DAILY VERSE
“وَشَيَّدَ هُنَاكَ مَذْبَحاً دَعَاهُ إِيلَ (وَمَعْنَاهُ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ).” تكوين ٢٠:٣٣
مافيش شك ان بناء المذابح و الكنائس هي خدمه جميله جدا لان الكنيسه هي المناره اللي بترشد كل تائه و هي الشورية اللي بتصعد منها بخور صلوات المؤمنين
و هي السلم اللي الملائكه بتصعد و بتنزل منه
لكن لو الكنيسه خلت من بناء النفوس و تأسيس الروحانيات في المؤمنين يبقي اهتمينا بالمذابح علي حساب اللي الذبيح اتذبح عنهم
و يعقوب في ايه النهارده عمل المذبح بعد ما شاف رؤيا في المكان ده بسنين و بعد ما اختبر العلاقه مع الله و بعد ما سأل كل اللي في بيته ينزعوا الالهه (الشهوات و الاهتمامات ) الغريبه
انت كمان اهتم روحانياتك و بحياتك مع الله و في نفس الوقت اهتم ببناء الكنائس و تأسيس الخدمات
الجذر يمد تحت و الساق تمد فوق في نفس الوقت
إذاعه اقباط العالم
DAILY SYNEXARIUM
9 طوبة 1738

اليوم 9 من الشهر المبارك طوبة, أحسن الله استقباله، وأعاده علينا وعليكم، ونحن في هدوء واطمئنان، مغفوري الخطايا والآثام، من قِبَل مراحم الرب، يا آبائي وأخوتي.
آمين.

09- اليوم التاسع - شهر طوبة

نياحة القديس انبا ابرام رفيق الأنبا جورجى

في مثل هذا اليوم تنيح القديس ابرام . وكان أبوه رجلا وحوما محبا للمساكين ، ولصلاحه وتقواه كانوا يودعون لديه حاصلات القري التي بجواره مع محصول قريته ايضا . واتفق حصول غلاء في ارض مصر ، فوزع جميع ما عنده علي المحتاجين . أما أمه فكانت تعيش في خوف الله ، فحسدها الشيطان وأثار عليها رجلا شريرا ، وشي بها إلى الفرس فسبوها إلى بلادهم . وذات ليلة رأت في رؤيا الليل من يقول لها : ستعودين إلى وطنك وقد تم لها ذلك بعد قليل وعادت إلى وطنها . ولما توفي زوجها ، أرادت ان تزوج ابنها ابرام ، فأبى وأعرب لها عن رغبته في الترهب ، ففرحت بذلك . ولما هم بتركها ودعته إلى خارج البلد ، ة رفعت يديها إلى السماء وصلت قائلة : اقبل مني يارب هذا القربان . ومضي ابرام إلى برية شيهيت حيث ترهب عند القديس يؤنس قمص البرية وصار له ابنا خاصا ، واجهد نفسه بأصوام وعبادات كثيرة ، ورأي في أحد الأيام سقف القلاية وقد انشق ونزل منه السيد المسيح علي مركبة الشاروبيم ، هم يسبحونه فارتعد وأسرع ساجدا ، فبارك عليه وصعد إلى السماء . وظلت هذه العلامة في سقف القلاية تذكار لذلك . وكان مسكنه بجانب أبيه الروحاني الانبا يؤنس ، وهي القلاية المعروفة ببجيح . وكان ملاك الرب يزوره من حين لأخر ويعزيه . واتفق له ما استدعي ذهابه إلى جبل اوريون ، وهناك اجتمع بالقديس جاورجه فستصحبه معه إلى جبل شيهيت وسكنا في تلك القلاية إلى يوم ناحتهما . ولما تنيح الانبا يؤنس مرض الانبا ابرام ثماني عشر سنة . ولما قربت ساعته تناول الأسرار الإلهية ثم حضر إليه بالروح أبوه الانبا يؤنس وعرفه ان السيد المسيح قد اعد له وليمة سمائية . وتنيح بسلام وهو ابن ثمانين سنة .

صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائما ابديا امين .

نياحة القديس ابا فيس

في مثل هذا اليوم تذكار نياحة القديس ابافيس. صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائما ابديا امين .

 

DAILY KATEMAROS
قراءات اليوم التاسع من شهر طوبه المبارك

العشية

مزمور العشية

من مزامير وتراتيل أبينا داود النبي.
بركاته علينا، آمين.

مزامير 112 : 1 - 2

الفصل 112

1 هللويا . طوبى للرجل المتقي الرب ، المسرور جدا بوصاياه 
2 نسله يكون قويا في الأرض . جيل المستقيمين يبارك 

مبارك الآتي باسم. الرب، ربنا وإلهنا ومخلصنا وملكنا كلنا، يسوع المسيح ابن الله الحي، له المجد من الآن وإلى الأبد.
آمين. 

إنجيل العشية

قفوا بخوف أمام الله، وانصتوا لسماع الإنجيل المقدس.
فصل شريف من بشارة معلمنا متى الإنجيلي.
بركته تكون مع جميعنا، آمين.

متى 25 : 14 - 23

الفصل 25

14 وكأنما إنسان مسافر دعا عبيده وسلمهم أمواله 
15 فأعطى واحدا خمس وزنات ، وآخر وزنتين ، وآخر وزنة . كل واحد على قدر طاقته . وسافر للوقت 
16 فمضى الذي أخذ الخمس وزنات وتاجر بها ، فربح خمس وزنات أخر 
17 وهكذا الذي أخذ الوزنتين ، ربح أيضا وزنتين أخريين 
18 وأما الذي أخذ الوزنة فمضى وحفر في الأرض وأخفى فضة سيده 
19 وبعد زمان طويل أتى سيد أولئك العبيد وحاسبهم 
20 فجاء الذي أخذ الخمس وزنات وقدم خمس وزنات أخر قائلا : يا سيد ، خمس وزنات سلمتني . هوذا خمس وزنات أخر ربحتها فوقها 
21 فقال له سيده : نعما أيها العبد الصالح والأمين كنت أمينا في القليل فأقيمك على الكثير . ادخل إلى فرح سيدك 
22 ثم جاء الذي أخذ الوزنتين وقال : يا سيد ، وزنتين سلمتني . هوذا وزنتان أخريان ربحتهما فوقهما 
23 قال له سيده : نعما أيها العبد الصالح الأمين كنت أمينا في القليل فأقيمك على الكثير . ادخل إلى فرح سيدك 

والمجد لله دائماً. 

