باحث فى الشأن الإيرانى لـ"الدستور": الحملة الصاروخية قرارًا سياسيًا أكثر منها عسكريًا ورسالة واضحة
02.10.2024 04:00
اهم اخبار العالم World News
الدستور
باحث فى الشأن الإيرانى لـ
حجم الخط
الدستور

قال محمد محسن أبو النور الخبير في الشؤون الإيرانية، إنهزبعد انقسامات عميقة داخل مراكز صنع القرار في طهران حول كيفية الرد على التصعيد الإسرائيلي، اتخذت إيران قرارًا بشن حملة صاروخية على إسرائيل مساء الثلاثاء. 

 

وأضاف “أبوالنور”، في تصريحات خاصة لـ الدستور، أنه حتى الآن، لا توجد معلومات دقيقة حول أنواع الصواريخ المستخدمة، ولكن هناك تقارير عن إطلاق حملتين كبيرتين، كل منهما تضم نحو 200 صاروخ، والتي أصابت أهدافًا في تل أبيب.

 

صواريخ باليستية الايرانية 

وأوضح أن الصواريخ الباليستية الإيرانية تستغرق  ما متوسطه 7 دقائق لقطع المسافة التي تقدر بنحو 1500 كم بين إيران والأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث تسعى إيران من خلال هذه الحملة إلى إرسال رسالة لتل أبيب بأن سلوك نتنياهو يجب أن يتوقف، استجابةً لضغوط قادة حزب الله والجماعات الأخرى.

 

وتابع: “على هذا النحو يتضح أن إيران حسمت أمرها وقررت القيام بعملية صاروخية من شأنها إفهام تل أبيب أنه من الضروري وضع حد لسلوك نتنياهو بناء على ضغوط ومطالبات من قادة حزب الله وقادة الجماعات الأخرى بضرورة التدخل، وإلا سقطت هيبة القيادة بين الوكلاء والحلفاء والشركاء”.

 

وأشار إلى أن العامل الثاني والمهم أن إيران رأت أنها بهذه العملية تحمي نظريتها الخاصة حول "أمنها القومي"، إذ إنها لو صمتت على الاجتياح البري للبنان وبالتالي السماح لإسرائيل بتدمير البنى التحية الأساسية لقوة الرضوان التابعة لحزب الله؛ فمعنى ذلك أن أراضيها نفسها وبيتها نفسه سيكون الهدف التالي لبنيامين نتنياهو، إضافة إلى أن ترك حزب الله فريسة سهلة  من دون ظهير يحميه لإسرائيل معناه فقدان كل ما أنفقته على هذا الحزب في أكثر من 40 عاما، وهو الذي يعد أقوى أذرعها على الإطلاق، وهو الآن أقوى جماعة مسلحة تمتلك أسلحة ثقيلة في العالم وربما في التاريخ.  

 

وأشار إلى أن القرار بهذه الحملة وهو بالتأكيد قرار سياسي قبل أن يكون عسكريا وهو ليس إعلان حرب؛ والدليل أن بعثة إيران لدى الأمم المتحدة قالت في بيان أنه إذا تجرأت إسرائيل على الرد أو ارتكبت أعمالا خبيثة فسيكون رد طهران مدمرا، وهو ما يعني توقع إيران أن إسرائيل لن ترد تماما كما لم ترد في عملية الثالث عشر من إبريل عام 2024م.

 

وأكد أن تلك الحملة الصاروخية ليست إلا رسالة من طهران إلى واشنطن في المقام الأول وهي التي تدير تل أبيب، ومفاد الرسالة أن إيران لن تبقى في وضع المتفرج في الشرق الأوسط بينما يقوم نتنياهو بالنقلات المتتالية واحدة تلو الأخرى من غزة إلى لبنان إلى اليمن من دون أي نقلة مقابلة من الطرف الآخر الذي يجلس بصبره الإستراتيجي على رُقعة الشطرنج.

 

ويرى “أبوالنور”، أن إيران تعتبر أن صمتها على التوغل الإسرائيلي في لبنان يعني تعرض أراضيها أيضًا للخطر، مما يهدد أمنها القومي، كما أن عدم تقديم الدعم لحزب الله في هذه المرحلة يعني خسارة كل ما أنفقته إيران عليه خلال الأربعين عامًا الماضية، وهو الذي يُعتبر أحد أقوى أذرعها العسكرية.

 

وتابع أن الحملة الصاروخية تُعتبر قرارًا سياسيًا أكثر منها عسكريًا، حيث أكدت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة أن أي رد من إسرائيل سيواجه بعواقب مدمرة، وتعكس هذه الحملة رسالة من طهران إلى واشنطن، مفادها أنها لن تظل متفرجة بينما تستمر التحركات الإسرائيلية المتكررة في المنطقة دون أي رد من قبلها.

اترك تعليقا
تعليقات
Comments not found for this news.