلا دمدمة 
10 ليكن كل واحد بحسب ما أخذ موهبة ، يخدم بها بعضكم بعضا ، كوكلاء صالحين على نعمة الله المتنوعة 
11 إن كان يتكلم أحد فكأقوال الله . وإن كان يخدم أحد فكأنه من قوة يمنحها الله ، لكي يتمجد الله في كل شيء بيسوع المسيح ، الذي له المجد والسلطان إلى أبد الآبدين . آمين 

لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم؛ لأن العالم يمضي وشهوته. أما الذي يصنع إرادة الله فيثبت إلى الأبد.
آمين. 

 

 

الإبركسيس

فصل من اعمال آبائنأ الرسل الأطهار الحواريين المشمولين بنعمة الروح القدس،،
بركتهم تكون معنا. آمين.

اعمال 5 : 34 - 42

الفصل 5

34 فقام في المجمع رجل فريسي اسمه غمالائيل ، معلم للناموس ، مكرم عند جميع الشعب ، وأمر أن يخرج الرسل قليلا 
35 ثم قال لهم : أيها الرجال الإسرائيليون ، احترزوا لأنفسكم من جهة هؤلاء الناس في ما أنتم مزمعون أن تفعلوا 
36 لأنه قبل هذه الأيام قام ثوداس قائلا عن نفسه إنه شيء ، الذي التصق به عدد من الرجال نحو أربعمئة ، الذي قتل ، وجميع الذين انقادوا إليه تبددوا وصاروا لا شيء 
37 بعد هذا قام يهوذا الجليلي في أيام الاكتتاب ، وأزاغ وراءه شعبا غفيرا . فذاك أيضا هلك ، وجميع الذين انقادوا إليه تشتتوا 
38 والآن أقول لكم : تنحوا عن هؤلاء الناس واتركوهم لأنه إن كان هذا الرأي أو هذا العمل من الناس فسوف ينتقض 
39 وإن كان من الله فلا تقدرون أن تنقضوه ، لئلا توجدوا محاربين لله أيضا 
40 فانقادوا إليه . ودعوا الرسل وجلدوهم ، وأوصوهم أن لا يتكلموا باسم يسوع ، ثم أطلقوهم 
41 وأما هم فذهبوا فرحين من أمام المجمع ، لأنهم حسبوا مستأهلين أن يهانوا من أجل اسمه 
42 وكانوا لا يزالون كل يوم في الهيكل وفي البيوت معلمين ومبشرين بيسوع المسيح 

لم تزل كلمة الرب تنمو وتعتز وتثبت في كنيسة الله المقدسة.
آمين. 

 

مزمور القداس

من مزامير وتراتيل أبينا داود النبي،
بركته تكون مع جميعنا، آمين.

مزامير 25 : 16 - 17

الفصل 25

16 التفت إلي وارحمني ، لأني وحد ومسكين أنا 
17 افرج ضيقات قلبي . من شدائدي أخرجني 

مبارك الآتي باسم.
الرب، ربنا وإلهنا ومخلصنا وملكنا كلنا، يسوع المسيح ابن الله الحي، له المجد من.
الآن وإلى الأبد آمين. 

 

إنجيل القداس

قفوا بخوف أمام الله، وانصتوا لسماع الإنجيل المقدس.
فصل شريف من بشارة معلمنا لوقا الإنجيلي
بركته تكون مع جميعنا، آمين.

لوقا 12 : 41 - 50

الفصل 12

41 فقال له بطرس : يا رب ، ألنا تقول هذا المثل أم للجميع أيضا 
42 فقال الرب : فمن هو الوكيل الأمين الحكيم الذي يقيمه سيده على خدمه ليعطيهم العلوفة في حينها 
43 طوبى لذلك العبد الذي إذا جاء سيده يجده يفعل هكذا 
44 بالحق أقول لكم : إنه يقيمه على جميع أمواله 
45 ولكن إن قال ذلك العبد في قلبه : سيدي يبطئ قدومه ، فيبتدئ يضرب الغلمان والجواري ، ويأكل ويشرب ويسكر 
46 يأتي سيد ذلك العبد في يوم لا ينتظره وفي ساعة لا يعرفها ، فيقطعه ويجعل نصيبه مع الخائنين 
47 وأما ذلك العبد الذي يعلم إرادة سيده ولا يستعد ولا يفعل بحسب إرادته ، فيضرب كثيرا 
48 ولكن الذي لا يعلم ، ويفعل ما يستحق ضربات ، يضرب قليلا . فكل من أعطي كثيرا يطلب منه كثير ، ومن يودعونه كثيرا يطالبونه بأكثر 
49 جئت لألقي نارا على الأرض ، فماذا أريد لو اضطرمت 
50 ولي صبغة أصطبغها ، وكيف أنحصر حتى تكمل 

والمجد لله دائماً أبدياً، آمين. 