 

 

باكر

مزمو باكر

من مزامير وتراتيل أبينا داود النبي.
بركاته علينا،
آمين.

مزامير 132 : 1 , 2 , 9 , 10

الفصل 132

1 ترنيمة المصاعد . اذكر يارب داود ، كل ذله 
2 كيف حلف للرب ، نذر لعزيز يعقوب 
9 كهنتك يلبسون البر ، وأتقياؤك يهتفون 
10 من أجل داود عبدك لا ترد وجه مسيحك 

مبارك الآتي باسم الرب، ربنا وإلهنا ومخلصنا وملكنا كلنا، يسوع المسيح ابن الله الحي، له المجد من الآن وإلى الأبد.
آمين. 

 

إنجيل باكر

قفوا بخوف أمام الله، وانصتوا لسماع الإنجيل المقدس.
فصل شريف من بشارة معلمنا لوقا الإنجيلي.
بركته تكون مع جميعنا، آمين.

لوقا 6 : 17 - 23

الفصل 6

17 ونزل معهم ووقف في موضع سهل ، هو وجمع من تلاميذه ، وجمهور كثير من الشعب ، من جميع اليهودية وأورشليم وساحل صور وصيداء ، الذين جاءوا ليسمعوه ويشفوا من أمراضهم 
18 والمعذبون من أرواح نجسة . وكانوا يبرأون 
19 وكل الجمع طلبوا أن يلمسوه ، لأن قوة كانت تخرج منه وتشفي الجميع 
20 ورفع عينيه إلى تلاميذه وقال : طوباكم أيها المساكين ، لأن لكم ملكوت الله 
21 طوباكم أيها الجياع الآن ، لأنكم تشبعون . طوباكم أيها الباكون الآن ، لأنكم ستضحكون 
22 طوباكم إذا أبغضكم الناس ، وإذا أفرزوكم وعيروكم ، وأخرجوا اسمكم كشرير من أجل ابن الإنسان 
23 افرحوا في ذلك اليوم وتهللوا ، فهوذا أجركم عظيم في السماء . لأن آباءهم هكذا كانوا يفعلون بالأنبياء 

والمجد لله دائماً أبدياً، آمين. 

 

قراءات القداس

البولس

بولس، عبد يسوع المسيح، المدعوّ رسولاً، المُفرَز لإنجيل الله.
البولس، فصل من رسالة القديس بولس الرسول إلى عبرانيين .
بركته تكون مع جميعنا، آمين.

عبرانيين 11 : 17 - 31

الفصل 11

17 بالإيمان قدم إبراهيم إسحاق وهو مجرب . قدم الذي قبل المواعيد ، وحيده 
18 الذي قيل له : إنه بإسحاق يدعى لك نسل 
19 إذ حسب أن الله قادر على الإقامة من الأموات أيضا ، الذين منهم أخذه أيضا في مثال 
20 بالإيمان إسحاق بارك يعقوب وعيسو من جهة أمور عتيدة 
21 بالإيمان يعقوب عند موته بارك كل واحد من ابني يوسف ، وسجد على رأس عصاه 
22 بالإيمان يوسف عند موته ذكر خروج بني إسرائيل وأوصى من جهة عظامه 
23 بالإيمان موسى ، بعدما ولد ، أخفاه أبواه ثلاثة أشهر ، لأنهما رأيا الصبي جميلا ، ولم يخشيا أمر الملك 
24 بالإيمان موسى لما كبر أبى أن يدعى ابن ابنة فرعون 
25 مفضلا بالأحرى أن يذل مع شعب الله على أن يكون له تمتع وقتي بالخطية 
26 حاسبا عار المسيح غنى أعظم من خزائن مصر ، لأنه كان ينظر إلى المجازاة 
27 بالإيمان ترك مصر غير خائف من غضب الملك ، لأنه تشدد ، كأنه يرى من لا يرى 
28 بالإيمان صنع الفصح ورش الدم لئلا يمسهم الذي أهلك الأبكار 
29 بالإيمان اجتازوا في البحر الأحمر كما في اليابسة ، الأمر الذي لما شرع فيه المصريون غرقوا 
30 بالإيمان سقطت أسوار أريحا بعدما طيف حولها سبعة أيام 
31 بالإيمان راحاب الزانية لم تهلك مع العصاة ، إذ قبلت الجاسوسين بسلام 

نعمة ربنا يسوع المسيح فلتكن معكم ومعي، يا آبائي وأخوتي،
آمين. 

 

 

 

الكاثوليكون

فصل من رسالة لمعلمنا يعقوب .
بركته تكون مع جميعنا،
آمين.

يعقوب 1 : 12 - 21

الفصل 1

12 طوبى للرجل الذي يحتمل التجربة ، لأنه إذا تزكى ينال إكليل الحياة الذي وعد به الرب للذين يحبونه 
13 لا يقل أحد إذا جرب : إني أجرب من قبل الله ، لأن الله غير مجرب بالشرور ، وهو لا يجرب أحدا 
14 ولكن كل واحد يجرب إذا انجذب وانخدع من شهوته 
15 ثم الشهوة إذا حبلت تلد خطية ، والخطية إذا كملت تنتج موتا 
16 لا تضلوا يا إخوتي الأحباء 
17 كل عطية صالحة وكل موهبة تامة هي من فوق ، نازلة من عند أبي الأنوار ، الذي ليس عنده تغيير ولا ظل دوران 
18 شاء فولدنا بكلمة الحق لكي نكون باكورة من خلائقه 
19 إذا يا إخوتي الأحباء ، ليكن كل إنسان مسرعا في الاستماع ، مبطئا في التكلم ، مبطئا في الغضب 
20 لأن غضب الإنسان لا يصنع بر الله 
21 لذلك اطرحوا كل نجاسة وكثرة شر ، فاقبلوا بوداعة الكلمة المغروسة القادرة أن تخلص نفوسكم 

لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم؛ لأن العالم يمضي وشهوته. أما الذي يصنع إرادة الله فيثبت إلى الأبد.
آمين. 

 

 

الإبركسيس

فصل من اعمال آبائنأ الرسل الأطهار الحواريين المشمولين بنعمة الروح القدس،،
بركتهم تكون معنا. آمين.

