فرح الله هو الغفران، وحده الغفران يخلص.. تأمل روحي تتحدث امثال الرحمة الثلاثة: مثل الخروف الضائع، ومثل الدرهم الضائع ومثل الابن الضال. عن فرح الله: وما هو فرح الله؟ فرح الله هو الغفران! إنه فرح الراعي الذي يجد خروفه، وفرح المرأة التي تجد درهمها وفرح الأب الذي يستقبل ابنه الذي كان ميتًا فعاش وكان ضالاً فوجد. في هذه الأمثال الثلاثة نجد تعليم الإنجيل بأسره، لأن رحمة الله هي القوة الحقيقيّة التي يمكنها أن تخلّص الإنسان والعالم من الخطيئة والشر الخلقي والروحي ووحده الحب يملأ الفراغ الذي يتركه الشر في قلوبنا وفي التاريخ. إنه الله المتجسّد. كلّ منا هو ذلك الخروف الضائع والدرهم الضائع، كلّ منا هو ذلك الابن الذي فقد حريّته بإتباعه للأصنام ولسراب السعادة فأضاع كلّ شيء. لكن الله لا ينسانا والآب لا يتركنا أبدًا، يحترم حريتنا ويبقى أمينًا أبدًا وعندما نعود إليه يستقبلنا كالأبناء في بيته لأنه ينتظرنا دائمًا ويفرح قلبه بكل ابن يعود إليه. الخطر يكمن في أننا نعتقد بأننا أبرار ونحكم على الآخرين، وعلى الله أيضًا لأنه باعتقادنا أنه عليه أن يجازي الخطأة ويحكم عليهم بالموت بدلاً من أن يسامحهم ولذلك نبقى خارج بيت الآب تمامًا كالابن الأكبر الذي بدل أن يفرح بعودة أخيه غضب من الأب الذي استقبله وأقام له حفلاً. أضاف الحبر الأعظم يقول إن لم تكن في قلبنا الرحمة وفرح الغفران فلسنا بشركة مع الله حتى ولو حافظنا على الوصايا لأن الحب هو الذي يخلص، فحب الله والقريب هما كمال الوصايا. “العين بالعين والسن بالسن” فلن نخرج من دوامة الشر. الشيطان مخادع ويوهمنا بأن عدالتنا البشرية ستخلصنا وتخلص العالم، ولكن في الواقع وحدها عدالة الله يمكنها أن تخلصنا، وهذه العدالة قد ظهرت لنا بالصليب: فالصليب هو حكم الله علينا وعلى هذا العالم. ولكن كيف يديننا الله؟ الله يديننا بإعطائنا الحياة! وهذا هو فعل العدالة الأسمى الذي غلب سلطان هذا العالم، وفعل العدالة العظيم هذا هو فعل رحمة أيضا فيسوع يدعونا جميعًا لإتباع هذه المسيرة: “كونوا رحماء كما أن أباكم رحيم” (لوقا 6، 36). لنطلب إذا شفاعة العذراء مريم أم الرحمة. تشجعوا وسيروا دائمًا نحو الأمام…