قال رئيس الوزراء اليوناني، كيرياكوس ميتسوتاكيس إن تركيا من خلال تحويل متحف "آيا صوفيا" إلى مسجد، تقطع علاقاتها مع العالم المتحضر، لأنها فضلت الانطواء، مؤكدًا أن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يحاول أن يقدم خطوة مزيفة تشير إلى ضعف تحت عباءة زمن سابق. هذا كل ما يظهر".
جاء ذلك خلال بيان مشترك بين كيرياكوس ميتسوتاكيس، رئيس الوزراء اليوناني، ونيكوس أناستاسياديس، رئيس جمهورية قبرص، بشأن قرار الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بتحويل كاتدرائية آيا صوفيا الي مسجد.
وأوضح" ميتسوتاكيس" أن "آيا صوفيا" مسارًا مسكونيًا. كانت بمثابة كنيسة أرثوذكسية، ثم كاتدرائية كاثوليكية، ومسجد، وأصبحت في النهاية نصبًا عالميًا، وهذا لا يتغير، لافتًا إلى أن أولئك الذين ينتهكون قدسيتها يسمونها باسمها البيزنطي: آيا صوفيا".
وأضاف رئيس الوزراء اليوناني أن آيا صوفيا ترتفع فوقنا جميعًا. سنرى ما إذا كانت ستظل نصبًا تذكاريًا لليونسكو".
وفي نفس السياق تحدث رئيس جمهورية قبرص نيكوس أناستاسياديس، عن انتهاك القانون الدولي من قبل تركيا بشأن قضية آيا صوفيا قائلًا: إننا نسعى للحوار من أجل السلام والاستقرار في المنطقة، مضيفًا: نحن لا نَستفز، لكننا نُستفز. إنهم لا يثيرون اليونان وقبرص فقط بل أوروبا.
وأضاف، أن آيا صوفيا تنتمي إلى الأرثوذكس والكاثوليك والبروتستانت في جميع أنحاء العالم الذين يحترمون التراث الثقافي. إنها شيء ثمين، تراث ثقافي، حيث لا تبرز هوية دينية، وكان رمزًا لتحفة من القرن السادس.
واختتم رئيس جمهورية قبرص قائلًا: إننا سنتخذ الإجراءات مع الأشخاص المتحضرين، للسياسيين والمواطنين في جميع أنحاء العالم لإرسال رسالة مفادها أنه من غير المتصور في العصر الحديث احتقار التراث الثقافي بمثل هذه العبثية.
أصدرت المحكمة الإدارية العليا التركية الخميس الماضي حكما بإلغاء قرار الحكومة التركية الصادر عام 1934 الذي حول معلم آيا صوفيا التاريخي من مسجد إلى متحف.
وعقب إصدار هذا الحكم، وقع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على مرسوم يقضي بإعادة آيا صوفيا للعبادة كمسجد، واستدعت هذه الخطوة جدلا دوليا واسعا.
وبني معلم آيا صوفيا التاريخي عام 537 ككنيسة، وبعد استيلاء العثمانيين على القسطنطينية عام 1453 تم تحويل هذه الكنيسة إلى مسجد، وبعد انهيار الدولة العثمانية وتأسيس الجمهورية التركية العلمانية بقيادة مصطفى أتاتورك جرى تحويله إلى متحف في الثلاثينيات من القرن العشرين.