اعمال 19 : 11 - 20

الفصل 19

11 وكان الله يصنع على يدي بولس قوات غير المعتادة 
12 حتى كان يؤتى عن جسده بمناديل أو مآزر إلى المرضى ، فتزول عنهم الأمراض ، وتخرج الأرواح الشريرة منهم 
13 فشرع قوم من اليهود الطوافين المعزمين أن يسموا على الذين بهم الأرواح الشريرة باسم الرب يسوع ، قائلين : نقسم عليك بيسوع الذي يكرز به بولس 
14 وكان سبعة بنين لسكاوا ، رجل يهودي رئيس كهنة ، الذين فعلوا هذا 
15 فأجاب الروح الشرير وقال : أما يسوع فأنا أعرفه ، وبولس أنا أعلمه ، وأما أنتم فمن أنتم 
16 فوثب عليهم الإنسان الذي كان فيه الروح الشرير ، وغلبهم وقوي عليهم ، حتى هربوا من ذلك البيت عراة ومجرحين 
17 وصار هذا معلوما عند جميع اليهود واليونانيين الساكنين في أفسس . فوقع خوف على جميعهم ، وكان اسم الرب يسوع يتعظم 
18 وكان كثيرون من الذين آمنوا يأتون مقرين ومخبرين بأفعالهم 
19 وكان كثيرون من الذين يستعملون السحر يجمعون الكتب ويحرقونها أمام الجميع . وحسبوا أثمانها فوجدوها خمسين ألفا من الفضة 
20 هكذا كانت كلمة الرب تنمو وتقوى بشدة 

لم تزل كلمة الرب تنمو وتعتز وتثبت في كنيسة الله المقدسة.
آمين. 

 

مزمور القداس

من مزامير وتراتيل أبينا داود النبي،
بركته تكون مع جميعنا، آمين.

مزامير 1 : 1

الفصل 1

1 طوبى للرجل الذي لم يسلك في مشورة الأشرار ، وفي طريق الخطاة لم يقف ، وفي مجلس المستهزئين لم يجلس 

مبارك الآتي باسم.
الرب، ربنا وإلهنا ومخلصنا وملكنا كلنا، يسوع المسيح ابن الله الحي، له المجد من.
الآن وإلى الأبد آمين. 

 

إنجيل القداس

قفوا بخوف أمام الله، وانصتوا لسماع الإنجيل المقدس.
فصل شريف من بشارة معلمنا متى الإنجيلي
بركته تكون مع جميعنا، آمين.

متى 4 : 23 - 5 : 16

الفصل 4

23 وكان يسوع يطوف كل الجليل يعلم في مجامعهم ، ويكرز ببشارة الملكوت ، ويشفي كل مرض وكل ضعف في الشعب 
24 فذاع خبره في جميع سورية . فأحضروا إليه جميع السقماء المصابين بأمراض وأوجاع مختلفة ، والمجانين والمصروعين والمفلوجين ، فشفاهم 
25 فتبعته جموع كثيرة من الجليل والعشر المدن وأورشليم واليهودية ومن عبر الأردن 

الفصل 5

1 ولما رأى الجموع صعد إلى الجبل ، فلما جلس تقدم إليه تلاميذه 
2 ففتح فاه وعلمهم قائلا 
3 طوبى للمساكين بالروح ، لأن لهم ملكوت السماوات 
4 طوبى للحزانى ، لأنهم يتعزون 
5 طوبى للودعاء ، لأنهم يرثون الأرض 
6 طوبى للجياع والعطاش إلى البر ، لأنهم يشبعون 
7 طوبى للرحماء ، لأنهم يرحمون 
8 طوبى للأنقياء القلب ، لأنهم يعاينون الله 
9 طوبى لصانعي السلام ، لأنهم أبناء الله يدعون 
10 طوبى للمطرودين من أجل البر ، لأن لهم ملكوت السماوات 
11 طوبى لكم إذا عيروكم وطردوكم وقالوا عليكم كل كلمة شريرة ، من أجلي ، كاذبين 
12 افرحوا وتهللوا ، لأن أجركم عظيم في السماوات ، فإنهم هكذا طردوا الأنبياء الذين قبلكم 
13 أنتم ملح الأرض ، ولكن إن فسد الملح فبماذا يملح ؟ لا يصلح بعد لشيء ، إلا لأن يطرح خارجا ويداس من الناس 
14 أنتم نور العالم . لا يمكن أن تخفى مدينة موضوعة على جبل 
15 ولا يوقدون سراجا ويضعونه تحت المكيال ، بل على المنارة فيضيء لجميع الذين في البيت 
16 فليضئ نوركم هكذا قدام الناس ، لكي يروا أعمالكم الحسنة ، ويمجدوا أباكم الذي في السماوات 

والمجد لله دائماً أبدياً، آمين. 

 