DAILY CONTEMPLATION
التكامل‏ ‏وخطورة‏ ‏ الفضيلة‏ ‏الواحدة

قال‏ ‏السيد‏ ‏الرب‏ ‏في‏ ‏العظة‏ ‏علي‏ ‏الجبل‏ ‏كونوا‏ ‏أنتم‏ ‏أيضا‏ ‏كاملين‏, ‏كما‏ ‏أن‏ ‏أباكم‏ ‏الذي‏ ‏في‏ ‏السموات‏ ‏هو‏ ‏كامل‏ (‏مت‏ 5: 48).‏
إذن‏ ‏الشخصية‏ ‏من‏ ‏المفروض‏ ‏أن‏ ‏تكون‏ ‏كاملة‏ ‏في‏ ‏كل‏ ‏شيء‏, ‏لتحتفظ‏ ‏بصورة‏ ‏الله‏ ‏التي‏ ‏خلقت‏ ‏بها‏ ‏منذ‏ ‏البدء‏ ‏تك‏1.‏
غير‏ ‏أن‏ ‏الأنسان‏ ‏ـ‏ ‏وهو‏ ‏سائر‏ ‏في‏ ‏طريق‏ ‏الحياة‏ ‏ـ‏ ‏كثيرا‏ ‏ما‏ ‏يصطدم‏ ‏بمشكلة‏ ‏في‏ ‏حياة‏ ‏البر‏, ‏وهو‏ ‏أن‏ ‏فضيلة‏ ‏تبدو‏ ‏أمامه‏ ‏كما‏ ‏لو‏ ‏كانت‏ ‏تصطدم‏ ‏بفضيلة‏ ‏أخري‏ ‏أو‏ ‏تتناقض‏ ‏معها‏!! ‏فلا‏ ‏يدري‏ ‏في‏ ‏أيهما‏ ‏يسلك‏, ‏وبأيهما‏ ‏يضحي‏..!‏
فهو‏ ‏قد‏ ‏يجد‏ ‏أن‏ ‏فضيلة‏ ‏الوداعة‏ ‏ضد‏ ‏فضيلة‏ ‏الشجاعة‏! ‏ويري‏ ‏أن‏ ‏الطيبة‏ ‏ضد‏ ‏الحزم‏, ‏وأن‏ ‏التواضع‏ ‏ضد‏ ‏قوة‏ ‏الشخصية‏, ‏وأن‏ ‏البساطة‏ ‏ضد‏ ‏الحكمة‏, ‏وأن‏ ‏حياة‏ ‏الخدمة‏ ‏لا‏ ‏تساعد‏ ‏علي‏ ‏حياة‏ ‏التأمل‏..!!‏
وهكذا‏ ‏يرتبك‏ ‏في‏ ‏أي‏ ‏الطرق‏ ‏يسلك‏! ‏وإن‏ ‏سلك‏ ‏في‏ ‏فضيلة‏ ‏علي‏ ‏حساب‏ ‏فضيلة‏ ‏أخري‏, ‏فإنه‏ ‏يضيع‏ ‏واحدة‏ ‏منهما‏! ‏ونحن‏ ‏ندعو‏ ‏إلي‏ ‏تكامل‏ ‏الفضائل‏ ‏لا‏ ‏إلي‏ ‏تناقضها‏..‏
ونري‏ ‏أنه‏ ‏يجب‏ ‏علي‏ ‏الإنسان‏ ‏الروحي‏ ‏أن‏ ‏يتصرف‏ ‏بحكمة‏, ‏ويعرف‏ ‏الوقت‏ ‏المناسب‏ ‏الذي‏ ‏يتصرف‏ ‏فيه‏ ‏حسب‏ ‏فضيلة‏ ‏معينة‏.‏
فالصمت‏ ‏مثلا‏ ‏حين‏ ‏يحسن‏ ‏الصمت‏. ‏والكلام‏ ‏حين‏ ‏يحسن‏ ‏الكلام‏.‏
