
زخم إعلامي سيطر على أجواء احتفالات عيد الأضحى المبارك بدأ بتداول مقطع مصور لشاب مصري أراد أن يوثق علاقات الشعبين المصري والكويتي بعد واقعة الشاب المصري المعتدى عليه في الكويت أثناء مزاولة عمله، فأساء استخدام الفكرة والتى طالب فيها بحرق العلم الكويتى مقابل مادي ووجد نفسه فى لحظات حديث الساعة حتى انتهى الأمر بإلقاء القبض عليه من قبل السلطات والتحقيق معه.
وفي التفاصيل، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو تضمن دعوة لحرق علم الكويت مقابل جائزة مالية، لتصدر سفارة الكويت في القاهرة إثر ذلك بيانا ترد فيه على الواقعة مطالبة باتخاذ الإجراءات اللازمة لردع تلك الممارسات المرفوضة من الشعبين، ولم تتوان الخارجية المصرية، أصدرت بيانا بشكل عاجل ردت فيه على الواقعة، ومؤكدا البيان على عمق علاقات البلدين.
من جهتها، أكدت وزارة الخارجية المصرية على قوة العلاقات الأخوية بين مصر والكويت شعبا ودولة، لاسيما في ضوء اشتراك مواطني البلدين في نضالات مشتركة.
وبعد ساعات من انتشار مقطع الفيديو، أوقفت قوات الأمن المصرية الجمعة أول أيام عيد الأضحى، الشاب الذى قام بنشر مقطع الفيديو الذى روج له على أنه يحرض ضد الكويت.
واعتذر الشاب في مقطع فيديو عن فعلته قائلا: "لقد كانت نيتي طيبة ولم أكن أقصد شيئا، أنا آسف على تصرفي وأعتذر للشعب الكويتي"، مؤكدا أنه لم يقصد الإساءة للشعب الكويتي وحكومته.
وأكدت وزارة الخارجية المصرية، الجمعة، على "قوة العلاقات الأخوية بين مصر والكويت، شعبا ودولة"، مستنكرة "بعض المحاولات على وسائل التواصل الاجتماعي مؤخرا، الساعية إلى الوقيعة بين الشعبين الشقيقين".
وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان، إن مواطني البلدين (مصر والكويت) "اشتركوا في نضالات مشتركة، امتزجت فيها دماؤهم الذكية تضامنا مع بعضهما البعض".
وشددت على أن العلاقات بين البلدين "تتمتع باهتمام الجانبين، وتحظى بحرصهما المتبادل على تنميتها إلى آفاق أرحب، بما يحقق المصلحة المشتركة للشعبين".
وقالت الخارجية المصرية، إنها "تابعت بمزيج من الرفض والاستنكار مؤخرا، بعض المحاولات على وسائل التواصل الاجتماعي، التي تسعى للوقيعة بين الشعبين الشقيقين، وذلك من خلال المس بالرموز أو القيادات من الجانبين.
واعتبرت أن "جهات مغرضة تستهدف العلاقات الطيبة القائمة بين الجانبين، تقف وراء هذه الإساءات".
وأضاف البيان: "تؤكد الوزارة على اعتزاز الجانبين بالجالية المصرية بالكويت والجالية الكويتية في مصر، وبأن أبناء الجاليتين يتمتعان بكل احترام وتقدير، وبما يحفظ حقوقهم وكرامتهم؛ كما أن لهم دورا إيجابيا في تنمية المجتمعات التي يعيشون فيها، وهم يساهمون في تطوير العلاقات الثنائية بين الدولتين".
لم تمر سوى ساعات، و أصدر مجلس الوزراء الكويتي، مساء الجمعة، وقف حركة الطيران مع 7 دول لمدة أسبوع، وذلك بشكل احترازي لحماية المواطنين والمقيمين من انتشار عدوى فيروس كورونا.
وحدد بيان لمجلس الوزراء الكويتي، نشرته وكالة الأنباء الرسمية (كونا)، دول (مصر، لبنان، سوريا، الهند الفلبين، سريلانكا، بنغلاديش)، بحيث يشملها قرار وقف جميع رحلات الطيران القادمة منها والمغادرة إليها.
وقال البيان إن سيمنع دخول القادمين إلى البلاد – من أي جنسية – من حملة الإقامات الصالحة أو سمات الدخول السابقة، وكذلك المحولين من مطارات أخرى، ممن كانوا متواجدين في تلك الدول خلال الأسبوعين الماضيين.
