
تحولت أسوأ مخاوف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى حقيقة، حيث أبعده التصويت عبر البريد من فترة ولاية ثانية كرئيس للبلاد، بعد ما انقلبت النتيجة لصالح منافسه الديمقراطي جو بايدن بعد احتساب كل أصوات البريد، وفتحت الطريق أمامه ليكون الرئيس الـ46 للولايات المتحدة.
وشن دونالد ترامب هجومًا على طريقة التصويت بالبريد، قائلا: "حذرت منذ أشهر من أن ذلك سيفتح مجالا للتزوير، لن نسمح للفساد بأن يسرق منا الانتخابات".
وحذر ترامب أكثر من مرة قبل بداية السباق الانتخابي من الاقتراع عبر البريد، باعتباره يفتح الباب أمام التزوير والتلاعب في الأصوات والنتائج، مؤكدًا أن التزوير هو الطريق الوحيد لخسارته الانتخابات الرئاسية، التي أصبحت حلمًا صعب المنال بالنسبة له، لذلك بدأت حملته دراسة إمكانية الترشح للسياق الانتخابي 2024.
وتلقت مكاتب الانتخابات الأمريكية، أكثر من ضعف عدد بطاقات الاقتراع التي تلقتها بالبريد في عام 2016، والتي تجاوزت 90 مليون صوت عبر البريد.
ولجأت الولايات المتحدة إلى اعتماد التصويت المبكر عبر البريد، بديلا عن التصويت التقليدي بسبب تفشي جائحة كورونا وارتفاع الإصابات بصورة قياسية، وبدأ الاقتراع في 5 سبتمبر الماضي، وكانت كارولاينا الشمالية أول الولايات التي استهلت الاقتراع، ومنذ ذلك الوقت حذر الرئيس الأمريكي من تلك الآلية في أكثر من مناسبة، معتبرًا أنّها قد تفتح الباب أمام عمليات تزوير، وغرّد عبر حسابه على تويتر، أنّ "التصويت عبر البريد إذا لم تغيره المحاكم سيؤدي لإجراء أكثر انتخابات فاسدة في تاريخ بلادنا، انتخابات مزورة".
وطالب ترامب، الناخبين الأمريكيين بالذهاب إلى مراكز الاقتراع لتسجيل أصواتهم بعد التصويت عبر البريد، للتأكد من احتساب الصوت بشكل أكيد، قائلا في مجموعة من التغريدات: "من أجل أن تتأكدوا من أنّ أصواتكم مؤثرة ويجري احتسابها، عليكم أن تسجلوا بطاقاتكم الانتخابية وترسلوها عبر البريد في أقرب وقت ممكن. وفي يوم الانتخابات أو في عملية التصويت المبكرة، اذهبوا إلى لجان الاقتراع التابعة لكم لتروا ما إذا كان تصويتكم عبر البريد قد احتسب من عدمه".
وبالفعل جزء من مخاوف ترامب كان صحيحا، ففي ولاية بنسلفانيا عثرت خدمة البريد على 1700 بطاقة اقتراع في مراكز عمليات أخرى، وتم تسليمها ليتم عدها حيث لم تنهي الولاية من فرز الأصوات، أما مؤسسة "Judicial Watch" كشفت أن بعض الولايات كان بها ضعف عدد أصوات المواطنين الذين لهم حق التصويت، في تكساس، سجلت إحدى الدوائر 187 بطاقة اقتراع لكل 100 ناخب.
بشكل عام، حدد الفحص 1.8 مليون "روح ميتة" في 353 مقاطعة في 29 ولاية.