
قال مساعد وزير الخارجية الأمريكي الأسبق للشؤون الإفريقية ديفيد شين، إن مصر أبدت استعداد للاجتماع مع إثيوبيا والسودان للتواصل إلى تفاهم بشأن توزيع مياه نهر النيل محذرًا من الاضطرابات في إقليم تيجراي في إثيوبيا والاضطرابات بين الحكومة الإثيوبية والأمهرة وسط مخاوف على استقرار منطقة القرن الأفريقي.
وحذر شين في حوار خاص مع "الدستور" من أنه مع سنوات الجفاف الشديد في حوض النيل سوف ينضب الخزان خلف سد النهضة مما يخلق مشكلة كبيرة لكلا من مصر وأثيوبيا، وإلى نص الحوار:
الرئيس دونالد ترامب قال إن الولايات المتحدة مولت سد النهضة.. ما تعليقك؟
موّلت إثيوبيا سد النهضة من تلقاء نفسها، باستخدام سندات وطنية، وحملات جمع تبرعات وطنية، وأخذت نسبة من رواتب موظفي الخدمة المدنية. لم تموّل الولايات المتحدة السد.
◄كيف تنظر إلى التزام مصر بالمفاوضات لحل أزمة سد النهضة؟
أبدت مصر استعدادها للاجتماع مع إثيوبيا والسودان للتوصل إلى تفاهم بشأن توزيع مياه النيل، وأدت التطورات في القرن الأفريقي والشرق الأوسط إلى تراجع الاهتمام والتركيز على قضية سد النهضة، مما أدى إلى انقطاع المحادثات.
◄إلى أي مدى، يمكن أن تُشعل أزمة سد النهضة حالة من عدم الاستقرار في أفريقيا حال عدم حلها؟
وأكملت إثيوبيا بناء سد النهضة، وامتلأ الخزان خلف السد، تتدفق المياه الآن بشكل طبيعي عبر النيل الأزرق وتصل إلى مصر كما كان من قبل، انتهت الأزمة الحالية، طالما أن هطول الأمطار طبيعي في حوض النيل، فمن المتوقع أن يستمر هذا الوضع.
وإذا استمرت سنوات الجفاف الشديد في حوض النيل ونضب الخزان خلف سد النهضة، فستكون هناك مشكلة لكل من إثيوبيا ومصر، وسترغب إثيوبيا في الحفاظ على كمية كافية من المياه خلف سد النهضة لتوليد الطاقة الكهرومائية، بينما سترغب مصر في أن تُطلق إثيوبيا المياه لتلبية احتياجاتها في المصب، وقد يؤدي هذا إلى صراع بين إثيوبيا ومصر.
◄هل يُتوقع من الإدارة الحالية المشاركة في مفاوضات سد النهضة؟
ليس لدي أدنى فكرة عما تخطط إدارة ترامب للتعامل مع هذه القضية، وهى تدخلت بالفعل خلال ولاية ترامب الأولى، و مع ذلك، لم يكن هناك أي تقدم يُذكر في تلك المناسبة، والوضع الآن مختلف تمامًا منذ اكتمال سد النهضة الإثيوبي الكبير وامتلاء الخزان خلفه.
◄ما هي أولويات الإدارة الحالية في القارة الإفريقية؟
يبدو أن الإدارة تريد التركيز على تطوير المزيد من التجارة مع أفريقيا وتشجيع الاستثمار الأمريكي في الدول الأفريقية، على الرغم من أن الجهود المبذولة لتوسيع التعريفات الجمركية تميل إلى تقويض هدف زيادة التجارة، كما تتطلع واشنطن إلى الوصول إلى المعادن الأساسية من القارة، ويبدو أنها مستعدة للتدخل عند الاقتضاء لحل النزاعات كما فعلت مع جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا.
◄ما استراتيجية الولايات المتحدة لمكافحة جماعات مثل القاعدة وداعش في منطقة الساحل والقرن الأفريقي؟
في الوقت الحالي، تُمثل هذه الاستراتيجية استمرارًا للسياسات التي طبقتها إدارة بايدن، ومع ذلك، قد يتغير هذا إذا أصبحت هذه القضية أولوية أكثر أهمية في السياسة الخارجية الأمريكية.
