
جثة دامية، بالكاد يمكن أن تميز ملامحها لتتعرف علي هوية صاحبها، أصابها التعفن، ونهشت الكلاب أجزاءها؛ مشهد مروع تصفه والدة "قتيل المقطم" كيف عثرت علي جثة نجلها بين أكوام القمامة بعدما قتله 3 من شياطين الإنس لسرقة "التوك توك" الخاص به.
"بوابة الأهرام" تحاور والدي ضحية توك توك المقطم
انتقل محررو "بوابة الأهرام" إلي منزل "محمود عوكل" الاسم الذي اشتهر به بين قاطني منطقة الزلزال بالمقطم، لمقابلة والديه ورصد تفاصيل الحادث الأليم الذي وقع لنجلهما، وكان "ضحية التوك توك".
في شقة صغيرة توحي جدرانها بالبساطة تعيش أسرة "عوكل"، والكائنة بإحدى عقارات مساكن البحر الأحمر بمنطقة المقطم، تجلس والدة المجني عليه متشحة بالسواد، يبدو عليها الحزن الشديد من مصابها، تستشعر قلة حيلتها بعد أن فقدت السند و"العزوة" كما وصفت، لكن يمكن أن تلاحظ من حين لآخر نظرة عينيها التي تطلب"القصاص"، وبجوارها تجلس فتاتان صغيرتان، تسترجعان ذكريات اللهو والمرح التي جمعتهما بشقيقيهما المجني عليه قبل أن يكسو الفراق تلك الذكريات
"اشترى التوك توك علشان يساعد أبوه في المعيشة.. وكان السبب ليفقد حياته"
"ابني كان راجل رغم صغر سنه.. وصمم علي شراء التوك توك لمساعدة أبيه في المعيشة" بهذه الكلمات بدأت الأم سرد تفاصيل حياة "عوكل" اليومية، حيث إنه منذ أن أصبح قادراً علي العمل بدأ في مزاولة مهنته الأولي داخل "المدبح"، واستمر في هذا العمل فترة كبيرة، حتي بدأ عمله الثاني كسائق لتوك توك بالأجرة عند أحد الجيران، ولكن بسبب تأخر رب العمل في دفع أجره، والسماح له بالعمل يوم علي التوك توك، ورفضه اليوم التالي، عزم المجني عليه علي شراء التوك توك الخاص به، والعمل لصالحه دون غيره، وبعد مشاورة والديه قرر شراء مركبة التوك توك بالتقسيط، ليكون هذا السبب في فقدان حياته بعد 4 أشهر فقط لا غير.
أسندت الأم ظهرها إلي الحائط وألقت بهموم الفراق التي كادت أن تفقدها الوعي، وبدموع منهمرة أكملت حديثها قائلة "في يوم الحادث الموافق الجمعة، تأخرنا في الاستيقاظ علي غير العادة، حتي دقت الساعة التاسعة صباحا، قمت لأيقظ محمود -المجني عليه- وفور استيقاظه طلب مني أن أحضر كوبا من اللبن الذي اعتاد شربه قبل نزوله للعمل، إلا أنني صممت علي تناوله وجبة الإفطار قبل نزوله، وطلبت منه عدم النزول لما انتابني من شعور سئ".
"انتابني القلق وطلبت منه عدم النزول يوم الحادث.. ولكن ابتسامته غلبتني وتركته ليلقي حتفه"
وأضافت الأم قائلة "بعد تناوله الإفطار طلب مني الدعاء له قبل نزوله للعمل، متبسمًا لي كعادته، والتي أرغمتني علي الابتسامة والدعاء له بإبعاد الشر عنه وفتح باب الرزق له، وعقب نزوله بساعتين حدث الأمر الذي غير مسار حياتنا، وفقدنا أعز ما نملك".
في تمام الحادية عشر ظهرًا جاء أحد أصدقاء نجلي "سائق ميكروباص" يخبرني برؤيته لثلاثة أشخاص لا يعرف من هم يستقلون التوك توك الخاص بنجلي، مسرعين به علي الطريق الدائري، لينتابه الشك ويسرع ليخبرني بالأمر، وعلي الفور قمت بالاتصال بنجلي لكن هاتفه المحمول كان مغلقا طوال الوقت، وبعد مرور فترة كبيرة كاد القلق يقتلني علي نجلي، الذي اعتاد علي المجئ إلي البيت بين الحين والآخر للسؤال عما إذا كنت أحتاج لأي شئ أم لا، وعلي الفور قمت بالاتصال بزوجي وأشقائي للسؤال عنه في أقسام الشرطة والمستشفيات والبحث عنه في أرجاء المكان".
