استقبل قداسة البابا تواضروس الثاني في المقر البابوي بالقاهرة، اليوم الخميس، نيافة الأنبا جوزيف الأسقف العام بإفريقيا، الذي عرض على قداسته بعض الموضوعات الرعوية الخاصة بالبلاد والمناطق التي يخدمها في إفريقيا.
وكان قد أعلن قداسة البابا عن سلسلة تعليمية جديدة سيقدمها قداسته طوال فترة صوم الميلاد المجيد، عبر اجتماع الأربعاء الأسبوعي لقداسته، تحت عنوان "حكمة الصوم"، وأعلن قداسة البابا ذلك في بداية عظة الأربعاء مساء اليوم والتي ألقاها في كنيسة السيدة العذراء والقديس الأنبا بيشوي بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية.
وبمناسبة بدء صوم الميلاد، الذي تعيشه الكنيسة حاليًا، تأمل قداسة البابا في جزء من إنجيل القديس مرقس الرسول والأصحاح العاشر والأعداد (١٧–٣١)، وذلك ضمن السلسلة التعليمية الجديدة "حكمة الأصوام في كنيستنا".
وتناول قداسته حكمة الآباء في وضع الأصوام الكنسية الكبرى الأربعة، والتي تُمثل فترات التوبة الجماعية، وأشار إلى تكرار الآية "مَنْ لَهُ أُذُنَانِ لِلسَّمْعِ فَلْيَسْمَعْ" في قراءات الكنيسة في شهر هاتور وبدء صوم الميلاد، لكي يلتفت الإنسان إلى الجهاز الروحي في حياته وإنصاته روحيًّا، من خلال:
- صوم الآباء الرسل: تتغيّر مدته من سنة لأخرى، وهو صوم الخدمة العملية، ويسند عمل الخدمة في الكنيسة، وهو صوم الفم، وكيف يكون كلام الإنسان شاهدًا للمسيح، "وَتَكُونُونَ لِي شُهُودًا" ، وهدفه إصلاح كلام الفم وأن يكون واضحًا ومستقيما.
- صوم السيدة العذراء: وهو صوم القلب، وأن يصير قلب كل إنسان كقلب السيدة العذراء، "وَتَبْتَهِجُ رُوحِي بِاللهِ مُخَلِّصِي" ، وهو صوم المسرة والبهجة، فعندما يمتلئ قلب الإنسان بالفرح يصير متهللًا، وتكون مسرة قلبه في صوم السيدة العذراء هي المسرة التي بدأت في صوم الميلاد، "«الْمَجْدُ للهِ فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ، وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ»"، وصار قلب الإنسان نقيًّا وأصبح لديه الأذن التي تطيع والعين التي بها رحمة والفم الذي يشهد للمسيح والقلب الفرحان بالمسيح.