كيف تواجه البنوك الأمريكية احتمالية رفع أسعار الفائدة؟
16.10.2021 15:33
اهم اخبار العالم World News
صدى البلد
كيف تواجه البنوك الأمريكية احتمالية رفع أسعار الفائدة؟
حجم الخط
صدى البلد

تنتهج أكبر البنوك الأمريكية استراتيجيات مختلفة بشكل كبير، لنشر ودائعها التي تبلغ قيمتها تريليونات الدولارات، في أسواق الدين الحكومي، ما يسلط الضوء على الجدل الدائر حول مستقبل أسعار الفائدة.

وأشارت صحيفة "فاينانشال تايمز" إلى أن "بنك أوف أمريكا"، ثاني أكبر مقرض أمريكي من حيث الأصول، والذي نجح في تعزيز إيراداته في الربع الثالث من العام الجاري، من خلال جني الفوائد من محفظة ضمان الديون التي نمت بنسبة 77% خلال العام الماضي، وتبلغ حاليا نحو 970 مليار دولار.

وقد أفرج البنك الأمرلايكي عن احتياطيات بقيمة 1.1 مليار دولار وسجل نموًا قويًا في أقسام الإقراض وتداول الأسهم.

أما بنك "جي بي مورجان"، أكبر بنك أمريكي، والذي يمتلك محفظة أوراق مالية استثمارية أصغر حجما، يميل إلى الاحتفاظ بالودائع في الاحتياطي الفيدرالي، بدلا من تبديدها على سندات الخزانة أو الأوراق المالية التي يحتمل أن تكون باهظة الثمن.

وتضيف الاستراتيجيات المتباينة للبنوك الأمريكية ملاحظة جديدة إلى الخلاف حول موسم الأرباح، حيث استفادت البنوك الرائدة من طفرة في إبرام الصفقات في بورصة "وول ستريت"، ما يمكن أن يساعد في تحديد المقرض الأكثر ربحية مع بدء التعافي من وباء كورونا "كوفيد-19".

يقول جيسون جولدبيرج، المحلل المصرفي في بانك بركليز إن البنوك تتخذ استراتيجيات مختلفة فيما يتعلق بميزانيتها العامة، وإدارة أسعار الفائدة، مضيفا أن "الوقت سيحدد أيهما أنسب من الآخر".

وبحسب الصحيفة البريطانية، تكمن المعضلة بالنسبة للبنوك في أنها تكافح من أجل استخدام جميع الودائع المتراكمة في ميزانياتها العامة، حيث تم طرح برامج للتحفيز خلال الأزمة الصحية.

وبالطبع، سيكون إقراض المال هو الخيار المفضل للبنوك، لكن نمو القروض كان بطيئا حيث وجدت الشركات سيولة كبيرة في أسواق السندات، فيما قام المستهلكون بسداد ديونهم على بطاقات الائتمان.

وتقول الصحيفة في تقرير لها إن شراء سندات الخزانة أو الأوراق المالية، المدعومة بالرهن العقاري، يوفر للبنوك بعض العائدات، لكنه يحمل مخاطر أخرى، فإذا أدى ارتفاع التضخم إلى معدلات أعلى، فسيتعين على البنوك تحديد قيمة السندات "المتاحة للبيع" وسيفوتون فرصصة استخدام الأموال للحصول على فرص إقراض أكثر ربحية.

وعلى سبيل المثال، قال "بنك أوف أمريكا" إن صافي دخل الفائدة قفز بنسبة 10%، مقارنة بزيادة قدرها 1% لبنك "جي بي مورجان"، وانخفاض بنسبة 1% و5% في بنوك "سيتي جروب" و"ويلز فارجو".

وبحسب، مارك كابانا، رئيس استراتيجية أسعار الفائدة الأمريكية في "بنك أوف أمريكا" فإذا كانت البنوك تكافح للحصول على قروض، فهذا يعني أنها مضطرة لطرح مزيد من الأوراق المالية، ومن المتوقع أن يكون هناك عروض بنكية مستمرة وقوية للغاية لسندات الخزانة.

ولكن إذا ارتفعت أسعار الفائدة، فقد تفقد لا تحظى سندات الخزانة بتأييد البنوك ، مما يخلق حلقة ردود فعل سلبية في الأسواق.

وفي سبتمبر الماضي، أبقى الفيدرالي الأمريكي على أسعار الفائدة الحالية دون تغيير، ضمن نطاق 0 - 0.25%.

وتسعى بعض البنوك لدعم رفع أسعار الفائدة، موضحة أن الأسواق مستعدة الآن لرفع الفائدة، مشيرة إلى أن رفع أسعار الفائدة خلال العام القادم لن يخلق أزمة.

والشهر الماضي، قال رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إن البنك المركزي للولايات المتحدة قد يبدأ في تخفيف مشترياته الشهرية من السندات في نوفمبر المقبل، موضحا أن ذلك يأتي في قمة أولويات البنك إلى جانب إقناع الأمريكيين أنه لن يغفل عن معدل التضخم الذي تجاوز الأرقام المتوقعة.

وحسب توقعات ربع سنوية نشرت في سبتمبر الماضي، يوشك لاحتياطي الفيدرالي على زيادة أسعار الفائدة التي تقترب حالياً من الصفر، حتى وإن كان صناع السياسة النقدية منقسمين بالتساوي على مسألة رفع الفائدة خلال العام القادم.

اترك تعليقا
تعليقات
Comments not found for this news.