أفادت شبكة CNN الأمريكية وفقا لتحليل أجرته للقطات فيديو ومراجعات خبراء الأسلحة المتفجرة، بأنه تم استخدام الذخائر المصنعة في الولايات المتحدة في غارة إسرائيلية مميتة على مخيم للنازحين في رفح.
وأسفرت الغارة، التي وقعت يوم الأحد، عن مقتل ما لا يقل عن 45 شخصًا وإصابة أكثر من 200 آخرين، معظمهم من النساء والأطفال، وفقًا لما ذكرته وزارة الصحة في غزة والمسعفون الفلسطينيون.
وأدى الهجوم العسكري الإسرائيلي على مشارف مدينة رفح الواقعة في أقصى جنوب غزة إلى اشتعال النيران في أجزاء كبيرة من المخيم، مع مشاهد فوضوية لأشخاص، من بينهم أطفال، يحاولون الهروب من الهجوم الليلي. وشوهد رجال الإنقاذ وهم ينتشلون الجثث المحترقة من بين الحطام.
وأثار تكثيف الهجوم الإسرائيلي على رفح، حيث لجأ نحو 1.3 مليون فلسطيني، إدانات دولية. وقد دعت وكالات الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة والعديد من الحكومات إلى الوقف الفوري للأعمال العسكرية الإسرائيلية.
وفي يوم الثلاثاء، توغلت الدبابات الإسرائيلية في رفح، مما يمثل مرحلة جديدة في الصراع الإسرائيلي مع حماس المستمر منذ سبعة أشهر. وتأتي هذه الخطوة وسط انتقادات واسعة النطاق ومطالبات بوقف العنف.
وحددت مقاطع الفيديو التي استعانت بها CNN من مكان الحادث ذيل قنبلة أمريكية الصنع من طراز GBU-39 ذات قطر صغير (SDB)، كما أكد ذلك أربعة خبراء في الأسلحة المتفجرة. كما تم التعرف على قنبلة GBU-39، وهي ذخيرة عالية الدقة مصممة لتقليل الأضرار الجانبية، في مقاطع الفيديو من خلال قسم التوجيه والجناح المميز.
وأشار خبير الأسلحة المتفجرة كريس كوب سميث إلى أنه في حين أن قنبلة GBU-39 تهدف إلى استهداف نقاط مهمة استراتيجيًا بدقة، فإن استخدام أي ذخيرة في المناطق المكتظة بالسكان ينطوي على مخاطر كبيرة.
كما قام تريفور بول، وهو عضو سابق في فريق التخلص من الذخائر المتفجرة بالجيش الأمريكي، بالتعرف على الذخيرة وشرح خصائصها الفريدة.
وتطابقت الأرقام التسلسلية الموجودة على البقايا مع تلك الخاصة بشركة مصنعة مقرها كاليفورنيا لأجزاء قنبلة GBU-39، مما يوفر دليلاً إضافيًا على أصول الذخائر.
وأكد خبراء إضافيون، بما في ذلك ريتشارد وير من هيومن رايتس ووتش وضابط المدفعية السابق بالجيش البريطاني كريس لينكولن جونز، تحديد هوية القنبلة الأمريكية الصنع.
وردا على استفسارات بشأن الذخائر المستخدمة، لجأت نائبة السكرتير الصحفي للبنتاغون سابرينا سينغ إلى السلطات الإسرائيلية للحصول على تفاصيل، كما تم الاتصال بمجلس الأمن القومي الأمريكي للتعليق.
ولا تزال الولايات المتحدة أكبر مورد للأسلحة لإسرائيل، مع استمرار الدعم الكبير لها على الرغم من الضغوط السياسية المتزايدة على إدارة بايدن.
ووقع الرئيس بايدن مؤخرًا على مشروع قانون المساعدات الخارجية الذي يخصص 26 مليار دولار للصراع بين إسرائيل وحماس، بما في ذلك 15 مليار دولار كمساعدات عسكرية لإسرائيل.
وأكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأدميرال دانييل هاغاري أن الغارة استهدفت كبار قادة حماس واستخدمت ذخائر تحتوي على 17 كيلوجرامًا من المتفجرات، تتوافق مع الرأس الحربي التقليدي GBU-39. وأشار هاجاري إلى أن النيران الهائلة الناجمة عن الغارة ربما تفاقمت بسبب الأسلحة المخزنة في مجمع مجاور.
وعلى الرغم من الاعتراف بالضربة باعتبارها "خطأ مأساويا"، فقد التزم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمواصلة العملية العسكرية في غزة، حتى مع تزايد الغضب الدولي والتحذيرات من الولايات المتحدة.