القمص أثناسيوس فهمي جورج يطرح دراسة حوَار كنسِي حول الوحدَة والتعددية
12.11.2022 11:23
اخبار الكنيسه في مصر Church news in Egypt
الدستور
القمص أثناسيوس فهمي جورج يطرح دراسة حوَار كنسِي حول الوحدَة والتعددية
حجم الخط
الدستور

أصدر القمص أثناسيوس فهمي جورج، مدير مدرسة تيرانس للعلوم اللاهوتية، دراسة عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، حملت شعار حِوَارٌ كَنَسِيٌّ حَوْلَ الوِحْدَةِ وَالتَّعَدُّدِيَّةِ.

وقال مدير تيرانس خلال دراسته: الكنيسة هي – بالتحديد - سر الوحدة بين الأشخاص البشريين.. لذلك  اختبرت جماعة المسيحيين بأورشليم أيام الرسل؛ بزمن الكنيسة الأولى تعددية الأشخاص في تعددية الحوار؛ فكان لهم (قلب واحد وفكر واحد نابع من الايمان الواحد المشترك ).. لقد قيل بحق أن ظهور سمة الحوار كانت هي الفضل الذﻱ أتت به المسيحية، ويقارن  بمقاربة استعلان الثالوث القدوس؛ أﻱ العلاقة بين الأقانيم داخل الله نفسه.. فإنْ تبددت السمة الإلهية للحوار بين بني البشر؛ حينئذ يكون البشر أشياء وليسوا أشخاصًا؛ وإلهنا إله أشخاص وليس إله أشياء... إله إبراهيم واسحق ويعقوب،"  إلهي أنا الذﻱ أحبني أنا شخصيًا؛ وفداني ".. إن أﻱ شخص هو (شخص) حينما يكون في علاقة حوار مع الأشخاص الآخرين.. وفي شركة دائمة مع الله، والتجديد الكامل .للطبيعة البشرية يقوم على علاقة الحوار مع الله والاتحاد بأهل بيت الله ورعية القديسين. ( شركة مع الثالوث القدوس + شركة مع القديسين + شركة مع حماعة المؤمنين).

والتعددية تتوحد عندما تتحول الطبيعة البشرية إلى ذلك الإنسان الواحد الكامل؛ الإنسان الحر الذﻱ هو على صورة الله ومثاله؛ وذلك الإنسان الرسولي الذﻱ يحب البشر والعالم؛ من ثم ينفتح ويدخل إلى المنازل الكثيرة؛ وكلما يدخل كلما تنفتح أمامه أبواب وأعماق جديدة؛ ينادﻱ فيها العمقُ عمقًا أكبر؛ حيث تثرى التعددية وتصير أكثر غنىً بل أغنى وأغنى، وتنكشف عجائب جديدة ومدهشة؛  على رجاء المنفعة..  نبني ونُقرض ونزرع ونسافر ونتعلم ونتتلمذ  ونتسلم ونكتشف بتعددية الحوار؛ دور ورسالة كنيستنا وشهادتها النبوية؛ وامتدادها الملكوتي ككنيسة الملك السمائي ملك القديسين من كل الأجناس والألسنة والألوان واللغات ،بانفتاح افق واتساع القلب والعقل نحو الا نهائيات الابدية والتي لاتحد.

على مدى العشرين قرنًا، نلاحظ أن الكنيسة كانت دائمًا تهرع إلى البرية الجوانية تبحث عن قديسيها ونسّاكها ومتوحديها؛ لتسألهم المشورة؛ وتطلب تدبيرهم للخدمة.. لذلك استكملت الكنيسة بحواريها وحوارهم المتعدد كل تنظيماتها خلال القرون الأولى؛ كلوحة موزاييك متجانسة ومتنوعة متألقة في صورتها الجميلة؛ مرسومة بيد الفنان الإلهي السمائي؛ وكل قطعة في هذة اللوحة قد أخذت موقعها وفقًا لدورها الجمالي والوظيفي والحركي في أيقونة الكنيسة؛ وقد عرفت مكانها داخل هذا الإطار المنسجم والمجسم؛ دون تنافس أو تعارض، فأصغر وحدة في هذة اللوحة هي الخلية التي من مجموعها وتعدديتها تكونت الكنيسة الجامعة الرسولية.
إن مجمل التعليم الذﻱ تلقنته الكنيسة صار طريقًا وسمي  أعضاءها (أهل الطريق) أو (الطريقيين).. وكانت صورة التعليم في البدايات، حوارًا كنسيًا يمثل وحدانية في تعدد؛ تسمت بالكاتشزم (catechism) والتي تأسست على السؤال والجواب  (س،ج) بالحوار والتعدد والمشاركة؛ فيتشارك الذﻱ (يتعلم) مع الذﻱ (يعلِّم) لجمع الخيرات المتمثلة في المنهج والطريق المنسق والمنضبط، ومقصده الخدمة والبشارة ومجمل العبادة؛ عبر اليقين العقلي وصحة التصرف (يتيقن كل واحد في عقله (رو ١٤ : ٥)؛  ذلك اليقين القائم على الرضا الفكرﻱ ( القناعات  )  وثبوت العقل الذﻱ يحقق ثبوت الإيمان بالروح معًا. حيث ان الايمان لا يضاد العقل ولا يتعارض معه لكنه يسبقه ويعلو عليه  ، نبدء به.

نحتاج إلى التنوع لتسخير كل المهارات واكتشافها وتوظيفها واستثمارها وتدعيمها  في خدمة الكنيسة؛ بمنهج الجموعية النابعة والمؤسسة على اختبارنا الروحي الخاص يوم معموديتنا؛ لنعطي جوابًا عن ميلادنا الجديد، فليس لائقًا أن نتخاذل، بل نتحاور ونتشارك بمحبة خالصة.

اترك تعليقا
تعليقات
Comments not found for this news.