وكذلك‏ ‏الطيبة‏ ‏في‏ ‏الوقت‏ ‏الذي‏ ‏تصلح‏ ‏له‏. ‏وأما‏ ‏الحزم‏ ‏فحين‏ ‏يلزم‏ ‏الحزم‏. ‏وهكذا‏ ‏مع‏ ‏باقي‏ ‏الفضائل‏.‏
فلا‏ ‏يسلك‏ ‏في‏ ‏فضيلة‏ ‏واحدة‏ ‏بغير‏ ‏حكمة‏, ‏مهما‏ ‏كانت‏ ‏الظروف‏ ‏والأسباب‏ ‏وإنما‏ ‏يكون‏ ‏سلوكه‏ ‏بإفراز‏, ‏مراعيا‏ ‏ما‏ ‏يناسب‏ ‏الحال‏, ‏وما‏ ‏تدعو‏ ‏إليه‏ ‏الحاجة‏.‏
ولنتناول‏ ‏مثلا‏ ‏موضوع‏ ‏الطيبة‏ ‏وقوة‏ ‏الشخصية‏, ‏ولنأخذ‏ ‏السيد‏ ‏المسيح‏ ‏له‏ ‏المجد‏ ‏كمثال‏ ‏لنا‏..‏
لقد‏ ‏كان‏ ‏السيد‏ ‏المسيح‏ ‏طيب‏ ‏القلب‏, ‏وما‏ ‏في‏ ‏ذلك‏ ‏شك‏, ‏هذا‏ ‏الذي‏ ‏إنه‏ ‏كان‏ ‏لا‏ ‏يخاصم‏ ‏ولا‏ ‏يصيح‏ ‏ولا‏ ‏يسمع‏ ‏أحد‏ ‏في‏ ‏الشوارع‏ ‏صوته‏ ‏قصبة‏ ‏مرضوضة‏ ‏لا‏ ‏يقصف‏, ‏وفتيلة‏ ‏مدخنة‏ ‏لا‏ ‏يطفئ‏ (‏مت‏ 12: 19‏ـ‏ 20) ‏وكأن‏ ‏ايضا‏ ‏طيب‏ ‏القلب‏, ‏يحب‏ ‏الأطفال‏ ‏ويحتضنهم‏ ‏مر‏ 10: 16 ‏وقد‏ ‏سامح‏ ‏المرأة‏ ‏الخاطئة‏ ‏ودافع‏ ‏عنها‏ ‏يو‏8: 3 ‏ـ‏ 11. ‏بل‏ ‏وصل‏ ‏الأمر‏ ‏به‏ ‏أن‏ ‏سمح‏ ‏للشيطان‏ ‏أن‏ ‏يجربه‏, ‏وأن‏ ‏يختار‏ ‏مكان‏ ‏ونوع‏ ‏التجربة‏ (‏مت‏ 4).‏
ومع‏ ‏كل‏ ‏ذلك‏, ‏فإن‏ ‏طيبة‏ ‏المسيح‏ ‏لم‏ ‏تمنع‏ ‏قوته‏ ‏وهيبته‏ ‏سمح‏ ‏للشيطان‏ ‏أن‏ ‏يجربه‏, ‏ولكن‏ ‏لما‏ ‏خرج‏ ‏ذاك‏ ‏عن‏ ‏حده‏ ‏انتهره‏ ‏وطرده‏ ‏من‏ ‏حضرته‏ ‏وقال‏ ‏له‏ ‏أذهب‏ ‏يا‏ ‏شيطان‏ ‏فذهب‏ (‏مت‏ 4:10‏ـ‏ 11), ‏كان‏ ‏السيد‏ ‏المسيح‏ ‏طيبا‏, ‏وكان‏ ‏قويا‏ ‏أيضا‏, ‏قويا‏ ‏في‏ ‏كلامه‏ ‏وفي‏ ‏تأثيره‏ ‏وفي‏ ‏اقناعه‏, ‏قويا‏ ‏في‏ ‏تصرفه‏, ‏كما‏ ‏يظهر‏ ‏ذلك‏ ‏في‏ ‏تطهيره‏ ‏للهيكل‏ ‏إذ‏ ‏طرد‏ ‏الباعة‏ ‏وقلب‏ ‏موائد‏ ‏الصيارفة‏ ‏وقال‏ ‏لهم‏: ‏مكتوب‏ ‏بيتي‏ ‏بيت‏ ‏الصلاة‏ ‏يدعي‏, ‏وأنتم‏ ‏جعلتموه‏ ‏مغارة‏ ‏لصوص‏ (‏مت‏ 21: 12‏ـ‏ 13).‏
