"ساعات من الفزع والرعب مررنا بها، خدنا ولادنا نايمين وهربنا خارج العقار، كنا قاعدين في شققنا والموت فوقنا ومش حاسين"، كلمات رددها سكان العقار 151 بحي البنفسج بعد ساعات من إنقاذ خبراء المفرقعات المنطقة من كارثة بعد تفكيك سخان مفخخ معبأ بـ50 كيلو من المتفجرات.
روى أهالي الحي الواقع بمساكن دهشور تفاصيل ساعات الرعب منذ استيقاظهم على اقتحام قوات الأمن للعقار وصعودهم إلى الطابق الرابع مقر شقة الارهابيين التي تحمل رقم 15.
قال أحد سكان العقار لـ "صدى البلد" إنه أثناء نزوله إلى عمله فجرا فوجئ بقوات ضخمة مسلحة من الأمن تقتحم العقار واستوقفه بعض الضباط ثم صعدوا إلى الطابق الرابع بعدما تأكدوا من هويته، وقامت القوات بتحطيم باب الشقة بمعرفة قوات العمليات الخاصة ثم أخلت العقار بالكامل من السكان بعد اكتشاف كمية ضخمة من المتفجرات.
وأضاف أنه يقطن بالشقة المجاورة لشقة الإرهابيين مباشرة، وأنه لم يعلم أن الشقة يوجد بها سكان، ومنذ قرابة شهر ونصف الشهر أثناء خروجه من شقته للذهاب إلى عمله فوجئ بخروج شاب من الشقة فسأله عما إذا كان مالك الشقة فأخبره أنه مستأجر من المالك الذي يدعى "حسين"، فطلب منه رقم هاتف المالك فأخبره الشاب المجهول أنه لا يعلمه ولا يعلم هاتفه.
وأشار إلى أنه طوال عدة دقائق تحدث فيها إلى الشاب كان الأخير حريصا على عدم إظهار ملامح وجهه له، وأخبره سريعا أن برفقته شابا آخر ثم تركه وغادر مسرعا.
وأكد أن أحدا بالعقار لم يكن يشاهد أيا من سكان تلك الشقة نهائيا لخروجهم وعودتهم في أوقات متأخرة.
وفي داخل العقار بالطابق الثالث، قالت أم زياد إنها لم تعلم بوجود سكان بتلك الشقة إلا عندما اقتحمتها قوات الأمن، حيث فوجئت بأحد جيرانهم يطرق عليهم الباب بشدة في ساعة مبكرة من صباح يوم الثلاثاء ويخبر زوجها بمغادرة الشقة فورا مرددا: "اخلوا الشقة بسرعة فيه قنابل في البيت"، فهرعوا خارج الشقة بعدما حملت أبناءها نائمين وخرجوا من العقار وتوقفوا بالشارع حتى انتهى خبراء المفرقعات من تفكيك القنبلة.
بينما قالت "أم ياسين" إنها منذ فترة شاهدت شابا واقفا بشرفة الشقة وسمعت أصوات طرق، فاعتقدت أنه عامل ويقوم أحد الملاك بتوضيب الشقة للسكن بها.وأضافت: "إحنا كنا قاعدين والموت فوقنا دول ناس متعرفش ربنا الله أعلم كانوا هيعملوا إيه جنبنا كنيسة ومسجد ونادي رياضي وهما مبيفرقش معاهم مسيحي ولا مسلم".
وأكدت السيدتان أن تلك الشقة يتم تأجيرها من الباطن بالمخالفة للقانون، وأنهم دائما ما كانوا يفاجئون بعمال يقطنون بالشقق وقاموا بطرد عدد منهم من العقار الذي لجأ الإرهابيون إليه، خاصة أن مالك الشقة لا يعلم أحد شيئا عنه ولم يروه مسبقا.
أما في الشقة المجاورة، فتقطن سيدة عجوزة قالت إنها رأت أحد الشباب مرة، فيما قالت ابنتها إنها أثناء عودتها للشقة شاهدت 4 شباب يجلسون داخل الشقة وعندما شاهدوها قاموا بإغلاق الباب.
في العقار المواجه، توقفت سيدة عجوز وابنتها وحفيدتها قائلة: "الله لا يباركلهم، بيموتوا الناس بدون ذنب"، والتقطت ابنتها "منى" أطراف الحديث قائلة: "التأجير هو السبب في كل المشاكل مع إنه مخالف للقانون، إلا أن بعض ملاك الشقق يقومون بتأجيرها بمبالغ تتراوح بين 500 و600 جنيه للاستفادة منها، إلا أنها تتسبب في لجوء هاربين أو إرهابيين إليها".
وأضافت أنهم عندما يشاهدون شخصا يصعد إلى شقة بسخان أو مواسير مياه لن يشكوا في أمره، خاصة أن أغلبية الشقق تستقبل سكانا من فترة لأخرى.
وأكدت أنه يسهل تأجير الشقق بالمنطقة بمبالغ ضئيلة، لأنها لا توجد بها خدمات نهائيا، فالمركز الطبي لم ينته حتى الآن، ووسائل النقل العام ينتهي عملها في الثانية ظهرا، والمدرسة اليابانية تم إغلاقها والمدارس التي يذهب إليها الأطفال بعيدة للغاية، كما أكد أحد الجيران عدم وجود نقطة شرطة بالمنطقة بالكامل، ما يساهم في لجوء العناصر الخطرة إليها.