DAILY CONTEMPLATION
من‏ ‏دروس‏ ‏الميلاد.. مصالحة‏ ‏بين‏ ‏السماء‏ ‏والأرض”2″

* ‏أول‏ ‏ملاك‏ ‏ظهر‏ ‏وذكره‏ ‏الأنجيل‏ ‏المقدس‏, ‏كان‏ ‏هو‏ ‏الملاك‏ ‏الذي‏ ‏ظهر‏ ‏لزكريا‏ ‏الكاهن‏.. ‏أنها‏ ‏لفتة‏ ‏كريمة‏ ‏من‏ ‏الرب‏ ‏يعطي‏ ‏بها‏ ‏كرامة‏ ‏للكهنوت‏, ‏فيكون‏ ‏ظهور‏ ‏الملائكة‏ ‏أولا‏ ‏للكهنة‏, ‏بعد‏ ‏فترة‏ ‏الاحتجاب‏ ‏الطويلة‏. ‏ولفتة‏ ‏كريمة‏ ‏أخري‏ ‏للكهنوت‏, ‏أن‏ ‏يظهر‏ ‏الملاك‏ ‏في‏ ‏مكان‏ ‏مقدس‏ ‏واقف‏ ‏عن‏ ‏يمين‏ ‏مذبح‏ ‏البخور‏, ‏وفي‏ ‏لحظة‏ ‏مقدسة‏ ‏عندما‏ ‏كان‏ ‏زكريا‏ ‏البار‏ ‏يكهن‏ ‏للرب‏ ‏ويرفع‏ ‏البخور‏ ‏أمامه‏ (‏لو‏1 : 8 ‏ـ‏ 10).‏
جميل‏ ‏من‏ ‏الرب‏ ‏أنه‏ ‏عندما‏ ‏أرسل‏ ‏خدامه‏ ‏السمائيين‏, ‏أرسلهم‏ ‏أولا‏ ‏إلي‏ ‏بيته‏ ‏المقدس‏ ‏وإلي‏ ‏خدام‏ ‏مذبحه‏ ‏الطاهر‏.‏
ولا‏ ‏شك‏ ‏أن‏ ‏هذا‏ ‏كله‏ ‏يشعرنا‏ ‏بجمال‏ ‏المذبح‏ ‏الذي‏ ‏وقف‏ ‏الملاك‏ ‏عن‏ ‏يمينه‏ ‏في‏ ‏أول‏ ‏تباشير‏ ‏الصلح‏, ‏كم‏ ‏بالأكثر‏ ‏جدا‏ ‏مذبح‏ ‏العهد‏ ‏الجديد‏ ‏في‏ ‏قدسيته‏ ‏الفائقة‏ ‏للحد‏, ‏حيث‏ ‏ملاك‏ ‏الذبيحة‏ ‏الصاعد‏ ‏الي‏ ‏العلو‏ ‏يحمل‏ ‏إلي‏ ‏الله‏ ‏تضرعنا‏..‏
نعود‏ ‏إلي‏ ‏الملاك‏ ‏الطاهر‏ ‏الذي‏ ‏ظهر‏ ‏لزكريا‏ ‏الكاهن‏..‏
كان‏ ‏خذا‏ ‏الملاك‏ ‏يحمل‏ ‏بشارة‏ ‏مفرحة‏. ‏لقد‏ ‏عاد‏ ‏الرب‏ ‏يفرح‏ ‏وجه‏ ‏الأرض‏ ‏التي‏ ‏حرمت‏ ‏كثيرا‏ ‏من‏ ‏أفراحه‏ ‏في‏ ‏فترة‏ ‏القطيعة‏ ‏والخصومة‏.‏
وهل‏ ‏هناك‏ ‏فرح‏ ‏أعظم‏ ‏من‏ ‏تبشير‏ ‏زوج‏ ‏العاقر‏ ‏بأنها‏ ‏ستلد‏ ‏ابنا‏ ‏لم‏ ‏يقم‏ ‏بين‏ ‏المولودين‏ ‏من‏ ‏النساء‏ ‏من‏ ‏هو‏ ‏أعظم‏ ‏منه‏ (‏متي‏ 11:11). ‏ابن‏ ‏سيكون‏ ‏عظيما‏ ‏أمام‏ ‏الرب‏ (‏لو‏ 1:15)!!, ‏عبارات‏ ‏الفرح‏ ‏تدفقت‏ ‏من‏ ‏فهم‏ ‏الملاك‏, ‏فقال‏ ‏لا‏ ‏تخف‏ ‏يا‏ ‏زكريا‏, ‏لأن‏ ‏طلبتك‏ ‏قد‏ ‏سمعت‏, ‏وامرأتك‏ ‏أليصابات‏ ‏ستلد‏ ‏لك‏ ‏ابنا‏, ‏وتسميه‏ ‏يوحنا‏, ‏ويكون‏ ‏لك‏ ‏فرح‏ ‏وابتهاج‏, ‏وكثيرون‏ ‏سيفرحون‏ ‏بولادته‏.‏
وكانت‏ ‏إيحاءة‏ ‏جميلة‏ ‏من‏ ‏الرب‏ ‏في‏ ‏تباشير‏ ‏هذا‏ ‏الصلح‏, ‏أن‏ ‏يسمي‏ ‏الطفل‏ ‏يوحنا‏.. ‏وكلمة‏ ‏يوحنا‏ ‏معناها‏ ‏الله‏ ‏حنان‏!!‏
وكان‏ ‏الله‏ ‏يقصد‏ ‏أنه‏ ‏وإن‏ ‏تركنا‏ ‏زمنا‏, ‏إلا‏ ‏أن‏ ‏محبته‏ ‏دائمة‏ ‏إلي‏ ‏الأبد‏, ‏مياه‏ ‏كثيرة‏ ‏لا‏ ‏تستطيع‏ ‏أن‏ ‏تطفئها‏ (‏نش‏ 8: 7). ‏وأنه‏ ‏وإن‏ ‏حجب‏ ‏وجهه‏ ‏حينا‏, ‏فأنه‏ ‏لا‏ ‏يحجب‏ ‏قلبه‏ ‏الحنون‏.‏
