80 ألف مفقود.. المجلس النرويجي للاجئين يكشف مأساة الفارين من الفاشر
08.11.2025 09:34
اهم اخبار العالم World News
الدستور
80 ألف مفقود.. المجلس النرويجي للاجئين يكشف مأساة الفارين من الفاشر
Font Size
الدستور

أفاد المجلس النرويجي للاجئين بأن نحو 7 آلاف فقط من أصل 80 ألف شخص فروا من مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، تمكنوا من الوصول إلى مخيم طويلة القريب، الواقع على بعد 60 كيلومترًا، فيما لا يزال مصير عشرات الآلاف من الفارين مجهولًا، إلى جانب غياب أي معلومات مؤكدة حول من بقوا داخل المدينة التي كان يقطنها نحو 260 ألف مدني.

وكانت الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة المحلية وثقت عندما سقطت الفاشر في أيدي مليشيا الدعم السريع خلال هجوم عنيف في 26 أكتوبر عمليات إعدام جماعية واعتداءات جنسية وصفتها بـ"واسعة النطاق".

وشهد مستشفى الولادة السعودي، وهو آخر مرفق طبي عامل أثناء الحصار، واحدة من أعنف المجازر، حيث أفاد كريستيان ليندماير، المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية في مؤتمر صحفي بجنيف، بأن مسلحين اختطفوا أطباء وممرضين قبل أن يعودوا ويقتلوا أكثر من 400 شخص، بينهم مرضى وطاقم طبي.

وقال شاشوات صراف، مدير المجلس النرويجي للاجئين في السودان، في تصريحات لمجلة تايم، الجمعة، إن "كل من تتحدث إليه يفتقد أفرادًا من عائلته، ويزداد الوضع صعوبة يومًا بعد يوم".

وأشار صراف إلى أن منظمته تشرف على المخيم في طويلة، موضحًا أن القلق الأكبر حاليًا يتمثل في مصير عشرات الآلاف من الأشخاص المفقودين.

وأكد أن "عدد الواصلين إلى طويلة أقل بكثير مما كان متوقعًا"، مشيرًا إلى أن بعض من تمكنوا من الوصول تحدثوا عن تعرضهم للضرب والتعذيب من قِبل ميليشيات مسلحة متمركزة على الطرق المؤدية من الفاشر.

وأوضح صراف أن "الناجين يصلون في حالة إنهاك تام، مصابين بالجفاف، وبعضهم لا يعرف حتى اسمه"، مؤكدًا أن فرق الإغاثة تنقلهم فورًا لتلقي الرعاية الطبية الطارئة. 

وأضاف: "الناس يروون فظائع مروعة.. أشخاص قُتلوا أمام أعينهم".

استهداف الرجال والشباب في الفاشر

وقال صراف إن "الرجال، وخاصة الشباب، يُستهدفون بشكل متعمد داخل الفاشر، حيث يُنظر إليهم على أنهم مؤيدون للقوات المسلحة السودانية".

وأشار إلى أن عددًا من الرجال الذين وصلوا إلى طويلة تركوا عائلاتهم، ومعظمهم من النساء والأطفال، في مناطق يعتقدون أنها أكثر أمانًا خارج المدينة.

وأوضح صراف أن كثيرًا من العائلات لا تزال منفصلة ولا يعرف أفرادها مكان بعضهم البعض، مضيفًا: "قابلنا أطفالًا غير مصحوبين بذويهم تتراوح أعمارهم بين ثلاث سنوات و16 عامًا".

طرق محفوفة بالمخاطر وابتزاز من الميليشيات

وأكد مدير المجلس النرويجي أن الرحلة بين الفاشر وطويلة محفوفة بالمخاطر، حيث تنتشر على طول الطريق جماعات مسلحة تقوم باحتجاز وتعذيب المدنيين، خصوصًا النساء والأطفال، كما تفرض بعض المجموعات إتاوات مالية ضخمة مقابل السماح بالمرور.

وقال صراف: "سمعنا روايات تفيد بأن بعض المدنيين طُلب منهم دفع ما بين 2.5 و5 ملايين جنيه سوداني، أي ما يعادل من 4 إلى 8 آلاف دولار أمريكي، وهو مبلغ لا يملكونه".

وأضاف أنه التقى شخصًا "كان مصابًا بكدمات شديدة بعدما احتجزته ميليشيا محلية على الطريق، وتمكن بصعوبة من الهرب والوصول إلى المخيم".

الهروب عبر الصحراء وسط الجفاف والخطر

وأوضح صراف أن المدنيين باتوا يضطرون إلى عبور الصحراء سيرًا على الأقدام لتفادي نقاط التفتيش المسلحة، مما يعرضهم لمخاطر الجفاف والمضاعفات الصحية القاتلة.

وأكد أن المجلس النرويجي للاجئين "غير قادر حاليًا على الوصول إلى العديد من المناطق" بسبب سيطرة الميليشيات، مشددًا على الحاجة الملحة إلى ممرات آمنة للمساعدات الإنسانية وإنقاذ الفارين من الفاشر.

Leave Comment
Comments
Comments not found for this news.