لَسْتُ أَعْنِي أَنِّي كُنْتُ فِي حَاجَةٍ، فَأَنَا قَدْ تَعَلَّمْتُ أَنْ أَكُونَ قَنُوعاً فِي كُلِّ حَالٍ.(فيلبي١١:٤)
من كلام بولس الرسول نفهم انه مكنش في احتياج
و هو فعلا مكنش محتاج و كان غني لانه استغني عن حاجات كتير و كان قنوع ..عرف ان احتياجات الانسان من اكل و ملبس ربنا بيعطي الكفاف و يشبع ولاده و حتي بيشبع اللي بينكروا وجوده
القناعه موجوده في حياتك؟ يعني راضي باي حاجه و لا لازم حاجه معينه ؟
القناعه في حياتك سببها ايه...غناك؟ ولا ايمانك بربنا و رضاك بقسمته ليك؟
إذاعه اقباط العالم
اليوم 12 من الشهر المبارك بؤونة, أحسن الله استقباله، وأعاده علينا وعليكم، ونحن في هدوء واطمئنان، مغفوري الخطايا والآثام، من قِبَل مراحم الرب، يا آبائي وأخوتي.
آمين.
12- اليوم الثانى عشر - شهر بؤونة
عيد رئيس الملائكة الجليل ميخائيل ( 12 بـؤونة)
فى مثل هذا اليوم تحتفل الكنيسة بتذكار رئيس جند السماء الملاك الجليل ميخائيل الشفيع في جنس البشر الذي ظهر ليشوع بن نون وقال له " أنا رئيس جند الله " . وعضده وحطم العمالقة وأسقط مدينة أريحا في يده وأوقف له الشمس. شفاعته تكون معنا . أمين
كان الوثنيون بالإسكندرية يعبدون الصنم زحل صاحب التمثال الذي بنته كليوباترا في اليوم الثاني عشر من شهر بؤونه ، وفي أيام الملك قسطنطين أخذ البابا الكسندروس في وعظ الجميع مظهرا لهم خطأ عبادة الأوثان التي لا تعقل ولا تتحرك وخطأ تقديم الذبائح لها . ثم حول هيكل هذا الصنم إلى كنيسة باسم الملاك ميخائيل بعد أن حطم التمثال وطلب منهم أن يذبحوا الذبائح لله الحي ويوزعوها علي الفقراء الذين دعاهم أخوته حتى يكسبوا بذلك شفاعة الملاك ميخائيل . وكانت هذه الكنيسة تسمي وقتئذ بكنيسة القيسارية (عن مخطوط بشبين الكوم) .
وقد قيل ان هذا العيد أيضا أخذ عن المصريين القدماء الذين كانوا يعتقدون أن زيادة النيل تبتدئ في الليلة الثانية عشرة من شهر بؤونة ( نزول النقطة ) أي دمعة إيزيس آلهة الخصب والنماء وهي الدمعة التي أراقتها حزنا علي زوجها " اوزيريس اله الخير الذي قتله " تيفون " اله الشر
وقد استبدل هذا العيد في المسيحية بعيد رئيس الملائكة ميخائيل (تاريخ الأمة القبطية )
شفاعته تكون معنا . ولربنا المجد دائما . آمين
نياحة القديسة اوفومية ( 12 بـؤونة)
فى مثل هذا اليوم تنيحت القديسة أوفيمية وكانت زوجة لرجل يتقي الله ويعمل صدقات كثيرة. وكان يهتم بثلاثة أعياد كل شهر وهي تذكار الملاك ميخائيل في الثاني عشر ، وتذكار والدة الإله في الحادي والعشرين ، وتذكار الميلاد المجيد في التاسع والعشرين . ولما دنت ساعة وفاته أوصي زوجته بحفظ هذه العادة وأن لا تقطع عمل الصدقات خصوصا في الأعياد الثلاثة فأحضرت صورة الملاك ميخائيل ، وبعد وفاة زوجها ثابرت علي تنفيذ وصيته ، فحسدها الشيطان وأتاها في شكل راهب ، وجعل يحدثها ويؤكد لها أنه مشفق عليها ثم أشار عليها أن تتزوج لترزق أولادا وان تكف عن عمل الصدقات لئلا ينفذ مالها وقال لها ان زوجك قد نال الملكوت فلا يحتاج إلى صدقة فأجابته قائلة أنني قطعت مع نفسي عهدا بأن لا التصق برجل بعد زوجي وزادت بقولها إذا كانت الطيور كاليمام والغربان لا تعرف ذكرا آخر بعد الأول . فأولي بالبشر الذين خلقوا في صورة الله ومثاله أن يكونوا هكذا ، فتركها الشيطان غاضبا .