"والد المجني عليه يروي اعترافات المتهمين.. وكيف وجدت الشرطة جثة نجله"
أمسك والد المجني عليه "عبد المنعم" 50 سنه، عامل، طرف الحديث ليكمل سرد تفاصيل هذا الحادث الأليم الذي راح ضحيته نجله ويصبح "ضحية التوك توك" قائلاً "بعد معرفتي بالأمر قمت بالإسراع لتقديم بلاغ باختفاء نجلي بقسم شرطة المقطم، والبحث عنه في كل مكان بمنطقة المقطم، بمساعدة مجموعة من أفراد الشرطة بقسم المقطم، وعدد من أصدقاء نجلي، وجيراني بالمنطقة".
"المقدم محمود اسماعيل رئيس المباحث الجديد"
أشار الأب إلي أنه فور تلقي قسم شرطة المقطم بلاغًا بالحادث، أمر المقدم محمود إسماعيل بتشكيل فريق بحث لكشف ملابسات الحادث، كما أمر بتتبع الهاتف المحمول الخاص بالمجني عليه، ونجح في كشف ملابسات الواقعة بعد أقل من 3 أيام من تلقي البلاغ، قائلاً "بعد تتبع الهاتف المحمول الخاص بنجلي تمكن رجال الشرطة بالعثور علي الجناة، بعدما قام أحدهم بفتح الهاتف لمدة 5 دقائق تمكن خلالها فريق البحث من تحديد مكانه، وعلي الفور تم ضبط المتهمين، والعثور علي الآخرين أثناء اختبائهم بأحد المنازل بالفيوم، وضبط بحوزتهم التوكتوك الخاص بنجلي، وجميع متعلقاته الشخصية.
وأضاف والد المجني عليه قائلا "وبمواجهة المتهمين اعترفوا بالواقعة، والإرشاد عن جثة ولدي، وبإجراء التحقيقات الأولية أكدوا أنهم بسبب ضيق الحالة المادية، عزموا علي القيام بجريمتهم، ليقع الاختيار على نجلي، بعدما طلبوا منه توصيلهم إلي منطقة السبعين بهضبة المقطم، والتي تعد إحدي المناطق البعيدة، ولكن ولدي كان شديد الجرأة تجاه لقمة عيشه، ووافق علي توصيلهم، وهنا بدأ الأمر".
" 11 طعنة أودت بحياة المجني عليه.. والجناة تركوه طعاما لكلاب الشارع"
"عقب اقترابهم من المكان المحدد طلب المتهمون من ولدي الدخول إلي إحدي الشوارع الجانبية بتلك المنطقة، ولكن لمعرفة ولدي بتلك المنطقة وخلوها من المارة بشكل دائم، رفض الدخول، وبسبب تصميمهم علي الأمر، انتابه الشك والريبة تجاه هذا الأمر، ليخرج أحد الجناة سلاحا أبيض من جيبه وقام بتقطيع شرايين يد نجلي ليترك التوك توك، ولكنه رفض مردداً "مش هسيبه لو علي موتي دا أكل عيشي ولسه مدفعتش أقساطه" ليقوم المتهم الثاني بضربه بسكين عدة طعنات بالرقبة والظهر، ويتناوب عليه الثلاثة بالضرب المبرح ليجبروه علي ترك التوك توك، وبعد معافرة وقع نجلي علي الأرض".
وأكمل الأب حديثه قائلا "لم يستطع الجناة ترك نجلي هكذا ليتخطي حاجز فعلهم الإجرامي عقول الشياطين، بل حملوا جثته وألقوها بمقلب القمامة وغطوها، وبعد 3 أيام عثر رجال الشرطة علي جثته التي اختفت ملامحها بسبب الكلاب التي تناوبت علي أكل أجزاء منها باليدين والرجل والصدر والبطن والرقبة، ليتشوه جثمان ولدي كاملاً".