
نشرت الشرطة نقاط تفتيش في أنحاء العاصمة جاكرتا، اليوم الإثنين، بعد احتجاجات دامية دفعت الرئيس برابوو سوبيانتو، إلى إلغاء امتيازات نواب البرلمان، من بينها بدل سكن تبلغ قيمته عشرة أضعاف الحد الأدنى للأجور.
إلغاء بدل السكن المثير للجدل في إندونيسيا
وقال سوبيانتو، في مؤتمر صحفي متلفز مساء الأحد، في جاكرتا، إنه اتفق مع قادة ثمانية أحزاب سياسية على إلغاء بدل السكن المثير للجدل، والذي تصل قيمته إلى 3 آلاف دولار، إضافة إلى وقف الرحلات الخارجية لأعضاء البرلمان.
وأضاف أن النواب "سيُحرمون من بعض المخصصات وستُعلَّق مهامهم الخارجية ضمن وقف مؤقت"، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة تأتي في إطار تهدئة الغضب الشعبي، كما أوضح أنه أصدر أوامر للجيش والشرطة بالتحرك بحزم بعد تعرض منازل عدد من السياسيين ومبانٍ حكومية للحرق والنهب.
وأقامت الشرطة نقاط تفتيش في أنحاء جاكرتا، الإثنين، فيما أكد متحدث باسمها أن الدوريات تهدف إلى "حماية المواطنين وبث الشعور بالأمن".
الاحتجاجات اندلعت قبل أسبوع بسبب الغضب من الامتيازات المالية التي يحصل عليها النواب، وعلى رأسها بدل السكن الذي يصل إلى 50 مليون روبية (نحو 3075 دولاراً)، أي ما يقرب من عشرة أضعاف الحد الأدنى للأجور في جاكرتا.
وازدادت حدة الغضب بعد مقتل سائق دراجة نارية يبلغ من العمر 21 عاماً، يُدعى أفان كورنياوان، بعدما دهسته مركبة تابعة للشرطة أثناء مظاهرة الخميس الماضي.
وأثار مقطع فيديو يُظهر الحادث موجة غضب شعبي ضد قوات الأمن، وقال شهود إن عربة مدرعة تابعة للشرطة اندفعت فجأة وسط المتظاهرين لتصدم كورنياوان وتدهسه، بينما كان في طريقه لإيصال طلبية طعام.
وقد وعد الرئيس سوبيانتو بإجراء تحقيق في الحادث، كما تعهد بمساعدة عائلة الضحية، فيما جرى توقيف سبعة ضباط على ذمة التحقيق.
وارتفع عدد القتلى في أعمال الشغب إلى ستة، بعدما أكدت جامعة أميكوم في يوجياكارتا وفاة طالب يبلغ 21 عاماً خلال احتجاجات الجمعة. كما قُتل ثلاثة أشخاص في مدينة ماكاسار الشرقية، الجمعة، إثر إشعال المتظاهرين النار في مبنى المجلس المحلي. وفي حادث آخر بالمدينة نفسها، لقي شخص مصرعه بعد أن تعرض للضرب على يد حشد، للاشتباه في كونه ضابط استخبارات.
وشهدت الاحتجاجات عدة مدن أخرى، بينها يوجياكارتا وباندونغ وسيمارانغ وسورابايا في جزيرة جاوة، ومدينة ميدان في سومطرة الشمالية.
وأكد سوبيانتو أن حكومته تحترم حرية التعبير كما يكفلها الدستور الإندونيسي والاتفاقيات الدولية، لكنه شدد في المقابل على أن "تحول التظاهرات إلى أعمال عنف وتخريب يشكل انتهاكاً خطيراً للقانون"، محذراً من أن بعض هذه الأفعال قد تقترب من "الخيانة أو الإرهاب"، ومؤكداً أن الدولة "لن تتسامح مع محاولات زعزعة الاستقرار".
كما استهدفت أعمال النهب منازل شخصيات سياسية ومبانٍ حكومية، من بينها منزل وزيرة المالية سري مولياني إندراواتي، وفق ما نقلته وكالة "أنتارا" الرسمية. ولم تكن الوزيرة في المنزل لحظة وقوع الحادث.
والأزمة دفعت سوبيانتو إلى إلغاء زيارة مقررة إلى الصين لحضور عرض عسكري بمناسبة ذكرى نهاية الحرب العالمية الثانية.
كما أعلنت منصة "تيك توك"، التي تضم أكثر من 100 مليون مستخدم في إندونيسيا، تعليق خدمة البث المباشر مؤقتًا بسبب الاضطرابات.
من جهته، قال "تحالف النساء الإندونيسيات"، وهو ائتلاف منظمات مجتمع مدني تقوده نساء، إنه أجّل احتجاجًا كان مقررًا أمام البرلمان اليوم الإثنين، خشية تصعيد أمني، مشيرا عبر "إنستجرام" إلى أن "التأجيل يهدف إلى تجنب تصاعد العنف من جانب السلطات... ويستمر حتى تهدأ الأوضاع"، كما أرجأت مجموعات طلابية احتجاجاتها، ووصفت الظروف الحالية بأنها "شبه مستحيلة".