ولما أتي يوم عيد الملاك وقد جهزت كل ما يلزم كعادتها ظهر لها الشيطان في زي ملاك وأعطاها السلام قائلا ان الملاك ميخائيل أرسله إليها يأمرها أن تترك الصدقات وتتزوج برجل مؤمن ثم قال لها ان امرأة بدون رجل كسفينة بغير رئيس وصار يورد لها من الكتاب المقدس أدلة عن إبراهيم واسحق ويعقوب وداود وغيرهم ممن تزوجوا وأرضوا الله فأجابته قائلة ان كنت ملاك الله فأين الصليب علامة جنديتك لان جندي الملك لا يخرج إلى مكان إلا ومعه هذه العلامة . فلما سمع منها هذا الكلام عاد إلى شكله الأول ووثب عليها يريد خنقها . فاستغاثت بالملاك ميخائيل صاحب العيد فخلصها في الحال ثم قال لها هيا رتبي أمورك لأنك في هذا اليوم تنتقلين من هذا العالم وقد اعد لك الرب ما لم تره عين ولا سمعت به أذن ولم يخطر علي قلب بشر وأعطاها السلام وصعد إلى السماء.
أما القديسة فأنها بعد انتهاء العيد استدعت إليها الأب الأسقف والكهنة وسلمت لهم أموالها لتوزيعها علي المحتاجين ثم تنيحت بسلام .
صلاتها تكون معنا آمين
قراءات الثاني الأحد من بؤونة
العشية
مزمور العشية
من مزامير وتراتيل أبينا داود النبي.
بركاته علينا، آمين.
مزامير 16 : 7 - 8
الفصل 16
7 | أبارك الرب الذي نصحني ، وأيضا بالليل تنذرني كليتاي |
8 | جعلت الرب أمامي في كل حين ، لأنه عن يميني فلا أتزعزع |
مبارك الآتي باسم. الرب، ربنا وإلهنا ومخلصنا وملكنا كلنا، يسوع المسيح ابن الله الحي، له المجد من الآن وإلى الأبد.
آمين.
إنجيل العشية
قفوا بخوف أمام الله، وانصتوا لسماع الإنجيل المقدس.
فصل شريف من بشارة معلمنا لوقا الإنجيلي.
بركته تكون مع جميعنا، آمين.
لوقا 4 : 36 - 41
الفصل 4
36 | فوقعت دهشة على الجميع ، وكانوا يخاطبون بعضهم بعضا قائلين : ما هذه الكلمة ؟ لأنه بسلطان وقوة يأمر الأرواح النجسة فتخرج |
37 | وخرج صيت عنه إلى كل موضع في الكورة المحيطة |
38 | ولما قام من المجمع دخل بيت سمعان . وكانت حماة سمعان قد أخذتها حمى شديدة . فسألوه من أجلها |
39 | فوقف فوقها وانتهر الحمى فتركتها وفي الحال قامت وصارت تخدمهم |
40 | وعند غروب الشمس ، جميع الذين كان عندهم سقماء بأمراض مختلفة قدموهم إليه ، فوضع يديه على كل واحد منهم وشفاهم |
41 | وكانت شياطين أيضا تخرج من كثيرين وهي تصرخ وتقول : أنت المسيح ابن الله فانتهرهم ولم يدعهم يتكلمون ، لأنهم عرفوه أنه المسيح |
والمجد لله دائماً.
باكر
مزمو باكر
من مزامير وتراتيل أبينا داود النبي.
بركاته علينا،
آمين.
مزامير 34 : 1 - 2
الفصل 34
1 | لداود عندما غير عقله قدام أبيمالك فطرده فانطلق . أبارك الرب في كل حين . دائما تسبيحه في فمي |
2 | بالرب تفتخر نفسي . يسمع الودعاء فيفرحون |
مبارك الآتي باسم الرب، ربنا وإلهنا ومخلصنا وملكنا كلنا، يسوع المسيح ابن الله الحي، له المجد من الآن وإلى الأبد.
آمين.
