مقال د – مينا بديع عبد الملك الذي حمل عنوان الكنيسة التى فقدت رسالتها في جريدة الدستور
علّمنا البابا كيرلس الصلاة ، وعلمنا كيف نمتزج مع كنيستنا ، فعشنا معها في سلام حقيقي ، محبين لكنيستنا ووطننا وأعمالنا، ومجتهدين فى مدارسنا الرسالة كانت واضحة جدا ، اما الان فقد تغيرت لذلك اريد ان اسجل كيف فقدت الكنيسة رسالتها القديمة ، بسبب ما حدث يوم الاحد 4 نوفمبر 2012 في مدينة الاسكندرية .
كان لدينا شابنقي ، رسم كاهنًا باسم الأب بيشوى كامل إسحق فى ٢ ديسمبر ١٩٥٩ فى عصر البابا كيرلس السادس، وكان الشارع المصرى في ذلك الوقت يعرف التسامح والحب ويعترف ببناء الكنائس، وبالأخص فى الأحياء الفقيرة ، بسبب حب جميع المصريين للبابا كيرلس السادس في عام ١٩٦٣ فكر هذا الكاهن فى بناء كنيسة صغيرة داخل منطقة فقيرة تُسمى الحضرة ، اخذ يبحث في المنطقة ليتعرف على احوال الناس ، وفي النهاية وجد مكان يبني الكنيسة، لكن شغل انتباهه حالة الفقر التي يعيشها سكان المنطقة ، بعد ان تم بناء الكنيسة عن طريق الحب ، فكر في ان يعيش في نفس المنطقة داخل عشة من الصفيح ، مثل اهالي المنطقة الفقيرة ، عرض الموضوع على زوجنه التي رفضت
فقال لها: أليس من واجبنا أن نحيا مثل هؤلاء الناس الفقراء حتى نخدمهم من كل قلوبنا، وحتى نكون أمناء فى خدمتنا لهم ؟ رفضت الزوجة لكنه ظل يحب هؤلاء الفقراء ، وكان ياكل ويسهر معهم .
وعلى الجانب المعاكس ، كانت توجد مناطق فقيرة غرب الاسكندرية ، يقوم بالاشراف عليها أسقف ، وفي يوم أرادت احدى الهيئات الاجنبية ، مساعدة فقراء تلك المناطق ، قامت بارسال مندوب ، ليتعرف كيف يعيش سكانها وسط هذا الفقر ، بعد ان انتهي المندوب من جولته ، ذهب الى الاسقف ليقدم مبلغا من المال ليساعد به فقراء تلك المناطق ، وبعد ان دخل مقر الاسقف اكتشف انه يعيش في قصر ، قدم له التحية وانصرف مسرعا بعد ما شاهده .
في تلك الايام قامت أسقفية نيويورك بعمل أيقونات بالذهب لوضعها فى الجناح الرئيسى للإقامة ، الذى أقام فيه بطريرك الأقباط لمدة ثلاثة أيام ، وفيما بعد أصبح مقرًا لإقامة أسقف نيويورك ، كيف حدث ذلك والغلابة فى مصر لا تجد الطعام وكاد ان يقضي ارتفاع الاسعار عليها ، المقرات البابوية انتشرت فى أماكن كثيرة داخل مصر وأوروبا وامريكا ، وهناك من يموتون من الجوع .واضاف ان هناك بعض رجال الكنسية تحول الكهنوت عندهم الى بيزنس ، كما استنكر خروج اقباط المهجر في حشد لاستقبال السيسي .
وانتقد كاتب المقال رجل الدين الذي قال من خلال احدى الندوات فى وقت الضيق كنت ألجأ لكاريكاتير صلاح جاهين»، اقشعرى أيتها السموات وابهتى أيتها الأرض، فقد صار صلاح جاهين مُعزيًا لنا فى همومنا.