
ألقى قداسة البابا تواضروس الثاني كلمة خلال استقباله الوفد التابع للكنيسة الروسية الأرثوذكسية بالمقر البابوي بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية اليوم، قال فيها “اهلا وسهلا بكم أنا سعيد إني أتقابل معكم … نحتفل بعيد القيامة وبفرحة القيامة. أرحب بنيافة رئيس الأساقفة وأرحب بالسادة الرهبان وارحب بكم كدارسين وطلبة وأجو أن تكونوا متمتعين في مصر وتجمعوا خبرة روحية قوية عن مصر. التاريخ المصري المسيحي تاريخ رائع. أيضا أود أن أعزيكم في حادث الطائرة أعزي أسر الذين ماتوا وأسر المصابيبن كما أتذكر بحضوركم مقابلتي مع صاحب الغبطة البطريرك كيرل ونشتاق يوما أن يزورنا هنا في مصر وأرجو أن تنقلوا هذه الرغبة إلى قداسته …زارنا منذ عدة أشهر المطران إيلاريون وهو صديق لنا وأنا زرت روسيا مرتين وكانت كلها ذكريات ممتعة نتذكرها في كل حين …ونحن نرحب بكل الوفود الروسية التي تأتي إلينا …أتى إلينا في فترة سابقة رؤوساء الأديرة من روسيا وإرسلنا أيضا وفد من رؤوساء الأديرة القبطية إلى روسيا وعادوا بإنطباعات طيبة. نحن نعرف مقدار الروحانية الروسية وقد لمست ذلك أثناء زيارتي ونقرأ في التاريخ الروسي عن قديسين وأبرار كثيرين. ويوجد بيننا تعاون بين الكنيستسن القبطية والروسية. وأنا سعيد بصفة خاصة بوجود شباب دارسين يتعرفوا علينا ونتعرف عليهم فهؤلاء يكونون كنيسة المستقبل التي نشتاق أن تكون واحدا في المسيح.
أود أن أذكر كلمة بسيطة جدا عن التاريخ المسيحي القبطي. الصور في الأماكن التي زرتموها وكان من بينها الأهرام وواضح إنكم كنتم سعداء للغاية. هذه الأهرامات من الحجارة وتوجد في التاريخ المسيحي ثلاثة أهرامات
رمزية :
1- الهرم الأول هرم التعليم اللاهوتي : الذي تأسس هنا في مدرسة الإسكندرية اللاهوتيه علي يد القديس مارمرقس الرسول وأمتد التعليم اللاهوتي في الكنيسة القبطية إلى هذه الأزمنة التي نحن فيها من خلال المعاهد اللاهوتية ولذلك من الرائع أن تكونوا دارسين في اللاهوت في كليات روسيا وتحضرون إلينا وتتعاونون مع المعاهد القبطية
2- الهرم الثاني هو هرم الإستشهاد: تاريخ الكنيسة القبطية ملئ بالشهداء وليس في الزمن القديم لكن في الحديث أيضا. أرجو أن تزوروا هنا الكنيسة البطرسية قد تعرضت لحادث إرهابي منذ حوالي 3 سنوات فالإستشهاد هو الدم الذي يقوي الإيمان ونعتبر الإستشهاد هو مشاركة مع المسيح في الصليب كما هو مكتوب “نحن نحبه لأنه هو أحبنا أولا” ومكتوب أيضا “محبة المسيح تحصرنا”
توجد اديرة لدينا كثيرة على أسماء شهداء مثل دير الشهيد مارمينا القريب من الإسكندرية ودير الشهيدة القديسة دميانة للراهبات في دلتا النيل
3- الهرم الثالث في العالم هو هرم النسك : وكما تعلمون الراهب الاول في العالم هو القديس أنطونيوس وهو مصري من صعيد مصر ومن بعده نشأت الأديره الكثيرة. أنتم زرتم دير الأنبا بيشوي وستزورون دير الأنبا انطونيوس والأنبا بولا.
هذه الأهرامات الثلاثة هرم التعليم اللاهوتي وهرم الإستشهاد وهرم النسك أو الحياة الديرية تميز تاريخ الكنيسة القبطية.
نحن كنيسة بنعمة المسيح قوية وحية. يوجد شباب كثير يتجه إلى الحياة الديرية وأيضا إلى الدراسات اللاهوتية وكثيرون يكرسون حياتهم للخدمة الكهنوتية والشموسية والدياكونية وايضا خدام متطوعين لخدمة مدارس الأحد.