إنجيل باكر
قفوا بخوف أمام الله، وانصتوا لسماع الإنجيل المقدس.
فصل شريف من بشارة معلمنا مرقس الإنجيلي.
بركته تكون مع جميعنا، آمين.
مرقس 16 : 2 - 8
الفصل 16
2 | وباكرا جدا في أول الأسبوع أتين إلى القبر إذ طلعت الشمس |
3 | وكن يقلن فيما بينهن : من يدحرج لنا الحجر عن باب القبر |
4 | فتطلعن ورأين أن الحجر قد دحرج لأنه كان عظيما جدا |
5 | ولما دخلن القبر رأين شابا جالسا عن اليمين لابسا حلة بيضاء ، فاندهشن |
6 | فقال لهن : لا تندهشن أنتن تطلبن يسوع الناصري المصلوب . قد قام ليس هو ههنا . هوذا الموضع الذي وضعوه فيه |
7 | لكن اذهبن وقلن لتلاميذه ولبطرس : إنه يسبقكم إلى الجليل . هناك ترونه كما قال لكم |
8 | فخرجن سريعا وهربن من القبر ، لأن الرعدة والحيرة أخذتاهن . ولم يقلن لأحد شيئا لأنهن كن خائفات |
والمجد لله دائماً أبدياً، آمين.
قراءات القداس
البولس
بولس، عبد يسوع المسيح، المدعوّ رسولاً، المُفرَز لإنجيل الله.
البولس، فصل من رسالة القديس بولس الرسول إلى كورنثوس .
بركته تكون مع جميعنا، آمين.
1 كورنثوس 2 : 6 - 16
الفصل 2
6 | لكننا نتكلم بحكمة بين الكاملين ، ولكن بحكمة ليست من هذا الدهر ، ولا من عظماء هذا الدهر ، الذين يبطلون |
7 | بل نتكلم بحكمة الله في سر : الحكمة المكتومة ، التي سبق الله فعينها قبل الدهور لمجدنا |
8 | التي لم يعلمها أحد من عظماء هذا الدهر ، لأن لو عرفوا لما صلبوا رب المجد |
9 | بل كما هو مكتوب : ما لم تر عين ، ولم تسمع أذن ، ولم يخطر على بال إنسان : ما أعده الله للذين يحبونه |
10 | فأعلنه الله لنا نحن بروحه . لأن الروح يفحص كل شيء حتى أعماق الله |
11 | لأن من من الناس يعرف أمور الإنسان إلا روح الإنسان الذي فيه ؟ هكذا أيضا أمور الله لا يعرفها أحد إلا روح الله |
12 | ونحن لم نأخذ روح العالم ، بل الروح الذي من الله ، لنعرف الأشياء الموهوبة لنا من الله |
13 | التي نتكلم بها أيضا ، لا بأقوال تعلمها حكمة إنسانية ، بل بما يعلمه الروح القدس ، قارنين الروحيات بالروحيات |
14 | ولكن الإنسان الطبيعي لا يقبل ما لروح الله لأنه عنده جهالة ، ولا يقدر أن يعرفه لأنه إنما يحكم فيه روحيا |
15 | وأما الروحي فيحكم في كل شيء ، وهو لايحكم فيه من أحد |
16 | لأنه من عرف فكر الرب فيعلمه ؟ وأما نحن فلنا فكر المسيح |
نعمة ربنا يسوع المسيح فلتكن معكم ومعي، يا آبائي وأخوتي،
آمين.
الكاثوليكون
فصل من رسالة 2 لمعلمنا بطرس .
بركته تكون مع جميعنا،
آمين.
2 بطرس 1 : 1 - 8
الفصل 1
1 | سمعان بطرس عبد يسوع المسيح ورسوله ، إلى الذين نالوا معنا إيمانا ثمينا مساويا لنا ، ببر إلهنا والمخلص يسوع المسيح |
2 | لتكثر لكم النعمة والسلام بمعرفة الله ويسوع ربنا |
3 | كما أن قدرته الإلهية قد وهبت لنا كل ما هو للحياة والتقوى ، بمعرفة الذي دعانا بالمجد والفضيلة |
4 | اللذين بهما قد وهب لنا المواعيد العظمى والثمينة ، لكي تصيروا بها شركاء الطبيعة الإلهية ، هاربين من الفساد الذي في العالم بالشهوة |
5 | ولهذا عينه - وأنتم باذلون كل اجتهاد - قدموا في إيمانكم فضيلة ، وفي الفضيلة معرفة |
6 | وفي المعرفة تعففا ، وفي التعفف صبرا ، وفي الصبر تقوى |
7 | وفي التقوى مودة أخوية ، وفي المودة الأخوية محبة |
8 | لأن هذه إذا كانت فيكم وكثرت ، تصيركم لا متكاسلين ولا غير مثمرين لمعرفة ربنا يسوع المسيح |
لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم؛ لأن العالم يمضي وشهوته. أما الذي يصنع إرادة الله فيثبت إلى الأبد.
