يام قليلة تفصلنا عن إجراء انتخابات لبطريرك الكنيسة الأريترية الجديد، وذلك وفقًا لما قرره المجمع المقدس في جلسته الأخيرة تشكيل لجنة انتخاب مكونة من ثلاثة أعضاء للإشراف على الانتخابات القادمة للبطريرك الجديد، وذلك بإشراف وفد من الكنيسة الأرثوذكسية، وذلك استنادًا إلى البروتوكولات المعتمدة داخل الكنيسة الأرثوذكسية، وبالأخص مع الكنيسة الأرثوذكسية الإريترية
وقال كريم كمال، الباحث الكنسي، إن كنيسة التوحيد الأرثوذكسية الإريترية تعتبر جزء من الكنائس الأرثوذكسية المشرقية، وقد منحها الاستقلال الراحل قداسة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية بالإسكندرية في عام 1994 وذلك بعد عام من حصول إريتريا على استقلالها عن إثيوبيا، ثم رسم شنودة الثالث خمسة أساقفة لكنيسة التوحيد الأرثوذكسية الإريترية في 19 يونيو 1994 في كاتدرائية مارمرقس القبطية الأرثوذكسية في القاهرة.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ«الدستور»، وأدى ذلك إلى تشكيل مجمع مقدس محلي لإريتريا، كما وافق قداسة البابا شنودة الثالث على أن البطريرك المنتخب سيكون قادرًا على تكريس أساقفته ومطارنة للكنيسة الإريترية يحمل بطريرك إريتريا أيضًا لقب أبونا مثل كنيسة التوحيد الأرثوذكسية الإثيوبية.
من هو بطريرك أريتريا الأول
وكشف كمال كيفية اختيار بطريرك الأول قداسة أبونا فيلبس الأول، قائلًا: ولد في مقاطعة إريتريا الخاضعة إنذآك سياسيًا وإداريًا للتاج الأثيوبي والتابعة كنسيًا وروحيًا لنيافة المطران القبطي الجالس على كرسي الإمبراطورية الأثيوبية.
وتابع: وكان ميلاده في ٢٤ سبتمبر سنة ١٩٠٥، وقد التحق للدراسة في مدرسة الأولاد بدير "دبرا بيزين" الذي يعد أشهر الأديرة الإريترية وأعظمها شأنًا، وهذا الدير لا يمكن الوصول إليه بالسيارات بل بالدواب أو بالطائرة الهليكوبتر، ويحصل الدير على مياهه من الأمطار المتساقطة.
زيارة رئيس أرتيريا للبابا شنودة لإنشاء كنيسة وطنية مستقلة
وتابع: في أكتوبر سنة ١٩٩٠م اختار قداسة البابا شنوده الثالث، إثنين من الأباء الرهبان الإريتريين من خريجي الكلية الإكليريكية القبطية بالقاهرة ورسمهما أساقفة عموميين بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية كان أحدهما هو نيافة أنبا فيلبس وكان يبلغ من العمر إنذآك الخامسة والثمانون وفي يوليو سنة ١٩٩٣ م زار الرئيس الإريتري "أسائياس أفوركي" قداسة البابا شنوده الثالث بالمقر البابوي بالقاهرة ونقل إلى قداسته رغبة إريتريا دولةً وكنيسةً وشعبًا في أن يكون لهم كنيستهم الوطنية المستقلة.
وتابع: وبعد فحص ودراسة هذا الطلب على المستوى الرسمي بين الجانبين القبطي والإريتري، وتبادل الخطابات الرسمية بينهما، وفي مارس سنة ١٩٩٤ م تم اختيار خمسة من رؤساء الأديرة الإريتريين لرسامتهم أساقفة على كنيسة إريتريا بعد فترة من الدراسة اللاهوتية المكثفة بالقاهرة وكان نيافة أنبا مكاريوس الأسقف العام الإريتري قد سبق وقام بترجمة المواد الدراسية لهؤلاء الأباء إلي اللغة التجرية "لغة إريتريا".
الصلوات أقيمت باللغة التجرية
وأضاف: في ١٩ يونيو الموافق يوم عيد العنصرة لسنة ١٩٩٤ م قام قداسة البابا شنوده الثالث ومعه أحبار الكنيسة القبطية ومعهم نيافة الأنبا فيلبس برسامة الأباء الخمسة في رتبة الأسقفية للكنيسة الإريترية هذا وقد أقيمت صلوات طقس الرسامة بخمس لغات هي" العربية والقبطية والإنجليزية والفرنسية والتجرية".
اختيار بطريرك أريتريا
وتابع: وشارك خورس من شمامسة الكنيسة الإريترية بالألحان الكنسية الإريترية في هذا اليوم المبارك وكان ذلك بحضور الآلاف من الشعب القبطي والزائرين الإرتيريين كهنةً وشعبًا. وبعدها تم تجليس الأباء الأساقفة الإريتريين على كراسيهم بإريتريا
ولفت: وفي ١٥ أبريل سنة ١٩٩٨ م أوفد قداسة البابا شنوده الثالث نيافة الأنبا بيشوي مطران كرسي دمياط وسكرتير المجمع المقدس إنذآك إلى العاصمة الإريترية أسمرة بناءً على طلب الكنيسة الإريترية الأرثوذكسية لحضور اختيار أول بطريرك لكنيسة إريتريا وقد تم اختيار نيافة أنبا فيلبس.