المجمع المقدس في الكنيسة القبطية يشمل 125 مطران وأسقف نحن في مصر 15 مليون قبطي ونعيش مع 85 مليون مصري مسلم في وحدة وطنية قوية والسبب اننا كلنا نعيش حول نهر النيل أطول نهر في العالم يمر في 9 دول ونحن الدولة العاشرة والأخيرة حيث يصب في البحر المتوسط
يوجد أيضا 2 مليون قبطي خارج مصر في أماكن كثيرة (أروبا وأمريكا وأفريقيا وآسيا وأستراليا) فعلى سبيل مثال يوجد لدينا 3 كنائس قبطية في أبعد نقطة في جزيرة فيجي وهي بعد أستراليا حوالي 4 ساعات بالطائرة ولنا كنائس قبطية في الجانب الآخر كالبرازيل وبيرو ..فنحن نؤمن أن أهم شئ هو رعاية الإنسان في كل مكان. بعض الدول يوجد بها 2 أو 3 أفراد أقباط مثل ليتونيا واستونيا ونحن نرسل لهم على فترات متباعدة بعض الآباء الكهنة لرعايتهم.
الدور الرئيسي للكنيسة هو الرعاية الروحية
والدور الثاني هو الدور الإجتماعي
والدور الثالث هو الدور الكرازي
ولذلك نحن نخدم في دول كثيرة في أفريقيا القارة التي نعيش فيها ولنا كنائس وأديرة ومستشفيات فعلى سبيل مثال لنا أكبر مستشفى في العالم لعلاج الإيدز في كينيا ودير القديس مرقس.
هذه صورة بسيطة جدا عن الكنيسة وعن خدمتها وأرجو أن تصل إليكم في هذه الزيارة القصيرة ولكنها المرة الأولى.
أرجو أن تتمتعوا في زيارتكم لمصر وتدونوا كل ما تروه كتابة وبالصور وتنقلوا هذه الخبرة لكنيستكم وهذا يبني جسور قوية للعلاقة بين الكنيستين. واكرر دعوتي لصاحب القداسة البابا كيرل وسنسعد كثيرا
وأيضا أشكركم على هذه الزيارة التي أرجو أن تتكرر وسوف أبعث بوفد مماثل لزيارتكم في روسيا وذلك من خلال لجنة الحوار بين الكنيستين.
النقطة الأخيرة التي أود ان اختم يها كلمتي ان مصر لها مكانة فريدة في الجغرافيا والطبيعة وأيضا الكتاب المقدس. في الكتاب المقدس ذكر إسم مصر والمصريين حوالي 700 مرة وهذا يدعو للفخر ونفتخر أن بلادنا زارتها العائلة المقدسة السيدة مريم العذراء والرب يسوع والقديس يوسف النجار وتحركوا في مصر من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب وظلوا في مصر 3 سنوات و6 أشهر و10 أيام وهذه الزيارة كان نصفها على الأرض والآخر في نهر النيل والنقطة الوسطى في هذه الزيارة تقع هنا في القاهرة في منطقة المعادي التي تعني “الذي يعلو” وسارت العائلة المقدسة في حوالي 25 محطة وصار في هذه المواضع أديرة وكنائس ومزارات. أرجو ان يكون في برنامجكم وقت لأخذ بركة بعض هذه المواضع وسوف أقدم لكم هدية خاصة بزيارتكم تخص زيارة العائلة المقدسة لمصر ”
يذكر أن الوفد يقوم بزيارة للكنيسة القبطية الأرثوذكسية بدأت يوم الاثنين الماضي ومن المقرر أن تستغرق أسبوع، ويتكون الوفد من رئيس الأساقفة امفروس و ٧ من الاباء الرهبان و ١١ من الأساتذة والطلاب.
ويقوم الوفد بجولة في الأديرة القبطية للرهبان والراهبات، وهي أديرة منطقة وادي النطرون، الأنبا بيشوي، السريان، البراموس، إلى جانب دير القديس مقاريوس ببرية شيهيت. وديري القديس الأنبا أنطونيوس والقديس الأنبا بولا بالبحر الأحمر وكذلك ديري الشهيد مارجرجس والشهيد أبي سيفين بمصر القديمة وأيضا الكلية الإكليريكية بالأنبا رويس ومعهد الدراسات القبطية.