آمين.
الإبركسيس
فصل من اعمال آبائنأ الرسل الأطهار الحواريين المشمولين بنعمة الروح القدس،،
بركتهم تكون معنا. آمين.
اعمال 14 : 8 - 22
الفصل 14
8 | وكان يجلس في لسترة رجل عاجز الرجلين مقعد من بطن أمه ، ولم يمش قط |
9 | هذا كان يسمع بولس يتكلم ، فشخص إليه ، وإذ رأى أن له إيمانا ليشفى |
10 | قال بصوت عظيم : قم على رجليك منتصبا . فوثب وصار يمشي |
11 | فالجموع لما رأوا ما فعل بولس ، رفعوا صوتهم بلغة ليكأونية قائلين : إن الآلهة تشبهوا بالناس ونزلوا إلينا |
12 | فكانوا يدعون برنابا زفس وبولس هرمس إذ كان هو المتقدم في الكلام |
13 | فأتى كاهن زفس ، الذي كان قدام المدينة ، بثيران وأكاليل عند الأبواب مع الجموع ، وكان يريد أن يذبح |
14 | فلما سمع الرسولان ، برنابا وبولس ، مزقا ثيابهما ، واندفعا إلى الجمع صارخين |
15 | وقائلين : أيها الرجال ، لماذا تفعلون هذا ؟ نحن أيضا بشر تحت آلام مثلكم ، نبشركم أن ترجعوا من هذه الأباطيل إلى الإله الحي الذي خلق السماء والأرض والبحر وكل ما فيها |
16 | الذي في الأجيال الماضية ترك جميع الأمم يسلكون في طرقهم |
17 | مع أنه لم يترك نفسه بلا شاهد ، وهو يفعل خيرا : يعطينا من السماء أمطارا وأزمنة مثمرة ، ويملأ قلوبنا طعاما وسرورا |
18 | وبقولهما هذا كفا الجموع بالجهد عن أن يذبحوا لهما |
19 | ثم أتى يهود من أنطاكية وإيقونية وأقنعوا الجموع ، فرجموا بولس وجروه خارج المدينة ، ظانين أنه قد مات |
20 | ولكن إذ أحاط به التلاميذ ، قام ودخل المدينة ، وفي الغد خرج مع برنابا إلى دربة |
21 | فبشرا في تلك المدينة وتلمذا كثيرين ثم رجعا إلى لسترة وإيقونية وأنطاكية |
22 | يشددان أنفس التلاميذ ويعظانهم أن يثبتوا في الإيمان ، وأنه بضيقات كثيرة ينبغي أن ندخل ملكوت الله |
لم تزل كلمة الرب تنمو وتعتز وتثبت في كنيسة الله المقدسة.
آمين.
مزمور القداس
من مزامير وتراتيل أبينا داود النبي،
بركته تكون مع جميعنا، آمين.
مزامير 13 : 6 , 5
الفصل 13
6 | أغني للرب لأنه أحسن إلي |
5 | أما أنا فعلى رحمتك توكلت . يبتهج قلبي بخلاصك |
مبارك الآتي باسم.
الرب، ربنا وإلهنا ومخلصنا وملكنا كلنا، يسوع المسيح ابن الله الحي، له المجد من.
الآن وإلى الأبد آمين.
إنجيل القداس
قفوا بخوف أمام الله، وانصتوا لسماع الإنجيل المقدس.
فصل شريف من بشارة معلمنا لوقا الإنجيلي
بركته تكون مع جميعنا، آمين.
