تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم بذكرى تكريس كنيسة رئيس الملائكة غبريال.
وبهذه المناسبة، قال كتاب السنكسار الكنسي إن في مثل هذا اليوم تذكار تكريس كنيسة باسم الملاك الجليل جبرائيل المبشر بجبل النقلون بالفيوم، وهو اليوم المعروف بدير الملاك أبو خشبة في الفيوم نظرا لاحتواء الدير على جزء من خشبة الصليب.
ومن جانبه، قال القمص ميخائيل جرجس صليب في كتاب «الملائكة.. لمشاهير الآباء القديسين»، إن الملائكة رتب ولهم ترتيب وطقس ونظام، وقد جعل الله لكل طغمة منها اختصاصات. فبعضها مختص بخدمة السماء، بعضها يختص بخدمة الأرض..
وفي الأرض بعضها مختص بالهواء، البعض الأخر بالثمار، وهناك من يختص بالأنهار، والبعض الأخر مختص برفع القرابين والصلوات، لذلك يصلي الكاهن في نهاية القداس الإلهي مخاطبًا الملاك قائلًا"يا ملاك هذه الذبيحة الطاهرة، الصاعد إلى السماء، اصعدها قدام الرب ليغفر لنا خطايانا".
فالاختصاصات متنوعة، وكلها تبرز وتعلن مجد الله على الأرض، ولو كشفت عن عيوننا لرأينا هذه القوات الروحية تتحرك بين السماء والأرض، لذلك قال السيد المسيح له المجد "من الآن ترون السماء مفتوحة، وملائكة الله يصعدون وينزلون".
والتسبيح هو لغة الملائكة، والكنيسة أخذت طقس التسبيح من الملائكة أنفسهم، وقد أفصح أشعياء النبي عن هذا التسبيح قائلًا: "السَّرَافِيمُ وَاقِفُونَ فَوْقَهُ، لِكُلِّ وَاحِدٍ سِتَّةُ أَجْنِحَةٍ، بِاثْنَيْنِ يُغَطِّي وَجْهَهُ، وَبِاثْنَيْنِ يُغَطِّي رِجْلَيْهِ، وَبَاثْنَيْنِ يَطِيرُ. وَهذَا نَادَى ذَاكَ وَقَالَ: «قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ رَبُّ الْجُنُودِ. مَجْدُهُ مِلْءُ كُلِّ الأَرْضِ»." ومن هذه التسبحة أخذت الكنيسة تسبحة الثلاث تقديسات المعروفة (قدوس. قدوس. قدوس).
وفي البشارة المجيدة: "ظهر بغتة مع الملاك جمهور من الجند السماوي مسبحين الله وقائلين: المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة". ويوحنا الرسول في سفر الرؤيا يقول: "ونظرت وسمعت صوت ملائكة كثيرين حول العرش... وكان عددهم ربوات ربوات وألوف ألوف قائلين بصوت عظيم: مستحق هو الخروف المذبوح أن يأخذ القدرة والغنى والحكمة والقوة والكرامة والمجد والبركة"، لذلك يصرخ داوود النبي قائلًا: "سبحوه يا جميع ملائكته، سبحوه يا كل جنوده".