◄ماذا عن القواعد العسكرية الأمريكية في أفريقيا؟ هل يُتوقع من الإدارة الحالية إغلاقها؟
توجد قاعدة عسكرية أمريكية واحدة فقط في أفريقيا، وتحديدًا في جيبوتي، ولا يبدو أن هناك أي توجه لإغلاق تلك القاعدة، وللولايات المتحدة أفراد عسكريون إضافيون منتشرين في أنحاء أفريقيا، يعملون بشكل رئيسي في تدريب العسكريين الأفارقة، وتتذبذب هذه الأنشطة بين الارتفاع والانخفاض تبعًا للطلبات الأفريقية وقدرة وزارة الدفاع أو رغبتها في تلبيتها، ولا شك أن هناك تغييرات ستطرأ خلال السنوات الثلاث والنصف القادمة من حيث عدد هذه الأنشطة والغرض منها.
◄هل هناك أي نية لزيادة التمثيل الدبلوماسي الأمريكي في الدول الأفريقية؟
يبدو أنه لا يوجد أي اهتمام بزيادة التمثيل الدبلوماسي الأمريكي في أفريقيا، في الواقع، يقلقنا نحن الذين كرسنا حياتنا المهنية للدبلوماسية الأفريقية من احتمال حدوث تخفيضات في أعداد الموظفين، قبل بضعة أشهر، نوقشت علنًا خطط لإغلاق العديد من السفارات الأمريكية في أفريقيا وتقليص عدد الموظفين، وقد انتهى هذا النقاش، على الأقل في المجال العام، ولكنه قد يعود على أي حال، سيكون إغلاق أي سفارة في أفريقيا خطأً فادحًا. نحن الامريكيون بحاجة إلى تمثيل دبلوماسي يومي على الأرض لدعم سياستنا الخارجية.
◄ما هو الدور الذي قد تلعبه واشنطن في الدفع باتجاه وقف إطلاق النار في السودان؟
لستُ على علمٍ بأن واشنطن تلعب أي دورٍ حاليًا في العمل على وقف إطلاق النار في السودان، ومع ذلك، فهذه مسألةٌ يُمكن لإدارة ترامب أن تُقدم فيها مساهمةً مهمة، لأن لديها علاقات جيدة مع اللاعبين الخارجيين الرئيسيين، مصر والإمارات العربية المتحدة.
◄بعد اتفاق سلام تيجراي، هل ترى الولايات المتحدة أن إثيوبيا تسير على طريق الاستقرار، أم أن هناك بوادر لتجدد الصراع؟
لا أستطيع التحدث نيابةً عن الموقف الأمريكي الرسمي، لكن وجهة نظري أن هناك العديد من بوادر تجدد الصراع، هناك اضطرابات سياسية داخلية في منطقة تيجراي وصراع ميليشيات مستمر في منطقة أمهرة وأوروميا، كما لا تزال القوات الإريترية موجودة داخل إثيوبيا على طول الحدود الإريترية الإثيوبية، هذه ليست فألًا جيدًا للاستقرار.
◄كيف تنظر إلى التوترات بين أديس أبابا والحكومات الإقليمية بالدولة؟
على مستوى الحكومة، العلاقات مُرضية، وتكمن المشكلة بين الحكومة الفيدرالية والميليشيات العرقية، والتي لا تعمل بالضرورة تحت سيطرة الحكومة.
◄هل تعتقد أن تراجع الاهتمام الدولي بأفريقيا ساهم في تفاقم النزاعات؟
من الصعب التعميم هنا، هناك بعض الحالات التي يمكن القول فيها أن التدخل الخارجي قد زاد الوضع سوءًا. السودان وليبيا مثالان واضحان على ذلك، على العكس من ذلك، ساعد المجتمع الدولي أحيانًا في معالجة هذه الأزمات. هناك الكثير من الأطراف المتحركة في المجتمع الدولي، وغالبًا ما تعمل لأغراض متعارضة.
◄هل تدعم الولايات المتحدة نهج "الحلول الأفريقية للمشاكل الأفريقية"، أم أنها ترى ضرورة لتدخل خارجي أكبر لحل النزاعات؟
لا أستطيع التحدث باسم إدارة ترامب، لكن لدي انطباع بأنها ستنظر إلى كل نزاع على حدة ثم تقرر ما إذا كانت ستتدخل أم تتركه للأفارقة أو حتى للجهات الفاعلة الخارجية الأخرى. في حالة جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا، اختارت إدارة ترامب التدخل من المرجح أن تلعب دورًا في محاولة حل النزاعات الأفريقية الإضافية، لكن سيكون من غير الحكمة التنبؤ بأي منها.