في‏ ‏بعض‏ ‏الأوقات‏ ‏كان‏ ‏يحاور‏ ‏الكتبة‏ ‏والفريسيين‏, ‏ويقنعهم‏ ‏في‏ ‏هدوء‏ ‏وفي‏ ‏وقت‏ ‏آخر‏ ‏وبخهم‏ ‏بشدة‏, ‏وقال‏ ‏لهم‏ ‏ويل‏ ‏لكم‏ ‏أيها‏ ‏الكتبة‏ ‏والفريسيون‏ ‏المراءون‏.. 23. ‏كما‏ ‏وبخ‏ ‏الكهنة‏ ‏وقال‏ ‏لهم‏ ‏ملكوت‏ ‏الله‏ ‏ينزع‏ ‏منكم‏, ‏ويعطي‏ ‏لأمة‏ ‏تصنع‏ ‏ثماره‏ (‏مت‏ 21: 43).‏
كان‏ ‏متواضعا‏, ‏وحازما‏, ‏وفي‏ ‏حزمه‏ ‏كان‏ ‏محبا‏ ‏أيضا‏, ‏إنه‏ ‏متواضع‏ ‏ووديع‏, ‏كما‏ ‏قال‏ ‏لتلاميذه‏ ‏تعلموا‏ ‏مني‏ ‏فإني‏ ‏وديع‏ ‏ومتواضع‏ ‏القلب‏ (‏مت‏ 11: 29). ‏ومع‏ ‏ذلك‏ ‏كان‏ ‏في‏ ‏منتهي‏ ‏الحزم‏ ‏في‏ ‏مواقف‏ ‏متعددة‏ ‏صفة‏ ‏الحب‏ ‏مع‏ ‏الحزم‏, ‏تتضح‏ ‏في‏ ‏ذلك‏ ‏البيت‏ ‏من‏ ‏الشعر‏:‏
يا‏ ‏قويا‏ ‏ممسكا‏ ‏بالسوط‏ ‏في‏ ‏
كفه‏ ‏والحب‏ ‏يدمي‏ ‏مدمعك
كان‏ ‏يحب‏ ‏تلاميذه‏, ‏وكان‏ ‏ينتهرهم‏ ‏أيضا‏ ‏متي‏ ‏استدعي‏ ‏الأمر‏, ‏وهكذا‏ ‏قيل‏ ‏إنه‏ ‏أحب‏ ‏خاصته‏ ‏الذين‏ ‏في‏ ‏العالم‏, ‏أحبهم‏ ‏حتي‏ ‏المنتهي‏ (‏يو‏ 13: 1). ‏وفي‏ ‏حبه‏ ‏لهم‏ ‏تواضع‏ ‏وغسل‏ ‏أرجلهم‏ ‏يو‏ 13:5 ‏ومع‏ ‏ذلك‏ ‏لما‏ ‏أراد‏ ‏بطرس‏ ‏أن‏ ‏يمنعه‏ ‏عن‏ ‏الصليب‏, ‏قال‏ ‏له‏ ‏اذهب‏ ‏عني‏ ‏يا‏ ‏شيطان‏ ‏أنت‏ ‏معثرة‏ ‏لي‏ (‏مت‏ 16:23).‏
وبنفس‏ ‏الحزم‏ ‏وبخ‏ ‏تلميذيه‏ ‏لما‏ ‏قالا‏ ‏له‏ ‏أتشاء‏ ‏أن‏ ‏تنزل‏ ‏نار‏ ‏من‏ ‏السماء‏ ‏وتحرق‏ ‏هذه‏ ‏المدينة‏ (‏لو‏ 9: 55).‏
