قام قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية بإلقاء عظته الأسبوعية من كنيسة القديسين مار مرقس ومار لوقا بمنطقة المقطم.
بدأ قداسته العظة بقراءة جزءًا من الأصحاح الأول في رسالة بطرس الرسول الثانية والأعداد (٥ – ١١)، وذكر قداسته الطلبات التي ترفعها الكنيسة في القداس الغريغوري، وهي: “ونحن كلنا احسبنا في وحدانية التقوى”، وشرح أن التقوى هي أن يجعل الإنسان الله أمامه ليلًا ونهارًا، وأن الوحدانية هي أن نصير جميعنا واحدًا في خدمتنا وحياتنا، ولذلك في سر الإفخارستيا المسيح يُسلمنا جسده ودمه لكي تصير الكنيسة واحدة.
وذكر قداسته صورًا للوحدانية وهي:
– صلاة القداس.
– فترات الأصوام.
– ليالي التسبحة.
– صلوات الأجبية.
وأوضح قداسته علامات التقوى التي تظهر على الإنسان الذي يسير في طريق التقوى، هي:
– الراضي: الإنسان الغير متذمر ويشعر بالخير، “لَيْسَ أَنِّي أَقُولُ مِنْ جِهَةِ احْتِيَاجٍ، فَإِنِّي قَدْ تَعَلَّمْتُ أَنْ أَكُونَ مُكْتَفِيًا بِمَا أَنَا فِيهِ. أَعْرِفُ أَنْ أَتَّضِعَ وَأَعْرِفُ أَيْضًا أَنْ أَسْتَفْضِلَ. فِي كُلِّ شَيْءٍ وَفِي جَمِيعِ الأَشْيَاءِ قَدْ تَدَرَّبْتُ أَنْ أَشْبَعَ وَأَنْ أَجُوعَ، وَأَنْ أَسْتَفْضِلَ وَأَنْ أَنْقُصَ” (في ٤: ١١، ١٢).
٢- الفرح: الإنسان الذي يتهلل بالروح في شتى نواحي حياته، “الشَّعْبُ الْجَالِسُ فِي ظُلْمَةٍ أَبْصَرَ نُورًا عَظِيمًا، وَالْجَالِسُونَ فِي كُورَةِ الْمَوْتِ وَظِلاَلِهِ أَشْرَقَ عَلَيْهِمْ نُورٌ” (مت ٤: ١٦).
٣- المطمئن:
لذي لا يحمل قلقًا أو همومًا، “أَيْضًا إِذَا سِرْتُ فِي وَادِي ظِلِّ الْمَوْتِ لاَ أَخَافُ شَرًّا، لأَنَّكَ أَنْتَ مَعِي” (مز ٢٣: ٤).
٤- القلب المتسعً:
ويواجه مواقف الحياة بقلب متسعًا، ليس كالابن الأكبر في مَثَل الابن الضال، الذي عندما عَلِم بعودة أخيه لم يدخل البيت، “فَغَضِبَ وَلَمْ يُرِدْ أَنْ يَدْخُلَ” (لو ١٥: ٢٨).
٥- محروسًا من عدو الخير:
، لأن الله يحافظ عليه ويحيطه بالملاك الحارس.
وقال قداسته اأوجه التشابه بين التقوى والتجارة من خلال الآية “وَأَمَّا التَّقْوَى مَعَ الْقَنَاعَةِ فَهِيَ تِجَارَةٌ عَظِيمَةٌ” (١تي ٦: ٦)، كالتالي:
– في التجارة يتم استخدام الموارد بطريقة صحيحة، “قَدِّمُوا فِي إِيمَانِكُمْ فَضِيلَةً، وَفِي الْفَضِيلَةِ مَعْرِفَةً، وَفِي الْمَعْرِفَةِ تَعَفُّفًا، وَفِي التَّعَفُّفِ صَبْرًا، وَفِي الصَّبْرِ تَقْوَى” (٢بط ١: ٥، ٦)، وينبغي أن يستثمر الإنسان كل الفضائل التي لديه.
في التجارة توجد مخاطرة، وإذا اعتمد الإنسان على الله تتكلل المخاطرة بالنجاح، “إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعْنِي، “فَإِنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا” (مت ١٦: ٢٤، ٢٥).
في التجارة يوجد ربح، “وَكُلُّ مَنْ تَرَكَ بُيُوتًا أَوْ إِخْوَةً أَوْ أَخَوَاتٍ أَوْ أَبًا أَوْ أُمًّا أَوِ امْرَأَةً أَوْ أَوْلاَدًا أَوْ حُقُولًا مِنْ أَجْلِ اسْمِي، يَأْخُذُ مِئَةَ ضِعْفٍ وَيَرِثُ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ” (مت ١٩: ٢٩).
كما أشار قداسته إلى أصحاب التقوى المزيفة، حيث يكون الإنسان محبًا لذَاته، ويحيا غارقًا في الخطايا، “لكِنِ اعْلَمْ هذَا أَنَّهُ فِي الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ سَتَأْتِي أَزْمِنَةٌ صَعْبَةٌ، لأَنَّ النَّاسَ يَكُونُونَ مُحِبِّينَ لأَنْفُسِهِمْ، مُحِبِّينَ لِلْمَالِ، مُتَعَظِّمِينَ، مُسْتَكْبِرِينَ، مُجَدِّفِينَ، غَيْرَ طَائِعِينَ لِوَالِدِيهِمْ، غَيْرَ شَاكِرِينَ، دَنِسِينَ،… لَهُمْ صُورَةُ التَّقْوَى، وَلكِنَّهُمْ مُنْكِرُونَ قُوَّتَهَا” (٢تي ٣: ١ – ٥).
وأوضح قداسة البابا أن الإنسان يعيش في وحدانية التقوى من خلال:
– سلوك المحبة الدائمة، وأن يحب الإنسان الآخر ولا يحب سلوكه الخاطئ، ويقدم المحبة الصافية والخالصة، “فَإِنَّ هذِهِ هِيَ مَحَبَّةُ اللهِ: أَنْ نَحْفَظَ وَصَايَاهُ. وَوَصَايَاهُ لَيْسَتْ ثَقِيلَةً” (١يو ٥: ٣).
وضع الأبدية والسماء هدفًا دائمًا أمام عينيه، “تَمَسَّكْ بِمَا عِنْدَكَ لِئَلاَّ يَأْخُذَ أَحَدٌ إِكْلِيلَكَ” (رؤ ٣: ١١).
– ممارسة وسائط النعمة على الدوام، من خلال الإنجيل والصلاة والأسرار، والحياة في التقوى، “فَرِحْتُ بِالْقَائِلِينَ لِي: «إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ نَذْهَبُ»” (مز ١٢٢: ١).