فعلي‏ ‏الرغم‏ ‏من‏ ‏فترة‏ ‏القطيعة‏ ‏بين‏ ‏السماء‏ ‏والأرض‏ ‏التي‏ ‏سبقت‏ ‏ميلاد‏ ‏المسيح‏, ‏وعلي‏ ‏الرغم‏ ‏من‏ ‏الخصومة‏ ‏القائمة‏, ‏كان‏ ‏الله‏ ‏ما‏ ‏يزال‏ ‏كما‏ ‏هو‏, ‏كله‏ ‏حنان‏ ‏وشفقة‏… ‏الله‏ ‏حنان‏ ‏أو‏ ‏الله‏ ‏حنون‏ ‏لعل‏ ‏هذا‏ ‏يذكرنا‏ ‏بقول‏ ‏الرب‏ ‏من‏ ‏قبل‏ ‏لأنه‏ ‏كامرأة‏ ‏مهجورة‏ ‏ومحزونة‏ ‏الروح‏ ‏دعاك‏ ‏الرب‏, ‏وكزوجة‏ ‏الصبا‏… ‏لحيظة‏ ‏تركتك‏, ‏وبمراحم‏ ‏عظيمة‏ ‏سأجمعك‏. ‏بفيضان‏ ‏الغضب‏ ‏حجبت‏ ‏وجهي‏ ‏عنك‏ ‏لحظة‏, ‏وباحسان‏ ‏أبدي‏ ‏أرحمك‏… (‏إش‏ 54: 6 ‏ـ‏ 8) ‏إنها‏ ‏نبوءة‏ ‏إشعياء‏ ‏عن‏ ‏مصالحة‏ ‏الرب‏ ‏لشعبه‏ ‏وكنيسته‏, ‏قد‏ ‏بدأت‏ ‏تتحقق‏… ‏تلك‏ ‏النبوءة‏ ‏العجيبة‏, ‏الجميلة‏ ‏في‏ ‏موسيقاها‏, ‏التي‏ ‏بدأها‏ ‏الرب‏ ‏بنشيده‏ ‏العذب‏ ‏ترنمي‏ ‏أيتها‏ ‏العاقر‏ ‏التي‏ ‏لم‏ ‏تلد‏… (‏أ‏ ‏ش‏ 54: 1). ‏تري‏ ‏أكانت‏ ‏الصابات‏ ‏العاقر‏ ‏التي‏ ‏لم‏ ‏تلد‏ ‏رمزا‏ ‏للكنيسة‏ ‏في‏ ‏افتقاد‏ ‏الرب‏ ‏لها؟‏ ‏وهل‏ ‏كان‏ ‏اسم‏ ‏ابنها‏ ‏يوحنا‏ ‏الله‏ ‏حنان‏ ‏رمزا‏ ‏أيضا‏ ‏لمصالحة‏ ‏الله‏ ‏لكنيسته؟‏ ‏وهل‏ ‏ترنم‏ ‏ألبصابات‏ ‏العاقر‏ ‏لم‏ ‏تلد‏ ‏كان‏ ‏بشبرا‏ ‏بتحقيق‏ ‏باقي‏ ‏مواعيد‏ ‏الله‏ ‏إذ‏ ‏يقول‏ ‏لكنيسته‏ ‏في‏ ‏نفس‏ ‏النشيد‏: ‏كما‏ ‏حلفت‏ ‏أن‏ ‏لا‏ ‏تعبر‏ ‏بعد‏ ‏مياه‏ ‏نوح‏ ‏علي‏ ‏الأرض‏, ‏هكذا‏ ‏حتمت‏ ‏ألا‏ ‏أعضب‏ ‏عليك‏ ‏ولا‏ ‏أزجرك‏. ‏أما‏ ‏إحساني‏ ‏فلا‏ ‏يزول‏ ‏عنك‏, ‏وعهد‏ ‏سلامي‏ ‏لا‏ ‏يتزعزع‏, ‏قال‏ ‏أرحمك‏ ‏الرب‏.‏
أيتها‏ ‏الذليلة‏ ‏المضطربة‏ ‏غير‏ ‏المتعزبة‏, ‏هأتذا‏ ‏أبني‏ ‏بالأثمد‏ ‏حجارتك‏, ‏وبالياقوت‏ ‏الأزرق‏ ‏أؤسسك‏. ‏وأجعل‏ ‏شرفاتك‏ ‏ياقوتا‏, ‏وأبوابك‏ ‏حجارة‏ ‏بهرمانية‏, ‏وكل‏ ‏تخومك‏ ‏حجارة‏ ‏كريمة‏, ‏وكل‏ ‏بنيك‏ ‏تلاميذ‏ ‏للرب‏, ‏وسلام‏ ‏بنيك‏ ‏كثيرا‏.‏
‏(‏أش‏ 54: 6 ‏ـ‏ 12) ‏هل‏ ‏كان‏ ‏هذا‏ ‏الأصحاح‏ ‏الرابع‏ ‏والخمسون‏ ‏من‏ ‏نبوءة‏ ‏إشعياء‏ ‏موضع‏ ‏تأمل‏ ‏القديسة‏ ‏ألصابات‏ ‏في‏ ‏خلاص‏ ‏الرب‏ ‏القريب‏, ‏طوال‏ ‏الستة‏ ‏أشهر‏ ‏التي‏ ‏مرت‏ ‏ما‏ ‏بين‏ ‏بشارة‏ ‏الملاك‏ ‏لزكريا‏ ‏وبشارة‏ ‏الملاك‏ ‏للعذراء‏ ‏الفكرة‏ ‏تملأ‏ ‏قلبي‏, ‏وتضغط‏ ‏علي‏ ‏عقلي‏ ‏بإلحاح‏ ‏شديد‏… ‏ولا‏ ‏شك‏ ‏أن‏ ‏هذه‏ ‏القديسة‏ ‏الشيخة‏ ‏التي‏ ‏كانت‏ ‏تحمل‏ ‏ابنا‏ ‏نذيرا‏ ‏للرب‏ ‏في‏ ‏أحشائها‏, ‏كانت‏ ‏تشعر‏ ‏أنه‏ ‏ليس‏ ‏بأمر‏ ‏عادي‏ ‏هذا‏ ‏الذي‏ ‏حدث‏ ‏لها‏. ‏وأذ‏ ‏نتأمل‏ ‏في‏ ‏هذا‏ ‏الفصل‏ ‏من‏ ‏إشعياء‏ ‏ـ‏ ‏الذي‏ ‏ينطبق‏ ‏عليها‏ ‏وعلي‏ ‏الكنيسة‏ ‏ـ‏ ‏يهز‏ ‏كيانها‏ ‏كله‏ ‏هذا‏ ‏النبي‏ ‏الانجيلي‏ ‏إذ‏ ‏يقول‏ ‏ها‏ ‏العذراء‏ ‏تحبل‏ ‏وتلد‏ ‏ابنا‏ ‏وتدعو‏ ‏أسمه‏ ‏عمانوئيل‏ (‏أش‏ 7:14).‏
قلنا‏ ‏أنه‏ ‏من‏ ‏تباشير‏ ‏الصلح‏ ‏بين‏ ‏السماء‏ ‏والأرض‏ ‏كان‏ ‏ظهور‏ ‏الملائكة‏ ‏للبشر‏. ‏وكان‏ ‏الملاك‏ ‏الأول‏ ‏هو‏ ‏الذي‏ ‏بشر‏ ‏زكريا‏ ‏الكاهن‏.‏
‏* ‏أما‏ ‏الملاك‏ ‏الثاني‏, ‏فكان‏ ‏جبرائيل‏ ‏الذي‏ ‏بشر‏ ‏السيدة‏ ‏العذراء‏.‏