إن‏ ‏الحب‏ ‏والحزم‏ ‏يمكن‏ ‏أن‏ ‏يجتمعا‏ ‏معا‏. ‏ولكن‏ ‏من‏ ‏الأشياء‏ ‏الغريبة‏ ‏في‏ ‏محيط‏ ‏الأسرة‏ ‏أن‏ ‏الوالدين‏ ‏قد‏ ‏يوزعان‏ ‏الحب‏ ‏والحزم‏ ‏فيما‏ ‏بينهما‏..!‏
فيكون‏ ‏للأم‏ ‏الحب‏, ‏وللأب‏ ‏الحزم‏, ‏بينما‏ ‏ينبغي‏ ‏أن‏ ‏يكون‏ ‏الحب‏ ‏والحزم‏ ‏لكل‏ ‏منهما‏. ‏ولكن‏ ‏يحدث‏ ‏إن‏ ‏أخطأ‏ ‏الابن‏ ‏أو‏ ‏حاول‏ ‏أن‏ ‏يخطئ‏ ‏تقول‏ ‏له‏ ‏الأم‏ ‏لا‏ ‏تفعل‏ ‏هكذا‏ ‏لئلا‏ ‏يغضب‏ ‏أبوك‏ ‏ويعاقبك‏ ‏دون‏ ‏أن‏ ‏تقول‏ ‏له‏ ‏إنها‏ ‏أيضا‏ ‏لا‏ ‏ترضي‏ ‏عن‏ ‏ذلك‏ ‏الأمر‏! ‏ويختلط‏ ‏الأمر‏ ‏علي‏ ‏الابن‏, ‏ولا‏ ‏يعرف‏ ‏أين‏ ‏الحق‏. ‏كل‏ ‏ما‏ ‏في‏ ‏الأمر‏ ‏أمامه‏ ‏أنه‏ ‏يتقي‏ ‏غضب‏ ‏الأب‏!.‏
مثال‏ ‏آخر‏ ‏للحب‏ ‏والحزم‏, ‏في‏ ‏معاملة‏ ‏يوسف‏ ‏الصديق‏ ‏لإخوته‏, ‏كانوا‏ ‏إخوته‏ ‏أكبر‏ ‏منه‏ ‏سنا‏. ‏وكانت‏ ‏لهم‏ ‏أخطاؤهم‏. ‏أولئك‏ ‏لم‏ ‏يربهم‏ ‏أبوهم‏ ‏يعقوب‏, ‏فتولي‏ ‏يوسف‏ ‏تربيتهم‏. ‏سواهم‏ ‏علي‏ ‏نار‏ ‏هادئة‏, ‏وبحكمة‏ ‏وبحزم‏ ‏شديدين‏, ‏حتي‏ ‏تذكروا‏ ‏خطاياهم‏ ‏وبكوا‏ ‏أمامه‏. ‏وحتي‏ ‏قال‏ ‏بعضهم‏ ‏لبعض‏ ‏حقا‏ ‏أننا‏ ‏مذنبون‏ ‏إلي‏ ‏أخينا‏, ‏الذي‏ ‏رأينا‏ ‏ضيقة‏ ‏نفسه‏ ‏لما‏ ‏استرحمنا‏ ‏ولم‏ ‏نسمع‏ ‏له‏. ‏لذلك‏ ‏جاءت‏ ‏علينا‏ ‏هذه‏ ‏الضيقة‏ (‏تك‏ 42:21).‏
ومع‏ ‏حزم‏ ‏يوسف‏, ‏نري‏ ‏محبته‏ ‏لإخوته‏ ‏واضحة‏, ‏إذ‏ ‏يقول‏ ‏الكتاب‏ ‏إنه‏ ‏لما‏ ‏رأي‏ ‏مذلتهم‏ ‏أمامه‏ ‏تحول‏ ‏عنهم‏ ‏وبكي‏ ‏ثم‏ ‏رجع‏ ‏اليهم‏ ‏وكلمهم‏ ‏وأخذ‏ ‏منهم‏ ‏شمعون‏ ‏وقيده‏ ‏أمامهم‏ (‏تك‏ 42: 4) ‏وأخيرا‏ ‏لما‏ ‏أدرك‏ ‏النتيجة‏ ‏التي‏ ‏وصل‏ ‏إليها‏ ‏بحزمه‏, ‏يقول‏ ‏الكتاب‏ ‏إن‏ ‏يوسف‏ ‏لم‏ ‏يستطع‏ ‏أن‏ ‏يضبط‏ ‏نفسه‏.. ‏وأنه‏ ‏أطلق‏ ‏صوته‏ ‏بالبكاء‏.. ‏وقال‏ ‏لأخوته‏: ‏أنا‏ ‏يوسف‏. ‏أحي‏ ‏أبي‏ ‏بعد؟‏ (‏تك‏ 45: 1‏ـ‏ 3).‏