في حين قرر مجلس وزراء الكويت، برئاسة الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، السماح بدخول مواطني الكويت القادمين من الدول السبع المُدرجة على قائمة وقف الطيران، على أن تطبق عليهم إجراءات الحجر الصحي.
وأكد مجلس الوزراء الكويتي أن الإجراءات المُتخذة "لحماية صحة وسلامة المواطنين والمقيمين، بمن فيهم القادمون إلى البلاد من المقيمين فيها أو زائريها ولا تستهدف أفرادًا ولا فئة ولا جنسية ولا دول"، داعية الجميع إلى تفهم قرارتها "تقديرًا لخطورة الوباء"، حسب البيان.
وفى اليوم التالى 1 أغسطس السبت ، نقلت صحيفة "القبس" الكويتية، عن هيئة الطيران المدني بالكويت، قرارها حظر الطيران التجاري إلى 31 دولة من بينهم مصر، وأرجعت قراراها إلى "تعليمات السلطات الصحية ونظرا للوضع والتداعيات المترتبة على انتشار فيروس كوفيد 19 بشأن الدول عالية الخطورة".
وقالت الصحيفة أن قائمة الدول الـ31 تضم إلى جانب مصر«الهند - ايران - الصين - البرازيل - كولومبيا - أرمينيا - بنغلاديش - الفلبين- سوريا - اسبانيا - سنغافورة - البوسنة والهرسك - سيرلانكا - نيبال - العراق - المكسيك - اندونيسيا - تشيلي - باكستان - لبنان - هونغ كونج - ايطاليا - مقدونيا الشمالية - مولدوفا - بنما - بيرو - صربيا - مونتنيجرو - جمهورية الدومنيكان - كوسوفو».
وكانت الحكومة الكويتية قد أعلنت السماح للمواطنين والمقيمين في البلاد بالسفر من الكويت وإليها، باستثناء 7 دول يمنع دخول القادمين منها وهي: بنجلاديش، الفلبين، الهند، سيريلانكا، باكستان، نيبال وإيران.
وكانت مصادر حكومية قد ذكرت لـ «القبس» أن منع مواطني الدول السبع من الدخول قرار صحي لا سياسي، مضيفة أن أغلب القادمين من هذه الدول هم من العمالة المنزلية، إضافة إلى الذين يدخلون البلاد أول مرة ويحتاجون الى عزل صحي قبل عملهم في منازل المواطنين، فضلا عن الأوضاع الصحية الراهنة في تلك البلدان. وذكرت المصادر أن قرار المنع قابل للتغيير والتعديل، وأن أغلب الدول لديها قائمة بمنع دخول مواطني بعض الدول لحين دراسة المؤشرات الصحية العالمية والمحلية.
وفى رد مماثل، أعلنت مصر للطيران إلغاء، السبت، رحلاتها المباشرة بين القاهرة والكويت، بعد إعلانها استئناف الرحلات بمعدل 15 رحلة أسبوعيا، عقب فترة توقف استمر أكثر من 3 أشهر، بسبب أزمة فيروس كورونا المستجد.
و للوقوف على تفاصيل وأسباب القرار الكويتي بشأن دخول المصريين للكويت، أجري وزيري خارجية البلدين اتصالا هاتفيا وصدر بيان توضيحى بالإجراءات اللاحقة.
من جهتها، أكدت الخارجية الكويتية فى بيان للخارجية المصرية ، الأحد 2 أغسطس ، أن قرار وقف رحلات الطيران من مصر إلى العاصمة الكويت، سيكون محل المراجعة خلال الفترة القادمة.
واتفق الوزيران على أن يتواصل وزيرا الصحة في البلدين لتحديد الإجراءات الكفيلة بعودة الأمور إلى طبيعتها تسهيلا لعملية التنقل والتواصل بين البلدين.
كما بحث الطرفان الترتيبات الخاصة بأوضاع الجاليتين المصرية والكويتية، في إطار الحرص على التواصل بين البلدين ضمن العلاقات القائمة بينهما وعلى رعاية مواطني البلدين المقيمين في كل منهما.
وتصدر هاشتاج "مصر الكويت أخوة" تريند موقع التدوينات القصيرة "تويتر" مساء الأحد في الكويت؛ حيث أكد المغردون من البلدين مدى قوة ومتانة العلاقات المصرية الكويتية المشتركة.