نلاحظ‏ ‏أن‏ ‏هذا‏ ‏الملاك‏ ‏كان‏ ‏له‏ ‏مع‏ ‏العذراء‏ ‏أسلوب‏ ‏معين‏, ‏لقد‏ ‏بدأها‏ ‏بالتحية‏, ‏بأسلوب‏ ‏كله‏ ‏توقير‏ ‏واحترام‏ ‏لها‏, ‏في‏ ‏بشارة‏ ‏زكريا‏ ‏لم‏ ‏يبدأه‏ ‏الملاك‏ ‏بالتحية‏, ‏وإنما‏ ‏قال‏ ‏له‏ ‏لا‏ ‏تخف‏ ‏يا‏ ‏زكريا‏ ‏فأن‏ ‏طلبتك‏ ‏قد‏ ‏سمعت‏.‏
أما‏ ‏في‏ ‏بشارة‏ ‏العذراء‏ ‏فقال‏ ‏لها‏ ‏الملاك‏ ‏السلام‏ ‏لك‏ ‏أيتها‏ ‏الممتلئة‏ ‏نعمة‏.‏
الرب‏ ‏معك‏. ‏وعندئذ‏ ‏ـ‏ ‏بعد‏ ‏هذه‏ ‏المقدمة‏ ‏ـ‏ ‏بدأ‏ ‏الملاك‏ ‏في‏ ‏إعلان‏ ‏رسالته‏.. ‏وحتي‏ ‏هذه‏ ‏الرسالة‏ ‏أدمجها‏ ‏بعبارة‏ ‏مديح‏ ‏أخري‏ ‏فقال‏ ‏لا‏ ‏تخافي‏ ‏يا‏ ‏مريم‏, ‏لأنك‏ ‏قد‏ ‏وجدت‏ ‏نعمة‏ ‏عند‏ ‏الله‏, ‏ثم‏ ‏بعد‏ ‏ذلك‏ ‏بشرها‏ ‏بالخبر‏ ‏الذي‏ ‏جاء‏ ‏من‏ ‏أجله‏ ‏ها‏ ‏أنت‏ ‏ستحبلين‏ ‏وتلدين‏ ‏ابنا‏ ‏ونسمينه‏ ‏يسوع‏….‏
إنه‏ ‏أسلوب‏ ‏احترام‏ ‏عجيب‏ ‏يليق‏ ‏بالتحدث‏ ‏مع‏ ‏والدة‏ ‏الإلة‏ ‏الممجدة‏, ‏الملكة‏ ‏الجالسة‏ ‏عن‏ ‏يمين‏ ‏الملك‏.‏
لم‏ ‏يستطع‏ ‏رئيس‏ ‏الملائكة‏ ‏جبرائيل‏ ‏أن‏ ‏ينسي‏ ‏أنه‏ ‏واقف‏ ‏أمام‏ ‏أقدس‏ ‏امرأة‏ ‏في‏ ‏الوجود‏, ‏إنه‏ ‏أمام‏ ‏أم‏ ‏سيده‏, ‏التي‏ ‏ستكون‏ ‏سماء‏ ‏ثانية‏ ‏لله‏ ‏الكلمة‏. ‏فخاطبها‏ ‏بأسلوب‏ ‏غير‏ ‏الذي‏ ‏خوطب‏ ‏به‏ ‏الكاهن‏ ‏البار‏ ‏زكريا‏…‏
‏ ‏هنا‏ ‏نلاحظ‏ ‏أنه‏ ‏لم‏ ‏يبدأ‏ ‏فقط‏ ‏صلح‏ ‏بين‏ ‏السمائيين‏ ‏والأرضيين‏, ‏بل‏ ‏بدأ‏ ‏تقدير‏ ‏وتوقير‏ ‏من‏ ‏سكان‏ ‏السماء‏ ‏لسكان‏ ‏الأرض‏ ‏في‏ ‏شخص‏ ‏أمنا‏ ‏وسيدتنا‏ ‏العذراء‏ ‏مريم‏… ‏فمرحبا‏ ‏بهذا‏ ‏الصلح‏.‏
‏* ‏أما‏ ‏الظهور‏ ‏الثالث‏, ‏فكان‏ ‏ظهور‏ ‏ملاك‏ ‏الرب‏ ‏للرعاة‏.‏
هنا‏ ‏نجد‏ ‏تقدما‏ ‏ملموسا‏ ‏في‏ ‏العلاقات‏, ‏إذ‏ ‏لم‏ ‏يقتصر‏ ‏الأمر‏ ‏علي‏ ‏أن‏ ‏ملاك‏ ‏الرب‏ ‏وقف‏ ‏بهم‏ ‏بل‏ ‏يقول‏ ‏الكتاب‏ ‏أكثر‏ ‏من‏ ‏هذا‏ ‏ومجد‏ ‏الرب‏.. ‏أضاء‏ ‏حولهم‏. ‏وبعد‏ ‏أن‏ ‏بشرهم‏ ‏الملاك‏ ‏بفرح‏ ‏عظيم‏ ‏يكون‏ ‏لجميع‏ ‏الشعب‏, ‏وبولادة‏ ‏مخلص‏, ‏ظهر‏ ‏بغتة‏ ‏ـ‏ ‏مع‏ ‏الملاك‏ ‏ـ‏ ‏جمهور‏ ‏من‏ ‏الجند‏ ‏السماوي‏ ‏مسبحين‏ ‏الله‏ ‏وقائلين‏: ‏المجد‏ ‏لله‏ ‏في‏ ‏الأعالي‏, ‏وعلي‏ ‏الأرض‏ ‏السلام‏, ‏وبالناس‏ ‏المسرة‏.‏
وهنا‏ ‏نسمع‏ ‏عبارات‏ ‏الفرح‏, ‏والمسرة‏, ‏والسلام‏, ‏والخلاص‏… ‏وبدلا‏ ‏من‏ ‏ظهور‏ ‏ملاك‏ ‏واحد‏, ‏نري‏ ‏جمهورا‏ ‏من‏ ‏الجند‏ ‏السماوي‏ ‏يسبحون‏.‏
إنها‏ ‏تباشير‏ ‏الصلح‏ ‏العظيم‏, ‏المزمع‏ ‏أن‏ ‏يتم‏ ‏علي‏ ‏الصليب‏.‏
ونلاحظ‏ ‏أن‏ ‏هذا‏ ‏الصلح‏ ‏قد‏ ‏بدأه‏ ‏الله‏ ‏لا‏ ‏الناس‏.‏
الله‏ ‏يصالح‏ ‏البشرية‏..‏
أول‏ ‏ما‏ ‏نتذكره‏ ‏في‏ ‏هذا‏ ‏المجال‏, ‏هو‏ ‏أن‏ ‏الله‏ ‏يسعي‏ ‏لخلاص‏ ‏الانسان‏, ‏حتي‏ ‏لو‏ ‏كان‏ ‏الإنسان‏ ‏لا‏ ‏يسعي‏ ‏لخلاص‏ ‏نفسه‏.‏