وعلي‏ ‏الرغم‏ ‏من‏ ‏حزمه‏ ‏الشديد‏ ‏في‏ ‏معاملة‏ ‏أخوته‏, ‏وخوفهم‏ ‏منه‏ ‏لأنهم‏ ‏سبقوا‏ ‏أن‏ ‏باعوه‏, ‏نراه‏ ‏يطمئنهم‏ ‏علي‏ ‏مستقبلهم‏ ‏وبخاصة‏ ‏بعد‏ ‏موت‏ ‏أبيهم‏ ‏لما‏ ‏سجدوا‏ ‏أمامه‏ ‏وطلبوا‏ ‏صفحه‏ ‏عنهم‏. ‏يقول‏ ‏الكتاب‏ ‏فبكي‏ ‏يوسف‏ ‏حين‏ ‏كلموه‏.. ‏وقال‏ ‏لهم‏ ‏لا‏ ‏تخافوا‏ ‏أنتم‏ ‏قصدتم‏ ‏لي‏ ‏شرا‏, ‏أما‏ ‏الله‏ ‏فقصد‏ ‏بي‏ ‏خيرا‏.. ‏وقال‏ ‏لهم‏ ‏لا‏ ‏تخافوا‏ ‏أنا‏ ‏أعولكم‏ ‏وأولادكم‏, ‏فعزاهم‏ ‏وطيب‏ ‏قلوبهم‏ (‏تك‏ 50: 16, 21).‏
ننتقل‏ ‏إلي‏ ‏نقطة‏ ‏أخري‏, ‏وهي‏ ‏الوداعة‏ ‏والشجاعة‏:‏
ليست‏ ‏الوادعة‏ ‏ضد‏ ‏الشجاعة‏, ‏ولا‏ ‏الشجاعة‏ ‏ضد‏ ‏الوداعة‏, ‏ويمكن‏ ‏للإنسان‏ ‏الروحي‏ ‏أن‏ ‏يجمع‏ ‏بينهما‏, ‏كما‏ ‏نري‏ ‏في‏ ‏قصص‏ ‏الآباء‏ ‏والأنبياء‏.. ‏كان‏ ‏داود‏ ‏شجاعا‏ ‏جدا‏, ‏إذ‏ ‏وقف‏ ‏ضد‏ ‏جليات‏ ‏الجبار‏ ‏وهزمه‏, ‏في‏ ‏وقت‏ ‏كان‏ ‏فيه‏ ‏كل‏ ‏الجيش‏ ‏خائفا‏ ‏منه‏, ‏وكان‏ ‏وديعا‏ ‏إذ‏ ‏يقال‏ ‏عنه‏ ‏في‏ ‏المزمور‏: ‏اذكر‏ ‏يا‏ ‏رب‏ ‏داود‏ ‏وكل‏ ‏دعته‏ (‏مز‏ 131:1) ‏ومع‏ ‏أنه‏ ‏كان‏ ‏قائدا‏ ‏في‏ ‏الجيش‏, ‏كان‏ ‏كل‏ ‏الشعب‏ ‏يحبه‏ ‏لأنه‏ ‏كان‏ ‏يخرج‏ ‏ويدخل‏ ‏أمامهم‏ (‏اصم‏ 18: 16). ‏ولما‏ ‏كلموه‏ ‏عن‏ ‏مصاهرة‏ ‏الملك‏ ‏شاول‏, ‏أجابهم‏ ‏هل‏ ‏هو‏ ‏مستخف‏ ‏في‏ ‏أعينكم‏ ‏مصاهرة‏ ‏الملك‏, ‏وأنا‏ ‏رجل‏ ‏مسكين‏ ‏وحقير‏ (‏اصم‏ 18: 23).‏