تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بفترة صوم الرسل التي تنتهي يوم 12 من شهر يوليو الجاري، وعلى خلفية الاحتفالات شرح القمص يوحنا نصيف راعي الكنيسة القبطية الارثوذكسية في شيكاغو، في تصريح له قصّة اختلاف بولس وبرنابا حول اصطحاب القدّيس مرقس.
وقال إنه توسَّم برنابا في القدّيس مرقس خادمًا واعدًا، كما توسَّم في شاول الطرسوسي من قبل.. وخاصّةً أنّ يوحنّا الملقَّب مرقس كان يعرف أكثر من لغة كاليونانيّة واللاتينيّة بالإضافة إلى العِبريّة.. فدعاه أن يذهب معهم لأنطاكية، ويخدم مع برنابا وبولس هناك، ثمّ ذهب معهم في رحلتهم الكرازيّة الأولى.
بينما فارقهما القديس مرقس، ورجع إلى أورشليم (أع13:13).. لأسباب غير مؤكَّدة حتّى الآن.. وهذا لم يستحسنه القدّيس بولس، كما اختلف الرسولان برنابا وبولس على اصطحاب القديس مرقس معهما في رحلتهما الكرازيّة الثانية.. واحتدّ الاختلاف، حتّى أنّهما تفارقا.. وانتهى الأمر بتكوين فريقين تقاسما منطقتيّ الخدمة؛ قبرس وآسيا الصغرى.. هكذا نرى أنّه آلت الأمور إلى انتشار الإنجيل، واتّساع الخدمة، وضمّ المزيد من الخدّام، مثل سيلا..!
ونلاحظ أنّ الاختلاف لم يتسبّب في عداوة أو تحزُّب أو مرارة في قلب الخُدّام، فهذه أمور دخيلة على المسيحيّين.. لأنّهم جميعًا مولودون من الله، وأعضاء في جسد واحد، ويتغذّون بروح واحد، ولهم هدف واحد هو تمجيد الله الثالوثي، ونموّ مملكته السماويّة في القلوب.. هذا وسنقرأ بعد هذه الحادثة بأكثر من عشر سنوات، أنّ القدّيس بولس أثناء سجنه الأوّل بروما، طلب القدّيس مرقس ليساعده في الخدمة الممتدّة في بلاد إيطاليا.. ولم يرفض مارمرقس الطلب، بل بعد أنّ أسّس الكنيسة في مصر، ذهب باتّضاع ومحبّة وكرز مع القدّيس بولس، وأسّس الكنائس في أكويلا وفينيسيا بإيطاليا.. ويَذكُرُه القدّيس بولس ضمن مجموعة الخدّام الذين معه في رسالته إلى فليمون، كما أنّه أيضًا يَذكُرُه بالخير في آخر رسائله قبيل استشهاده في سجنه الثاني، ويصفه بأنّه نافع لي للخدمة.
لا مانع أن نختلف، ولكنّنا نحرص على حفظ المحبّة الأخويّة، والاحترام بعضنا لبعض.. لا مانع أن نختلف، ولكنّنا في نفس الوقت نؤمن أنّنا لسنا معصومين من الخطأ، والرأي الآخَر قد يكون به الكثير من الصواب، وهو بالتأكيد مفيد لنا..لا مانع أن نختلف، ولكنّ الكنيسة تتّسع لنا جميعًا، كلّ واحد في مجاله.. ولا يجب أن نستبعد أو نعزل أحدًا، إلاّ المُخَرّبين إذا تواجدوا..لا مانع أن نختلف، ولكنّنا سنعكف على كلّ ما هو للسلام وما هو للبنيان بعضنا لبعض لا مانع أن نختلف، ولكن يلزمنا أن نحفظ وحدانيّة القلب، وننكر ذواتنا، ونتعاون لنمو الكنيسة، ولتمجيد اسم الله..