رضت مساء أمس محاضرة من لقاءات “الوعي الإيماني الأرثوذكسي”، التي ينظمها لجنة الإيمان والتعليم بالمجمع المقدس، في سلسلتها الجديدة بعنوان “أمور حياتية تخص الإيمان” وتحمل المحاضرة عنوان “معايير القداسة” يتحدث عنها الأنبا دانيال أسقف المعادي وسكرتير المجمع المقدس.
توجه الأنبا دانيال أسقف المعادى، بالشكر لقداسة البابا تواضروس الثاني والأنبا بنيامين على اهتمامهم لتعليم وتوعية شعب الكنيسة حتى تعرف الناس حقيقة الإيمان المستقيم وبدء حديثه، سوف نتكلم اليوم عن معايير القداسة وهو موضوع في غاية الأهمية لأنه أحيانا تختلط الأمور وتتكاثر الكلمات في هذا الموضوع فيصبح لها آثار عكسية وسلبية أكثر منأجابيتها، لذلك يجب أن أقول نحن جميعا مدعوين للقداسة وجميعنا عندما نتشارك في تناول ذبيحة المسيح نصير قديسين.
القدوس الوحيد هو الله والقداسة الكاملة لا توجد إلا فى الله، احيانا تنسب إلى بعض البشر أجزاء من القداسة ولكن ليس القداسة الكاملة التي تنتسب إلى الله وحده، والكتاب المقدس في العديد من الآيات وضح اننا نستمد القداسة من الله، وهناك مظاهر كثيرة أظهرت قداسة الله في خيمة الاجتماع حين كان اليهود في طور سيناء ظهرت قداسة الله كامله وهزت الجبل بكل مافيه ومن يلمس الجبل يموت لأن قداسة الله قداسة كاملة ومن الصعب على الإنسان أن يقترب من القداسة الكاملة.
وكان الرب في العهد القديم حتى يعترف الناس بقداسته يضعهم في طرق معينة فى الوصايا مثل تقديم الذبائح ويضع شروط الطهارة الجسدية وأن لا يهان أسمه أي لا يحلف أحد بأسم الله باطلا، ووضع خطة طريق العبادة وطاعة الشريعة، واختص الله لنفسه بعض الأماكن مثل خيمة الأجتماع وجبل صهيون وغيرها مخصصة إلى الله لا يستطيع إنسان أن يفعل شئ بها وهذا كان يوجد عدة مظاهر تبرز قداسة الله والشعب كان عليه أن يتقدس عند الذهاب إلى تلك الأماكن حتى يكون مقدسا في مكان الله القدوس.
وأوضح أشعياء النبي أن الذبائح لا تكفي لإرضاء الله دون إقامة العدل والمحبة والطاعة، والقديس لوقا فى العهد الجديد وضع لقب قدوس من اللقاب الله، فأصبحت القداسة صفة في الله كاملة والملائكة قديسين والبشر، مطالبين أيضًا أن يكونوا قديسين مشتركين في القداسة، وعند نهر الأردن عندما تعمد السيد المسيح انشقت السماء وظهرت الروح القدس على شكل حمامة واستقرت على السيد المسيح كى تظهر القداسة الكاملة له لذلك قال السيد المسيح من أجلهم أقدس أنا ذاتي لكي يكونوا مقداسين، وكان يقصد بها أبذل أنا ذاتي وأصبح التقديس مقترن ببذل الذات، الرب يقدسنا الان بالمعمودية والإيمان والتناول ويعطينا الطريقة والأسلوب حتى نكون قديسين.
وأصبح لفظ قديسين يطلق على جميع المسيحيين التائبين، وأصبحت الكنيسة كلها مقدسة بجميع أعضاءها والكهنوت ملوكي ومقدس علامة هذه القداسة هي تقديم الإنسان لبذل ذاته من أجل الله.
ولمعرفة أكثر عن معايير القداسة يجب زيارة الرابط الخاص بالمحاضرة:
https://fb.watch/9U4HT3Xym2/