بدأت الدولة في اتخاذ عدة إجراءات من أجل تطوير ميدان رمسيس على غرار ما تم بميدان محطة مصر بالإسكندرية، جاء ذلك بعد أن أعلنت محافظة القاهرة عن بدء تطوير منطقة ميدان رمسيس والسبتية وكوبرى الليمون بعد الانتهاء من المخطط العام ومسح المنطقة بالكامل بالتصوير الجوى.
تخفيف الضغط 50%
وبدأت الدولة فى تنفيذ مشروع تطوير المنطقة المحيطة بمحطة سكك حديد مصر برمسيس، ضمن مخطط إعادة الرونق والمظهر الحضاري بهذة المنطقة، والمساهمة في حل المشكلات المرورية التي يعانى منها ميدان رمسيس، حيث إن ميدان رمسيس هو الأكثر ازدحام فى القاهرة حتى الأن، حيث يضم العشرات من المواقف العشوائية، فضلا عن محطة مصر للسكك الحديدية، ومحطة مترو الشهداء، بالإضافة إلى موقف الأقاليم، وكذلك المناطق التجارية والتى يقصدها الكثير يوميا ما يضيف كثافة بالميدان.
وتم تقسيم اعمال التطوير على 3 مراحل تبدأ بحل مشاكل مواقف السيرفيس المنتشرة بالميدان وتجميعها فى مكان واحد مما يساهم فى إنهاء العشوائية والتكدس المرورى التى تسببها المواقف.
وتأتى الخطوات التنفيذية لمشروع الميدان مع اقتراب وزارة النقل من افتتاح محطة قطارات الصعيد فى بشتيل، والتى تخفف الضغط على محطة مصر بنحو 50% من طاقة المترددين يوميًا.
ويعتبر ميدان رمسيس محطة تبادلية كبيرة يضم الكثير من وسائل النقل أقدمها قطارات السكة الحديد، ومحطة المترو وفيها يلتقى الخط الأول بالخط الثانى، وموقف الأقاليم، ومواقف مناطق القاهرة، ومع زيادة الكثافات يزداد الزحام خاصة وقت الذروة، وهو ما جعل محطة مصر دائما مزدحمة، فلجأت وزارة النقل لإنشاء محطة قطارات صعيد مصر بمنطقة بشتيل بالجيزة، لتقليل الكثافات بالمحطة ومن المقرر أن تعمل المحطة خلال أيام وستكون بداية ونهاية خطوط الصعيد.
وتشهد محافظة القاهرة إقامة العديد من المشروعات في مختلف المجالات من أجل خدمة أفضل للمواطنين، ومن آخر الأعمال المقرر تنفيذها قريبًا، إعادة تخطيط ميدان رمسيس والسبتية وكوبري الليمون وفق قرار رئيس الوزراء بهدف الارتقاء بالمنطقة وتوسعة ميدان رمسيس وتطويره والحد من أي زحام مروري في تلك المواقع.
وتستهدف خطة تطوير ميدان رمسيس إقامة موقف متعدد الطوابق لاستيعاب السيارات واستبدال موقف القللي بشكل مؤقت والعمل على حصر المباني المواجهة لأرض الصوامع والموجودة بالقرب من قسم الأزبكية.
ولجأت الدولة لإنشاء مجمع مواقف متعدد الطوابق لتنظيم حركة المواصلات داخل الميدان، وتنفذه الشركة الوطنية للطرق، ويشمل إقامة مواقف للسيارات والحافلات، وكذلك أماكن للأنشطة التجارية والخدمية المتنوعة، فضلا عن الحدائق والمساحات الخضراء، ويتم تنفيذه على أرض الصوامع فى الجهة المقابلة لمحطة مصر بجوار كوبرى الليمون مكان موقف القللى، والذى تم نقله مؤقتا إلى ساحة محطة مصر.
ويجرى حالياً انشاء الأساسات، وتم الانتهاء من تنفيذ مرحلة "الخوازيق"، تمهيدا لوضع اللبشة الخرسانية، وسيتم تجميع المواقف المنتشرة بالميدان داخل المجمع الجديد كما سيتم تخصيص جزء للأنشطة التجارية.
