قررت القيادة العليا في جيش الاحتلال الإسرائيلي اتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة النقص الكبير في صفوف جيش الاحتلال بعد الخسائر التي تكبدها في حربي غزة ولبنان، والتي أسفرت عن سقوط 12 ألف مجند بين قتيل ومصاب، حسبما نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية.
وتابعت الصحيفة أن قيادة جيش الاحتلال قررت إنشاء لواء مشاة جديد، وهو أول لواء مشاة يتم إنشاؤه منذ تأسيس لواء كفير قبل نحو 20 عامًا.
عجز كبير في صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي
وتابعت الصحيفة أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يعاني حاليًا من عجز كبير في عدد الجنود النظاميين، ما دفعه إلى محاولة تجنيد جنود سابقين من الفئات العمرية الأكبر سنًا (40 إلى 60 عامًا) لإنشاء وحدات احتياط جديدة، ورغم الحوافز المقدمة، فإن هذه المبادرات لم تحقق حتى الآن سوى نجاح محدود وتعتمد بشكل رئيسي على متطوعين.
وأضافت أن الواقع الأمني المتوتر يمتد إلى جميع الجبهات، حيث يعاني الجنود المنتشرون في منطقة وادي عربة، المعروفة تاريخيًا بهدوئها النسبي، من ضغوط كبيرة في الخدمة، مع استراحات قصيرة لا تتجاوز أربعة أيام بعد 17 يومًا من الخدمة المستمرة.
علاوة على ذلك، فإن جيش الاحتلال الإسرائيلي يدرس حاليًا تنفيذ خطة جديدة تقضي بإبقاء قواته في عمق قطاع غزة بعد أي هجوم عسكري جديد، بدلًا من سياسة "الاجتياحات المحدودة" التي تعرضت لانتقادات بسبب محدودية نتائجها.
ورغم جهود قيادة جيش الاحتلال لتخفيف العبء عن جنود الاحتياط، فإن هؤلاء الجنود لا يزالون يواجهون ضغوطًا كبيرة، ويحاول جيش الاحتلال الإسرائيلي الحد من فترة الخدمة المستمرة لجنود الاحتياط، بحيث لا تتجاوز الشهرين ونصف الشهر خلال عام 2025، إلا أن الكثير منهم قد يضطرون للمشاركة في فترتين من الخدمة المكثفة في أقل من عام واحد.
علاوة على ذلك، تشير معطيات الجيش إلى أن ما بين 50% و70% فقط من جنود الاحتياط المدعوين للخدمة يستجيبون لهذه الدعوات، نظرًا للضغوط الكبيرة التي تعرضوا لها خلال العام الماضي، والتي أثرت سلبًا على حياتهم المهنية، دراستهم الجامعية، وأوضاعهم الأسرية.
وأوضحت الصحيفة أن الأزمة الحالية في القوى البشرية داخل جيش الاحتلال الإسرائيلي تعكس تحديات استراتيجية كبيرة تواجه المؤسسة العسكرية في ظل تصاعد التهديدات الأمنية وتوسع نطاق العمليات العسكرية.