وعن كواليس رسامة أول بطريرك للكنيسة التوحيدية قال كريم كمال، إنه في مساء يوم الخميس الموافق ٧ مايو سنة ١٩٩٨ م بالكاتدرائية المرقسية الكبرى بالقاهرة ترأس قداسة البابا شنوده الثالث عشية تتويج الأنبا فيلبس كأول بطريرك للكنيسة الإريترية حيث تم رشم الملابس الكهنوتية وإلباسه الإسكيم المقدس لكي يمكنه بعد ذلك إلباسه لمن يستحق من الأباء الرهبان ورؤساء الأديرة الإريتريين. لأنه طبقًا للتقاليد الكنسية لا يقوم بإلباس الإسكيم لأحد من الرهبان إلا من كان هو لابسًا للإسكيم. لذلك حضر قداسة البابا شنوده الثالث عشية التتويج وهو مرتديًا إسكيمه المقدس فوق بدلته الكهنوتية
وتابع: وفي صباح اليوم التالي ٨ مايو الموافق عيد الشهيد مار مرقس الرسول لسنة ١٩٩٨ م تمت رسامة أنبا فيلبس بطريركًا على الكنيسة الإريترية الأرثوذكسية بمشاركة ستون من الأحبار الأجلاء المطارنة والأساقفة ٥٤ من الأقباط و٦ من الإريتريين.
وأضاف: بذلك أصبحت كنيسة إريتريا الأرثوذكسية كنيسة تتمتع بالاستقلال الذاتي وفي ٢٩ مايو سنة ١٩٩٨ م توجه قداسة البابا شنوده الثالث وبصحبته قداسة البطريرك الإريتري أبونا فيلبس الأول والوفد المرافق لهما إلى العاصمة الإريترية أسمرة لتجليس قداسة البطريرك الجديد على كرسيه. وقد استقبلته الأوساط السياسية والدينية بحفاوة وترحيب وكان في مقدمة المستقبلين الرئيس الإريتري أسائياس أفوركي.
وأضاف: ورحل عن العمر مائة وإثنين سنة.. وقد نعته الكنيسة القبطية متمثلة في قداسة البابا شنوده الثالث والمجمع المقدس في جريدة الأهرام المصرية في عددها الصادر يوم الخميس ١٩ سبتمبر سنة ٢٠٠٢، وقد ترأس قداسة البابا شنوده الثالث صلاة الجنازة على روحه الطاهرة في مساء يوم الجمعة الموافق ٢٠ سبتمبر سنة ٢٠٠٢ م بالعاصمة الإريترية أسمرة.
وأضاف كمال: أما البطريرك الأخير للكنيسة فكان أبونا كيرلس وهو البطريرك الخامس وأقيم في حياة المتنيح أبونا انطونيوس بطريرك الكنيسة الأرتيرية الثالث والذي أقيل وكان تحت الإقامة الجبرية من 2006 وفي وقت حبسه اقيم ابونا ديسقورس بطريرك مكانه سنة 2007 وقتها رفض البابا شنودة الاعتراف بشرعيته لوجود أبونا انطونيوس على قيد الحياة.. وتنيح أبونا ديسقورس سنة 2015
في مايو 2021 اختير ابونا كيرلس ليكون البطريرك وفي فبراير 2022 تنيح ابونا انطونيوس في محبسه.
وتابع: في شهر أبريل قابل قداسة البابا تواضروس الثاني راهبة ارتيرية من قبل بطريرك إريتريا وفي قداس القيامة تم ذكر إسمه ابونا كيرلس ثم حل ضيفا علي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مصر.
وأضاف كمال، تولى أبونا كيرلس الأول الكرسى البطريركي في فترة زمنية قصيرة نسبيًا أعطى قداسته بالتشاور مع المجمع المقدس الأولوية لمجالات التدخل الرئيسية وشرع في إنجاز بعض المهام الرسولية الكبرى في العديد من المجالات الرعوية.
واختتم: ومن الأمور المفرحة للغاية هي عودة كنيسة التوحيد الارتيرية لحضن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية مرة أخرى وتجلى ذلك بوضوح بإرسال كنيسة التوحيد الارتيريا الأرثوذكسية وفد رفيع المستوى منذ أيام لمقابلة قداسة البابا تواضروس الثاني من أجل مشاركة الكنيسة القبطية في عملية انتخاب البطريرك الجديد في شهر ديسمبر الجاري وايضًا الاشتراك في صلوات الرسامة لتبدأ صفحة جديدة من علاقات الإخوة والشراكة بين الكنيسة الام وهي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وكنيسة أرتيريا الأرثوذكسية.