نلاحظ‏ ‏هذا‏ ‏منذ‏ ‏البدء‏: ‏عندما‏ ‏اخطأ‏ ‏آدم‏ ‏وسقط‏, ‏لم‏ ‏يسع‏ ‏لخلاص‏ ‏نفسه‏, ‏بل‏ ‏نراه‏ ‏ـ‏ ‏علي‏ ‏العكس‏ ‏من‏ ‏ذلك‏ ‏ـ‏ ‏قد‏ ‏هرب‏ ‏من‏ ‏لله‏, ‏وخاف‏ ‏من‏ ‏الله‏, ‏واختفي‏ ‏من‏ ‏الله‏, ‏لم‏ ‏يحدث‏ ‏أنه‏ ‏سعي‏ ‏الي‏ ‏الله‏, ‏طالبا‏ ‏الصفح‏ ‏المغفرة‏, ‏وطالبا‏ ‏النقاوة‏ ‏والطهارة‏, ‏بل‏ ‏أنه‏ ‏لما‏ ‏سمع‏ ‏صوت‏ ‏الرب‏ ‏الإله‏ ‏ماشيا‏ ‏في‏ ‏الجنة‏… ‏اختبأ‏ ‏هو‏ ‏وامرأته‏ ‏من‏ ‏وجه‏ ‏الرب‏ (‏تك‏ 3: 8).‏
وهكذا‏ ‏أوجد‏ ‏حجابا‏ ‏وحاجزا‏ ‏بينه‏ ‏وبين‏ ‏الله‏ ‏وبدأت‏ ‏الخصومة‏.‏
من‏ ‏الذي‏ ‏سعي‏ ‏لخلاص‏ ‏آدم؟‏ ‏إنه‏ ‏الله‏ ‏نفسه‏, ‏دون‏ ‏أن‏ ‏يطلب‏ ‏آدم‏ ‏منه‏ ‏ذلك‏. ‏آدم‏ ‏شغله‏ ‏الخوف‏ ‏عن‏ ‏الخلاص‏ ‏أو‏ ‏حتي‏ ‏عن‏ ‏مجرد‏ ‏التفكير‏ ‏فيه‏…‏
وهكذا‏ ‏بحث‏ ‏الله‏ ‏عن‏ ‏آدم‏, ‏وتحدث‏ ‏معه‏… ‏وإعطاه‏ ‏وعدا‏ ‏بأن‏ ‏نسل‏ ‏المرأة‏ ‏سوف‏ ‏يسحق‏ ‏رأس‏ ‏الحية‏ (‏تك‏ 3: 15).‏
لقد‏ ‏اعتبر‏ ‏الله‏ ‏أن‏ ‏المعركة‏ ‏الدائرة‏ ‏هي‏ ‏بينه‏ ‏وبين‏ ‏الشيطان‏, ‏وليست‏ ‏بين‏ ‏الشيطان‏ ‏والإنسان‏. ‏اعتبر‏ ‏أن‏ ‏قضيتنا‏ ‏هي‏ ‏قضيته‏ ‏هو‏. ‏وإذا‏ ‏بنسل‏ ‏المرأة‏ ‏الذي‏ ‏يسحق‏ ‏رأس‏ ‏الحية‏ ‏هو‏ ‏الله‏ ‏نفسه‏ ‏الذي‏ ‏آتي‏ ‏في‏ ‏ملء‏ ‏الزمان‏ ‏من‏ ‏نسل‏ ‏المرأة‏. ‏هو‏ ‏الله‏ ‏إذن‏ ‏الذي‏ ‏دبر‏ ‏قصة‏ ‏الخلاص‏ ‏كلها‏, ‏لأنه‏ ‏يريد‏ ‏أن‏ ‏الجميع‏ ‏يخلصون‏, ‏وإلي‏ ‏معرفة‏ ‏الحق‏ ‏يقبلون‏ (1‏تي‏ 2: 4).‏
هو‏ ‏يريد‏ ‏خلاصنا‏ ‏جميعا‏ ‏ويسعي‏ ‏إليه‏, ‏حتي‏ ‏إن‏ ‏كنا‏ ‏نحن‏ ‏ـ‏ ‏في‏ ‏تكاسلنا‏ ‏أو‏ ‏في‏ ‏شهواتنا‏ ‏ـ‏ ‏غافلين‏ ‏عن‏ ‏خلاص‏ ‏أنفسنا‏!‏
في‏ ‏قصة‏ ‏الخروف‏ ‏الضال‏, ‏نري‏ ‏أن‏ ‏هذا‏ ‏الخروف‏ ‏الضال‏ ‏لم‏ ‏يسع‏ ‏لخلاص‏ ‏نفسه‏, ‏وإنما‏ ‏ظل‏ ‏تائها‏ ‏وبعيدا‏.‏
والراعي‏ ‏الصالح‏ ‏هو‏ ‏الذي‏ ‏جري‏ ‏وراءه‏, ‏هو‏ ‏الذي‏ ‏فتش‏ ‏عليه‏ ‏وسعي‏ ‏إليه‏, ‏وهو‏ ‏الذي‏ ‏تعب‏ ‏من‏ ‏أجله‏ ‏إلي‏ ‏أن‏ ‏وجده‏, ‏وحمله‏ ‏علي‏ ‏منكبيه‏ ‏فرحا‏, ‏ورجع‏ ‏به‏ ‏سالما‏ ‏إلي‏ ‏الحظيرة‏…‏
وفي‏ ‏قصة‏ ‏الدرهم‏ ‏المفقود‏, ‏نجد‏ ‏نفس‏ ‏الوضع‏ ‏أيضا‏.. ‏الله‏ ‏إذن‏ ‏هو‏ ‏الذي‏ ‏يسعي‏ ‏جاهدا‏ ‏لخلاص‏ ‏الإنسان‏.‏
فإن‏ ‏تعطل‏ ‏خلاص‏ ‏الإنسان‏, ‏يكون‏ ‏السبب‏ ‏بلا‏ ‏شك‏ ‏راجعا‏ ‏إلي‏ ‏الإنسان‏ ‏ذاته‏ ‏وليس‏ ‏الي‏ ‏الله‏.‏
وهذا‏ ‏الأمر‏ ‏واضح‏ ‏في‏ ‏تبكيت‏ ‏الرب‏ ‏لأورشليم‏, ‏إذ‏ ‏قال‏ ‏لها‏ ‏يا‏ ‏أورشليم‏ ‏يا‏ ‏أورشليم‏, ‏يا‏ ‏قاتلة‏ ‏الأنبياء‏ ‏وراجمة‏ ‏المرسلين‏ ‏إليها‏. ‏كم‏ ‏مرة‏ ‏أردت‏ ‏أن‏ ‏أجمع‏ ‏أولادك‏ ‏كما‏ ‏تجمع‏ ‏الدجاجة‏ ‏فراخها‏ ‏تحت‏ ‏جناحيها‏, ‏ولم‏ ‏تريدوا‏ (‏متي‏ 23:27)… ‏أنا‏ ‏أردت‏, ‏وأنتم‏ ‏لم‏ ‏تريدوا‏…‏