لوقا 5 : 17 - 26
الفصل 5
17 | وفي أحد الأيام كان يعلم ، وكان فريسيون ومعلمون للناموس جالسين وهم قد أتوا من كل قرية من الجليل واليهودية وأورشليم . وكانت قوة الرب لشفائهم |
18 | وإذا برجال يحملون على فراش إنسانا مفلوجا ، وكانوا يطلبون أن يدخلوا به ويضعوه أمامه |
19 | ولما لم يجدوا من أين يدخلون به لسبب الجمع ، صعدوا على السطح ودلوه مع الفراش من بين الأجر إلى الوسط قدام يسوع |
20 | فلما رأى إيمانهم قال له : أيها الإنسان ، مغفورة لك خطاياك |
21 | فابتدأ الكتبة والفريسيون يفكرون قائلين : من هذا الذي يتكلم بتجاديف ؟ من يقدر أن يغفر خطايا إلا الله وحده |
22 | فشعر يسوع بأفكارهم ، وأجاب وقال لهم : ماذا تفكرون في قلوبكم |
23 | أيما أيسر : أن يقال : مغفورة لك خطاياك ، أم أن يقال : قم وامش |
24 | ولكن لكي تعلموا أن لابن الإنسان سلطانا على الأرض أن يغفر الخطايا ، قال للمفلوج : لك أقول : قم واحمل فراشك واذهب إلى بيتك |
25 | ففي الحال قام أمامهم ، وحمل ما كان مضطجعا عليه ، ومضى إلى بيته وهو يمجد الله |
26 | فأخذت الجميع حيرة ومجدوا الله ، وامتلأوا خوفا قائلين : إننا قد رأينا اليوم عجائب |
والمجد لله دائماً أبدياً، آمين.
لا تحدثوني عن المدن أو الشعوب والملوك والجيوش والمال والولايات والسلطات، فهذه كلها فانيات، ولكن اهتموا بالفرح السماوي لتروا المحبة الفائقة التي في المسيح.
مجد الملائكة ورؤساء الملائكة وأي شيء آخر أقل شأنًا عنده من محبة المسيح، فأمتلك في أعماقه الداخلية أعظم ما يمكن للإنسان امتلاكه، أي محبة المسيح التي بها اعتبر نفسه أسعد الناس، وبدونها يفقد كل رغبة في أية سلطة أو مبادئ أو قوات. بهذا الحب فضًل أن يُحسب ضمن الرُتب الوضيعة على أن يُحسب ضمن أعظم النبلاء بدونه. كان العقاب الوحيد في نظره أن يتجرًد من هذا الحب، فذاك هو الجحيم نفسه، والتأديب والشر الأبدي. على عكس ذلك فإن امتلاك محبة المسيح هي السماء، وهي الحياة، وهي العالم كله، وهي أن يصير ملاكًا، وهي الفرح الحاضر، والفرح المقبل، وهي أن يصير ملكًا، وهي الوعد، وهي الصلاح الأبدي.
خارج هذا لا يوجد أي شيء آخر سواء كان مُبهجًا أو مؤلمًا. احتقر العالم المنظور كله كأنه ورقة شجرة جافة متعفنة، فالطغاة والناس المملوءين بنار الغضب في نظره مجرد حشرات صغيرة، الموت والاستبداد والاضطهاد في نظره كلهو الأطفال، طالما أنه من أجل المسيح. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). فأحتضن كل هذا بفرح، واعتبر قيوده في سلاسل جائزة أثمن وأغلى من تاج نيرون، فصار سجنه سماءً واحتمل جراحات السياط باشتياق كاشتياق المتسابق نحو الجائزة، لذلك دعى الآلام، دعوني أشرح ما أقصده بذلك.
إن المكافأة الحقيقية هي أن ينطلق ويكون مع المسيح (في 23:1) فذاك أفضل من أن يكون في الجسد، لأن تلك هي الضيقة والتجربة. وبالرغم من ذلك فضٌل الضيقة عن المكافأة، وقال أنها أكثر ضرورة له. أن يكون محرومًا من المسيح فذاك هو القضاء المؤلم الذي يفوق كل ألم، ولكن من أجل المسيح فضًل أن يكون هو نفسه محرومًا منه عن أن يكون مع المسيح.
قد يقول قائل أن تلك الأشياء كانت موضع سروره بسبب المسيح. وأوافق على أن الذي يحزننا كان يفرحه... إذًا لماذا أذكر الأخطاء والإهانات؟ لأن آلامه الدائمة جعلته يقول: "من يضعف وأنا لا أضعف، من يعثر وأنا لا ألتهب" (2 كو 29:11).