وشمل قرار إعادة التخطيط 3 مناطق وهى "منطقة كورنيش النيل بحي الساحل، وتبلغ مساحة هذه المنطقة 154.5 فدان، ومنطقة ميدان رمسيس والسبتية وكوبرى الليمون، وتبلغ مساحة هذه المنطقة 14.62 فدان، ومنطقة كورنيش النيل بالمعادى ودار السلام وأثر النبي، وتبلغ مساحة هذه المنطقة 1642.75 فدان، وذلك وفقا لقرار المجلس الأعلى للتخطيط والتنمية العمرانية، برئاسة الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، والذي اتخذ قراره أول فبراير الماضي.
لملايين المواطنين
وكانت قد نشرت جريدة الوقائع المصرية في عددها رقم 166، الصادر أول أغسطس 2023، قرار محافظة القاهرة رقم 1924 لسنة 2023، بشأن إعلان منطقة ميدان رمسيس والسبتية وكوبرى الليمون كمنطقة إعادة تخطيط.
ونص قرار محافظة القاهرة في مادته الأولى على "إعلان منطقة ميدان رمسيس والسبتية وكوبرى الليمون كمنطقة إعـادة تخطيط طبقًا للحدود والإحداثيات الواردة بالرسم المرفق وذلك تنفيذًا لما تقرر فـى اجتماع المجلس الأعلى للتخطيط والتنمية العمرانية رقم (٢٨) برئاسة رئيس مجلس الـوزراء بتاريخ ٣١/١/٢٠٢٣، بالقرار رقم (١٦/٢٣/٠١/٢٨) بالموافقة على إعلان منطقة ميدان رمسيس والسبتية وكوبرى الليمون، كمنطقة إعادة تخطيط مع إتباع الإجـراءات الـواردة بالقانون رقم ١١٩ لسنة ٢٠٠٨ ولائحته التنفيذية".
وجاء القرار بعد الاطلاع على القانون رقم ٤٣ لـسنة ١٩٧٩ بـشأن نظـام الإدارة المحليـة ولائحته التنفيذية وتعديلاتهما، وعلى قانون البناء رقم ١١٩ لسنة ٢٠٠٨ ولائحته التنفيذية؛ وعلى صورة كتاب السيد اللواء أ.ح أمين عام مجلـس الـوزراء رقـم (٧٠٨٧) بتاريخ ٧/٣/٢٠٢٢ لوزير الإسكان والمرافـق والمجتمعـات العمرانيـة، بشأن رغبة الدولة فى تطوير منطقة ميدان رمسيس والـسبتية وكـوبرى الليمـون؛ والتوجيهات الرئاسية الصادرة بتكليف وزارة الدفاع بإعداد الرفع المساحى والتوصيف الدقيق للتواجدات الحالية بين شارع الجلاء وكوبر ى الليمون ودراسة متطلبات إعـادة التخطيط لهذه المنطقة.
ويحوي ميدان رمسيس محطة مصر الشهيرة والتي يقصدها الملايين يوميا، وهى محطة القطارات المركزية إلى جميع مناطق ومحافظات مصر، وكان به سابقا تمثال لـ الملك رمسيس الثانى، ونافورته الشهيرة إلا أنه تم نقله عام 2006م فى حدث عالمى شهير تابعته كل المحطات الإعلامية في العالم.
وتشير المصادر التاريخية إلى أن ميدان رمسيس كان عبارة عن قرية تسمى "أم دنين"، وهذه القرية تمركز فيها الفاتحون العرب وأنشؤوا بها مسجدا سمى بمسجد "أولاد عنان"، والذى أعاد بناءه فى العصر الفاطمى الحاكم بأمر الله، وأسماه جامع "المقس"، إلا أنه تم هدمه من قبل الفرنسيين أثناء الحملة الفرنسية على مصر، ويقع مكانه مسجد الفتح بميدان رمسيس حاليا.
أما فى عهد محمد على، فقد كان كان ميدان رمسيس عبارة عن متنزه للمواطنين، بينما تم شق شارع رمسيس، فى عهد الخديوى عباس الأول والذى سمى آنذاك بشارع عباس الأول، ووصل إلى منطقة الريدانية، والتى تقع مكانها منطقة العباسية حاليا.
جدير بالذكر، أن محطة سكة حديد مصر تم إنشاؤها بعد توقيع الخديوى عباس حلمى الأول لاتفاقية مع الحكومة الإنجليزية لإنشاء خط للسكك الحديدية بين القاهرة والإسكندرية، وقد ظل الشارع على هذا الاسم حتى عهد الملك فاروق الأول حيث تغير اسم الشارع إلى شارع "الملكة نازلى" والدة الملك فاروق.