حررت القوات العراقية، خلال تقدمها في عمليات استعادة مدينة الموصل، شمال البلاد، مواطنين مسيحيين من الذين اختطفهم تنظيم "داعش"، في وقت سابق من عام 2014، من المناطق التاريخية القديمة بمحافظة نينوى.
وتسلط "سبوتنيك" الضوء على أبناء المكون المسيحي الذين استطاعوا النجاة بأعجوبة من قبضة تنظيم "داعش" الذي أرغمهم على اعتناق الدين الإسلامي، والتخلي عن ديانتهم التي يعود تاريخها إلى ما قبل ظهور الإسلام، بعدما هددهم بالذبح وتحت التعذيب ومنها سلخ الجلد وحرقه.
وحصلت مراسلتنا في العراق، من موثق مسيحي، على تسجيل مصور حديثا، للحظة نقل مواطنين مسيحيين اثنين صديقين، ينحدران من بلدة قرة قوش السريانية الواقعة على بعد نحو 32 كم جنوب شرق مدينة الموصل مركز نينوى، بعد تحريرهما من سطوة تنظيم "داعش" في إحدى مناطق الساحل الأيمن للمدينة.
وتم نقلهما باتجاه سهل نينوى، حيث تكفلت الوحدات المسيحية بنقلهما إلى بر الأمان.
وتحدث العميد بهنام عبوش، قائد وحدات حماية سهل نينوى، لمراسلتنا، اليوم الأربعاء 22 مارس/آذار الجاري، عن المواطنين المسيحيين الذين تم تحريرهم حتى الآن من داخل مدينة الموصل في ساحليها الأيسر والأيمن، ومحيطها، كاشفا، أنه "تم تحرير 14 مسيحيا حتى الآن، أربعة منهم حرروا حديثا من أيمن الموصل، وفي وقت سابق ضمن عمليات تحرير الساحل الأيسر تم إنقاذ خمسة أشخاص، رجلين وامرأتين وطفل، ومن قضاء تلكيف شمال غرب البلاد، حرر خمسة أيضا، ثلاث نساء مع رجلين".
ويقول عبوش إن المحررين من قبضة تنظيم "داعش"، عليهم آثار رعب واضحة، حتى أنهم لم يبوحوا لنا عند وصولهم عما حصل لهم من تعذيب لدرجة أنهم تصوروا أننا لسنا معهم وضدهم، مشيرا ً إلى أن أغلب الذين تم تحريرهم نقلوا إلى منطقة عين كاوا بإقليم كردستان العراق، إلى ذويهم.
من جهته كشف الموثق جميل الجميل، في حديث لمراسلتنا، عن تعرض أحد المواطنين الظاهر في التسجيل المصور، لتعذيب من قبل تنظيم "داعش" عندما أجبروه على اعتناق الدين الإسلامي.
وأضاف الجميل نقلا عن شهادة الناجي، وهو رجل كبير في السن لجأ هو وصديقه إلى التسول في أيمن الموصل، بسبب الفقر والجوع وفقدانهم لكل ما يملكون في بلدتهم قرة قوش التي اقتادهم الدواعش منها لارتهانهم كدروع بشرية ومصادرة أموالهم وممتلكاتهم واعتبارها غنائم للتنظيم.
ويقول الجميل إن عناصر تنظيم "داعش" أحرقوا يد أحد الناجين، الكبير بالسن، بسبب وشم "الصليب" على ذراعه التي كان أثر التعذيب واضحا عليها بشكل مخيف.
ولفت الجميل إلى أن 52 شخصا بينهم نساء من المكون المسيحي مازالوا بقبضة تنظيم "داعش" في إحدى مناطق الساحل الأيمن الذي يشهد تقدما عسكريا للقوات العراقية منذ 19 فبراير/شباط الماضي لاقتلاع تنظيم "داعش" الإرهابي من كامل مدينة الموصل.