مثال‏ ‏آخر‏ ‏هو‏ ‏عروس‏ ‏النشيد‏, ‏الله‏ ‏هو‏ ‏الذي‏ ‏سعي‏ ‏لخلاصها‏ ‏ظافرا‏ ‏علي‏ ‏الجبال‏, ‏وقافزا‏ ‏علي‏ ‏التلال‏. ‏وقال‏ ‏لها‏ ‏افتحي‏ ‏لي‏ ‏يا‏ ‏أختي‏ ‏يا‏ ‏حبيبتي‏ ‏يا‏ ‏حمامتي‏, ‏لأن‏ ‏رأسي‏ ‏قد‏ ‏أمتلأ‏ ‏من‏ ‏الطل‏ ‏وقصصي‏ ‏من‏ ‏ندي‏ ‏الليل‏ (‏أش‏ 5:2), ‏وتكاسلت‏ ‏النفس‏ ‏في‏ ‏الاستجابة‏, ‏وتعللت‏ ‏بالأعذار‏. ‏فماذا‏ ‏كانت‏ ‏النتيجة‏… ‏كانت‏ ‏أنها‏ ‏عطلت‏ ‏عمل‏ ‏النعمة‏ ‏فيها‏ ‏بعض‏ ‏الوقت‏, ‏وصاحت‏ ‏في‏ ‏ندم‏ ‏حبيبي‏ ‏تحول‏ ‏وعبر‏.‏
تأكد‏ ‏أنك‏ ‏أن‏ ‏كانت‏ ‏تريد‏ ‏الخلاص‏ ‏من‏ ‏الخطية‏, ‏فأن‏ ‏الله‏ ‏يريد‏ ‏لك‏ ‏ذلك‏ ‏أضعافا‏ ‏مضاعفة‏… ‏المهم‏ ‏أنك‏ ‏تبدي‏ ‏رغبتك‏ ‏المقدسة‏ ‏هذه‏. ‏هناك‏ ‏عبارة‏ ‏لطيفة‏ ‏قالها‏ ‏أحد‏ ‏القديسين‏. ‏إن‏ ‏الفضيلة‏ ‏تريدنا‏ ‏أن‏ ‏نريدها‏ ‏لا‏ ‏غير‏ ‏يكفي‏ ‏أن‏ ‏نريد‏, ‏إرادة‏ ‏جادة‏, ‏والله‏ ‏يتولي‏ ‏الباقي‏, ‏بل‏ ‏حتي‏ ‏هذه‏ ‏الإرادة‏ ‏هو‏ ‏يمنحها‏ ‏لنا‏, ‏لأجل‏ ‏خلاصنا‏.‏
ومن‏ ‏القصص‏ ‏العجيبة‏ ‏عن‏ ‏سعي‏ ‏الله‏ ‏لخلاصنا‏, ‏ما‏ ‏يقوله‏ ‏الله‏ ‏ـ‏ ‏في‏ ‏سفر‏ ‏حزقيال‏ ‏النبي‏ ‏ـ‏ ‏للنفس‏ ‏الخاطئة‏ ‏الملوثة‏ ‏مررت‏ ‏بك‏ ‏ورأيتك‏ ‏مدوسة‏ ‏بدمك‏… ‏وقد‏ ‏كنت‏ ‏عريانة‏ ‏وعارية‏. ‏فمررت‏ ‏بك‏ ‏ورأيتك‏ ‏وإذ‏ ‏زمنك‏ ‏زمن‏ ‏الحب‏…‏
فبسطت‏ ‏ذيلي‏ ‏عليك‏… ‏ودخلت‏ ‏معك‏ ‏في‏ ‏عهد‏ ‏ـ‏ ‏يقول‏ ‏السيد‏ ‏الرب‏ ‏ـ‏ ‏فحممتك‏ ‏بالماء‏, ‏وغسلت‏ ‏عنك‏ ‏دماءك‏, ‏ومسحتك‏ ‏بالزيت‏, ‏وألبستك‏ ‏مطرزة‏..‏
وجملت‏ ‏جدا‏ ‏جدا‏, ‏فصلحت‏ ‏لمملكة‏ (‏حز‏ 16).‏
تلك‏ ‏القس‏ ‏المسكينة‏ ‏ـ‏ ‏لو‏ ‏تركت‏ ‏لذاتها‏ ‏ـ‏ ‏لبقيت‏ ‏علي‏ ‏حالها‏ ‏مطروحة‏ ‏وملوثة‏, ‏عريانة‏ ‏وعارية‏, ‏ولكن‏ ‏الله‏ ‏فعل‏ ‏من‏ ‏أجلها‏ ‏الكثير‏, ‏وأنفذها‏ ‏مما‏ ‏هي‏ ‏فيه‏…‏
‏ ‏ولكن‏ ‏ليس‏ ‏معني‏ ‏سعي‏ ‏الله‏ ‏لخلاصنا‏, ‏أننا‏ ‏نتكل‏ ‏علي‏ ‏ذلك‏ ‏ونكسل‏! ‏كلا‏ ‏وإلا‏ ‏فأنه‏ ‏يتحول‏ ‏ويعبر‏ ‏كما‏ ‏حدث‏ ‏مع‏ ‏عروس‏ ‏التشيد‏, ‏إنما‏ ‏يجب‏ ‏أن‏ ‏تتحد‏ ‏إرادتنا‏ ‏بأرادته‏, ‏وعملتا‏ ‏بعمله‏, ‏هو‏ ‏ينزل‏ ‏إلي‏ ‏عالمنا‏, ‏ونحن‏ ‏نقدم‏ ‏له‏ ‏ولو‏ ‏مزودا‏ ‏ليستريح‏ ‏فيه‏…‏
إن‏ ‏الله‏ ‏يسعي‏ ‏لخلاصنا‏, ‏ويسعي‏ ‏ليصالحنا‏ ‏معه‏. ‏عجيب‏ ‏في‏ ‏هذه‏ ‏المصالحة‏, ‏إننا‏ ‏نري‏ ‏الصلح‏ ‏يبدأ‏ ‏من‏ ‏جانب‏ ‏الله‏, ‏أكثر‏ ‏مما‏ ‏يبدأ‏ ‏من‏ ‏جانب‏ ‏البشر‏… ‏إنه‏ ‏درس‏ ‏لنا‏ ‏حينما‏ ‏تكبر‏ ‏قلوبنا‏ ‏علي‏ ‏إخوتنا‏ ‏الصغار‏, ‏فلا‏ ‏نسعي‏ ‏لمصالحتهم‏ ‏بحجة‏ ‏أننا‏ ‏الكبار‏!! ‏بينما‏ ‏قد‏ ‏وضع‏ ‏لنا‏ ‏الله‏ ‏مثالا‏ ‏حسنا‏….‏