قلوب غلبتها الصدمة وكسرها الحزن، وصدمتها هول الفاجعة، بعد استيقاظ أهالي قرية المنيل، التابعة لمركز طلخا بالدقهلية، صباح اليوم، على خبر وفاة أحد أبنائها بطريقة تشيب لها الرؤوس، أعلى أحد الأبراج الكهربائية، تشبثت أطرافه وتخشب جسده، بعد عودة الكهرباء قبل إنهاء عمله، ما أفقده حياته في الحال، وأصيب 2 من رفقاءه بعد تطايرهم من أعلى البرج.
ودعت قرية المنيل، يسري محمد عبد اللطيف صاحب الـ22 عامًا، الطالب بالفرقة الرابعة كلية التجارة بجامعة المنصورة، بعد أن كان يعمل مع والده مقاول الكهرباء، في نقل أسلاك الضغط العالي من برج كهربائي قديم إلى آخر حديث، وفور عودة الكهرباء قبل إنهاء عمله، فارق حياته سريعًا في مشهد أفجع قلوب أهل قريته، وأصابتهم حالة من الدهشة من هول الموقف الماثل أمامهم.
أهالي قرية "يسري" تداولوا صوره على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، بتعليقات تحمل الأسى والحزن الشديدين، على فراق أحد شبابها في مقتبل عمره، حيث كتب الجوهري محمد، "أنا شخصيا مش عارف أقول إيه أو أكتب إيه بس الخبر صدمني جدا، وتقريبا لحد دلوقتي مش مستوعب اللى سمعته، والأصعب من كل دا لما شوفتك وأنت مكان استشهادك، واللى يقهر القلب إن أمك وأبوك شايفنك وأنت كده، هتوحشنى جدا ربنا يصبرنا احنا وأهلك على فراقك".
ونشر فاروق العراقي، صورة لـ"يسري" وعلق عليها "إنا لله وإنا إليه راجعون، يسري محمد في ذمة الله، ربنا يرحمك يا حبيبي ويغفر لك ويجعل مثواك الجنة"، وعلق طارق ريا على صورتين نشرهما لفقيد قريته، بجمل تحمل الكثير من الأسى، "لا أدري ما هذا الشعور الذي ينتابني تجاه ذلك الشاب الذي لا تربطني به سوى مواقف معدودة، لكنك تشعر أنه قريب منك، حياءه وهدوءه يحزنني، ونقاء قلبه يؤلم قلبي، أما ابتسامته ففيها شجون لا تستطيع أمامها أن تتمالك دموعك، فهذا حالنا فما بال حال القريبين منه، فاللهم اربط على قلوبهم، وأكتبه من الشهداء يارب العالمين".
وتم نقل المجنى عليه إلى المستشفى الدولي بالمنصورة، لحين استخراج شهادة الوفاة وتصريح الدفن، وسط حضور من جميع أهل القرية المنتظرين خارج المستشفى لحين انتهاء الاجراءات واستلام الجثة، مرددين "مش هنسيب حقه".